صنعاء نيوز - زوجته فاليريا هي دكتورة في الادب العربي ومترجمة لأعمال الكتاب المصريين. وابنه  سفير روسيا في الامارات العربية وليبيا ثم في سورية.

الثلاثاء, 28-ديسمبر-2010
صنعاء نيوز -
زوجته فاليريا هي دكتورة في الادب العربي ومترجمة لأعمال الكتاب المصريين. وابنه سفير روسيا في الامارات العربية وليبيا ثم في سورية. اما فاديم كيربيتشينكو نفسه فانه درس اللغة العربية في معهد الاستشراق في موسكو الذي التحق به عام 1947 بعد التسريح من الجيش السوفيتي والمشاركة في الحرب الوطنية العظمى قبل ان ينخرط في سلك الاستخبارات.

وكانت كل من صحيفة " برافدا " ووزارة الخارجية تتنافسان من اجل ان تجذبا المستعرب الشاب الى صفوفهما. لكنه اختار الخدمة في الاستخبارات والتحق بمدرسة الاستخبارات رقم 101 التي تخرج منها عام 1953 وبدأ يعمل في شعبة الشرق بالادارة العامة الاولى في لجنة امن الدولة (كي جي بي). وصادف بدء عمله في الاستخبارات وفاة ستالين وعملية التطهير التي عمت اجهزة امن الدولة ومارسها آنذاك الحزب الشيوعي، الامر الذي فسح الطريق امام رجال الاستخبارات الشباب الموهوبين للترقية في السلم الوظيفي الهرمي. وفي عام 1954 تم ايفاد كيربيتشينكو الى اول بلد اجنبي له، وهو مصرالتي مرت آنذاك في مرحلة النهضة والآمال بعد قيام ثورة الضباط الاحرار عام 1952 . وتولى كيربيتشينكو منصب نائب عميل الاستخبارات في مصر. لكنه وجد نفسه عاجزا عن فهم اللغة العامية المصرية رغم انه درس اللغة العربية الفصحى طيلة 5 سنوات. فاضطر الى اعادة التعلم كي يتمكن من التعامل مع اهالي البلاد. وانيطت الى ضباط الاستخبارات الروسية حينذاك مهمة ادراك طبيعة النظام المصري الجديد الذي بات يترأسه جمال عبد الناصر واطلاع القيادة على السياسة التي كانت تمارسها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تجاه مصر ونشاطها في العالم العربي وافريقيا بشكل عام. وبدأت موسكو تتلقى معلومات تفيد بان علاقات جمال عبد الناصر مع الغرب قد تدهورت بسبب تخلي الدول الغربية عن بيع الاسلحة له ومنح قروض لانشاء السد العالي. ووصل دميتري شيبيلوف سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي ووزير الخارجية مستقبلا في مايو/آيار عام 1956 الى القاهرة وطلب من السفارة السوفيتية بالقاهرة بان تعقد له لقاء بالزعيم المصري. واستطاع فاديم كيربيتشينكو حل هذه المشكلة وذلك عن طريق الضباط الاحرار الذين اقامه آنذاك علاقات طيبة معهم.

ثم شنت بريطانيا وفرنسا واسرائيل العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. ولم تفاجئ تلك الحرب القيادة السوفيتية لان ضباط الاستخبارات السوفيتية في القاهرة كانوا قد احاطوها علما باحتمال نشوبها.

وساعدت البعثة السرية الى القاهرة كيربيتشينكو في اقامة علاقات مع الدوائر الدبلوماسية. وفي عام 1958 رافق كيربيتشينكو الرئيس جمال عبد الناصر في زيارته لموسكو. وقام بترجمة محادثاته مع نيكيتا خروشوف. وحضر في العام ذاته مراسم افتتاح السفارة السوفيتية في اليمن.

انتهت بعثته السرية الى مصر عام 1960 ، فعاد الى موسكو. لكن تلتها بعثة اخرى. وهي تعيين كيربيشينكو عام 1962 عميلا للاستخبارات السوفيتية في تونس حيث انيطت اليه مهمة اقامة العلاقات مع الحكومة الثورية في الجزائر التي قادت الكفاح التحرري للشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.

في عام 1967 تم تعيينه رئيسا للشعبة الافريقية في الاستخبارات الخارجية. وقام بزيارات ميدانية لكل من سورية واليمن واثيوبيا وانغولا وليبيا والجزائر وتونس. ووجب عليه ان يزور مرة اخرى مصر حيث تم تعيينه عميلا للاستخبارات السوفيتية في هذا البلد عام 1970.

وشهدت بعثته الثانية في مصر قطع الرئيس انور السادات للعلاقات مع الاتحاد السوفيتي. وكانت القيادة السوفيتية تعتبر انور السادات صديقا مخلصا لها رغم انه قد اقام علاقات وثيقة مع امريكا وقرر ممارسة سياسة الانفتاح وقطع العلاقات مع الاتحاد السوفيتي. وكان جهاز الاستخبارات في مصر يبلغ قيادته عن الخطوات التي قد يتخذها السادت. لكن القيادة السياسية لم تكن تثق حينذاك بالمعلومات الواردة من الاستخبارات الخارجية. بيد ان اصرار مصر على سحب المستشارين العسكريين السوفيت وبعض الخطوات التي اتخذها انور السادات فيما بعد للتقارب مع امريكا اقنعت القيادة بصحة تلك المعلومات.

وأوفدته القيادة عام 1979 الى افغانستان حيث كلف بمهمة استطلاع مواقع قد تحتلها القوات السوفيتية بعد ادخالها الى افغانستان. وكانت تلك المهمة سرية جدا. وانجزها بجدارة حيث ترأس الوحدات الخاصة للاستخبارات التي رافقت تشكيلات الجيش لدى مروره باقاليم افغانستان . كما انه شارك في اعداد خطة اقتحام قصر الرئيس الافغاني امين من قبل القوات الخاصة قبيل دخول القوات السوفيتية في افغانستان في ديسمبر/كانون الاول عام 1979.

بعد انتهاء مهمته في مصر عام 1974 تمت ترقيته الى رتبة فريق وتعيينه في منصب رئيس الشعبة "اس" (الاستخبارات الخارجية السرية) في لجنة "كي جي بي" وظل يتولى هذا المنصب حتى عام 1979 ويشرف على عمل شبكات الاستخبارات السوفيتية في خارج البلاد وعملياتها السرية. وكان فاديم كيربيتشينكو في الفترة ما بين عام 1979 وعام 1991 كيربيتشينكو يشغل منصب نائب رئيس الاستخبارات الخارجية (الادارة العامة الاولى) في "كي جي بي".

وحصل كيربيتشينكو على لقب بروفيسور فخري في اكاديمية الاستخبارات الخارجية. وألف لكتابي "من ارشيف استخباراتي" عام 1993 و"الاستخبارات وشخصياتها" عام 1998 . كما انه كان ضمن معدي 6 مجلدات من كتاب "تاريخ الاستخبارات الروسية". ومنحته الحكومة وسام لينين ووسام ثورة اكتوبر ووسامي الراية الحمراء ووسام الحرب الوطنية العظمى من الدرجة الاولى ووسام النجمة الحمراء ووسام الشرف ووسام الاستحقاق الى جانب الاوسمة والميداليات التي منحتها له الدول الاجنبية. تم تكريم فاديم كيربيتشينكو بلقب المواطن الفخري لمدينة كورسك (مسقط رأسه). وكان فاديم كيربيتشينكو في السنوات الاخيرة لحياته يترأس فريق المستشارين لدى رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية.

توفي فاديم كيربيشينكو في 3 ديسمبر/كانون الاول عام 2005 عن عمر يناهز 83 سنة .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 04:53 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-6036.htm