صنعاء نيوز - السعوديون أكثر جُرأة: نُريد جامعات مُختلطة والرَّافضون يَتمسَّكون بالأسباب الدينيّة والأعراف القَبليّة.. نَسْفْ ثوابِت السعوديّة بِفعل “الصَّدمة”

الثلاثاء, 06-مارس-2018
صنعاء نيوز -
السعوديون أكثر جُرأة: نُريد جامعات مُختلطة والرَّافضون يَتمسَّكون بالأسباب الدينيّة والأعراف القَبليّة.. نَسْفْ ثوابِت السعوديّة بِفعل “الصَّدمة” ورحيل “العباءة الوهابيّة”.. مُغرِّدون مَتحمِّسون للنُّهوض بالأُمَّة بجانِب الفَتيات وآخرون يتمنّون العودة لمقاعِد الدِّراسة


عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
يتواصل مُسلسل “الانفتاح والجُرأة” السعودي، وتتساقط أحجار دومينو المُؤسّسة الدينيّة، واحدة تلو الأخرى، ليُغنِّي تامر حسني آخر الشهر الجاري أخيراً، بشرطٍ شرعيٍّ بعدم “التمايل والرقص”، ويُطالب الجيل الشبابي بجامعات مُختلطة، في بلادٍ كان تواجد المرأة حتى في الشارع، أمراً قد يدعو للتأهب والاستنفار، فالحياة في المملكة تفرض الفصل بين الرجل والمرأة في الأماكن العامّة، والعمل وما شابه.
يقود الأمير محمد بن سلمان ولي العهد إذاً، المليك القادم للبلاد، مملكته نحو الانفتاح، والرجل لم ينتظر الأزمنة المُناسبة للانتقال ببلاده إلى كل هذا التغيير الجريء، المسألة بُرمّتها كما يراها صحافيون سعوديون فضّلوا عدم ذكر اسمهم، نسف لكل ثوابث العربيّة السعوديّة بفعل “الصَّدمة” والتي أشار إليها بن سلمان في تصريحاته الأخيرة، والانتقال بها أي بلاده إلى مكان حيث لم يجرؤ حُكّامها السابقون على فعله، وإن رغب بعضهم في ذلك، وربطها برغبات الشعب، وخشي من ردّة الفعل الشعبيّة الحادّة، أو ظن أنها حادّة وعنيفة، والتي تبدو عكس ذلك بالنظر إلى أرض الواقِع، وتماشيها فعليّاً مع هذا الانفتاح، وتحديداً في أوساط التيّار الذي يصفه الإسلاميون بالليبرالي.
يوماً بعد يوم يرتفع سقف المُطالبات، فمن كان يتخيّل يقول الصحافي أحمد التميمي لرأي اليوم، أن يرتفع صوت تامر حسني على أرض الحرمين، ويُسارع شعبها لشراء التذاكر خلال ساعتين، في مشهدٍ لا يليق بمُجتمع المفروض أنه تربّى على القِيم الإسلاميّة، إلا أنه وبحسب التميمي أثبت عكس ذلك، والأيّام القادمة يُضيف حُبلى بالمُفاجآت.
يُثبت السعوديون بالفِعل وجهة نظر الصحافي السعودي التميمي تلك، واستناداً لرأيهم العام، الذي يرصده موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، ينتقلون من مرحلةٍ إلى أُخرى، فالمرأة تتشجّع مُتحمّسة على إثر دعم ولي عهد بلادها لحُقوقها، والسماح لها بقرار تاريخي بقِيادة السيارة، وهي آخر إمرأة (السعوديّة) على وجه الخليقة لا تجلس خلف المقود، لتتشجّع وتأمل بإسقاط الولاية عنها جدّياً، أي ولاية وليّ أمرها، من أب وزوج، وأخ، يتحكّمون بها في الدراسة والسفر والعمل، ولا تتم الأمور الأخيرة إلا بإذنهم.
المنظومة التعليميّة السعوديّة، شأنها شأن المنظومات الأُخرى، تخضع للضوابط الشرعيّة التي تفصل الطالب عن الطالبة، ويبدو فيما يبدو أن القِيادة الشابّة التي تزور القاهِرة العاصمة المصريّة حاليّاً، تُريد إدخالها كذلك منظومة “الانفتاح”، حيث تصدّر وسم “هاشتاق” المُطالبة شعبيّاً بجامعات مُختلطة، “#نريد_جامعات_مختلطة”، الترند المحلّي السعودي، وعبّر فيه مرتادوه من المُغرّدين عن مطلبهم هذا، والذي اعتبروه تكريساً لعصر الترفيه والانفتاح الذي يقوده ولي عهدهم الشاب.
تخلّل الهاشتاق، بعض التغريدات الرافضة فيه لجامعات مُختلطة، لأسباب اعتبرها البعض اقتصاديّة، ترغب من خلالها الحُكومة حل مُشكلة تكلفة التعليم الذي يفرض عليها نظام الفصل بين الجنسين، وما يترتّب عليها من كُلفة ماليّة زائدة، على عكس دول العالم، بالإضافة إلى الخِشية من حِرمان الفتيات من التعليم، فبنات القبائل بحسب توصيف المُغرّدة مها العنزي لن يقبل رجالها أن تختلط بناتها بالرجال، ولو حتى على مقاعد الدراسة، هذا عدا عن الأسباب الشرعيّة، التي ساقها البعض في معرض رفضه للتعليم المُختلط.
الراغبون في الاختلاط بالتعليم، كانوا أكثر حُضوراً في الوسم المَذكور، وعبّروا عن حماستهم لوجود فتيات إلى جانبهم في مقاعد الدراسة، والذي سينهض بالأمّة السعوديّة بحسب تعبير أحمد الجعيثن، الأمر الذي دفع بآخرين وأخريات كالجوهرة وعباس سالم، إلى تمنّي العودة لمقاعد الدراسة، في حال إقرار السماح بالتعليم الجامعي المُختلط.
ولا يستبعد مراقبون، أن ينفرط عقد الصرامة الدينيّة تماماً في عهد بن سلمان، بالعودة إلى حالة الرأي العام التي يتم تشكيلها أو الإيعاز بترويجها، في الصحف المحليّة، والإعلام الرسمي، وحتى نجوم “اليوتيوب” مثل فهد سال، الذي أثار موضوع التحرّش المُتزايد في بِلاده بعد زوال سطوة هيئة “المعروف والمنكر” عبر قناته التي يُتابعها أكثر من مليونين، وطالب بإعادة تعريف مفهوم العلاقة بين الجنسين، والقضاء على الكبت، والسماح بتقاربهم بشكل يمنع هذا الحرمان، الذي سببه تلك الخصوصيّة الانطوائيّة التي تحكم المُجتمع السعودي، وهذه مُؤشّرات يقول مراقبون أنها تشي بنهاية “العباءة الوهابيّة”، والانتقال إلى زمان أكثر عصريّة، ولكن أكثر قمعاً على مُستوى الحُريّات السياسيّة، فلا صوت يعلو هناك فوق صوت القبضة الأمنيّة الحديديّة على حد قولهم.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 10:02 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-58651.htm