صنعاء نيوز/ بقلم : سري القدوة -
لعل ما يشهده الواقع التنافسي الاسرائيلي بات ينعكس طبيعة العقلية الاسرائيلية العنصرية ويكشف الواقع الزائف لديمقراطية الاحتلال القائمة اساسا على العنصرية والتميز المطلق في التعامل بداخل مجتمع بوليسي يدعى ممارسة الديمقراطية كأساس فى تداول السلطات ولكن الواقع يثبت العكس تماما فلا ديمقراطية بالمجتمع الاسرائيلي وان الواقع داخل الاحتلال وفي بناءه المؤسساتي يعتمد على الاجهزة الامنية وتقديراتها ولا يمت بأي صلة للممارسة الديمقراطية ويثبت التدخل المباشر من قبل بعض الاحزاب المتطرفة واختطاف الواقع وما يبدوه من ممارسات عنصرية تجاه الاقلية العربية بالمجتمع الاسرائيلي والتصريح وبشكل مباشر في وسائل الاعلام والتعبير عن تخوفهم من تشكيل حكومة تعتمد على القائمة العربية فيعبر ذلك عن حجم العنصرية والكراهية لدى الاحتلال والعنصرية التى تمارسها وسائل الاعلام الاسرائيلية وعدم تعاملها مع القضايا والأمور التى تتعلق بالمواطنين العرب رافضين الاعتراف بحقوقه بالرغم من انهم يعيشون على هذه الارض قبل وجودهم انفسهم فبعد واحد وسبعين عاما من الاحتلال لأرض فلسطين والتوسع الاستيطاني وسرقة الارض الفلسطينية تمارس حكومة الاحتلال الديمقراطية الزائفة والعنصرية بحقهم .
وفى هذا النطاق لعل نتنياهو الذي يتحدى الجميع بعنصريته القاتلة يعود الى تفريغ كل عناصر فشله السياسي تجاه القائمة العربية المشتركة مما جعله يصرح وبشكل علنى ويعبر عن ما يحمله من الكراهية والعنصرية المطلقة تجاه العرب ويعبر عن تخوفه من تشكيل حكومة تعتمد على القائمة المشتركة التي حققت نجاحا مهما في جولة الاعادة بالانتخابات الاسرائيلية معتبرا ان مشاركة العرب في الحكومة تهدد أمن دولة الاحتلال معتبرا أن دخول ممثلين عن القائمة العربية المشتركة في الحكومة المستقبلية سيشكل خطرا على أمن البلاد على حج تعبيره العنصري .
وبات يدور في الوسط الاسرائيلي بان منافس نتنياهو في رئاسة الحكومة الجديدة بيني غانتس رئيس تحالف «أزرق-أبيض» يسعى ويرغب في تشكيل حكومة أقلية تعتمد غالبا على القائمة المشتركة ثالث أكبر قوة في الكنيست الـ22، واعتبر نتيناهو هذا العمل بمثابة خطوة مضادة للصهيونية وتشكل خطرا على امن الاحتلال الاسرائيلي متهما زعيمي القائمة العربية المشتركة أيمن عودة وأحمد الطيبي بـدعم الإرهاب الفلسطيني، ويأتي ذلك قبل أقل من أسبوع من انقضاء التفويض الرئاسي الممنوح لنتنياهو لتشكيل حكومة جديدة وإذا فشل في ذلك فإن الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين سيسلم هذا التفويض إلى غانتس رئيس أكبر قوة في الكنيست الجديد .
ان حكومة نتنياهو مارست سياسة القتل والمطاردة للفلسطينيين وملاحقتهم ومارست سياسة الإرهاب المنظم بحق شعب أعزل لا يمتلك أدنى مقومات التوازن العسكري أو التكنولوجي في حرب غير متكافئة وان استمرارها تنفيذ مخطط الحرب على الشعب الفلسطيني يدفع المنطقة إلى الدمار الحتمي ويعيق فرص التقدم تجاه خلق جبهة سلام فلسطينية قوية ومتينة وحفظ الأمن والهدوء بالمنطقة ولا يعزز أدنى شروط التفاوض بل يكرس العنصريه والكراهية المطلقة وهذا ما تمارسه الاجهزة الامنية الاسرائيلية منذ عقود حيث تبث روح التفرقة والعنصرية وتمارس الاضطهاد وتستمر في سياستها الاستيطانية بعيدا عن خلق اجواء الحوار للتوصل الى سلام عادل يضمن منح الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية وضمان قيام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها وفقا للشرعية الدولية ومنح الشعب الفلسطيني حقه وتقرير مصيره على أراضيه وضمان حق عودة اللاجئين بعيداً عن الإرهاب والعنصرية المطلقة والديمقراطية الزائفة التى تمارسها حكومة الاحتلال .
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]