صنعاء نيوز -
البرنامج المنجز بشراكة مع المندوبية الوزارية لحقوق الانسان تحت شعار: ” من اجل مغرب خال من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية”
مصطفى بولاغراس/ نظمت الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب ندوة صحفية لعرض نتائج البرنامج المنجز بشراكة مع المندوبية الوزارية لحقوق الانسان وقدموا المنظمون تفصيلا في الموضوع.
يعد المجتمع المدني أحد اهم الاليات الوطنية في تعزيز حقوق الإنسان وتقوية ميكانيزمات محاربة التعذيب والوقاية منه، وإذا كان للدولة دور في حماية حقوق الإنسان من خلال مختلف أجهزتها المؤسساتية، فان لمنظمات المجتمع المدني دور لا يقل أهمية في تقديم مختلف أشكال الدعم لضحايا التعذيب وكذا تطوير أنشطة التوعية والتربية على مناهضة التعذيبمن إحداث قطيعة تامة مع عهود الظلم والقهر، وفتح آفاق جديدة أمام حرية الرأي والتعبير والحق في الاختلاف، مما يصون كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية.
في هذا الإطار، وبدعم من مندوبية وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان قامت الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التهذيب بوضع هذاالمشروع الذي اندرج ضمن هدفين أساسيين ومتكاملين هما :
إنجاز معرض متنقل للتعريف بمضامين الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وتنظيم قوافلتحسيسة، توعويةوتكوينية عبر التراب الوطني بهدف تقوية حصانة المواطنين ضد التعذيب، مع استهداف الشباب منهم، ثم، في درجة ثانية، تعبئة كل الفاعلين الجمعويينوالمؤسساتيين من اجل المساهمة في مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية.
أول مرحلة في البرنامج تجلت في صياغة وانتاج المعرض أنجزت بشراكة مع مختلف النشطاء الحقوقيين لمدة قاربت الثلاث أشهر من العمل المتواتر تم على إثرهاإنتاج المعرض الحقوقي من ثمانية عشرلوحة تتضمن مختلف النصوص الخاصة بالالتزامات الدولية للمغرب في مجال التعذيب مع بعض الشهادات الحية حول التعذيب التي دونتمن خلال تنظيم 12 حصة استماع لفائدة الضحايا.كما تتضمن التعريف بتجربة المغرب في مجال إنصاف ضحايا التعذيب وضروب المعاملات اللاإنسانية وبمقتضيات دستور 2011 علاقة بالموضوع.
وقدثم استثمار هذا المعرض الحقوقي المتنقل في كل مراحل القوافل التحسيسية الست التي عرفها البرنامج في ثلاث مدن مغربية ضمت كلا من الدار البيضاءوبني ملال وأكادير، على دفعتين متتاليتين بحسب التواريخ التالية:
قافلة مدينة بني ملال ما بين 14 و20 فبراير 2015
قافلة مدينة الدار البيضاء بين 14 و20 مارس 2015
قافلة مدينة اكادير ما بين 11 و17 ابريل 2015
القافلة الثانية بمدينة الدار البيضاء في 9 يوليوز 2015
القافلة الثانية بمدينة بني ملال ما بين 17و18فبراير 2018
القافلة الثانية بمدينة اكادير ما بين 10 و11مارس 2018
بموازاة المعرض الحقوقي المتنقل الذي رافق كل القوافل، تضمنت هذه الأخيرة أنشطة متعددة نعرضها فيما يلي:
1- قافلة مدينة بني ملال ما بين 14 و20 فبراير 2015
عرفت قافلة مدينة بني ملال الأولى مشاركة 47 مشارك في الندوة الحقوقية حول ظاهرة التعذيب بين التزامات المغرب الدولية والواقع والتي شهدت مشاركة كل من المنتدى المغربي للحقيقة والانصاف، الجمعية المغربية لحقوق الانسان، العصبة المغربية لحقوق الانسان، المندوبية الوزارية لحقوق الانسان، منظمة العفو الدولية، إضافة إلى الجمعية الطبية لتأهيل ضحايا التعذيب. , أهم ما خلصت هذه الندوة هو المطالبة بضرورة ملاءمةالقوانين الوطنيةمعالدستور والاتفاقيات الدوليةوضرورة ضمان حق الضحايا في اعادة التأهيل النفسي والاجتماعي من خلالترسانةمؤسساتية و قانونية تفعيلا لتوصيات لجنة الحقيقة و الإنصاف في هذا المجال. بموازاة ذلك شهدت أربع مؤسسات تعليمية هي: العامرية، ابن سينا داي و ثانوية ادريس بن زكري، مشاركة 65 تلميذ و تلميذة في الورشات التحسيسية التي نظمتها الجمعية حول حقوقالإنسان ومناهضة ظاهرة التعذيب ودور المؤسسات التعليمية في مناهضة التعذيب واحترام حقوق الانسان.
2- قافلة مدينة الدار البيضاء بين 14 و20 مارس 2015
شهت قافلة الدار البيضاء مشاركة 86 فاعل جمعويومؤسساتي في الندوة المنظمة بدار المحامي والتي تدخل خلالها ممثلون عن المنتدى المغربي للحقيقة والانصاف، الجمعية المغربية لحقوق الانسان، منظمة العفو الدولية، المنظمة المغربيةلحقوق الانسان، المجلس الوطني لحقوق الانسان،إضافة إلى الجمعية الطبية لتأهيل ضحايا التعذيب.و تجدرالإشراة إلى أن هذه الندوة خلصت إلى مجموعة من التوصيات نجمل أهمها في ما يلي:
ضرورة اعادة النظر في تعريف التعذيب وفق مقتضيات الاتفاقية الخاصة بالتعذيب، وبالأخص في مواد القانون الجنائي،
ضرورة سهر السلطات المختصة على مراقبة تطبيق القوانين وكذا متابعة مرتكبي هذا الفعل لاحترام مبدا عدم الافلات من العقاب،
ضرورة تكوين الفاعلين والمتدخلين في تطبيق القانون القضاةوالنيابة العامة وغيرهم من الموظفين المسؤولين عن تنفيد القانون وفقا للمادة 10 من الاتفاقية في مجال حقوق الانسان،
مطالبة السلطات المختصة بضمان تنفيذ توصيات لجنة مناهضة التعذيب بشأن تجريم التعذيب، بما في ذلك توصياته بعد استعراض البلاغات المقدمة من الأفراد.
بالموازاة مع ذلك، نظمت الجمعية في نفس الإطار خمس ورشات في مؤسستين تعليميتين العقاد وابن الهيتم عرفت مشاركة 150 تلميذوتلميذة حول حقوق الإنسان ومناهضة العنفحريةالتعبير، كما تم عرض الفيلم: الغرفة السوداء، وإثارة نقاش حول دور المؤسسات التعليمية في مناهضة التعذيب،
3- قافلة اكادير ما بين 11 و17 ابريل 2015
تميزت هذه القافلة بالندوة الحقوقية التي افتتحها رئيس المجلس البلدي لمدينة أكادير وحضرها 57 فاعلا محليا وتدخل خلالها ممثلون عن كل من المنتدى المغربي للحقيقة والانصاف، الجمعية المغربية لحقوق الانسان، المجلس الوطني لحقوق الانسان والجمعية الطبيةلتأهيل ضحايا التعذيب
على هامش الندوة، نظمت الجمعية في نفس الإطار خمس ورشات عرفت مشاركة 193 تلميذ وتلميذة عنالمؤسستين التعليميتين يوسف ابن تاشفين و محمد السادس، الخمس ورشات عالجت مواضيع حول حقوق الإنسان ومناهضة العنف، حرية التعبير والتعذيبمع نقاش واسع حول دور المؤسسات التعليمية في مناهضة التعذيب، كما عرفت عرض الفيلم: الغرفة السوداء،
4- القافلة الثانية بمدينة الدار البيضاء في 9 يوليوز 2015
عرفت، إلى جانب المعرض المتنقل، تنظيم دورة تكوينية مفتوحة حول “التزامات المغرب الدولية ة قضايا المرافقة الطبية والنفسية لضحايا التعذيب”، هذه الندوة تمت بتأطير من أطباء الجمعية:عمر بطاس، طبيب نفسي الذي تناول موضوع بروتوكول إسطنبول: التعذيب ودور مهنيي الصحة في التوثيق،والدكتور بن حوسة، طبيب نفسي، تطرق لموضوع التعذيب والانعكاسات النفسية والجسدية أية مقاربة لإعادة التأهيل، والدكتور بني عيش هشام، رئيس قسم الطب الشرعي بالدار البيضاء موضوع الطب الشرعي في خدمة النضال ضد التعذيب.وعبد الكريم المنوزي، الذي استعرض تاريخ الجمعية، فالمتدخلون، هم أطباء أعضاء بمكتب الجمعية، استثمروا خبرتهم لمدة عشر سنوات في مجال إعادة تأهيلضحايا التهذيب، لكي يتقاسمونها مع أوسع الجمهور، في إطار التحسيس والتوعية بمخاطر التعذيب وآثاره الوخيمة.
5- القافلة الثانية بمدينة بني ملال ما بين 17و18فبراير 2018
تضمن برنامج الدورة التكوينية التي عرفتهاالقافلة الثانية بمدينة بني ملال،مداخلات كل من الدكتور المانوزي عبد الكريم: الكاتب العام للجمعية حول موضوع مهني الصحة ومناهضة التعذيب، والأستاذ بوبكرلاركو رئيس المنضمة المغربية لحقوق الإنسان، الذي قارب موضوع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان: المناهضة الحماية والوقاية من التعذيب، و الدكتور بن حوسة الذي تطرق لموضوع التعذيب والانعكاسات النفسية والجسدية أية مقاربة لإعادة التأهيل.
تميزت هذه القافلة بمبادرة الجمعية بإعطاء الانطلاقة لفتح حوار وطني بين مختلف الفاعلين الحقوقيين بالمغرب، يهدف إلى توحيد الرؤيا وصهر أشكالالتنسيق بين مختلف الفاعلين الحقوقيين في مجال محاربة كل أشكال التعذيب والمعاملة القاسية والمهينة لكرامة الإنسانفي أفق التشبيك والمرافعة في إطار الشراكة. في هذا الإطار تضمن برنامج هذه الدورة مائدة مستديرة حول موضوع: “من أجل استراتيجية وطنية لمحاربة التعذيب” أطرها الاستاذ ادريس بالماحي عن مركز دراسات حقوق الإنسان و الديموقراطية، ، و عرفت مشاركة عدد مهم من ممثلي الجمعيات الحقوقية، كالمنظمة المغربية لحقوق الإنسان (في شخص رئيسها بوبكر لاركو)، والهيئة المغربية لحقوق الإنسان، في شخص رئيسها محمد النوحي، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في شخص رئيس الفرع المحليحرشي الحسين، والعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان في شخص الكاتب الإقليمي سليمان الخنوشي، بالإضافة إلى المنتدى المغربي للحقيقةوالانصاف، في شخص رئيس الفرع المحلي علي أمزيان ، و منظمة العفو الدولية.
خلصت الندوة إلى ضرورة تكثيف اللقاءات في بهذا الورشالحيوي من أجل تقريب الرؤيا وتوحيد المفاهيموتكثيف أشكال التنسيق في مجالات مناهضة التعذيب.
للإشارة، فقد شهدت قافلة بني ملال حضورا هما لفاعليين مؤسساتيين، من بينهم مندوب وزارة الصحة ببني ملال، وممثل المديرية الجهوية لإدارة السجون، والكاتب العام للهيئة الجهوية للأطباء، كما حضر عدد هام من الأطباء والمحامين والفاعلين الحقوقيين.
6- القافلة الثانية بمدينة اكادير ما بين 10 و11مارس 2018
تم الإعداد لهذه القافلة بتنسيقمع قسم دراسات القانون الدولي لحقوق الإنسانبكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية جامعة ابن زهر بأكادير ممثلة بكل من الأستاذرشيد كديرة،منسق ماستر الإدارة. حقوق الانسان والديمقراطية، الذي أطر الدورة التكوينية، وساهم في معالجة موضوع ” من اجل استراتيجية وطنية لمحاربة التعذيب ” إلى جانب الموساوي محمد،أستاذ القانون الدوليمن نفس الكلية، والأستاذ همامون سعيد، استاد القانون الدولي لحقوق الانسان، من نفس الكلية أيضا، والذي حاضر في موضوع “المواثيق الدولية لحقوق الانسان:مناهضة، حماية والوقاية منالتعذيب”. الدكتور بلحوس احمد، رئيس الجمعية المغربية للطب الشرعي، ألقى محاضرة في موضوع «الطب الشرعي في خدمة النضال ضد التعذيب” كما تدخل الدكتور بوطيب رشيد في موضوع “العنف التمييز والصحة». تضمن برنامج القافلة أيضا مداخلة الدكتور الدكتوربن حوسة الذي تطرق لموضوع التعذيب والانعكاسات النفسية والجسدية أية مقاربة لإعادة التأهيل. والدكتور المانوزي عبد الكريم الذي عرض تاريخ الجمعية ومختلف المحطات التي عرفها مسلسل مناهضة التعذيب بالمغرب،
خلال هذه القافلة، تم تكريم ثلاثة أطباء من المنطقة: المرحوم الدكتور فوزي محمد المرحوم الدكتور الطالبي الدكتور والمختطف السابق خواجا عبد الرحمان.
من خلال الاستعراض الموجز لمختلف المحطات التي عرفها برنامج ” من اجل مغرب خال من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية”، يتبين بالملموس أنه ساهم فعليا في تحقيق جملة من الأبعاد تتمثل فيما يلي:
– تنظيم أنشطة بداغوجية استثمرت المعرض المتنقل،واستهدفت فئة الشباب المدرسي من خلال مجموعة من الورشات التثقفية والتوعوية لصالح تلاميذ سبع مؤسسات تعليمية.
– إنجاز برنامج دورات تكوينية لفائدة أكثر من 300 فاعل حقوقي وحوالي 60 فاعل مؤسساتي من خلال ما يربو 26 مداخلة عالجت ظاهرة التعذيب وأثارها الوخيمة، كما عالجت الجوانب القانونية والحقوقية في مجال محاربة التعذيب، كما عالجت أيضا أدوار المهنيين، الأطباء منهم والمحامون، في التصدي لهذه الظاهرة وحماية ودعم الضحايا وإعادة تأهيلهم.
– تعزيز القدرات في مجال معالجة القضايا المرتبطة بمناهضة التعذيب وإعادة تأهيل الضحايا من تقوية معارف حول اتفاقية مناهضة التعذيب وإكسابهم الآليات التطبيقية لمساعدة ضحايا التعذيب؛
– إحداث فضاء للتشاور والحوار بين مختلف الفاعلين الحقوقيين من أجل تقريب وجهات النظر وتوحيد الجهود في إطار إستراتيجية وطنية لمحاربةالتعذيب، مع ترسخ القناعة بضرورة تنظيم لقاءات دورية بين الفاعلين في مجال حقوق الانسان،
– إثبات نجاعة سياسة الشراكة مع المؤسسات الوطنية من اجل مناهضة العذيب ونشر ثقافة حقوق الانسان، على الرغم من تسجيل مجموعة من العثرات التي تجلت في صعوبة المساطير الادارية للحصول على التراخيص.
– المساهمة في توثيق بعض الشهادات الخاصة بالضحايا
|