صنعاء نيوز - كتب/ عبدالله ناصر بجنف

أطلال مدينة الزهراء على مساحة تبعد مسافة 8 كيلومتر, غرب قرطبة , تقع على تلة يمكن من خلالها مشاهدة مدينة قرطبة بكل سهولة,

الإثنين, 02-يوليو-2018
صنعاء نيوز/كتب/ عبدالله ناصر بجنف -




أطلال مدينة الزهراء على مساحة تبعد مسافة 8 كيلومتر, غرب قرطبة , تقع على تلة يمكن من خلالها مشاهدة مدينة قرطبة بكل سهولة, تعتبر من المواقع الأثرية والتاريخية التي شهدت أحداث كثيرة وفي نفس الوقت مثلث رمز الفخامة والتبذير لابراز قوة ومكانة الخليفة الأموي عبدالرحمن الناصر لدين الله المعروف بعبدالرحمن الثالث والذي تولى خلافة قرطبة في الفترة من عام 929م حتى وفاته في مدينة الزهراء في عام 961م والذي أمر ببناء مدينة الزهراء في عام 936م واشرف عليها بطريقة مباشرة لتماثل قصور دمشق العاصمة الأموية القديمة ونقل اليها سلطتة بحيث تحولت قرطبة الى عاصمة يتم إدارتها من قبل مدينتين , مدينة قرطبة العتيقة ومدينة الزهراء . بعد سنوات من ازدهار مدينة الزهراء تعرضت للتدمير والنهب نتيجة الصراعات التي برزت في قرطبة وسقطت في خانة النسيان منذ عام 1019م , تم تدشين الحفريات الأثرية مدينة الزهراء في عام 1910 من قبل بعثة اسبانية مكونة من خبراء الآثار والتاريخ والجغرافيا برئاسة الأستاذ ريكاردو بيلاسكيث بسكو حيث تمكنوا من الكشف والعثور على بعض بقايا هذه المدينة العتيقة وفي السنوات اللاحقة تواصلت الحفريات ومازالت وبالرغم من ذلك فقد تم اكتشاف نسبة 10% فقط من إجمالي مساحتها الكلية, منذ عام 2009 بدات أعمال الصيانة والترميم للصالون الغني المعروف بصالون عبدالرحمن الثالث والذي يعتبر من بين أهم الآثار التي تم اكتشافها وخلال الفترة القادمة سوف يتم فتحها للزوار, منذ عام 1923 تم اعلان أطلال مدينة الزهراء كمعلم ثراتي ذو أهمية ثقافية في إسبانيا, قرطبة كانت أهم مدينة اقتصاديا وسياسيا وثقافيا في أوروبا. أطلال مدينة الزهراء تعتبر أكبر موقع أثري في إسبانيا والأهم في أوروبا, ذو شكل مستطيل وأبعاده 1.515متر x 745 متر ومساحته داخل الأسوار تبلغ 1,15 كيلومتر مربع كما انها تمثل قمة العمارة الأندلسية وتحفة الفن الإسلامي , على مسافة 800 متر من أطلال مدينة الزهراء تم افتتاح متحف مدينة الزهراء في 9 أكتوبر 2009 , يحتوي على بعض القطع الاثرية والوثائق والمخطوطات التاريخية تعطي لمحة عن تاريخ وماضي مدينة الزهراء كما توجد مساحات لتخزين القطع الأثرية وقاعة مؤتمرات ومكاتب للبحوث التاريخية والفنية ومكتبة تحتوي على كتب تتعلق بالموقع وعن الفن الإسلامي وصالة لعرض أبرز القطع الأثرية لمدينة الزهراء, يحتل المتحف مساحة 73000 متر مربع من تصميم المهندسين المعماريين فوين سانتا نييتو وانريكيه سوبيخانو , في عام 2010 نال هذا المتحف على جائزة آغا خان للعمارة كما جائزة العام للمتلقى الأوروبي للمتاحف في عام 2012 . قرطبة شهدت في عصرها الذهبي نهضة ثقافية وحضارية متميزة في الأندلس وثمة قول متداول لابن رشد والذي كان قاضي المدينة في الفترة من 1180 الى 1190 ميلادية, مفادها انه اذا توفي موسيقي في قرطبة فان أدواته الفنية يتم نقلها إلى إشبيلية في حين أنه اذا ما توفي عالم في تلك المدينة فان كتبه يتم نقلها إلى قرطبة . إسبانيا تحتل المركز الثالث عالميا بعد إيطاليا( 51 موقع في قائمة الثراث العالمي ) والصين ( 50 موقع في قائمة الثراث العالمي) من حيث عدد الأماكن المدرجة في قائمة الثراث العالمي وعددها 46 موقع بعد ادراج مدينة الزهراء في قائمة الثراث العالمي لليونسكو في 1 يوليو عام 2018 في الدورة 42 للجنة الثراث العالمي التي انعقدت في مدينة المنامة في البحرين وبهذا قرطبة تتحول من بين أهم المدن الاسبانية والتي تمتلك أربع مواقع مدرجة في قائمة الثراث العالمي لليونسكو وهي جامع قرطبة , المدينة القديمة والحي اليهودي , الأفنية في داخل المنازل أو حولها، التي تتوسطها مزهريات ملونة واخيرا مدينة الزهراء وهذا بحد ذاته يعتبر إنجازا كبيرا لاسبانيا عامة ولقرطبة بصفة خاصة , عند تجوالنا بين اطلال مدينة الزهراء شاهدنا على أرض الواقع العمل الشاق والدؤوب والجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات المختصة بالتنسيق مع علماء الآثار والتاريخ والذين كرسوا جهودهم خلال أكثر من مئة عام لاظهار هذا الكنز الأثري والتاريخي الهام لحيز الوجود.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-61537.htm