صنعاء نيوز -
أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية
أعمدة الشعب السوري المنتفض على أعدائه وأعداء العالم الإنساني
يا أبناء شعبنا الثائر ضد جرائم وفساد الأحزاب الطائفية والمنظمات التكفيرية المجرمة
1. تُعْتَبَر سوريا من المراكز الجيوسياسية والإقتصادية المهمة بالنسبة لأمريكا وبريطانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية في وضع الترتيبات التي تتعلق بإستراتيجية الرئيس ترامب لا سيما الأمنية منها في بناء الشرق الاوسط الكبير والتعزيزات الدفاعية لحلف الناتو. وهناك مخاطر على المصالح الإستراتيجية للعالم المتحضر لإحتضان سوريا لآخر موطئ قدم لروسيا في جنوب غرب آسيا. ولأهمية دورها الإستراتيجية الكبير في مد خطوط الطاقة من الخليج العربي إلى أوروبا عبر سوريا لكسر حاجة أوروبا للغاز الروسي، وجعلها ممراً تجارياً بحكم مصالحها ومصالح دول المنطقة العربية. وتوسطها لأهم منطقة إقتصادية في السوق العالمي وما تمثله من محطة تخدم مصالح الدول التي تمتلك النفط والغاز في العالم، لذلك أصبحت مركزاً لصراعات إقليمية وعالمية شرسة. ولذا أخذت العلاقات الامريكية السورية تسير نحو تغير بشار ونظامه لصالح الشعب السوري المنتفض ضد أستمرار نظام بشار وأستلاب سيادته من قبل الأحتلال الايراني والروسي المشترك، وبدأت بدعم المعارضة السورية لمقاومة نظام الاسد الذي يمتلك من القدرات العسكرية لضرب التظاهرات السلمية للمعارضة السورية، ولكن العلاقات اخذت تتغير مسارها لمسار آخر لعدم ظهور قيادة موحدة وعدم معرفة مواقفها من السلام لشعوب دول المنطقة ما بعد بشار الاسد وإستمرار تدخل روسيا وإيران على خط الصراع الداخلي من دون معرفة المسار الحقيقي البديل.
2. ويمكن القول بأن الإجتماعات العديدة وتحركات بوتين وتركيا وايران حول الأزمة السورية فاشلة بسبب مواقف روسيا المعادية لتطلعات الشعب السوري وتستمر فاشلة مالم تحظى بأهمية فائقة من قبل امريكا وبريطانيا وفرنسا والمملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية لما لدور سوريا وأهمية مكانتها في تغيير التوازنات الإستراتيجية بين الأقطاب المتصارعة لصالح شعوب دول المنطقة والعالم المحب للحرية والسلام، ومن أهم عوامل هذه الأهمية الإستراتيجية هي:
أ. حدود سوريا مع اسرائيل وشمال فلسطين، وهذا يعطي سوريا أهمية جيوسياسية كبيرة جداً، وقوة رئيسية تجعل منها شريكاً أساسياً لتحقيق السلام لشعوب دول المنطقة كما تقتضيها الحسابات الوطنية والقومية للشعب السوري بعد سقوط نظام بشار والتي تخدم المصالح القومية للوطن العربي والمجتمع الدولي.
ب. دور الشعب السوري بعد سقوط نظام بشار بتطهير النفوذ الايراني وآثارها وأبعاد الدور الروسي الهدام عنها وعن دول المنطقة.
3. إن روسيا تشكل جوهر مأساة الشعب السوري وشعوب دول المنطقة العربية فمن الصعوبة بمكان وضع نهاية لها مع إزدياد تصاعدها بسبب سيطرة العقل الستاليني على نظام الحكم في روسيا، في الوقت الذي روسيا مرعوبة من قرب إنفجار البركان الأوكراني، وبراكين وسط آسيا وإمتداد نيرانها لداخل حدودها، فلذلك تتفق مع الصين بإزدياد تمسكهما بدعم النظام الإيراني بقوة كون هذا النظام يمثل الطرف الوحيد الذي يخدم مصالحهما في وسط آسيا، والمصدر الكبير لتغطية إحتياجات الصين من النفط. وعلى ذات الإتجاه لروسيا المرعوبة تواجه الصين كذلك كابوس من الخوف يحيط بها من إحتمال حدوث تخلخل مستقبلاً بخصوص إحتياجاتها للتفط.
4. إن الولايات المتحدة تتذكر جيداً دعوة الرئيس الصيني لتأسيس تعاون أمني آسيوي ضمن تحالف إقليمي يضم روسيا وإيران تحت شعار "آسيا للآسيويين". وكان الهدف من دعوة الصين هو التصدي تماماً للأهداف الإستراتيجية للولايات المتحدة في وسط آسيا منذ 2011. بحيث دفعت الدعوة الخبيثة الإحتلال الروسي لسوريا مع ايران وفرض سيطرتهما عليها بممارسة القمع والقتل بوسائل ارهابية وزعزعة الاستقرار في المنطقة بحيث أصبح عدواه كالنار في الهشيم في دول المنطقة. دعونا أن لا نكون سذج ونتوقع أن امريكا ممكن أن تسمح بإستمرار جرائم روسيا وايران في سوريا وهما كابوسان على مصالح امريكا الاستراتيجية وكارثة على مصالح دول أوروبا والعالم الحر.
5. إن الصراع بين روسيا وامريكا ليس على رحيل الأسد بقدر ما هو على وضع حد لإندفاع روسيا كقوة تهدد المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة الامريكية والدول المتحالفة معها في المنطقة، وامريكا ليست عاجزة لخلع الأسد بالوقت الذي تقتضي مصالحها على حساب هيمنة روسيا على سيادة سوريا. بدعمها الثوار عسكرياً بما يكفي لإسقاط الأسد. لكنها تنفذ إستراتيجيتها التي تصب على جعل القوى الوطنية السورية تتحمل مسؤولياتها وتحاول كسر قيودها بوحدتها بالمقام الأول ومن ثم يأتي الدعم الامريكي كما تقتضيه الظروف السياسية وربما العسكرية أيضاً.
6. إن المصالح الإستراتيجية لأمريكا والدول المتحالفة معها لا يمكن ان تتحقق ما دامت سوريا أسيرة في دائرة النفوذ الايراني والروسي لتوسيع حدود اطماعهما بشكل كبير في المنطقة وإستخدامها نقطة إنطلاقهما لزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة والعالم. وإن عدم ممارسة أمريكا الضغوط بجدية على روسيا لوقف عدوانها ومجازرها، وهي قادرة على ذلك، فهذا لا يعني أن ذلك ليس ضمن أهدافها الإستراتيحية في الشرق الأوسط. لكنها ستتصدى بالوقت الذي يتناسب مع متطلبات سياستها في المنطقة. وكما نعتقد بعد أن تظهر نتائج وضع سوريا تحت دائرة نفوذ روسيا لوحدها، وفرض إرادتها على ايران وإخضاعها لمطالبها ومنها الاتفاق معها من جديد حول مستقبل سوريا والاسد وخروج حزب الله من سوريا، وايران على يقين من أن ذلك بالنتيجة سيهدد أمنها القومي بكل تأكيد.
7. إن إستخدام روسيا لأبشع الأساليب الإرهابية لقتل الشعب السوري بصورة جماعية بقصف الأحياء السكنية والمستشفيات.. بكافة أنواع الأسلحة لهو دليل يؤكد على عدم قدرتها على الحفاظ على المكاسب السياسية والعسكرية التي حققتها بتلك الوسائل الوحشية.. فإذا لن تتخلى روسيا عن حربها مع الشعب السوري المنتفض وتداعيات مخاطرها على دول المنطقة العربية ومصالح امريكا والدول الاوروبية ستضطر دول الخليج العربية منافسة مبيعات النفط الروسي في اوروبا منافسة قوية. وعندها ستخسر روسيا كافة مصالحها الجيوسياسية والعسكرية في سوريا. وهذا يعني ضربة قاصمة غير مسبوقة لإقتصاد روسيا، ضربة قاصمة لا يمكن الخروج منها ما لم تقدم روسيا تنازلات كبيرة جداً في الشرق الاوسط وامريكا الجنوبية واوكرانيا ومناطق اخرى مقابل ذلك. وهو هدف إستراتيجي بالنسبة لدول المنطقة العربية وامريكا والدول الاوروبية الذين يريدون أن ينهوا القبضة الروسية الخانقة على مستقبل سياستهم في منطقة الشرق الاوسط وشل قدراتها العسكرية الموجهة ضد اوروبا.
8. وأمام تصاعد حدة الأحداث حول سوريا وداخلها فلابد من قرار إستراتيجي دولي لكسر القيود السالبة لحرية الشعب السوري من قبل روسيا وايران بحيث جعلت من سوريا البوابة الأساسية لتصدير الثورة الخمينية مع المرتبطين بملالي ايران في العراق لدول المنطقة والعالم. ومما يساعد على إتخاذ هكذا قرار الحصار الإقتصادي المفروض على ايران من قبل مجلس الأمن بالإضافة الى الحصار الأمريكي لتجعلها على حدود الهزيمة والانكسار من قبل الشعب السوري الثائر وشعوب دول المنطقة العربية التي تدرك تماماً أن روسيا كذلك بالنهاية لابد لها أن تسستسلم وهي خاضعة لإرادة الشعب السوري على طاولة المفاوضات بعد إنكسار وهزيمة ايران من العراق وسوريا واليمن.
الحزمة الوطنية العراقية
|