صنعاء نيوز -
"قبل اجتماعه مع بوتين، حُذر ماكرون من خطأ كبير" عنوان مقال كتبه بيتر أكوبوف في فزغلياد" عن اجتماع الرئيسين ماكرون وبوتين ونصائح مارين لوبين له بضرورة تعزيز العلاقات مع روسيا.
يشير الكاتب إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يصل إلى روسيا يوم الخميس 24 مايو الجاري، تأتي بعد زيارة مماثلة للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في ظروف مهمة بالنسبة لأوروبا.
ويضيف، أن الضغط الأمريكي على أوروبا وصل إلى نقطة حرجة، حيث تدرك جميع دول القارة أن تقديم تنازلات لواشنطن بشأن "الصفقة الإيرانية" غير ممكن. الرئيس ماكرون يحاول التوصل إلى خيار للخروج من الأزمة بأقل الخسائر، مع أن عليه أن يسمع في موسكو من بوتين دعابات مختلفة بشأن استقلالية فرنسا.
استقلالية فرنسا تخضع الآن لاختبار – فإذا كانت باريس مجبرة على الانبطاح تحت ضغط واشنطن بشأن العقوبات ضد روسيا، فإن التنازل بشأن الصفقة الإيرانية سيؤدي إلى فقدان النخبة السياسية الأوروبية لمصداقيتها لفترة طويلة. وإذا كان فرانسوا هولاند غير مهتم جدا بمسألة اتفاقية "ميسترال"، فإن لماكرون طموحات كبيرة، لذلك فإنه لن يتنازل أمام ضغوط ترامب بشأن الصفقة الإيرانية.
مع كل هذا، فإن مناقشة حدود استقلالية أوروبا ستكون من ضمن النقاط الرئيسية التي سيناقشها الرئيسان، إلا أنها في نهاية المطاف تعتمد على المسار الذي ستختاره أوروبا.
في أي عالم تريد أوروبا أن تعيش؟ إن علاقة أوروبا بروسيا هي جزء من الإجابة عن هذا السؤال. وهذا ما يفهمه الجزء الأكبر من الطبقة السياسية الفرنسية، وإن على أوروبا الاعتماد على نفسها، لأنه بعكسه سوف تفقد نفسها ونفوذها.
تشير مارين لوبين بصراحة، إلى أن ماكرون الذي يحاول أن يصبح زعيما سياسيا للاتحاد الأوروبي، تحدث خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة عن التزامه بالخيار الأطلسي. والآن في بطرسبورغ، لربما سيركز على تعزيز دور أوروبا وضرورة التعاون مع روسيا. بالطبع ماكرون يريد تحسين العلاقات الفرنسية-الروسية، وأخذ الزعامة من ألمانيا وكذلك المحافظة على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة كل هذا دفعة واحدة. ولكن فرنسا حاليا في وضع غير ملائم، يمكن أن يجرها ومعها أوروبا إلى مستقبل محزن. بحسب مارين لوبين.
وأضافت لوبين، "أتمنى أن يستمع إلى العقل السليم وأن يفكر بالتقارب مع روسيا. هذه أمة عظيمة وليس من مصلحتنا أبدا معاداتها". مضيفة أن روسيا لاعب أساسي في محاربة المتطرفين، لذلك يجب الحفاظ على علاقات متينة والتحالف معها.
لقد حذرت لوبين ماكرون من مغبة المواجهة مع روسيا، مشيرة إلى أن الغرب هو الذي يدفعها للتحالف مع الصين، ما سيجعلنا نحن المتضررين. هذا كلام صحيح، لأن تحالف الصين وروسيا هو سيناريو مرعب لواشنطن، ومع ذلك كل ما تفعله الولايات المتحدة يصب في تعزيز هذا التحالف بالضد من مصالحها الاستراتيجية.
بالطبع تقارب موسكو وبكين كان سيتم من دون الضغوط الأمريكية. لأن لديهما مصالح استراتيجية مشتركة في بناء نظام عالمي أي تفكيك "النظام على الطريقة الأمريكية". بيد أن الضغوط الأمريكية تعزز هذا التعاون والتقارب.
فهل تدرك واشنطن أنها بهذا تقرب نهاية زعامتها للعالم؟ بالطبع أشخاص من أمثال كيسنجر يدركون هذا. بيد أن هناك شعورا بأنه ليس هناك من يغير هذا المسار الأمريكي.
الآن بدأت أوروبا تدرك خطر التحالف الروسي- الصيني، وفي أي وضع أصبحت. فالاتحاد الأوروبي يعتبر منافسا للولايات المتحدة، ولكن لكي يكون منافسا فعليا عليه التحرر أولا من السيطرة الأمريكية. |