صنعاءنيوز - جحت صنعاء في استضافة كأس "خليجي 20" لكرة القدم في عدن وأبين دون تسجيل حوادث تذكر، في سنة 2010 التي تتالت فيها الأحداث العاصفة باليمن، بدءاً من التمرد الحوثي في الشمال، والذي تم احتواؤه إلى حد كبير، إلى الحراك الجنوبي، الذي يحاول ترتيب بيته الداخلي أكثر شراسة في مطالبته بالانفصال.
وكانت سنة 2009 انتهت بحادثة اجتذبت أنظار العالم الى اليمن، وهي محاولة التفجير الفاشلة التي استهدفت طائرة أمريكية يوم عيد الميلاد الماضي ونفذها شاب نيجيري قال إنه تلقى التدريب في اليمن.
الدول المانحة لم تقدم سوى 15% لصنعاء
جانب من اجتماع مجموعة أصدقاء اليمن في دولة الإمارات
جانب من اجتماع مجموعة أصدقاء اليمن في دولة الإمارات
والتأم المجتمع الدولي في لندن في كانون الثاني/يناير مطلع 2010، وتشكلت مجموعة أصدقاء اليمن لتسريع تقديم المساعدات، ولم تقدم الدول المانحة فعلياً سوى 15% من خمسة مليارات دولار تعهدت بتقديمها لليمن خلال مؤتمر المانحين في لندن عام 2006.
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي تعززت المخاوف الدولية من تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتحصن في اليمن، بعد رصد طردين مفخخين في دبي وبريطانيا موجهين الى مراكز عبادة يهودية في شيكاغو.
ويعتقد أن الولايات المتحدة شنت هجمات صاروخية على اليمن مرتين على الأقل خلال 2010 ضمن حربها على القاعدة، فيما بات رجل الدين اليمني الامريكي المتشدد المختبئ في وسط البلاد أيمن العولقي مطلوباً حياً او ميتاً من قبل الامريكيين.
وثائق دبلوماسية امريكية سرية سربها موقع "ويكيليكس" أظهرت ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أقر بالتغطية على العمليات الامريكية صنعاء، لكن اليمن تنفي ذلك رسمياً.
هجمات في عدن وقتال دام في لودر
وشنّ تنظيم القاعدة عشرات الهجمات خلال 2010 داخل اليمن، أبرزها هجوم استهدف موكب السفير البريطاني في نيسان/ابريل في صنعاء فضلاً عن هجمات دامية على مواقع للقوات اليمنية في عدن وأبين (جنوب) أسفرت عن مقتل العشرات.
وشهدت مدينة لودر في ابين جنوب اليمن في اب/اغسطس والتي قتل خلالها حوالى 33 شخصاً من الجانبين، وبدت القوات اليمنية خلالها في حرب مفتوحة مع مقاتلي القاعدة.
وصعدت السلطات خلال 2010 حملتها ضد القاعدة لكن تحقيق انتصارات حاسمة في لودر التي أعلنت صنعاء تطهيرها من القاعدة، عادت لتشهد في مراحل لاحقة مواجهات، كما تتهم صنعاء من قبل خصومها بتضخيم دور تنظيم القاعدة للاستفادة من دعم المجتمع الدولي والقضاء على خصومها.
وفي شمال اليمن حيث دار منذ عام 2004 تمرد بزعامة آل الحوثي، ورغم إعلان الهدنة منذ شباط/فبراير إلا أن العشرات قتلوا بعد إعلان وقف إطلاق النار في معارك بين الحوثيين والقبائل الموالية للحكومة.
وفي شباط/فبراير، وقعت صنعاء والمتمردون الشيعة وقفاً لإطلاق النار وضع حداً للحرب السادسة، أي جولة النزاع السادسة بينهما في شمال اليمن، وذلك بعد تدهور خطير للأوضاع على الحدود مع السعودية.
وأسفر النزاع الذي اندلع في 2004 عن حركة نزوح كثيفة خصوصاً في منطقة صعدة، ومن أصل 300 ألف نازح، عاد 20 ألفاً فقط الى مدينة صعدة، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وفي الجنوب، كرس الحراك الجنوبي خلال عام 2010 تحوله من حركة احتجاجية مع مطالب معيشية واجتماعية الى حركة تطالب علناً بالانفصال والعودة الى جنوب اليمن الذي كان مستقلاً حتى عام 1994.
وأكدت قيادات الحراك في ختام سلسلة من المشاورات لتنظيم البيت الداخلي مطلب "فك الارتباط" مع شمال اليمن و"شرعية" علي سالم البيض "رئيسا" للجنوب، وقالت إن الخيار السلمي الذي يعتمده الحراك ليس الوحيد وأن يبقى الخيار الامثل.
وأقر قادة الحراك بحسب بيان صادر عنهم تلقت وكالة فرانس نسخة منه بوجود أزمة داخل الحراك ناتجة عن التضارب في المواقف، وذلك بعد سلسلة من المشاورات لترتيب البيت الداخلي ووضع اجندة لتحقيق مطلب الانفصال.
الا أن هذا الحراك يضم مجموعة واسعة من الشخصيات والمكونات ذات التوجهات المختلفة، بين يساريين سابقين وإسلاميين وقبليين، ما يجعل من الصعب التكهن بقدرته على الانصهار في حركة ذات اهداف وقيادة واحدة.
حوار للإصلاح السياسي
شعار كأس خليجي 20 في اليمن
شعار كأس خليجي 20 في اليمن
وكان التطور الايجابي السياسي الأبرز في اليمن هذه السنة اتفاق الحزب الحاكم والمعارضة البرلمانية على آلية لإطلاق حوار وطني يهدف لإجراء إصلاحات دستورية وانتخابية، الا ان هذه الامال تبددت.
وأقر مجلس النواب اليمني في 11 كانون الاول/ديسمبر بغالبيته الواسعة الموالية لحزب الرئيس علي عبدالله صالح تعديل قانون الانتخابات على الرغم من رفض المعارضة البرلمانية المنضوية تحت لواء "اللقاء المشترك" التي قالت إن الخطوة تشكل انقلاباً على الاتفاقات معها.
وأكد الحزب الحاكم بإقراره التعديلات لقانون الانتخابات بشكل احادي السبت الماضي، عزمه المضي في إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها في نيسان/ابريل 2011، بعد اخفاقات مشروع الحوار الوطني في التوصل الى توافق على تعديلات دستورية وإصلاحات في النظامين السياسي والانتخابي، ودعت المعارضة الى تحركات شعبية متواصلة وهي تنفذ اعتصاماً مفتوحاً في البرلمان.
وبين كل هذه الأحداث لاتزال الاوضاع الامنية في اليمن متدهورة، مع توسع نشاط تنظيم القاعدة خصوصاً في جنوب البلاد، وتحوله إلى نقطة ساخنة في الحرب العالمية على الارهاب، وذلك بالرغم من الالتفاف الدولي وتشكيل مجموعة اصدقاء اليمن.
نقلا عن العربيةنت
|