صنعاء نيوز/ من فاس , كتب/ عبدالله ناصر بجنف -
جامعة القرويين, فاس , المغرب, تصوير عبدالله ناصر بجنف
فاس , مدينة عريقة مازالت تحتفظ بمجد ماضيها واشراقة حاضرها وتفائلها بمستقبل افضل , لها الشرف الكبير حيث تم على ارضها تشييد جامعة القرويين والتي تعتبر من أقدم الجامعات في العالم اي قبل ظهور جامعة بولونيا في ايطاليا في عام 1088 أول جامعة في أوروبا. جامعة القرويين تم تشييده في عام 245 هجرية الموافق عام 859 ميلادية في عهد الحاكم الإدريسى يحي الأول عبر تبرعات سخية قدمتها فاطمة الفهري المنحدرة من مدينة قيروان ( تونس حاليا) والتي ورثت عن والدها من سلالة عقبة بن نافع ( فاتح بلاد المغرب) والتي ورثثت عن والدها وقدمتها لفاس عرفانا منها بحفاوة وطيبة مواطني هذه المدينة,التسمية لها علاقة بقيروان , صومعة جامع القرويين ذات شكل مربع تعتبر من أقدم وأجمل المنارات في المغرب ويمكن مشاهدة هذا الجامع وفاس عبر سطوح العديد من القصور والمدارس وكذلك عبر برجي الجنوب والشمال المطل عليها , جامع القرويين صرح ديني وعلمي , أول جامعة في العالم مازالت قائمة تساهم في تخريج الطلاب في مختلف التخصصات الفقية والعلمية وهي اول جامعة انشأت الدرجات العلمية وكذلك مايسمى بالكرسي العلمي المتخصص, كانت مساحتها عند التشيييد 250 متر مربع بطول 39 مترا وعرض 32 مترا, عبارة عن مسجد صغير متواضع على شكل مربع , خلال القرون الماضية شهدت عدة توسعات , في الوقت الحاضر تحتل مساحة 5845 متر مربع , تحتوي على عدة أبواب عددها 17 باباً من أبرزها باب الشماعين وهو الباب الرئيسي , ومن أبرز معالمها المنبر الخشبي والذي يعتبر الأقدم مستوحاه من نموذج الفن المغربي الأندلسي والقبتين باللون الأخضر فوق الجامعة واقبية أخرى باحجام صغيرة في الوسط واقواس بديعة وكذلك صومعتة التي تعود الى القرن العاشر ميلادي ذات التصميم المربع وهي نموذج نجده في العديد من المدن في المغرب العربي ,استقطبت خلال مسيرتها الطويلة العديد من العلماء منهم ابن باجه وابن رشد, ابن خلدون , ابن ميمون, الشريف الإدريسي, ابن حرزهم وعبدالسلام بن مشيش واخرون , كما تخرج منها سلفستر الثاني الذي شغل منصب البابا في الفترة من عام 999 الى 1003 والعديد من الشخصيات الهامة, نافست جامع الزيتونة في تونس ( 698 م ) وجامع الأزهر في مصر ( 970 م) , الى جانب الجامعة لها ملاحق منها الجامع والسكن الداخلي وكذلك مكتبة القرويين المسماه بخزانة القرويين وهي تحفة نادرة وقد شرح لنا احد القائمين في المكتبة عن بداياتها والمراحل التي مرت بها وهي من أقدم الخزائن في المغرب أسسها السلطان المريني أبي عنان وقد اغناها السعديون في القرن السادس عشر بمخطوطات قيمة وقد زودت الخزانة او المكتبة بباب ثقيل من النحاس يغلق بواسطة أربعة أقفال , كان مفتاح كل قفل بحوزة عون من الأعوان الأربعة وفي حالة غياب واحد منهم لايمكن فتحها , تضم المكتبة بين رفوفها مؤلفات لعلماء كبار , مثل ابن الرشد وابن خلدون وابن الخطيب وابن طفيل وأخرين, تحتوي المكتبة في الوقت الحاضر على اكثر من 42000 من مختلف الكتب والمخطوطات النادرة جميعها باللغة العربية, كانت توجد بوابة في احدى جدران المكتبة يدخل عبرها خطيب صلاة الجمعة الى الجامع , في الوقت الحاضر هذا الباب تم اغلاقة ولكن اثاره مازالت باقية , مكتبة الجامعة مفتوحة لكل الباحثين للتعرف عليها والتعمق على محتوياتها, من حسن حظ هذه المكتبة لم تتعرض محتوياتها للنهب او التدمير مقارنة بالعديد من المكتبات في العالم والتي فقدت كنوزها من مخطوطات وكتب ووثائق متنوعة نتيجة الصراعات الدموية والحروب , في الفترة الأخيرة تم ترميم خزانة القرويين وترتيب وتوثيق محتوياتها في إطار حملة شاملة تشهدهاالمغرب للحفاظ على ثرواتها التاريخية والمعمارية والدينية والثقافية والسياحية وهي بادرة تستحق كل التقدير .
|