صنعاء نيوز - حرصت أم عامر سلامة من مدينة بيت ساحور على تزيين شجرة عيد الميلاد، واشترت كل مستلزمات العيد، هذا كله من اجل إدخال البهجة والفرحة إلى قلوب أطفالها.
والداخل إلى منزل عائلة سلامه يجد حقيقة مظاهر وأجواء العيد من خلال الزينة التي وضعت في اركان المنزل وفرحة الأطفال بها.
وتقول ام عامر إن الأجواء العامة تعتبر مواتية بشكل كبير 'فهي أفضل بكثير من الأعوام الماضية، حيث الأمن والأمان رغم الإجراءات الاحتلالية من حصار وإغلاق ونهب للأرض، إلا أنه يتوجب علينا أن نفرح ونحيي المناسبة، لأنها ليست دينية فحسب بل وطنية بحد ذاتها'.
وحالة عائلة ام عامر سلامة تسري على آلاف الحالات التي أصرت على التفاعل مع هذا الحدث الوطني المتمثل بعيد الميلاد المجيد كرسالة بحد ذاتها للعالم اجمع ان الشعب الفلسطبيني صاحب رسالة وله الحقوق ويستحق العيش في كنف دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وقال محافظ بيت لحم عبد الفتاح حمايل إن مدينة بيت لحم تعودت وحسب دورها التاريخي والديني أن 'تتعامل مع الاحتفالات التي هي ليست دينية وإنما وطنية وقومية إضافة إلى البعد العالمي'.
وأشار إلى أن بيت لحم وبفعل تعاطيها في احتضان الاحتفالات اصبح لديها كفاءة عالية اضافية في كل عام بمختلف التعاون مع المؤسسات من بلديات، وزارة السياحة والمحافظة والجمعيات الأهلية والشبابية والأجهزة الأمنية وعليه تطوير في الأداء.
وقال حمايل 'في هذا العام هناك خطوتان لهما تأثير في تطوير التعامل مع احتفالات اعياد الميلاد من خلال أن الزينة لم تقتصر على المدن الرئيسة الثلاثة بيت لحم، وبيت جالا وبيت ساحور بل شملت مداخل المحافظة، إضافة إلى أن البرامج المرافقة للاحتفال برامج حافلة بأبعادها الفنية وإشراك مختلف القطاعات الشعبية وخاصة الأطفال.
وحول الجانب الأمني وتوفير الاستقرار، قال إنه عنصر مهم في إنجاح الاحتفالات حيث سيتولى ذلك الأجهزة الشرطية وبتعدادها الذي يصل إلى 500 عنصر وبمساندة الأجهزة الأمنية الأخرى، مشيرا إلى أنه لن يكون هناك استدعاء لقوات أمنية من خارج المحافظة، وسيكون مهمتها تنظيم الحركة والسير.
وقال إن 'رغم ثقل الاحتلال على صدورنا إلا أن هناك إصرار بأحياء أعيادنا ومناسباتنا وإدخال البهجة والفرحة على أطفالنا ورسم البسمة على وجوههم'.
وأضاف: أن تعاظم الحركة السياحية في هذا العام من خلال زيادة اعداد السياح والذي من المتوقع أن يصل مع نهاية العام الحالي إلى 2 مليون سائح وحاج وزائر تؤكد سقوط الدعاية الاحتلالية التي تحاول إظهار الجانب الفلسطيني بأنه غير قادر وقابله للحالة السياحية، لكن الواقع بمعطياته يشير إلى أن هناك حالة من الأمن والأمان.
وانتقد حمايل ما تدعيه إسرائيل من إجراءت تخفيفية على المواطنين ترافق أعياد الميلاد، واصفا إياها بأنها ذر الرماد في العيون، لأنه ما دام هناك حواجز تحكم عملية الدخول والخروج فإن الحديث عن التسهيلات لا معنى لها لأنها تعطى لفئة محددة، بل يجب ان يكون حرية مطلقة للشعب بمختلف انتماءاته الدينية.
وقال حمايل 'رسالتنا هي رسالة المحبة والسلام حيث نقول للعالم اجمعه نحن هنا شعب تواق للحرية ما زال يعاني من ويلات الاحتلال وهو الوحيد في العالم محروما من حريته ورازح تحت نير الاحتلال مع ذلك نأمل من العالم الحر أن يكون الصوت والضمير في الخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية وتكون منارة للتعايش بالمحبة بين أبناء شعبها'.
وأشار وكيل عام حراسة الأراضي المقدسة الأب ابراهيم فلتس إلى أن رسالة أعياد الميلاد لهذا العام هي نفس الرسالة التي شهدتها بيت لحم عند ولادة السيد المسيح 'حيث كانت أولى مدن العالم التي شهدت الاحتفال بمولد رسول السلام عبر التاريخ'، مشيرا إلى أن الرسالة 'لم ولن تتغير وستبقى رسالة من اجل الدعوة للعدل والسلام والحرية ورفع الظلم'.
وأضاف أنها 'دعوة لأحياء عملية السلام بشكل حقيقي وفاعل ورسالة لإزالة كل وظاهر الظلم والقهر من حواجز ومعيقات أمام حرية العبادة لكل من يريد زيارة الأراضي المقدسة والتعبد فيها ورسالة تعايش وتآخي وهي السمة التي تتميز بها بيت لحم'.
وقال الأب فلتس إن 'الإجراءات التي تحدثت عنها إسرائيل من حيث التسهيلات غير كافية، ويجب أن تكون في إطار سياسة وليس خطوة بسيطة بمناسبة الأعياد وعلى مدار العام'، موضحا أن الاحتلال أعلن انه سيعطي تصاريح للمسيحيين لزيارة الأراضي المقدسة وزيارة أقاربهم في القدس وأراضي 48.
وأوضح أن إسرائيل وافقت على منح 500 تصريح لمسيحي غزة الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاما و'بالتالي فإن فرحة الأعياد ستكون منقوصة وغير مكتملة حيت لن تستطيع العائلات الغزية زيارة بيت لحم وترك من هم اقل سنا في داخل القطاع'.
وقال الأب فلتس 'رسائل عيد الميلاد التي أرسلها البابا بندكتوس والبطريرك فؤاد طوال وحارس الأراضي المقدس الأب بيير باتيستا بيتسابالا والأب بيتر فاسكو رئيس المؤسسة الفرنسيسكانية في الأراضي المقدسة هي رسائل تدعو المجتمع الدولي إلى عدم نسيان الأراضي المقدسة والسعي من اجل إحلال السلام فيها'، مشددا على ان البابا اكد ان القدس مفتاح السلام في الشرق الاوسط وفي العالم اجمع.
اما من الناحية الأمنية، فقال مسؤول العلاقات العامة الإعلام في شرطة بيت لحم عاهد حساين، إنه وضعت خطة بناء على اجتماعات عقدت في الأيام الماضية مع رجال دين ومؤسسات دينية للأخذ بكافة الأخطاء التي وقعت في العام الماضي وملاحظة المواطنين فيما يتعلق بوضعية الحواجز الشرطية في الشوارع الرئيسية التي يسلكها الضيوف خاصة عن كنيسة المهد وما حولها.
وحول الخطة، إشار إلى أن إغلاقات جزئية لبعض الشوارع التي يسلكها المواكب الرسمية وغبطة البطريرك، وإغلاق جزئي للطرق الفرعية المحيطة بساحة المهد، كلها تهدف لتوفير الأمن وتماشيا مع قدسية العيد وكذلك تمكين عدد اكبر من المواطنين من الوصول إلى الكنيسة.
وأوضح أن الاعتماد سيكون على أفراد شرطة محافظة بيت لحم كما جرى العادة في العامين الماضيين والتي سجلت رضى لدى المواطنين مؤكدا انه لن يكون هناك أي عرقلة لحركة المواطنين بل الهدف من كل ذلك تنظيم حركة السير.
ولفت الانتباه إلى أن الخطة تقتضي حظر وقوف المركبات بكافة أنواعها في شارع المهد على كلا الاتجاهين، كذلك من مفترق مرة وحتى سوبر ماركت الراضي على كلا الاتجاهين، وبخصوص المركبات القادمة من الخليل باتجاه رام الله وأريحا وبالعكس فستواصل سيرها عبر طريق أم سلمونه – تقوع – زعترة – جسر بيت ساحور – العبيدية، فيما تواصل المركبات القادمة من الخليل إلى بيت لحم سيرها عبر شارع الصف – واد شاهين – بيت ساحور – مفترق ارارات وباتجاه محطة الباصات المركزية، وسيكون موقف المركبات القادمة من رام الله، وأريحا، والعيزرية، وأبو ديس، والريف الشرقي، في محطة الباصات المركزية فقط.
وقال 'يحظر بيع أو استخدام المفرقعات والألعاب النارية خلال أيام العيد، لما في ذلك خطورة على المواطنين والأطفال، إضافة للإزعاج الذي تسببه للمواطنين'.
|