صنعاء نيوز - خطّة إسرائيليّة لتقييد نشاط أنقرة بالقدس وتل أبيب تمنع النشاطات الـ”خيريّةٍ” التركيّة بالمدينة وتُهدّد بإغلاق القنصليّة

الأحد, 08-يوليو-2018
صنعاء نيوز -
بعد مُطالبة الأردن والسعوديّة وفلسطين: خطّة إسرائيليّة لتقييد نشاط أنقرة بالقدس وتل أبيب تمنع النشاطات الـ”خيريّةٍ” التركيّة بالمدينة وتُهدّد بإغلاق القنصليّة
متابعات
كشفت مصادر سياسيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب النقاب عن أنّ التوتّر بين تركيّا وإسرائيل ارتفع بشكلٍ كبيرٍ في الآونة الأخيرة، على خلفية النشاطات التي تقوم بها أنقرة لتعزيز تواجدها في القدس المُحتلّة، وبشكلٍ خاصٍّ في المسجد الأقصى المُبارك، على حدّ تعبيرها.
وقالت المصادر عينها، كما أفادت شركة الأخبار الإسرائيليّة (القناتان 12 وـ13 في التلفزيون العبريّ)، إنّ ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، قام بتحضير تهديدٍ حادٍّ ضدّ تركيًا، وبموجبه، إذا استمرّ الرئيس التركيّ، رجب طيّب أردوغان، بالهجوم على إسرائيل، فإنّ الأخيرة ستقوم بتقييد حرية عمل قنصليّة أنقرة في القدس المُحتلّة.
كما شدّدّت المصادر، كما أفاد التلفزيون العبريّ، على أنّ تركيا تواصل جهودها الحثيثة لإبقاء وتوسيع تواجدها في شرقي القدس من خلال المؤسسات الخيرية والجمعيات الأهلية التابعة لها، بحيث بدأت تسعى مؤخرًا لشراء بعض العقارات، وترسيخ إقامتها من خلال الفعاليات الداعمة للفلسطينيين في المدينة، مما يثير قلق السلطة الفلسطينيّة التي لا تريد شريكا آخر لها في القدس بجانب إسرائيل، على حدّ تعبيرها.
علاوةً على ذلك، لفتت المصادر في تل أبيب إلى أنّ مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ قام بإعداد خطّةٍ لتقييد الفعاليات والنشاطات التركيّة في القدس الشرقيّة المُحتلّة، وذلك عن طريق منع الذراع السياسيّة للحكومة التركيّة، والتي تنشط في القدس تحت شعار الفعاليّات الإنسانيّة وتُدعى “تيكا”، وذلك بهدف تعزيز التواجد التركيّ في المسجد الأقصى المُبارك.
ولفتت المصادر السياسيّة، إلى أنّه خلافًا للماضي، فإنّ الصندوق التركيّ “تيكا” سيضطر من اليوم فصاعدًا الحصول على مصادقةٍ خاصّةٍ من السلطات الإسرائيليّة للسماح له بتنظيم فعاليّات ونشاطات في القدس المحتلة. وتابعت المصادر نفسها قائلةً إنّ الدولة العبريّة، حصلت على معلوماتٍ مُخابراتيّةٍ مؤكّدةٍ، بموجبها قام الصندوق التركيّ بتحويل أموالٍ لحركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس)، كما عُقدت في مكاتبها بالقدس المُحتلّة اجتماعات مع قادة الحركة الإسلاميّة في الداخل الفلسطينيّ، والتي تمّ حظرها قبل حوالي العامين من قبل وزير الأمن الإسرائيليّ السابق، موشيه يعلون.
علاوةً على ذلك، أضافت المصادر، فإنّ اجتماعًا مُهمًا سيُعقد بمُشاركة جميع الأطراف في الحكومة الإسرائيليّة، بما في ذلك المُستشار القضائيّ للحكومة، أفيحاي مندلبليط، لفحص الجوانب القانونيّة للخطّة المذكورة، وفيما إذا كان ممكنًا من الناحية القانونيّة إخراجها إلى حيّز التنفيذ، كما قالت.
يُشار إلى أنّ صحيفة (هآرتس) العبريّة كانت قد ذكرت أنّ الأردن والسعودية والسلطة الفلسطينيّة طلبوا من إسرائيل الحدّ من نشاطات تركيا في شرق القدس، لأنّها تزيد من نفوذها على حساب تلك الدول، مما يجعل منها طرفًا مؤثرًا وذو تأثيرٍ كبيرٍ في الأحياء الفلسطينية بشرقي المدينة المقدسة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ أوساطًا في الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة تتعقّب هذه النشاطات التركيّة بصورةٍ فوريّةٍ، للحدّ منها، وتقييد حريتها، وأنّ تلك العواصم الرياض وعمان ورام الله أعربت لتل أبيب عن خشيتها من أهداف التواجد التركيّ المتزايد، لأنّ من شأنها أنْ تمنح الرئيس أردوغان فرصة تحقيق ما يسعى إليه من إشراف ووصاية على القدس في العالم الإسلاميّ.
وأضافت الصحيفة أنّ الأحياء الفلسطينيّة العربيّة في شرقي القدس باتت خاضعةً بصورةٍ تدريجيّةٍ للنفوذ والتأثير التركيين، مما يضع مصالح تلك الدول مع إسرائيل تحت الخطر الشديد، رغم أنّ أوساطًا أمنيّةً في تل أبيب أكّدت أنّها تُراقب عن كثب الجهد الحثيث الذي تبذله أنقرة لزيادة نفوذها وتأثيرها في المدينة منذ ما يزيد عن العام، وقد تجلّى ذلك في الموازنات الماليّة للجمعيات الإسلاميّة التركية القريبّة من الحزب الحاكم، حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الجمعيات التركيّة تقوم بتمويل مؤسساتٍ فلسطينيّةٍ نظيرة لها في شرقي القدس، من خلال تنظيم رحلاتٍ مشتركةٍ بين القدس وأنقرة، يشارك بها آلاف الأشخاص، وبحضور بارز للشخصيات التركية، وتنظيم مظاهرات واعتصامات في الحرم القدسي وحوله.
ونقلت (هآرتس) عن دبلوماسيين إسرائيليين قولهم إنّ الأردن بدأ يُعبّر بجديّةٍ عن مخاوفه من البصمات التركيّة المتزايدة في أنشطة القدس، بل إنّه عبّر عن غضبه من حالة غضّ الطرف الإسرائيليّة عن ذلك، وكأنّ الأمر لا يعنيها، أكثر من ذلك فقد زاد الأردنيون في قلقهم عقب التوقيع على اتفاقية المصالحة بين أنقرة وتل أبيب في 2016، بحيث أنّ الأخيرة لم ترغب الدخول في مواجهة جديدة مع أردوغان، ولذلك كانت ترد بهدوءٍ وتروٍ أمام ظاهرة زيادة التواجد التركيّ في شرقي القدس.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-61673.htm