صنعاء نيوز - علاء الدين الشلالي - المكلا

الخميس, 25-يناير-2018
صنعاء نيوز/ علاء الدين الشلالي - المكلا -
لأهمية المسرح في تثقيف المجتمع وتوعيته بحقوقه وواجباته في مختلف مجالات الحياة، لا يختلف معظم الحضارم على مقولة «أعطيني مسرحاً أعطيك شعباً عظيماً»، لكن الخلاف اليوم ينصب على إعلان محافظ حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني، إنشاء «مسرح الأديب علي أحمد باكثير»، في توقيت أصبح الناس فيه بحاجة ملحة إلى الغذاء والدواء، كأولويات عاجلة قبل أي شىء، كما يرى عدد من الناشطين المنتقدين للقرار الذي وصفوه بأنه يأتي في سياق «المشاريع الوهمية»، أما موظفو وعمال «مؤسسة باكثير» فيصفون المشروع بالكارثة التي قضت على أحلامهم في تأمين سكن يمتلكونه وأبناءهم، بسبب رفض المحافظ البحسني تعويضهم موقعاً يوازي المساحة المستقطعة من أرضية مشروع المسرح في منطقة الموظفين المتضررين، في حين يرى آخرون أن الإعلان عن إنشاء مسرح في مدينة المكلا، حاضرة حضرموت، وفي هذا التوقيت، يُعد إنجازاً للحركة الثقافية والفنية، ليس على مستوى المكلا فقط، بل على مستوى اليمن.

خلاف على التوقيت

مسرح الأديب علي أحمد باكثير، سيبنى على مساحة 5430 متراً مربعاً، وستبنى بجانبه مرافق تابعة له، تشمل مواقف للسيارات وغرف استقبال ومكاتب للإدارة والحراسات ودورات مياه، بحسب وكالة «سبأ».
ويعتبر الكاتب علي عمر الصيعري، الإعلان عن إنشاء «مسرح باكثير» في المكلا، مجرد مشروع وهمي للتسويق الإعلامي، ويقول : «لا نختلف مع إقامة مثل هكذا مشاريع تنويرية، لكن الخلاف هو على توقيت إنشاء المسرح، فالشعب اليوم جائع، لذا يعتبر الخبز هو الأهم قبل الثقافة».
وكتب الصحافي ربيع مبارك غصان، منتقداً المشروع: «سئمنا من بيع الأوهام، الشعب يريد أن يأكل، العملة في تدهور، والغلاء الفاحش للمواد الغذائه يزداد يوماً بعد يوم».
أما سعيد باصواب، أحد ساكني مدينة المكلا، فكتب باللهجة المحلية معترضاً على إنشاء المسرح: «أول بغينا مطبخ كبير يوزع الوجبات الجاهزة على الفقراء والجياع، على الإنسان أن يأكل ويشرب قبل أن يمارس العمل والسياسة».

فرصة ذهبية

مناصرو مشروع بناء «مسرح باكثير» يصفونه بأنه «فرصة ذهبية» و«خبر سعيد» لجميع المثقفين في زمن التصحر الثقافي الذي تمر به حضرموت والجنوب بشكل عام. يقول الناقد الفني كرامه بن مهري،، إن «بناء مسرح باكثير سيسهم في إثراء الحركة الفنية والثقافية في حضرموت، وإن أنجز المشروع بالفعل سيرفد حضرموت بمئات المواهب الفنية التي أهملت منذ بداية ظهور المسرح في حضرموت في أواخر العقد الثالث من القرن العشرين، وعقب تلك الفترة تأسست العديد من فرق الهواة بمديريات المكلا والشحر وسيئون والقطن».
ويشير الممثل المسرحي المقيم في مديرية الشحر عدنان مقرم، إلى دور «دار باكثير» في الإسهام بتذكير الحضارم بأمجادهم الفنية. ويقول : «منذ أربعينيات القرن الماضي ظل المسرح في حضرموت يقدم أعماله الفنية ويقوم في مسيرته التاريخية بـ(مسرحة) الكثير من الأعمال الأدبية والتاريخية ومزجها بالألوان التعبيرية الأخرى، كالرقص والرسم والغناء وغيرها، كون المسرح أب لكل الفنون كما هو معروف. وبإمكانك إضافة وفرز ذلك النشاط المسرحي الكبير ظهور العديد من المخرجين والمؤلفين والممثلين المسرحيين المتميزين، ومنهم: محمد باصالح، عمر مرزوق، سالم باذيب، سالم البكري، أبو بكر الحامد، مبروك بن عسله، عوض باعطب، عبد القادر الكاف... وغيرهم كثير».

ظلم وغبن

و يدافع رئيس «مؤسسة باكثير للصحافة والنشر» عوض صالح كشميم، عن توقيت إنشاء «مسرح باكثير»، ويرى أن «بناء مسرح باكثير في حضرموت هو تكريم للمسيرة العظيمة للكاتب الكبير باكثير، وتلبية لاحتياج الناس والمثقفين والفنانين الحضارم المتعطشين للمسرح».
لكن كشميم أبدى امتعاضه واعتراضه الشديدين على أن يكون المشروع سبباً في ظلم عمال وموظفي «مؤسسة باكثير للصحافة والنشر»، ويقول في حديث إلى «العربي»: «مستعد أضحي بموقعي ولكن عمالي لا يظلمون».
وبعد ساعات من وضع محافظ حضرموت البحسني، حجر الأساس لبناء «مسرح الأديب باكثير»، كتب كشميم على صفحته في «فيسبوك» إن «رفض اللواء فرج سالمين البحسني محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية تعويض عمال مؤسسة باكثير للصحافة والنشر موقعاً يوازي المساحة المستقطعة من أرضية المؤسسة التي تقدر باكثر من 5000 متر مربع الواقعة في منطقة المتضررين بقوة، موقف لا يليق بشخصية مسؤولة بحجم اللواء (فرج) مقاماً وأخلاقاً، ليس من موقعه الرسمي، بل يعتبر في نظرة طبقة الموظفين البسطاء بمثابة أب لهم جميعاً! فمن باب الإنصاف أن يقول بصوت عال لكم ما يريضيكم أسوة بزملاء لكم وفي نفس الموقع، وهو يعي جيداً ما عرض عليه فنياً وهندسياً ومطلبياً كحق من حقوق الكادر المهني والفني والتشغيلي لمؤسسة تعد من أهم المؤسسات السيادية ليس على مستوى حضرموت فحسب، بل على مستوى إقليم حضرموت عامة».
وتساءل كشميم: «هل يرضى المحافظ بالظلم والغبن وتعكير خواطر نحو مائة موظف وموظفة يؤملون مستقبل حياتهم للأرض التي تنتزع من بين أسنانهم عنوة، وهما بالمناسبة الموظفين الوحيدين الذين لم يحصلوا على قطع أراض أسوة بغيرهم في الجهاز الإداري على مستوى المحافظة...».
وهدد كشميم باتخاذ خطوات تصعيدية في حال عدم الانصياع لمطالبه هو وعماله، قائلاً: «من موقع مسؤوليتي أضع نفسي أمام مسؤولية أخلاقية وأدبية أن أكون في مقدمة عمال في المؤسسة لتقدم الصفوف مع مطالبهم مع أي خيار يتفقون عليه بكافة الطرق والوسائل، حين نجد سلطة لا تضع معياراً إنسانياً لرفع الظلم عن كاهل من أفنوا حياتهم وصحتهم لخدمة بلدهم، وفي الأخير يكرمون بقطع أراضي في تحت عقبة عبدالله غريب أو المسيني وحدها شرق عقبة المعدي؟ إن كانت طريقة التهديد والوعيد التي سمعناها اليوم ورفض البديل المقترح لمواجهة الأعباء النفسية التي تخيم على طاقم عمال المؤسسة الذين وقعوا بين شحيح وظالم بؤس نهب المؤسسة أيام احتلال تنظيم القاعدة لساحل حضرموت وظلم التفريط في المساحة التجارية بأرضية المؤسسة أيام حكم القاعدة، واليوم يستمر سيناريو قطع ما تبقى من أنفاسهم لبناء مسرح باسم الأديب باكثير باستخدام وسائل الضغط الرسمي، هذا أسلوب لن نقبله إطلاقاً رغم تجاوزنا غياب التنسيق وبحث الدليل قبل الشروع في وضع حجر الأساس للمشروع؟ أنا شخصياً مع مطلب عمال المؤسسة وعلى استعداد لا يشوبه غبار أن أتحمل كل التبعات المترتبة بصدر رحب. فهل يراجع المحافظ حساباته ويستدعي الأطراف ليناقش معهم ما هي السبل المتاحة لرفع الظلم وتعويض عمال المؤسسة طبق المقترح الذي تقدمت به الزميلة فاطمة باوزير وجهاً لوجه مع المحافظ، أم إن لغة الرفض والتعنت ستظل سيدة الموقف. نحن من يمهل ولسنا سلطة موازية لفرض خيارات العنف، إنما هناك وسائل احتجاجية سننظمها في سياق برنامج تصعيد سيتم إقراره في إطار نقابي وقيادي بشكل منظم».

المصدر: العربي

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-57633.htm