صنعاء نيوز -
"ظهور مقاومة شيعية للنفوذ الإيراني في العراق"- موضوع كتبه إيغور سوبوتين في "نيزافيسيمايا غازيتا" عن فتح قنوات اتصال بين واشنطن وكتلة "سائرون" بقيادة مقتدى الصدر لمناقشة مصير إيران.
لا يستبعد سوبوتين أن تستخدم واشنطن شخصية الزعيم الديني مقتدى الصدر الذي يرون فيه معارضا قويا لسياسة طهران، في لعبتها ضد إيران. حيث كما يبدو أن واشنطن لا تهتم بالحرب التي شنها ضد الوجود الأمريكي في العراق.
كشف عن فتح قناة الاتصال بين الجانب الأمريكي والصدر، كبير مساعديه ضياء الأسدي، الذي قال موضحا، طلبت الولايات المتحدة من الكتلة السياسية (سائرون) عبر وسطاء "وسألوا عن موقف حركة الصدر بعد استلامه السلطة". بحسب رويترز. حصلت كتلة (سائرون) على 54 مقعدا في البرلمان، أي لتشكيل الحكومة عليها الاتفاق مع قوى سياسية أخرى. وأضاف الأسدي موضحا، كما استفسرت واشنطن عما إذا كانت الانتفاضة الشيعية ستتكرر. إذ كما هو معروف قاد مقتدى الصدر انتفاضة مسلحة ضد الأمريكيين عام 2003 حيث شكل جيش المهدي وعارض دخول القوات الأجنبية إلى العراق.
يضيف سوبوتين، لا يمكن توجيه اللوم إلى الصدر بسبب تصريحاته المتناقضة. فقبل أيام كتب في تويتر تغريدة، لا يمكن السماح بأي تدخل خارجي في الشأن العراقي. وقبل يوم من نشر هذه التغريدة، زار العراق الجنرال الإيراني قاسم سليماني والتقى في المنطقة الخضراء ببغداد مع زعماء القوى السياسية الموالية لطهران، بمن فيهم نوري المالكي وهادي العامري. وفقا لمعلومات وسائل الإعلام العراقية كان هدف اللقاء تشكيل حكومة ائتلافية تكون موالية لطهران.
ويشير الكاتب، إلى أن الحديث عن موقف الصدر المناهض لإيران يجري منذ زمن، وقد ازداد هذا بعد زيارته إلى المملكة السعودية في أغسطس عام 2017، حيث التقى خلالها مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وناقش معه مسألة إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب. حتى أن بعض أنصاره أطلقوا عليه بعد هذه الزيارة لقب "مقتدى آل سعود". بعد ذلك زار الإمارات العربية المتحدة، ما جعل المراقبين يتحدثون عن نية دول الخليج في توسيع نفوذها في العراق، لمنع القيادة الإيرانية من تحويل البلد المتضرر جدا من النزاعات المتتالية إلى رأس حربة لسياساتها في المنطقة.
ويشير الخبراء إلى أن مقتدى الصدر يدعو إلى محاربة الفساد بشدة، وهذا يجذب الجماهير العراقية، خاصة وأن العراق في المرتبة 169 من مجموع 180 دولة في انتشار الفساد، وقد برهن على موقفه هذا بمنعه جميع النواب السابقين الممثلين لكتلته المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وهو بهذا أراد إثبات بأن الأموال ليست كل شيء وأن السياسة ليست مجرد استلام راتب. إضافة إلى هذا اتفق الصدر مع الحزب الشيوعي العراقي لتشجيع مشاركة التكنوقراط العراقيين في حكومة المستقبل. ويؤكد الخبراء، تبقى القوة الوحيدة التي تزيد من النفوذ الإيراني في العراق هي العامري وأنصاره فقط.
وأشار الأسدي في تصريحه لوكالة رويترز، إلى أن قيادة "سائرون" وجهت دعوة للسفير الإيراني لدى بغداد لحضور لقاء معها. إلا أن السفير اعتذر ولا يمكنه تلبية الدعوة. وهذا يشير إلى وضوح موقف طهران المعادي للصدر، وهذا ما يجعله شخصية جذابة لواشنطن وبلدان الخليج، التي جعلت من الصراع مع إيران أحد الاتجاهات الرئيسية في سياستها الخارجية. خاصة وأن معظم العراقيين يريدون وضع حد للنفوذ الإيراني في وطنهم. |