صنعاء نيوز - كنت أعمل مترجما في جدة قبل عشر سنوات، قبل أن أنتقل إلى قطر، والتقيت بتاجر سوري من آل العظم، كان سعيدا بالتعرف علي،

الخميس, 30-ديسمبر-2010
صنعاء نيوز/عامر العظم -
كنت أعمل مترجما في جدة قبل عشر سنوات، قبل أن أنتقل إلى قطر، والتقيت بتاجر سوري من آل العظم، كان سعيدا بالتعرف علي، وكان يتحدث بسعادة ويسهب في الشرح عن أصل عائلة العظم التاريخي من الجزيرة العربية، ورأيته ينتخي لي إلى حد أنه يريد أن يشتري لي سيارة ويسألني بالحاح إن كنت أحتاج شيئا! اعتذرت بأدب وسألته: ما أدراك إننا من نفس العائلة، فلربما يكون اسم "العظم" اسم على مسمى، خاصة وأن عائلة العظم عائلة عريقة في سوريا وعائلتنا ليست معروفة في فلسطين، فكان يصر على أننا من أصل واحد طالما أن الاسم مشترك ومتفرد!



لم يكن لدي سند أو شجرة عائلة موثقة تؤكد قرابتنا المباشرة أو انتماءنا لنفس الجد برغم أن هذا وارد إذا ما علما أننا ننتمي إلى منطقة بلاد الشام التي لم تكن تفصلها حدود سايكس بيكو، ولم أبحث ربما لانشغالي الدامي لثماني سنوات في عمل تطوعي، أو لأنني لا أؤمن بالعصبية القبلية، أو لايماني أن الإنسان يجب أن يمثل نفسه أولا في سلوكه وإنجازه ويعطي مثالا طيبا عن نفسه قبل أن يذهب ليتحدث - بكل وقاحة - باسم أسرته أو عائلته أو عشيرته أو وطنه أو أمته وهو فاشل حياتا ومهنيا، أو لا "يمون" على زوجته أو لا يعرف كيف يربي أبناءه!



لقد حدثني والدي أنه كان مسجونا في سوريا في نهاية الخمسينات أو أوائل الستينات، ولم يكن يملك مالا، وأحضرت له المحكمة محاميا ليدافع عنه، وإذا به من عائلة العظم، فسعد ليعرف أنه هناك "عظم" فلسطيني وساهم في إخراجه من السجن وأعطاه مصروف الطريق ليغادر.



تعرفت على سوريين كثيرين من آل العظم عبر السنوات الماضية، وأتراسل مع بعضهم وأراهم يفتخرون بي، وأنا كذلك لأنهم يستحقون الاحترام، ويعتبرونني جزءا من العائلة ويرسلون لي رسائلهم الجماعية المشتركة في مختلف المواضيع، وأراهم يدعمون حملتي رئيسا قادما لفلسطين وأنا لا أعرف أكثرهم إلا من خلال قائمة الأسماء والعناوين الظاهرة في الرسالة.



اتصل بي قبل حوالي عام شخص من سويسرا، وإذا به يبادرني "كيف حالك يا قرابة!" قلت له "أهلا، من معي!" قال أنا سميح العظم، أجبت " من أين" قال أنت لا تعرفني، أنا من قرية من إحدى قرى إربد(الأردن) وأتابع ما تكتب على صفحات واتا، عندما كنت رئيسا للجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب، وأنا فخور بك! كان يتحدث معي وكأننا إخوة نعرف بعضنا منذ عشرات السنوات!



تسمع عن المفكر السوري صادق جلال العظم وشخصيات عظمية سورية كثيرة، والشاعر والمفكر الأردني يوسف العظم المولود في معان جنوب الأردن، وعامر العظم الفلسطيني، وعن وجود عائلة "العظم" في الخليل أيضا حسبما سمعت من أشخاص يسألونني عن معارف لهم إن كنت تعرف "فلان العظم" من الخليل، فأرد بالنفي.



لا أريد أن أتحدث عن عائلة العظم المنتشرة الآن بجنسيات سعودية وعربية وأجنبية والتي أصبحت أو ستصبح عائلات قائمة بذاتها مستقبلا، ولا على مئات أو آلاف من عائلتي المباشرة يقيمون الآن في الأردن والخليج والذين لا أعرف أكثرهم لأنهم هاجروا قبل عشرات السنين.



كان العرب يتنقلون بكل سهولة ويسر من منطقة إلى أخرى طلبا للرزق والكلأ والماء، أو بحثا عن آفاق جديدة، أو يجلون بعد القتل كإجراء عشائري أو خوفا من الانتقام بدون جوازات سفر أو ضباط حدود أصنام مبرمجين كالروبوتات ولم تكن معهم جنسيات سايكس بيكو حتى ستين عاما مضت!



أردت من هذا المقال القصير أن يستوعب العالم الأخرس والأطرش وتنابل سايكس بيكو وأن يستيقظوا قليلا لعل الحكومات تخجل كثيرا!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-6067.htm