صنعاءنيوزد. محمد كمال مصطفى -
استشارى إدارة وتنمية الموارد البشرية
كانت هذه العبارة هى بداية الحديث الذى دار بينى وبين صديقى الذى يجلس فى الصفوف الأمامية فى اجتماعات الحزب الحاكم .. والذى بادرنى بالرد عليها بطلب الهدوء وعدم الانفعال إذا ما كنا سنتحاور ، فلا يمكن للحوار أن يكون فعالاً إلا إذا تم فى إطار من الهدوء وعدم الانفعال ، وذلك على حد قوله .. الذى كان ردى عليه هو :
- الأهم يا سيدى ليس الهدوء وعدم الانفعال ، ولكن أن يحتكم هذا الحوار إلى الأمان والعقلانية والموضوعية .
- وأنا أوافق أن يحتكم الحوار بيننا إلى العقلانية والموضوعية .
- والأهم إلى الأمان .
- وماذا تعنى بالأمان .
- عدم الخوف .. والإحساس بالتهديد والخطر .
- وهل تشعر بالخوف والتهديد والخطر من جانبى فنحن أصدقاء أولاً وأخيراً ؟
- لا الخوف والتهديد والشعور بالخطر وعدم الأمان هو إحساس عام .. تحول إلى إطار عام يلف حياتنا جميعاً على الأقل خلال الحقبة الأخيرة .
- الخوف من ماذا ؟
- الخوف من انعدام كل الفرص فى كل نواحى الحياة لسقوط الحاضر فى جب التخلف، واستحالة الصعود والعبور نحو التقدم .
- وما علاقتى أنا بهذا الشعور الذى من المؤكد أنه إحساس خاص بك ، وليس إحساس عام .
- بل هو إحساس عام كان نتيجة مباشرة لكل ما تفعلون .
- وماذا فعلنا حتى يتولد هذا الإحساس ؟
- ما حدث فى الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب ، من كل أشكال الانتهاكات التى أدت إلى تقييد الإرادة الحرة للناس ، ومنع التعبير بصدق عن ما يريدون .
- ليس صحيحاً .. وإنما كل الذى حدث هو أن الجانب الأكثر تنظيماً والأكثر امتلاكاً للقوة المؤسسية هو الذى استطاع اكتساح القوى التى لا تمتلك التنظيم والقوة المؤسسية وهذا أمر طبيعى . |