صنعاء نيوز/ كتب/ عبدالله ناصر بجنف - ورد اسم مدينة المخاء في بعض المراجع التاريخية القديمة باسم نخوان , نسبة الى أول اسرة حكمت المدينة , ميناء المخاء تقع على البحرالأحمر جنوب غرب اليمن , وتبعد عن باب المندب 75 كيلومتر شمالا , تحتل أهمية استراتيجية لقربها من الممر الدولي بمسافة 6 كيلومترات حيث يربط بين أوروبا وشرق إفريقيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط . ميناء المخاء يعتبر من أقدم المواني في شبه الجزيرة العربية وذات صيت عالمي نردد هذا الاسم يوميا عند تناولنا للقهوة كما انها تحفة تاريخية وأثرية تعرضت للاهمال والتدمير. ميناء المخاء اكتسب شهرة عاليمة وكان مركز رئيسي لتصدير البن اليمني إلى مختلف دول العالم من القرن الخاس عشر إلى القرن السابع عشر وقد اخذت قهوة الموكا والموكاتشينو الاسم من هذا الميناء ولكن بعد نقل شجرة البن وزراعته في العديد من الدول ورفع قيمة الضرائب على البن اليمني . في القرن التسع عشر فقد ميناء المخاء أهميته ودخل مرحلة الركود بعد ازدهار ميناء عدن وميناء الحديدة , في المخاء نجد بعض الآثار منها جامع الشيخ " الشاذلي " وضريحه:، وينسب إلى الشيخ أبو الحسن " علي بن عمر بن إبراهيم بن أبي بكر بن محمد دعسين القرشي الصوفي الشاذلي " وهو أحد مشائخ الطريقة الشاذلية في اليمن خلال القرنيين (الثامن والتاسع من الهجرة)، كما توجد بقايا قلعة قديمة شاهدة على عصر ذهبي عاشته هذه المدينة .
أول مرة زرت ميناء المخاء , كان في عام 1993 عندما كنت أعمل مرشداً سياحياً في العالمية للسياحة للسياحة في القسم الإسباني وقد تكررت زياراتي لمرات عديدة وحسب البرنامج السياحي كنا نصل اليها عبر مدينة تعز والتي تبعد عنها بمسافة 100 كيلومتر غرباً , بعدها كنا ننتقل إلى الخوخة عبر الطريق الساحلي المحاذي للبحر الأحمر, كما كنا نصل اليها عبر مدينة الحديدة جنوبا والتي تبعد عنها بمسافة 175 كيلومتر وبعدها ننتقل الى مدينة تعز , المخاء تتبع اليها إدارياً .
في مارس عام 2005 عدت إلى المخاء لآخر مرّة حيث وجدت هذه المدينة ومينائها القديم شبه مهملة تفتقد لبنية تحتية تعيد اليها وجهها المشرق , الميناء الجديد والصغير الذي يعمل فقد تم تشييده في عام 1978 من قبل شركة هولندية يتواجد فيها بعض قوارب الصيادين والذين يجدون فيها مصدر معيشتهم في ظروف صعبة . ميناء المخاء عاش ماضي مزدهر وفي الوقت الحاضر ترتسم على جدرانه النسيان وبالرغم من هذا فانه يتأمل أمواج البحر الأحمر ببطء وتفاءل .
|