صنعاء نيوز - شهدت المنازل اليمنية في الآونة الأخيرة اجتياحا كبيرا للمسلسلات التركية التي تبثها الكثير من القنوات الفضائية العربية،

الثلاثاء, 25-يناير-2011
صنعاء نيوز/والية بجاش /عدن -
شهدت المنازل اليمنية في الآونة الأخيرة اجتياحا كبيرا للمسلسلات التركية التي تبثها الكثير من القنوات الفضائية العربية، في غزو عثماني تركي جديد ولكن عبر التلفزيونات.

حيث يتسمر الآلاف من المواطنين أمام الشاشة الفضية بانتظار مسلسلهم المفضل، فمنهم من يتابع مسلسل "الأرض الطيبة" والبعض يتابع مسلسل "الشهرة"، ومجموعة تتابع "العشق الممنوع"... وهكذا، ومنهم من يتابع جميع المسلسلات التي بلغت أعدادها العشرات.
هذه المسلسلات التركية أنتجت للمجتمع اليمني حالات وتغيرا في السلوك العام، ويتخوف الكثير من المراقبين من أن تتسبب هذه المسلسلات بزلزال حقيقي للثقافة اليمنية وأن تصاب القيم الأخلاقية المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف بالانهيار، خاصة وأن ما تعرضه هذه المسلسلات خليط بين عادات وتقاليد المجتمعات الشرقية وسلوك المجتمعات الغربية.

وفي السطور التالية سنستعرض آراء المواطنين والمهتمين حول تأثير تلك المسلسلات في الثقافة المحلية ومناقشة الآثار المحتملة لهذه الأعمال على جيل الشباب من النواحي الاجتماعية والأخلاقية.


بين مؤيد ورافض
الصحفية سحر الشعبي قالت إن المسلسلات التركية تحمل واقعية جيدة وهدفا واضحا في كيفية الحبكة الدرامية عند تقديم المشاكل وحلها بالإضافة إلى أن هناك نقاطا مشتركة تتقاطع فيها معظم المسلسلات التركية مع الواقع العربي.

فيما يرى المهندس عماد صلاح أن المسلسلات التركية ما هي إلا عينة من الدراما وأن هذه العينة ما تحمله من قيم وبما تنشره ثقافة فإنها سلبية على المجتمع وخاصة على جيل الشباب كونها تحمل بعض المفاهيم الغربية وغير المقبولة في مجتمعنا.

ومن جانبها الدكتورة فطومة باطاهر قالت: "الدراما التركية مفسدة لأخلاق جيل الشباب فهي تروج لثقافة وعادات غريبة عن مجتمعنا من خلال المزج بين الثقافة العربية الإسلامية والأوربية كون المجتمع التركي قريبا إلى المجتمع العربي لكن مع بعض الاختلافات كالجرأة والحرية الكبيرة في طرح المواضيع مثلا حمل الفتاة غير شرعي المفارقة أنها تحظى الفتاة بمباركة ذويها بعد جفاء بسيط لا يذكر وأيضا الصداقات العميقة والحنونة بين الجنسين والتي تحل محل الزواج مما يدفع بالشباب إلى محاكاة وتقليد تصرفاتهم".
من جانبه أشار عبد الله احمد إلى أن كل ما يعرض في هذه المسلسلات هو سيئ من الناحية الأخلاقية والثقافية وهي لا تطابق قطعاً واقعنا اليمني وهي سلبية بمضمونها. ويضيف أن ما يتم طرحه حول المسلسلات التركية، وقبلهما من المكسيكية، غالباً ما يتركز حول المشاهد التي تتعارض مع القيم الإسلامية كذلك ما يتصادم مع ثقافتنا المحلية.‏

وتضيف أحلام عبده على كلام عبد الله بأن الدراما التركية سراب بالنسبة لمجتمعنا اليمني فقد جذبت الناس بألوانها الجميلة التي تكلم حاسة البصر لدينا ومن ثم الموسيقى المؤثرة التي تحاكي أرواحنا وتدخل مشاعرنا المتمزقة، مشيرة إلى أن الجيل الشاب يجد بعض أحلامه في هذه المواد الدرامية ويهرب بها من الواقع.

وأضافت: "نرى في بعض المسلسلات البطل يصبح غنيا وصاحب ثروة بدون أي مجهود أو تعب يذكر وهذا غير منطقي"، موضحة بأن أبرز الآثار السلبية لهذه المسلسلات التركية هو ما أصاب الفتيات حيث أصبح شغلهم الشاغل هو من أين سيحصلون على فستان يكون بنفس موديل فستان لميس أو نور أو غيرها من الممثلات, لافتة إلى اعتقادها بأن هذه المسلسلات تعلم الشباب التقاعس وعدم المحاولة والتحدي في مواجهة المجتمع.


لا تصيب المشاهد بالملل
أما أنهار احمد تخالفهم الرأي حيث أشارت إلى انه على الرغم من طول عدد حلقات هذه المسلسلات إلا أنها لا تصيب المشاهد بالملل، حيث قالت: "رغم البطء الشديد في أحداثها إلا أنها بعيدة عن الخلل الدرامي بالإضافة إلى أنها تتمتع بطابع الرومانسية والمناظر الجميلة والبلاتوهات الرائعة وهذا باعتقادي سبب نجاح الدراما التركية".

فيما تساءلت صديقتها لمياء الطيب: "هل يستطيع المخرجون العرب صناعة دراما عربية ذات حلقات طويلة دون إشعار المشاهد بالملل؟"، مشيرة إلى عدم اعتقادها ذلك لأن الدراما العربية تعودت على ثلاثين حلقة وإذا زادت بعض حلقات ترها تعيد نفسها.
وأضافت أنه من خلال اجتياح المسلسلات التركية لكثير من الفضائيات العربية وترجمتها ساعد بشكل كبير في جذب الجمهور لمتابعتها في كل بيت ليس يمني بل وعربي أيضا، ولما تمتلكه أيضا من عناصر ومناظر جمالية مغايرة لما اعتادت عليه العيون والمتمثلة في أماكن التصوير المفتوحة البعيدة عن الديكورات المكررة، بالإضافة إلى تتناولها للعديد من اللمسات الاجتماعية المهمة.


تناقش قضايا كثيرة
برديس عبد السلام من جانبها ترى أنه يوجد مفهوم خاطئ بالنسبة للدراما التركية بأنها لا تصلح إلا للرومانسية والحب والقصص، مشيرة إلى وجود بعض المسلسلات التي تناقش قضايا اجتماعية تحمل مضمونا جيدا فمثلا القيم العائلية والاجتماعية والعلاقات في الأسرة والعمل.
فيما يرى كمال العزاني أن المشاهد لا يشعر بالملل خلال متابعته للمسلسلات التركية لأن الأحداث سريعة وكثيرة، مشيرا إلى وجود مسلسلات عربية لا تتجاوز 15 حلقة ولكن المشاهد لا يتابعها، في الوقت الذي يتابع فيه أعمالا درامية مكسيكية وتركية تزيد عدد حلقاتها على المائة حلقة وتحقق نجاحا كبيرا.


وأضاف العزاني: "الموضوع غير مرتبط بعدد الحلقات ولكن بطريقة المعالجة والتطوير والتغيير في الشكل والمضمون والتناول وهو ما تحاول هذه الأعمال تقديمه".


السبب غياب الدراما العربية

عبد العزيز عباس مخرج مسرحي قال في تعليقه عن مدى تأثير الدراما التركية على واقعنا العربي: "أنا لا أتابع الدراما التركية ولكني شاهدت عددا من مقتطفات لهذه الأعمال وهذه الدراما ظهرت أسوة بالدراما المكسيكية والكولومبية ولكن ما يميز هذه الدراما أنها أقرب إلى عاداتنا وتقاليدنا لذلك كان لها صدى أوسع هذا إلى جانب غياب الدراما العربية في حل المشاكل الاجتماعية فتركت المجال للأتراك للقيام بحل هذه القضايا".
وبالنسبة لتأثيرها على جيل الشباب لفت إلى اعتقاده أنها لم تؤثر بشكل كبير لأنها غير مصورة للواقع العربي تماما، موضحا أنه يمكن القول بأنها جذبتهم من ناحية تقديم الموضوعات وسلاستها وبالذات عن الحب، مبينا أن المضمون الذي تحمله هذه المسلسلات تشكل مضموناً جيداً قادر على جذب المشاهد.


موضة ليس لها عمق ثقافي

من جانه أشار المؤلف الدرامي احمد عبد الله إلى أن هذه الدراما ليست إلا ظاهرة موضة على طريق المسلسلات المكسيكية ولا يوجد لها عمق ثقافي أو فكري يمكن له التأثير على الشباب بشكل خاص أو العائلة بشكل عام, موضحا أن الإنتاج هو العامل الذي ساعد هذه الدراما على الانتشار، مبينا أن اقتصار الدراما العربية على شهر رمضان أدى إلى الحد من الإنتاج في بقية السنة وهو ما ساعد الدراما التركية على الانتشار.
وعما يميز الدراما التركية قال: "هذه الدراما بعضها يميل إلى تقديم ما يرغبه المشاهد من مناظر جديدة وايضا تقديم العلاقات بين الناس، أما الدراما العربية أصبحت تبني نجاحها من خلال نجاح الأجزاء الأولى لمسلسلاتها ولكنها سريعا ما تصبح مملة".



مازالت حمى المسلسلات التركية تجتاح العديد من القنوات الفضائية ومازالت تلقى إقبالاً شعبياً منقطع النظير لدى الكبار والصغار على حد سواء ومع انتشار المحطات الفضائية صار التلفزيون أهم وسيط اتصال معاصر يكاد يتواجد في كل مكان ويخاطب ملايين الملايين من كل الأعمار والفئات والأجناس وخاصة الشباب.. يقدم الحقائق والأكاذيب والأوهام والفضائل والرذائل.‏

السياسية
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-6596.htm