صنعاء نيوز بقلم الدكتور/ أحمد غالب المغلس: - لماذا جامعة عدن؟!..، كل التخرصات القاصرة عن جامعة عدن هي نعيق غربان لا أكثر
من المتعارف عليه في كل المجتمعات وعند كل القوى السياسية الحية في العالم أن الجامعات أماكن مقدسة مثلها مثل أماكن العبادة; لا تقل عنها أهمية واحتراماً, لأنها تؤدى فيها فريضة العلم الذي به يعرف الإنسان ربه ودينه وحقوقه وواجباته وعلاقاته بالكون والحياة..
لذلك تجتهد المجتمعات على إبعادها عن المماحكات السياسية والحسابات التي تنتقل إلى طور الصراعات الحزبية أو الحسابات الشخصية التي تؤثر في الحياة الأكاديمية والعلمية والتربوية التي تحتاج في الأساس إلى تضافر جهود وتعاون الجميع لإنجاحها والارتقاء بمهمتها وأهدافها وبقائها محمية بلوائح وقوانين يحترمها ويجلّها ويلتزم بها الجميع.
جامعة عدن بما لها من تاريخ أكاديمي وعلمي وتربوي عمره أربعة عقود تُحترم من قبل الجميع, يُنظر إليها على أنها أفضل جامعة يمنية تلتزم باللوائح والقوانين والعمل المؤسسي, وتحترم القوانين, وتعطي طلابها من هامش الحرية ما يمكنهم من الارتقاء بأنفسهم ومستواهم النفسي والتربوي والعلمي والأكاديمي ما جعل الكثيرين من طلاب ومتخرجي هذه الجامعة في مستويات علمية وأكاديمية تستحق الإشادة والتقدير من المجتمع وسوق العمل ومؤسسات الدولة والسوق الإقليمية, لما لها من سمعة طيبة وطنياً وإقليمياً.
الزوبعات التي حاولت النيل من قيمة جامعة عدن كمؤسسة رائدة أمر يدعو إلى الاستغراب والتساؤل خاصة أن المسألة لا تستدعي كل ذلك التحامل والتشهير, لأن الأمر أولاً وأخيراً يندرج ضمن لوائح وأنظمة الجامعة.
ولا أعتقد أن عاقلاً يدعو إلى ترك الأمر في مؤسسة كجامعة عدن للفوضى وإرضاء خلق الله من هنا وهناك, حسب اعتقاد بعض قصيري النظر الذين ينظرون إلى الأمور من زاوية مصالحهم الضيقة لا من أهمية المحافظة على مؤسساتنا بعيداً عن الفوضى وثقافة الارتجال والتسيب التي طبعت مثل هذا الاعتقاد السيئ تجاه مؤسساتنا الأكاديمية في وعي الكثيرين من أبناء المجتمع اليمني.
إذا كان كل شخص يدخل الجامعة سيقوم بما يريد من الأعمال ويثير ما يشاء من القضايا, ويحدث ما يحب من الفوضى, يشخط على هذا وينخط على ذاك, يتهم عمادة الكلية ويتحداهم, يعتدي على الموظفين ويسبّهم, يثير الزوبعات ويستعدي الصحافة ضد الكلية والجامعة وأساتذته دون وجه حق, فليس بطالب علم, ولا يبحث عن المعرفة والتأهيل العلمي.
لا يهمه استقرار وأداء الجامعة لدورها بالشكل المطلوب, بل يريدها أن تكون وفق رأيه وحاجاته, وميداناً لمعاركه؛ يبحث من خلال تلك المعارك عن الشهرة, تتحول الجامعة وفق هذا المنظور الضيّق إلى حلبة مشاغبين.
هذا أمر لا ينطبق مع جامعة عدن, لأنها - وتلك حقيقة - مؤسسة وطنية أكاديمية رائدة بكل ما للمؤسسة من معنى, وصرح علمي مشهود له؛ لا يحتاج لمن يعرّفه دوره ووظيفته ونظمه ولوائحه, خبرة جامعة عدن في هذا المجال وسمعتها تغني السائل في هذا الموضوع عن كل تلك التخرصات القاصرة التي هي نعيق غربان لا أكثر.
كان الأحرى بكل أصحاب الزوبعات الكاذبة أن يقولوا كلمتهم في احترام النظم واللوائح واحترام العمل المؤسسي بدلاً من الدعوة إلى الفساد والإفساد التي سعوا من خلالها إلى النيل من سمعة الجامعة وتشويه صورتها التي هي أكبر من كل تلك المحاولات والزوبعات المفتعلة التي تقف وراءها - على ما يبدو - حسابات وقوى أخرى خفية علمها عند الله.
دور بعض الصحف في بلادنا يختلف شكلاً ومضموناً مع ما تعارفت عليه من قواعد وأخلاقيات وميثاق شرف وعظمة المهنة والبحث عن الحقيقة والارتقاء بوعي المواطن المتلقي وتنويره بما يخدم مجتمعه وينهض بوطنه.
لكنها في بلادنا تمتهن الإثارة لقصد الإثارة, وإشاعة الفوضى, وإحباط الرأي العام, ومناهضة النظم والقوانين التي كان الأجدر بها أن تجند طاقاتها وأقلامها لتثبيتها لأنها طريق الحياة والأمن والاستقرار.
بعض هذه الصحف تريد أن تهدم المؤسسات وتزرع الفوضى مثلما زرعت الفتنة المناطقية والقروية, وأرادت هذه الصحف أن تنسف مشروعنا الوحدوي!!.
أي أخلاق صحفية هذه التي تريد أن تفرغ المؤسسات من نظمها ولوائحها, وتفرغ الوطن من قيمه وثوابته, متى تصبح صحافتنا صمام أمان المجتمع والمدافع الأول عن النظام والقانون, وقبل ذلك لماذا تستهدف جامعة عدن؟!. |