صنعاء نيوز/سجاد تقي كاظم -

كارثة الكوارث ترسل حامليها للتهلكة.. الاولى اطلقها السنة (القاعدة وداعش هم حماة اهل السنة).. والثانية اطلقها شيعة (جيش مهدي الذي جمد ثم الحشد.. هم حماة الشيعة).. فلا داعش حماة اهل السنة.. ولا الحشد حماة حقيقيين.. لاهل الشيعة بمنطقة العراق.. والدنيا دواره وليفهمها الجميع.. فداعش تريد تؤسس دولة الخلافة العابرة للحدود بالحديد والنار، والحشد يريد يؤسس دولة الولاية الايرانية العابرة للحدود...وتأمين ممر بري لايران للمتوسط.. والعراق بالنسبة لكليهما مجرد ولاية او امارة كمحطة انتقالية لهما.. لتجنيد مرتزقة ليتوسعون بعدها للخارج..

وكلاهما (نظام الخلافة) و(نظام ولاية الفقيه) وجد الاخر يعوق تحقيق احلامه.. فتحاربوا ليس لخاطر عيون شعوب منطقة العراق.. بل لاهداف توسعية عابرة للحدود.. والدليل بان زعماء الحشد ونوري المالكي انفسهم يصرحون بان (الحشد سوف يقاتل ليس فقط بالمثلث السني العربي وفي سوريا ويزج بكوردستان بل في افغانستان واليمن والخليج.. الخ).. حاله بذلك حال داعش ومشروعها التوسعي.. .. ولا ننسى تصريحات سابقة لعلي يونسي المسؤول الايراني ان ايران اصبحت امبراطورية عاصمتها بغداد، وتصريح قائد بالحرس الثوري.. بان لدى ايران 200 الف من المسلحين التابعين والموالين لها.. باربع دول بالمنطقة..

لذلك يجب ان يعي المكون الشيعي العربي بمنطقة العراق، بضرورة الحذر.. فلا تربطون مصيركم ولا تختزلونها بايران ومليشية الحشد التي تجهر بالولاء لنظام طهران وزعيم ايران خامنئي.. حتى لا تقعون بنفس مصير السنة العرب (عندما ربطوا انفسهم بصدام ثم بالقاعدة ثم بداعش) وفي كل منها تدور الدنيا ويكونون هم الخاسرين.. بالمحصلة.. وهذه الرسالة موجهة كذلك لشيعة لبنان الذين رهنت ايران مصيرهم بحزب موالي لها (حزب الله لبنان).. وعرضت (حسن نصر الله) الذي يجهر بان لبنان جزء من الجمهورية الايرانية الاسلامية وقائده هو خامنئي.. بالمحصلة استراتيجية ايران (اختزال شيعة لبنان بحزب سياسي اواحد).. يتم توجيهه عبر (ولي الفقيه الايراني) من طهران؟؟

وكذلك فعلت باليمن مع الحوثيين اي مسخت جيوش المنطقة وصنعت جيوش للحرس الثوري رديفة في كل منها تجهر بولاءها لايران.. وكذلك شرعت ايران الخيانة والعمالة لها.. واعلموا بان ايران.. تريد شيعة ضعفاء (يتكئون على ايران) ولا تريد دول للشيعة العرب قوية..يضعف نفوذ ايران بينها.. و (حتى يبقى لايران نفوذها مستغلة ضعف الشيعة)..

ونسال من اتهم (المقبور صدام بانه عميل امريكي)؟؟ في وقت صدام لم يعلن ولاءه لدولة اجنبية، ولم يضع صور زعماء اجانب خلف ظهره بجلساته او بالساحات العامة، ولم يقل ان (زعيم امريكا هو الامام القائد)؟؟ فيطرح سؤال.. (ماذا عن مليشيات تعلن ولاءها علنا لزعيم ايران خامنئي القائد العام للقوات المسلحة الايرانية حسب الدستور الايراني.. ويصفونه (بالامام القائد)؟؟ ويعلنون البيعة لنظام ايران ولاية الفقيه على العراق)؟؟ وبعد ذلك يصفهم البعض بالوطنية والمقدسين)؟؟ علما كل قيادات الحشد هي من اتباع ولاية الفقيه ولا يوجد برئاسة الحشد شخص يتبع السيدالسستاني وجميعهم اتباع ايران ومن ربتهم ايران منذ شبابهم حتى شيبوا.. كالمهندس العامري..

ونتسائل ايضا.. هناك من اتهم (الكورد) بانهم (عملاء) لمجرد رفع علم اسرائيلي من قبل افراد بكوردستان؟؟ فكيف من يضع صور زعماء اجانب ويعلن الولاء لدولة اجنبية؟؟ وبعدها يصفونه بالوطني؟؟ ونقصد مليشيات الحشد وصور خميني وخامنئي زعماء ايران التي يرفعونها.. ويبايعون النظام الايراني وحاكمه على حساب السيادة بمنطقة العراق.. فروحاني الرئيس الايراني يعلن بكل استفزاز بان اي قرار مصيري في شمال افريقيا والخليج والعراق وسوريا ولبنان واليمن (لا يمر الا عبر طهران)؟؟ اليس هذه (انتهاك لسيادة تلك الشعوب والدول مجتمعة)؟؟ اليس ذلك دليل بان ايران تشل دول المنطقة وشعوبها من اجل الهيمنة عليهم لعقد صفقات على حسابهم لمصالح ايران القومية العليا.


ونجيب عن تساؤل زعماء المليشيات (لماذا على ايران ان تخرج مليشياتها من العراق) ولا يتكلم احد عن (الوجود الامريكي).. الجواب بمعرفة الفرق بين (الوجود الامريكي) و(الوجود الايراني).. فالوجود الامريكي ليس (وجود ولائي).. بمعنى .. لا تشترط امريكا الولاء لها، وان يعلن البيعة لرئيس امريكي.. وان توضع صور رؤساء امريكا بالشوارع والساحات العامة بوسط وجنوب منطقة العراق.. بالمقابل (الوجود الايراني خطورته هو وجود ولائي).. بمعنى (وجود مشروط بالولاء لنظام ولاية الفقيه الحاكم بطهران، واعلان البيعة لزعيم ايران خامنئي).. ووضع صوره وصور الخميني الايراني بشوارع بغداد ومنها بوسط وجنوب الشيعي العربي المبتلى بالوجود الايراني السيء الصيت.

وبخصوص (التقارب بين بغداد والرياض) اي (بين العراق والسعودية).. الذي هو ضرورة لا بد منها، ننبه هنا المسؤولين السعوديين والاعلام السعودي .. بعدم تكرار مقولة (اعادة العراق للمحيط العربي وعروبة العراق).. لاننا في وقت نقول للكورد (كركوك عراقية).. أي لا تتبع أي قومية او دين او مذهب،، فياتي السعوديين ويقولون (العراق عربي)؟؟ ثم كيف تريدون اعادة العراق ؟؟ وننبه لكلمة (اعادة)، ليطرح سؤال (اعادته باي زمن)؟؟ بزمن صدام لو زمن عارف ؟؟ ام ماذا ؟؟

ثم منطقة العراق بها مكونات قومية ومذهبية و دينية متعددة.. فكيف تختزلون العراق بهوية على اساس العنصر القومي (عنصرية).. في وقت يرفض من يرفض (الطائفية)؟؟ أي هل سوف نستبدل (المذهبية الطائفية بالقومية العنصرية) يا ترى؟؟ ثم ان السعودية جميع سكانها عرب فلا يشكل شعار (عروبة السعودية) خطرا.. على وحدة السعودية.. و لكن الاشارة لهوية قومية للعراق وهو متعدد القوميات تثير العنصرية القومية.. كالذي يقول مثلا (بان العراق مذهبه الرسمي سني او شيعي) ففي كل منها يرفضها من يرفضها لان ذلك يثير الطائفية في منطقة كالعراق متعددة الهويات المذهبية.

ونسال كذلك الاعلام السعودي الذي يصدر منه مقولة (ان الفوضى بالعراق نتيجة دخول امريكا للعراق عام 2003 وما ادى لفراغ احتلته ايران)، سؤالنا للسعوديين (ماذا كان بديلكم لتخليص منطقة العراق من حكم البعث وصدام الذين كنتم تقاطعونه.. والعالم يفرض حصار عليه وعلى العراق، فلا انتم تدعمون أي معارضة لاسقاط صدام، ولم تقدمون بديلا كمشروع وبرنامج لرفع العقوبات عن العراق او تأهيل المقبور صدام او أي شيء).. فهل كنتم تريدون بقاء الحصار وصدام معا على رقاب (شعوب منطقة العراق) الذي يفتك بهم صدام والحصار معا.. وتعارضون بنفس الوقت اسقاط صدام على يد القوات الامريكية..

وردا على تقرير ادعي فيه (بان امريكا تتمسك بوحدة العراق لمواجهة ايران).. سؤالنا (لماذا اذن ايران تتمسك بما يسمونه وحدة العراق)؟؟ وارسلت سليماني لكركوك.. وجيشت جيوشها مع تركيا على حدود كوردستان بدعوى (رفض تقسيم العراق ورفض استقلال كوردستان)؟؟

وننبه لسياسات ايران التي تعكس ليس شرطا بانها دولة شجاعة او قوية.. بل دولة جبانة ضعيفة.. تتخوف من أي مواجهات مباشرة مع ايران على حدودها.. فايران سياسات تورط جماعات ومكونات بازمات.. فجعلت العراق ولبنان واليمن (جبهات امامية لها).. للدفاع عن مصالح ايران القومية العليا.. والاقزام المرتزقة رضوا ان يكونون كلاب حراسة لايران بالعراق والمنطقة.. ونذكر بان ايران لمدة 8 سنوات عجزت عن هزيمة صدام واجتاح صدام الاحواز.. ودك ايران دكا، حتى خرج الخميني يقول (اهون عليه شرب السم الزعاف على انهاء الحرب) التي اضطر لايقاف القتال عام 1988..

لذلك نتبه.. بان ايران تقاتل بدماء غير دماءها وارض غير ارضها واموال غير اموالها بمنطقة العراق واليمن وسوريا ولبنان..بل جهزت جيوش من المرتزقة (كمليشيات)..بمسميات مختلفة من جنسيات غير ايرانية تزجهم بالمعارك والحروب خارج ايران.. لترسل رسالة بان أي قرار مصيري بالمنطقة لا يمكن مروره الا عبر طهران.. واعترف بذلك روحاني جملة وتفصيلا..

لذلك ايران دولة ليست ضمانة لمصالح الشيعة العرب، ولنتذكر في وقت امريكا تضغط على صدام وتقطع علاقاتها معه بالتسعينات.. وتدعم المعارضة لاسقاطه.. كانت ايران تقيم علاقات مع صدام بالتسعينات ولديها سفارة ايرانية ببغداد، والبعث لديه سفارة له بطهران.. كل ذلك بعد اكبر مجزرة ضد الشيعة بالعصر الحديث قام بها صدام بانتفاضة اذار.. التي افشلتها ايران.. بدسها عناصر ايرانية ترفع شعارات (العداء ضد امريكا وترفع صور الخميني).. عام 1991.. في وقت امريكا كانت قد دعت الجيش والشعب لاسقاط صدام..(فاضطرت دول التحالف انذاك لطرح تساؤل.. هل يعقل ان ندعم ثورة لشعب يرفع شعارات الموت لامريكا.. والغرب).. أي يسقطوا الطاغية صدام ليستبدلونه بحاكم ونظام اجنبي ايراني ببغداد معادي لدول التحالف ولامريكا؟

وليس هذا فحسب لم يصل أي وفد من المعارضة انذاك لامريكا للحصول على دعمها وطمأنة امريكا لنظام الحكم بعد سقوط صدام..بل كان العكس.. أي ايران بالمحصلة لم ترحم ولم تقبل ان تنزل رحمة الله.. عام 1991.. فلم ترسل دبابة ايرانية لدعم الانتفاضة، وبنفس الوقت عارضت عمليات اسقاط صدام بنفس الوقت بعد تحرير الكويت.

ولا ننسى بان المعارضة (المحسوبة عراقية) انذاك.. بين (كورد يريدون الاستقلال) و(سنة عرب لم ينتفضون ضد صدام خوفا من وصول الشيعة والكورد للحكم) و(شيعة تصدروا الساحة الشيعية رفعوا شعارات الموت لامريكا واعلنوا ولاءهم لايران ونظامها المعادي لامريكا).. فمن تدعم امريكا انذاك.. ونقصد ببداية التسعينات؟؟ مع وجود الاتحاد السوفيتي ما زال دولة عظمى نووية رفضت هي الاخرى اسقاط صدام وهددت بحرب نووية اذا ما تم اسقاطه عام 1991.. اضافة لدول بالتحالف لتحرير الكويت كنظام حافظ اسد الذي رفض اسقاط صدام ونصح بوش الاب بذلك.. فهل بعد كل ذلك يريد ا لبعض (ان امريكا تخوض حرب عالمية ثالثة، وتجازف ايضا بتبعثر التحالف الثلاثيني لتحرير الكويت.. لخاطر عيون معارضة محسوبة شيعيا ترفع شعارات العداء لامريكا وترفع صور زعماء اجانب كالخميني)؟؟

ونؤكد بان استقلال وسط وجنوب (الشيعة العرب) يعتبر اكبر ضربة لايران.. عكس ما يتصور البعض.. وادركوا حقيقة بان ايران (تدعم احزاب ومليشيات موالية لها ولحرسها الثوري) ولا تدعم الشيعة.. فايران وقفت لجانب ارمينيا المسيحية ضد ا ذربيجان الشيعية بحرب التسيعنات على ناكورنوكرباغ.. وكذلك اقامت ايران علاقات مع صدام بالتسعينات بعد اكبر مجزرة قام بها صدام ضد الشيعة.. وكذلك ايران لم ترسل دبابة ايرانية لدعم الانتفاضة الشيعية العربية بمنطقة العراق عام 1991.. و لكنها ارسل جيوشها لدعم نظام بشار الاسد بسوريا ضد شعبه..

وننبه لملاحظة.. يجب ان يدركها الشيعة ايضا.. بان السنة العرب حكموا منطقة العراق منذ عام 1921.. واختزلوا انفسهم باجهزة عسكرية ونظام حكم ورئيس سني.. بدون ان يؤسسون فدرالية لهم بالمثلث السني.. ضننا منهم ان (الحكم المركزي) كله لهم.. فلماذا يطبقون الفدرالية.. فماذا حصل (سقط صدام وحزب البعث، سقط معه حكم السنة العرب) عام 2003.. في حين الروس حكموا الاتحاد السوفيتي عبر الفدرالية الروسية.. سقط السوفيت.. بقت روسيا بضمان الفدرالية.. وليس (حزب شيوعي او رؤساء سوفيت من اصل روسي).. فهل يدرك الشيعة العرب ما نصبوا ا ليه؟

من كل ذلك يتبين بان الخوف كل الخوف على الشيعة الذين لا يملكون دولة لهم بمنطقة اكثريتهم كالشيعة العرب (40 مليون شيعي عربي محرومين من حقهم بدولة).. في حين شيعة ايران ضامنين وجودهم لامتلاكهم لدولة.. وكذلك الشيعة با ذربيجان ضامنين وجودهم بوجود دولة لهم..

............................

واخير يتأكد لشيعة العراق بمختلف شرائحهم.. ضرورة تبني (قضية شيعة العراق).... بعشرين نقطة.. كمقياس ومنهاج يقاس عليه كل من يريد تمثيلهم ويطرح نفسه لقياداتهم .. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق يتوحدون ككتلة جغرافية وسياسية واقتصادية وادارية.. ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق،.. والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي:
http://www.sotaliraq.com/latestarticles.php?id=222057#axzz4Vtp8YACr
...........................