صنعاء نيوز -  منذ بضعة ايام - احتجاجا علي اوضاعه المعيشيه والتي تعكس حال الكثيرين من امثاله من الشباب التونسي – وربما احوال الكثيرين من الشباب الحائر المعذبة ارواحهم في كثير من اجزاء وطننا العربي الكبير-

الثلاثاء, 18-يناير-2011
صنعاء نيوز محمود_الوفا -
منذ بضعة ايام - احتجاجا علي اوضاعه المعيشيه والتي تعكس حال الكثيرين من امثاله من الشباب التونسي – وربما احوال الكثيرين من الشباب الحائر المعذبة ارواحهم في كثير من اجزاء وطننا العربي الكبير- لم يدر بخلده ان فعلته هذه يمكن ان تؤدي بحال من الاحوال الي ماحدث عصر يوم اربعة عشر من يناير , ولم يتجاوز حلمه ان تكون شرارة اولي للاعتراض علي الاوضاع في تونس قد تستمر سنين حتي تتحول الي نيران عملاقه تغير الاوضاع , ولم يكن يحلم ان الامور ستتغير في بضع ايام او اسابيع , انني اذ اترحم علي ذلك الشاب الذي اختار طريقة خاصه جدا للتعبير عن رفضه للواقع , وسواء اختلفت أو اتفقت معه علي صحة هذه الطريقه الا انني اقرر ان تاريخ تونس الاتي لن ينسي هذا الشاب ابدا , وربما كان هذا مدخلا مناسبا لكي اطرح اسئله اري انها مهمه في الواقع الحالي الذي تعيشه غالبية الدول العربيه علي حد سواء, فلنعد الي الوراء ثلاثه وعشرين سنه لنري الرئيس الفار- بتعبير الفضائيات – وهو ينقلب علي سلفه اول رئيس لتونس بعد الاستقلال هواري بومدين ويجبره علي ترك السلطه , ويتربع هو علي العرش , يصحو الناس صباحا علي صوت الموسيقي والبيانات العسكريه التي تبشر بحياة جديده وامل جميل في المستقبل القريب لهذا الشعب الذي عاني , وان الساده مخلصيه قد حملوا أرواحهم الغاليه علي اكفهم في سبيل الحصول علي حرية هذا الشعب , وهكذا يتحول المنقلبون – وكلهم من الجيش - الي ابطال اتوا علي دبابة بيضاء يبشرون بعهد الحريه والخير للامه , ويخرج الشعب مؤيدا للقائد المخلص البطل , ويحلم الجياع بالطعام ويحلم العراة بالملابس ويحلم الحفاة بالاحذيه , تذكرت هذا كله وانا اشاهد علي شاشة التلفاز لقطات من ثورة الشعب التونسي ضد الرئيس بن علي ومطالبتهم اياه بالاستقاله والمطالبه بالقصاص منه وانتزاع اموال الشعب التي استولي عليها , وفي نفس القناة التليفزيونيه التي تبث تلك المشاهد , عرضت لنا من الارشيف بعض لقطات من مؤتمرات وخطابات للرئيس بن علي – في سنوات مجده - وقد احتشد الاف المواطنين يحملون الاعلام الحمراء ويلوحون ويصفقون للرئيس وقد بحت حناجرهم من الهتافات العاليه له , وكذلك بثت - من الماضي – بعضا من كلمات الصحفيين والكتاب في مدح الرئيس بن علي , كما بثت ايضا لقاءات - من الحاضر- مع ابناء الشعب الغاضبين وهم يصفون الرئيس السابق بالدكتاتور والظالم وغيرها من الالفاظ التي تنطبق علي كثير من حكام هذا الزمان , وهذه هي الملاحظه الاولي , ولذلك اتسائل لماذا يوجد لدي كل حاكم الاف كثيرون يلتفون حوله هاتفين بالروح بالدم نفديك يازعيم , ولماذا بعض - بل الكثير- من الكتاب يرضون بان يكونوا احذية في ارجل هؤلاء الزعماء , اهو عمي البصر ام عمي البصيره ؟, ولماذا عندما يسقط الزعيم يكونوا اول من يلعنونه ويسعون جاهدين لكي ينشروا كل ما ارتكبه ومالم يرتكبه من جرائم في حق الشعب ؟ هل هذه عادة عربيه اصيله ؟ ام انه عادة ولدت في زمن الاستعمار الذي اطبق علي انفاس وارواح هذه الشعوب قرونا طويله ؟ فحول هذه الشعوب الي ما هي عليه الان ؟ ام انها عادة ولدت في ازمان القهر علي ايدي المنقلبين الثوريين في ارجاء وطننا العربي الكبير؟
والملاحظه الثانيه وهي نفس ما اشرت اليه في مقال سابق بعنوان 'ناقوس الخطر بين طنطا والعمرانيه ' من مسارعة المتظاهرين في بلداننا العربيه الي حرق وتكسير وهدم المقدرات العامه والخاصه , وكأننا لانعرف ان نثور او ننتفض الا اذا خربنا ودمرنا , واريد ان اسأل ما الذي ندمره ؟ ولماذا ؟ فهي اما مقدرات عامه اي ممتلكات الشعب ومكتسباته او ممتلكات خاصه تخص اخواننا في الوطن , اي ثقافة واي قيم واي دين واي عقل يدفعنا لفعل ذلك ؟
يالا الاسف في اللحظه التي تري شعبا عربيا يكافح من اجل مستقبله وحريته ويختلف مع حكامه يشوه هذا المنظر الجليل وهذه اللوحه العبقريه انفلات غريب من المواطن العربي باتجاهات لا يرضاها منطق سليم , فألي متي تضار هذه الشعوب علي يد بعض الحكام وبيد بعض اخوانهم المتظاهرين ؟ هل كتب علينا – نحن الشعوب العربيه - ان نذوق الويل مرتين , مرة بأيدي الحكام وعسكرهم , والثانيه بايدي اخواننا الثائرين الغاضبين اي اقدار كتبت علينا!! .
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-6414.htm