صنعاء نيوزبقلم الدكتور / محمود لطفي -



لا شك وأنه في عصر انحسار القراءة وتدني سقف المقروئية بشكل مذهل في العالم العربي أصبحت الفضائيات العربية تشكل عاملاً بارزاً في صناعة الرأي والتوجيه الفكري والسياسي للمجتمع العربي ، وأصبحت الملقي الوحيد على كم هائل من المتلقين بمختلف توجهاتهم ومستوياتهم .
فإن الفضائيات اليوم والتي دمجت بين الكلمة والصورة باتت المرجع الذي يصيغ الرؤية باعتبار أن المعلومة هي المكون الذري للفكرة والرأي ، وقد أصبحت هذه المعلومة تأتي في الغالب عبر القنوات الفضائية .
ولم تفرض هذه القنوات الفضائية سلطتها على المواطن العربي فقط فتجعله مشدوداً إليها في فهم التداعيات والتطورات داخلياً وخارجياً بل حتى أصحاب القرار في العالم العربي باتوا يخاطبون وِدّ هذه الفضائيات لتمرير تصريحاتهم وآرائهم من خلالها .
وبالرغم من أن الفضائيات العربية لا تزال في بدايتها مقارنة ببعض الفضائيات الغربية العريقة إلا أن التجربة الضئيلة لهذه الفضائيات العربية تسمح لنا بتقييمها ونقدها في نفس الوقت .
أولاً : إيجابيات الفضائيات العربية ومميزاتها :-
1- تخاطب حاستي السمع والبصر .
2- نقل كميات كبيرة من المعلومات والأخبار والتصريحات والآراء والتعليقات بدرجة نقاء عالية وفي زمن وجيز .
3- اجتياز العوائق الطبيعية للإرسال مثل الجبال والمحيطات والصحاري والحدود .
4- لا تواجه الترددات الفضائية العقبات الجوية التي تصادف انتشارها في المحيط الأرضي مثل التشويش .
5- تساعد على توفير الانفتاح الفكري والثقافي على العالم الخارجي .
6- مواكبة عصر الفضاء والتكنولوجيا .
7- الاستفادة من التطور المبهر .
8- تساعد على التبادل الحضاري بين الدول .
9- ربط العالم ببعضه وجعله قرية صغيرة .
10- تساعد الإنسان على معرفة الأحداث الجارية حوله في أي مكان وزمان .
11- معرفة عادات وتقاليد وأفكار الشعوب الأخرى .
ثانياً : سلبيات الفضائيات العربية :-
1- تعاني بعض مضامين الإعلام الفضائي العربي اليوم من أزمة هوية وغياب المشروعات الإستراتيجية .
2- تجاوز عدد من الفضائيات العربية الضوابط والمبادئ التي تحكم العمل الإعلامي النزيه .
3- تستهدف بعض مضامين الإعلام الفضائي العربي الركض وراء الربح السهل والكسب السريع والخروج عن الأخلاق والقيم .
4- بعض الرسائل الإعلامية تكون بعيدة تماماً عن المضامين الهادفة والمسئولة .
5- الاعتماد بدرجة كبيرة على طغيان الجانب الترفيهي في الرسالة الإعلامية .
6- كثير من المضامين الإعلامية في القنوات الفضائية العربية تكون أجنبية .
7- فشل الإعلام الفضائي العربي في مساندة النظام الإعلامي العربي في الخروج والتخلص من دهاليز التبعية والتقليد .
8- تستهدف بعض المضامين الإعلامية في القنوات الفضائية العربية نشر الثقافة المعلبة والقيم الدخيلة على المجتمعات العربية والإسلامية .
9- تشارك بعض الرسائل الإعلامية بدور أساسي في تعميق الغزو الأجنبي الإعلامي من خلال ساعات البث المخصصة للمواد الأجنبية .
10- تتعامل بعض الفضائيات العربية مع قضايا الطفولة بمفهوم سطحي وغير هادف ، وتقدم مضامين لا تصلح للطفل بل تدفعه إلى اكتساب السلوك العدواني .
11- مع مرور الأيام وتكاثر الفضائيات باتت معظم الفضائيات متشابهة في المضمون مختلفة في الشكل ، فعندما تقوم هذه القناة الفضائية بدعوة ( زيد من الناس ) تقوم قناة فضائية أخرى بدعوته في اليوم التالي ويظل هذا الضيف يحول بين الفضائيات لمدة شهر ، ثم يأتي دور ( ضيف ) جديد ليحول على هذه الفضائيات لمدة شهر وهكذا .
12- أثبتت بعض الدراسات أن من المحتمل أن تخلق الفضائيات العربية نوعاً من الاضطراب الاجتماعي وعدم الاستقرار في العلاقات العامة الاجتماعية وتنمية الفردية والروح الاستهلاكية والهروب من التصدي لواقع الحياة والاستسلام له .
حلول ومقترحات :-
1- التقليل من طوفان المادة الإعلامية الأجنبية في التليفزيون العربي سواء أرضي أو فضائي .
2- منع ظاهرة البرامج الواقعية التي لا ترتبط بقيم المجتمع العربي وثقافته .
3- اللجوء إلى التراث العربي الإسلامي باعتباره مصدراً تراثياً لمواجهة تحديات وافرازات العولمة .
4- تحديد القضايا الفعلية التي يحتاجها الشعب العربي ، والتركيز على ما يمس واقعه .
5- إعداد برامج تنمي القيم العربي وتحافظ على العادات .
6- وضع إستراتيجية عربية تلتزم بها القنوات الفضائية العربية للتصدي للغزو الأجنبي .
7- تأكيد الوحدة بين أقاليم الوطن العربي وزيادة أواصرها .
8- التحرير القومي من كل عناصر التبعية الغربية .
9- تطوير البنى الاقتصادية والاجتماعية الفكرية في الوطن العربي .
10- إبراز الهوية الحضارية العربية الإسلامية وتنميتها .







المراجع والمصادر :-
www.Google.com
ماجي الحلواني " القمر الصناعي الإسلامي ... تحد حضاري وضرورة عصرية " ( القاهرة : مكتبة الأنجلو المصرية ، 1987 ) .
www.Arab Volunteering.org
www.Alriyadh.com
محمد سيد محمد " الغزو الثقافي والمجتمع العربي المعاصر " ( القاهرة : دار الفكر العربي ، الطبعة الأولى ، 1994م ) .