الأربعاء, 19-يناير-2011
صنعاء نيوز -
في إنتفاضة الخبز شخص ٌ يحترق ، وفي حكومة ِ الإنقلاب يحرقون الناس جميعاً .. زياد مشهور مبسلط
إنطقلت شرارة إنتفاضة الخبز والكرامة من تونس الخضراء حيث كانت الشعلة جسد المواطن التونسي الشاب الجامعي محمد البوعزيزي ، وما أن حدث ماحدث وغادر الرئيس التونسي البلاد حتى أصبحت قضية البوعزيزي الشعلة التي تنير الطريق نحو الصرخة الجماهيرية من أجل الخبز والكرامة .

لكننا في قطاع غزة المحاصر خاصة وفي عموم فلسطين قدمنا ومازلنا نقدم مئات الالاف من الشهداء والأسرى والجرحى والمعاقين إضافة لملايين المشردين واللاجئين في المنافي والشتات من أجل الحرية والكرامة والإستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الى وطنهم مع تعويضهم أيضا .

وكان آخر هذه التضحيات الجسام في قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع وماتبعه من شهداء وجرحى تجاوز عددهم الالاف إضافة لتدمير المنازل والمؤسسات والبنية التحتية للقطاع علمــا ً بأنه سبق ذلك وتبعه حصار ظالم وخانق على أهالي غزة .
** - من ارتكب هذه الجرائم ؟
بكل تأكيد جيش الإحتلال الإسرائيلي الذي استخدام قنابل الفسفور الأبيض المحرمة دوليا خاصة في المناطق المأهولة بالسكان ، تلك القنابل التي لها تأثيرات خطيرة على البشر سواء أثناء إطلاقها وماتسببه من إحتراق للجسد وحالات تفحم للجثث أو آثارها المستقبلية وأضرارها اللاحقة لمن ُتكتب لهم الحياة ناهيك عن تأثيرها الخطير على الأجنة والمواليد .

هذا الجيش ارتكب مجازر بحق المدنيين في مدارس وكالة الأونروا وبشهادة المسئولين الأمميين تأكد أن الذين بداخل المدرسة كلهم من النساء والأطفال والمدنيين غير المسلحين .
هذا العدوان دمّر البيوت على رؤوس ساكنيها وارتكب مجازر وحشية جماعية بحق أسر وعائلات في قطاع غزة .جيش الإحتلال كان ايضا سببا ً في إحداث أزمات نفسية حادة لأطفال قطاع غزة وصدمات عصبية ونفسية لهم حرمتهم النوم البرىء كبقية أطفال العالم .
لكن من أعطى لهذا العدوان الغاشم الذرائع والمبررات - التي لايحتاجها أصلا ً سوى في التضليل والتبرير الإعلامي أمام الرأي العام العالمي – كي يرتكب هذه المجازر بحق أبناء شعبنا ؟؟؟

بكل تأكيد ، الحركة الإنقلابية التي اطلقت على نفسها اسم ( حركة المقاومة الإسلامية حماس ) ، وهنا ، قد يستغرب أو يغضب البعض مني ويتهمني بالإفتراء ، ويتساءل كيف ..... ؟

- الإنقلاب الدموي على الشرعية الفلسطينية - رغم العهود والمواثيق وكان آخرها في لقاء مكـــة - شق ّ الصف الوطني وأحدث الإنقسام مما أضعف الجبهة الداخلية في ضمان مواجهة أكثر فعالية وتأثيرا ً ونجاحا ً وأقل خسارة .

- الحصار الظالم على أهالي قطاع غزة .

- إتهام من يعارض إطلاق الصواريخ ويعتبرها عبثية في ذلك الوقت بأنه يرفض شرعية المقاومة ؛ مبررين ذلك بالحق الشرعي والقانوني بمقاومة الإحتلال بكل الطرق والأساليب والإمكانات المتاحة متناسين بأن المقاومة يجب أن تقدّر أيضا ً الموقف على أرض الواقع والإمكانات والطاقات المتاحة والناجعة وتقيّم مدى تحقيق الهدف المنشود بأقل الخسائر في الأرواح والممتلكات .
- عدم الجدية في المصالحة والعودة الى الشرعية لتوحيد كلمة وصفوف هذا الشعب في الضفة والقطاع حيث يرى خالد مشعل في آخر لقاءاته بأن المصالحة باتت بعيدة اكثر من أي وقت مضى .
وهنا ، أواجه الحركة الإنقلابية بحقيقة الأمر ، وأتساءل غاضبا ً :
- أليس الإنقلاب على الشرعية وقتل وجرح وتشريد الآلاف من ابناء شعبكم إحراق فعلي لهذا الشعب ؟
- أليس تجويع أكثر من مليون ونصف المليون مواطن إحراق لهم ؟

- أليست الصواريخ العبثية التي لم تقتل احدا من الأعداء قتلت أكثر من 1500 شهيد فلسطيني ثلثهم من الأطفال ، وهذه هي من أحرقت الشعب بأكمله وكنتم سببا ً مباشرا ً لها وأصبحتم بالتالي أداة غير مباشرة لإحراق هذا الشعب ؟
والواقع المرير يؤكد أنكم أحرقتم ومازلتم تحرقون أكثر من مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني حرقا ً فعليا ً بالحصار والتجويع والإعتقال والإختطاف والتنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي وما يسببه ذلك من آثار نفسية عليهم تنعكس سلبا ً على الجميع بمظاهر الخوف والرعب والتوتر والكراهية لكم والحقد عليكم .. فهل هناك حرق أشد الما ً من ذلك ؟
لقمة العيش الكريم والكلمة الحرة أحرقت جسد محمد البو عزيزي في تونس ، وأنتم كنتم سببا ً في جوع الملايين وأداة قمع وتكميم للأفواه كي لاتنطق تلك الأفواه بكلمة حرة صادقة وتجاهر بالحقيقة وتصرخ في وجوهكم بأنكم ظلاميون ومجرمون وإقصائيون وكاذبون وقلوبكم تعشق شهوة الحقد والإنتقام والسلطة .
ومع ذلك ، لاتترددون في تبني مواقف من كنتم تخونونهم فتنطلق أبواقكم بالتهليل والدعوة الملزمة بالقوة لوقف إطلاق الصواريخ 'حقنا ً لدماء أبناء الشعب الفلسطيني وحفاظا ً على مقدراته ' وهم الذين حاصرتموهم وجوعتموهم وقتلتموهم وجلبتم لهم الموت بايديكم .
الى متى سيظل هذا الشعب رهينة بايدكم ومختبراً لأفكارهم الظلامية ؛ فمرّة تعلنوا الجهاد وتهللوا لإطلاق الصواريخ ومرة تحاربوا وتعاقبوا من يطلقها ومابين هذا وذاك الشعب يحتـــــــــرق !

والبشرى الأخيرة من زهـّـاركم هي النصــــر القــادم ولكن بضحايا جسيمة وخسائر كبيرة ... ! ؛ فيقول في تصريحاته:' ان 'المقاومة تتحسب للعدوان الإسرائيلي وتعد العدة والجهوزية له'، معتبرا أن 'فترة ضرب الاحتلال الإسرائيلي للمقاومة من دون أن يصيبه الألم قد انتهت'. وهنا ، الآ يحق لهذا الشعب المحتــــــرق أن يصرخ في وجه الزهار ويقول له : كفى حرقا وجحيما ! ... أي نصر يازهار .... ؟!

- قبل السلاح لابد من وجود من يحمل هذا السلاح بعقيدة قتالية صادقة ، فهل من اعتقلتهم وعذبتهم وعاقبتهم على اطلاق صاروخ وراقبت الحدود كي لاينطلق الصاروخ من جديد سيكونوا تحت امرتك وقيادتك ؟

- هل الجبهة الداخلية متماسكة قوية ؟
هل لديك وحدة وطنية ؟

- هل زرعت في قلــــــــوب الناس المحبة والطمأنينة والإحساس بالأمان على النفس والولد والمال ؟

وللرد على مزاعم هذا النصر والإستعداد له ، ونقلا ً عن ( شبكة أمــد ) ، يرى الأستاذ أسامة وهو محاضر في أحد جامعات القطاع ، يرى مايلي :

- إن الجهوزية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ليست بالسلاح والعتاد وتدريب عناصر الفصائل المسلحة في قطاع غزة فقط، هذه عُدة ناقصة جداً لأي مواجهة مع العدو ، والأصل تجهيز وإعداد الجبهة الداخلية ، وتطيب خواطر الذين تعرضوا للقهر والظلم من قبل أمن حماس .

- لدينا الكثير من الحالات التي تبكي القلوب ، ومازالت محرومة من حقوقها ، ومطرودة عن حرية الرأي والتعبير .

- مئات العائلات تعاني من تشرد ابناءها في دول الجوار ، والضفة الغربية .

- وغيرهم معتقل بدون محاكمات في سجون أمن حماس ، وأمثالهم محكوم عليهم بالاقامات الجبرية ، كما الجمعيات والمؤسسات والهيئات التي تم حظر نشاطها في القطاع ، حتى مراكز حقوق الانسان مشلولة تماما وتكتفي بإصدار نشرات دورية عن اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي ، وتفقع عيونها عن تجاوز القانون وانتهاك حريات الإنسان من قبل أمن حماس في القطاع ، ولن ندخل بحالة الشلل التنموي التام .

- تفاقم البطالة والعطالة عن العمل ، ودخول أعداد كبيرة من الشباب مراحل اليأس وهروبهم بالمهلكات مثل ' الترمال' والبانجو وغيرها ، لكي يناموا ويصحوا على واقع يفتح لهم أذرعته ، ويتقبلهم ، فالوظائف محجوزة لأبناء حماس ومؤيدوها ، وقليل الخير ما يصيب شباب لا ينتمي لحماس ، إلا اذا كان له حاجة وضرورة عندهم .

- المواجهة مع العدو الاسرائيلي ، تحتاج الى تجهيّز قوي و واقعي وليس إعلامي ، وما فعلته أجهزة أمن حماس في اليوم الثاني للحرب الأخيرة وتصفية بعض المعتقلين في سجونها ، دليل على تسرع الحركة وفكرها الانتقامي ، وارتكابها جرائم ، تزيد من كراهية سكان القطاع لها ، وهي ليست الجهة الآمنة لحماية السكان ، فتجربة الحرب الأخيرة وتعامل حماس الوحشي مع معارضيها ، يفشل أي صمود ولن يحقق غير الخسائر الكبيرة بالأرواح والمقدرات .
- لا بد قبل أي مواجهة مع الاحتلال ، مواجهة التحديات الداخلية وتحقيق المصالحة ، وإلغاء ثقافة الكراهية والحقد ، وتمكين سكان قطاع غزة من حرياتهم العامة والخاصة ، حتى الفصائل ومنها من لها أجنحة مسلحة لا يتوافق مع حماس ، وأصابه الضرر من سلوكها في فترة سيطرتها على القطاع ، ولم تعالج حماس هذا الضرر ، بل تتعامل وكأنه من حقها ممارسة ما تشاء مع من تشاء ، كونها الغالبية في التشريعي وصاحبة الحكومة في القطاع ، هذا كله تكشفه أي مواجهة مع الاحتلال . ..

- هناك من يريد إزالة حماس عن الخارطة السياسية والوجودية الفلسطينية بسبب أفعالها الغير قانونية والتي وصلت حد الجريمة .. وبصراحة بالغة قطاع غزة غير جاهز لأي مواجهة ولن يكون جاهزاً بدون مصالحة حقيقية ، وإعادة ترتيب أوضاع الاراضي الفلسطينية ، ومعالجة أثار الانقسام والحرب الأخيرة '.

وحول قانونية وشرعية ماتقوم به حماس من قوانين وأحكام وممارسات ، يكشف النائب العام احمد المغني في حوار اذاعي ' حماس خالفت القوانين وكل التشريعات وتطبق قوانين على كيفها غير شرعية ونيابة غير شرعية وحكومة غير شرعية كل الامور لديها غير شرعية'.
على ضوء كل هذه المعطيات ، اعتقد جازما ً أنكم تتفقون معي فيما ذهبت اليه من تحميل حماس مسئولية إحــــراق هذا الشعب جسديا ونفسيا وإقتصاديا ومعنويا ً وإجتماعيا ، ولدي نقطة أخيرة تعزز وجهة نطري ألا وهي :

' سئمنا هؤلاء الملتحين الذين يتجوّلون ببنادقهم يتفاخرون بقوتهم ويعتدون بالضرب ويزجون في السجون كل من حاول التظاهر في سبيل الدفاع عما يعتقد، سئمنا جدارَ العار الذي يفصلنا عن باقي البلاد ويبقينا سجناء في بقعة صغيرة من الأرض ' .... إنها صرخة شباب غــزة المحبط الذي يتجه للموقع الإجتماعي العالمي ( FACEBOOK) ليعلن رفضه لما يجري في غزة تحت حكم حماس
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-6456.htm