صنعاء نيوز - وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، السيد مارك لوكوك، إلى اليمن و الاطلاع على الحالة الانسانية في اليمن

السبت, 28-أكتوبر-2017
صنعاء نيوز -

وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، السيد مارك لوكوك، خلال زيارته إلى اليمن حيث اطلع على الحالة الانسانية الكارثية.
جئت إلى اليمن لأفهم بشكل أشمل الأزمة الإنسانية المتدهورة في البلد، بما في ذلك أسرع تفشي لوباء الكوليرا شهده العالم على الإطلاق، وأكبر أزمة انعدام الأمن الغذائي في العالم والأوضاع المرتبطة بالنزوح واسع النطاق للسكان.

وهذه هي أول زيارة لي إلى اليمن كمنسق للإغاثة الطارئة.

وقد صدمني ما رأيته من أثر هائل نتج عن هذا الصراع الذي يتسبب فيه البشر.

التقيت في صنعاء وعدن، وخلال زياراتي إلى لحج والحديدة وحجة وعمران بمئات اليمنيين واستمعت إلى قصصھم عن معاناتهم المهولة.

رأيت في كل مكان زرته دماراً في الطرق والجسور والمصانع والفنادق والمنازل وغيرها خلفها القصف والقتال، وزرت مستشفيات بالكاد فيها كهرباء أو ماء، وذلك أيضاً نتيجة للقتال. وقابلت أطفالاً يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم قد يكون سُلب منهم مستقبلهم الصحي. كما التقيت ببعض النازحين من أصل مليوني شخص اضطروا لمغادرة ديارهم لتجنب القتال والظروف المروعة التي اضطر العديد منهم إلى العيش فيها. وقد قابلت عاملين في المجال الصحي لم يتلقوا رواتبهم منذ سنة. استمعت إلى قصص لأطفال لم يذهبوا إلى مدارسهم لمدة عام تقريبا بسبب عدم دفع رواتب معلميهم.

يساهم الشجعان الذين يعملون في المنظمات الإنسانية في إنقاذ حياة اليمنيين في جميع أنحاء البلد، وعلى جانبي خطوط الصراع، وذلك في ظل ظروف صعبة للغاية. وقمنا بفضل المساهمات السخية المقدمة من المانحين بتوسيع نطاق الاستجابة حيث نقدم حاليا المساعدات المباشرة لأكثر من 7 ملايين شخص كل شهر.

ونحن قادرون على إثبات فاعلية عملنا لالتزامنا بالحياد والاستقلالية وعدم الانحياز تحت القيادة القوية للمنسِّق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية وفريقه الملتزم. لكن علينا فعل المزيد - كما أننا بحاجة إلى مزيد من الدعم.

أجريت نقاشات صريحة مع السلطات في كلاً من صنعاء وعدن بشأن ضرورة قيام جميع الأطراف المعنية ذات العلاقة ببذل المزيد من الجهود لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع من يحتاجونها.

وطلبت من رئيس الوزراء في عدن، ضمن العديد من الأمور التي ناقشناها، ضمان تحقيق تقدم بشأن دفع رواتب العاملين الصحيين والمعلمين وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية، وإعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية والإنسانية، وتحسين تشغيل الموانئ، وخاصة ميناء الحديدة.

وأخبرني بأنه سيوجه مسؤوليه بدفع رواتب العاملين في المجال الصحي. كما قال انه سيكون سعيدا لو تم تسليم الرافعات المتحركة الأربع الممولة من الحكومة الامريكية إلى ميناء الحديدة وتركيبها.

وأثرت في صنعاء المخاوف الكبيرة بشأن البيئة التشغيلية التي تعمل فيها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى .ويساورني القلق إزاء تزايد مستويات التدخل للتأثير في عمل المنظمات الوكالات الإنسانية، بما في ذلك التأخير في منح أو رفض منح التأشيرات، وتأخير إدخال المعدات واللوازم الأساسية في الموانئ، والعوائق البيروقراطية التي تؤثر على المنظمات غير الحكومية، ومنع إجراء تقييمات أساسية للاحتياجات حتى يتسنى لنا الاستهداف بالمساعدات بأكبر قدر من الفاعلية.

وأخبرتني السلطات أنها ستعالج هذه القضايا ووستفرج عن معدات تابعة للأمم المتحدة على وجه الخصوص.

تأكد لي من خلال هذه الزيارة مجددا أن الأمم المتحدة وشركائها قادرون على توسعة نطاق عملهم بشكل أكبر. ولكننا نحتاج إلى المزيد من التمويل السخي وفي الوقت المناسب من قبل المانحين، والالتزام الواضح لجميع الأطراف ببذل كل ما في وسعها للمساعدة في تيسير عمل المنظمات الإنسانية وعدم إعاقته أبداً.

يتطلب إنهاء المعاناة الرهيبة في اليمن حلاً سياسياً للأزمة قبل كل شيء.

وأكرر في الوقت ذاته النداء الذي وجهته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر الماضي. يجب على جميع الأطراف في اليمن، والأطراف التي تدعمها وتؤثر عليها، أن تبذل المزيد لضمان احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين.

وفي ظل عدم إحراز تقدم كبير في جميع هذه النقاط، ستستمر الأوضاع المتردية أصلا في التدهور، وستزداد المعاناة الإنسانية الكبيرة أصلاً أكثر وأكثر.



تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 03:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-56163.htm