صنعاء نيوز/ حوار – قائد الحسام - وزير الدولة عبد الرب السلامي: مهما كانت تبايناتنا السياسية ومشاريعنا الحزبية يجب أن نصطف خلف الشرعية وقيادتنا السياسية (حوار)
يؤكد الشيخ الدكتور / عبد الرب السلامي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس حركة النهضة للتغيير السلمي على أهمية وضرورة رص الصفوف والاصطفاف خلف القيادة السياسية الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية مهما اختلفت التباينات والمشاريع الحزبية والمناطقية ويرى معالي الوزير وهو من أبرز القيادات الوطنية الجنوبية السلمية التي خبرت القضية الجنوبية وعرفت داءها ودواءها أن ما حدث ويحدث في الجنوب اليوم المتضرر الأول منه الجنوب ذاته وأن من تصدروا المشهد الجنوبي يبيعون الوهم للناس وأنهم أضاعوا فرصة ثمينة منحت للجنوب قضايا أخرى تطرقنا لها في ثنايا الحوار التالي .
البداية من احتفالات بلادنا بذكرى الثورتين المجيدتين سبتمبر وأكتوبر فما كلمتكم بهذه المناسبة؟
في البدء أزف أجمل التهاني بهاتين المناسبتين العظيمتين الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر إلى جماهير شعبنا اليمني العظيم وإلى القيادة السياسية وإلى أبطال قواتنا المسلحة هاتان الثورتان تمثلان تتويجا لنضالات شعبنا اليمني الطويلة ضد نظام الإمامة في الشمال وضد الاستعمار البريطاني في الجنوب وضد المشاريع الاستعمارية مشاريع التجزئة التي كان يريد الاستعمار البريطاني فرضها على شعبنا وبفضل الله ثم بفضل هاتين الثورتين ثم بنضالات الرواد ال أوائل من الحركة اليمنية تمكن شعبنا اليمني العظيم من إقامة نظامه الجمهورية في عام 1962م، ومن ذلك الحصول على الاستقلال في الجنوب واليوم نجدد العهد ونسير على نفس المشوار وتحقيق ذات الأهداف لا سيما والبلد تتعرض لمؤامرة كبير ة تعيد اليمنيين إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر وما قبل 14 ثورة أكتوبر.
ما قراءتكم للواقع اليوم والسيناريو المتوقع خلال الأيام القريبة القادمة؟
الواقع اليمني اليوم هو جزء لا يتجزأ عن الواقع المحيط العام الذي تتعرض له منطقتنا العربية بشكل عام اليوم هناك صراع مشاريع وهناك تمحورات موجودة في المنطقة وهذه عكست نفسها على وضعنا في اليمن وهي تعتبر مؤثرة تأثيرا كبيرا على الأزمة اليوم الموجودة في اليمن وهذه من الأسباب التي أطالت أمد الصراع في اليمن، هذا من الجانب العام الداخلي، اليوم الأحداث في اليمن أفرزت مشروعين اثنين واضحيين جدا المشروع الأول هو المشروع الوطني المتصل بأهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر والقائم على الإجماع الوطني المتمثل بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمرجعيات الوطنية والدولية الناظمة للمرحلة الانتقالية والمصطفة حول الشرعية وصولا لاستعادة الدولة واستكمال مشروعها وفق الدولة اليمنية الاتحادية وفق مخرجات الحوار الوطني هذا المشروع الأول وبالنسبة للمشروع المضاد له هو في الحقيقة ليس مشروعا واحدا وانما عبارة عن أدوات تخريبية ليس لها هدف وطني جامع وانما هي مشاريع متعددة تجتمع على نقطة واحدة وهي تقويض المشروع الوطني الجامع فهذه المشاريع الأخرى اليوم تلتقي على اسقاط أهداف ثورة سبتمبر بإعادة نظام الإمامة من جديد تحت مظلة الانقلاب (الثورة المضادة) وهناك من يريد إعادة المشروع الاستعماري القديم الذي هو مشروع التجزئة للجنوب وهناك من لديه اهداف ذاتية صغيرة انتقامية من القيادة السياسية ومن قوى التغيير ومن القوى الوطنية اذا هذه الأدوات اجتمعت اليوم على المشروع الوطني.
في اليمن لدينا اصطفافين الاصطفاف الأول وهو الاصطفاف الوطني، والثاني هي اصطفافات مضادة بعضها تصطف ضد أهداف سبتمبر وبعضها ضد اهداف أكتوبر وبعضها ضد مشروع اليمن الاتحادي الجديد الوضع هذا بتداخلاته الإقليمية الخارجية وانقساماته الداخلية تجعلنا امام معركة مصيرية عندما ننظر بهذا المنظور نرى انه فعلا تستحق منا هذه التضحيات وهذا الصبر وهذا الوقت صحيح ان هناك معاناة كبيرة جدا وهي عكست نفسها على الجانب الإنساني اليوم . في اليمن الجانب الإنساني اليوم شيء موسف وشيء خطير وهذه ضريبة يدفعها شعبنا اليمني ولكن تعقيدات الازمة بشقيها الخارجي والداخلي فما الحل للخروج من هذه المعضلة الأمر الأول هو أمرين اثنين انا في نظري الأمر الأول هو أن نصطف مع المشروع العربي بالنسبة لدفع التحديات الخارجية المتمثلة اليوم بالكيان الصهيوني والمشروع الإيراني والثاني أن نصطف جميعا مهما كانت تبايناتنا السياسية ومهما كانت مشاريعنا الحزبية مهما كانت انحداراتنا المناطقية نصطف جميعا خلف الشرعية في اصطفاف واحد خلف قيادة واحدة خلف قيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وان ننتصر لمؤسسات الدولة ومشروع استعادة الدولة وان ندعم وان نعزز البناء المؤسسي ولا شك انه البدء بالجيش الوطني وبالمؤسسة الأمنية وبسائر مؤسسات الدولة نستعيد الدولة. الذي حصل اليوم هو اسقاط للدولة وليس الانقلاب على السلطة اذا هذين الأمرين الاصطفاف العربي والاصطفاف الوطني خلف الشرعية.
كيف تنظرون لما يدور في الجنوب اليوم وهل ما دار ويدور يخدم قضية الجنوب؟
لعلك تشير إلى ما هو حاصل الأن في عدن انا دائما اتحدث ان الذي يحصل في الجنوب هو لا يخدم القضية الوطنية بشكل عام وهذا ملاحظ وواضح لا يخدم القضية الجنوبية بل بالعكس ان ما يحصل اليوم في الجنوب هو انحراف عن مسيرة الحراك الجنوبي السلمي من جهة وهو تمرد على الشرعية والدستورية من جهة ثانية وهو تقويض للمشروع الوطني من جهة ثالثة فما الذي يحدث شيء خطير المتضرر منه الجنوب أولا وبالتالي نحن علينا قبل ان يتضرر منه الشمال، الذي يجري في الجنوب اليوم ليس مشروع استعادة الدولة كما يقال وانما الذي يجري هو مشروع التجزئة، في الجنوب مشروع اصطفافات مناطقية، وبالتالي علينا ان نتحدث بكل شفافية وبكل وضوح وبكل صدق وبكل حرص إلى أبناء شعبنا في المحافظات الجنوبية شعبنا في الجنوب عليهم ان ينظروا إلى مصلحة القضية الجنوبية
مخرجات الحوار الوطني وقفت امام هذه القضية وجعلتها القضية الأولى من القضايا التسع وأخذت هذه القضية من مؤتمر الحوار معظم الوقت وذهب المتحاورون في مؤتمر الحوار إلى البحث في جذور القضية ومحتواها والمعالجات والضمانات وهذه ضمنت كلها ضمن وثيقة مؤتمر الحوار ودعمها مجلس الأمن بشكل صريح وواضح ودعمها مجلس الأمن في كافة قوامه باجتماعه بصنعاء لدعم مخرجات الحوار والوطني وعلى رأسها القضية الجنوبية، اليوم الجنوبيون عليهم ان يتمسكوا بهذا المنجز العظيم الذي هو مخرجات الحوار الوطني فالقوى اليوم التي تريد أن تسقط هذا المشروع وتخرج الجنوبيين إلى اللاحل، ومعناه إبقاء المعاناة من جهة أخرى هي جزء رئيس من تعقيدات القضية اليمنية الوطنية بشكل عام فما يجري في الجنوب شيء خطير حقا ولا بد من ان نتحرك مع قوى الحراك الجنوبي السلمي الحقيقي التي فجرت ثورة الحراك في ايامها الأولى بصبغتها السياسية السلمية الحقوقية إضافة إلى القوى الوطنية والسياسة الوطنية اليوم التي أصبحت جزء من الحامل السياسي لكافة قضايا الوطن.
اذا لم يكن لديك مشروع سياسي فستعمل لصالح مشاريع أخرى هذه العبارة كانت ضمن تغريدة لكم في حسابكم في تويتر السؤال هل لدينا اليوم في الشرعية مشروع سياسي له سقف معين نعمل عليه وفق أهداف ورؤى واضحة وآلية محددة وسقف زمني معين ونسعى له؟
هذه العبارة انا ذكرتها ليس في موضوع الشرعية انا تحدثت في هذه التغريدة على السلفيين الذين يحملون السلاح وليس لديهم مشروع سياسي وبالتالي هم بالأخير مشاريع أدوات بيد آخرين هذا هو الذي دار حوله حديثي، ولكنها أيضا عبارة تنطبق على الكل وهي عبارة عامة ان لم يكن لديك مشروع واضح فأنت مشروع لصالح الآخرين أقول بالنسبة للشرعية وانا اتحدث عن الشرعية لا اعني بها المنظومة الدستورية وانما اعني بها اصطفاف القوى الوطنية المؤمنة بضرورة استعادة الدولة والحفاظ على الشرعية الدستورية قوى الشرعية اليمنية او قوى الاصطفاف الوطني، انا أتحدث بكل ثقة بأن لديها مشروع بل ومشروع كبير ومشروع وطني هي ليست أداة لصالح مشاريع أخرى، لكن الآخرين هم أدوات لمشاريع الاخرين فعندما نتحدث الى بعض القوى الانقلابية أو القوى المتمردة أو القوى الانتقامية وعندما ننظر إليها- لأني انظر ان في اليمن ثلاث أصناف من الأدوات التي ليس لديها مشاريع الانقلابية والمتمردة والانتقامية- نجد انها بدون مشروع وانما هي أدوات لصالح مشاريع أخرى لصالح قوى واطراف أخرى خارجية، اما بالنسبة للشرعية فلديها مشروع وطني واضح وهو القائم على المرجعية الوطنية وهو مشروع استعادة الدولة وبناء اليمن الاتحادي الجديد.
المجتمع الدولي أظهر تبايناً في مواقفه من القضية اليمنية فهل خدم قضيتنا، أم أنه يمسك العصا من المنتصف وكيف يمكن كسبه لصالح قضيتنا قولاً وعملاً؟
عندما نتحدث عن المجتمع الدولي علينا أن لا يذهب بالنا للأمم المتحدة فقط المجتمع الدولي المتمثل بالقوى الكبرى المتحكمة بمجلس الأمن الدولي وبمؤسسات الأمم المتحدة ثم هناك الأمم المتحدة التي هي بمثابة الجهة التنفيذية لقرارات مجلس الأمن ونحن اليوم عندما نتحدث عن الجانب الدولي بشقيه القوى الدولية والأمم المتحدة علينا ان ننظر ما هو المنجز لصالح اليمن هناك داخل الأمم المتحدة اليوم لدينا حزمة قرارات دولية داعمة للمبادرة الخليجية وقرارات دولية داعمة للرئيس عبد ربه منصور هادي المنتخب وشرعيته قرارات دولية داعمة للحوار الوطني قرارات دولية داعمة للشرعية في مواجهة الانقلاب إذا أنت عندك مجموعة حزم من القرارات الدولية هذه هي مستمسك كبير جدا ونجعلها ونعتبرها المرجعية الثالثة من المرجعيات التي نسميها القرارات الدولية ذات الصلة وآخرها على رأسها القرار 2216 اذا نحن لدينا منجز في اطار الأمم المتحدة في القرارات الدولية ولكن نأتي هناك الى قضية المسألتين الأخيرتين وهي التنفيذ من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة والمبعوث الأممي ودوره في متابعة تنفيذ هذه القرارات هذا من جهة والثاني القوى الدولية المقصود بها الدول العظمى التي شاركت في صناعة هذه القرارات عليها أن تفي بما اتخذته من قرارات وأن تدعم تنفيذ هذه القرارات لا سيما وبعضها أتخذ تحت الفصل السابع سواء المتعلقة بالعقوبات أو المتعلقة بالعقوبات السياسية أو المتعلقة بمواجهة الانقلابيين اذا نحن اليوم ليس لدينا شيء جديد نطالب به المجتمع الدولي وانما نطالبه بتنفيذ ما اتخذه من قرارات طيب لماذا لا ينفذ ما تخذه من قرارات لأنه في الحقيقة تعود هذه لحسابات ومصالح هذه الدولة أو تلك لا سيما وهي تعرف أن إيران متدخلة في اليمن ولكن، نحن في الأخير مستمسكين بهذه القرارات الدولية التي صدرت عن المنظمات الدولية ونطالب الدول التي شاركت في صناعة هذه القرارات انها تلتزم بما اتخذته من قرارات.
• البعض يسأل ما الذي قدمه السلفيون للقضية اليمنية؟
أولا أنا لست مقتنعا بهذا المصطلح الذي يطلق اليوم باسم السلفية ثانيا: السلفيون ليسوا شئيا واحدا الذي يطلق اليوم باسم السلفيين، السلفيون والصوفيون والزيدية والشافعية هذه مذاهب دينية وبالتالي فيها السياسي وفيها الدعوي وفيها رجل الدولة وفيها شيخ القبيلة وفيها التاجر، يعني هم جزء من المجتمع ولذا نحن اليوم عندما نتحدث عن السلفيين لا يوجد اليوم كيان سياسي أو جسم ممكن نسميه السلفيون حتى نتحدث اليهم ككتلة وانما هم تيار مذهبي دعوي، فيه سياسيون فيه منظمات مجتمعية وفيه مشايخ ودعاة وعلماء مستقلون وبالتالي لا نستطيع أن نعطي حكما واحدا على السلفيين، لكن من حيث مقصد سؤالك لعلي افهم مقصدك من هذا الطيف كله المسمى سلفي ما الذي قدمه من خدمات أنا أقول التالي انه لا بد من الفصل بين المسارات عندما نتحدث عن السياسة نتحدث بلغة معينة وبأدوات معينة، وكذلك عندما نتحدث عن الدعوة نتحدث بلغة معنية وبأدوات معينة نتحدث عن جانب اجتماعي فعندما نتكلم أيضا عن الجانب السياسي فهو له ادواته أيضا أدواته المعروفة هي أيضا من خلال العمل الحزبي المباشر بتشكيل الأحزاب ودخول العملية السياسية أو دخول المنافسة السياسية من خلال قنواتها المعروفة وفق الدستور وفق القانون أو من خلال العمل المستقل أو الدخول كمستقلين الى البرلمان أو الى حكومات التكنوقراط وغير ذلك وهذا في تصوري ان السلفيين ما يستطيعونه ولكن هناك قنوات من خلال العمل الحزبي والسياسي الجانب الثاني في هذا المجال نرى ان للسلفيين مشاركة بدأت منذ 2011م وهذا نعتبره خطوة طيبة وخطوة ممتازة لأن العمل السياسي السلمي هو البديل المقابل لأعمال العنف المرفوضة وما قدمه السلفيون في اطار المقاومة هو عمل يشكرون عليه ولكن هنا عندي تعليق مهم جدا وهو المقاومة التي تعني دفع الصائل بصورة مؤقتة الى حين أن تعود الدولة ثم ينتهي دور المقاومة هنا هذه المقاومة هي المقاومة المشروعة وهي المقاومة الحميدة وهي المقاومة التي نحن ندعمها ونؤيدها لكن اذا كانت المقاومة هذه ستحتفظ بسلاحها خارج اطار مؤسسات الدولة وتصبح عاملاً موازياً لمؤسسات الدولة او ترتبط بدول أجنبية خارج اطار مؤسسات الدفاع والأمن فهذه لم تعد مقاومة وانما هذه مليشيات وبالتالي نحن نقول ان على السلفيين الذين شاركوا في العمل المقاوم المسلح عليهم أحد أمرين اما أن ينخرطوا في معسكرات الجيش والأمن تحت قوانين الخدمة في المؤسسة العسكرية والأمنية واما أن يضعوا سلاحهم ويعودوا لعملهم المدني كلا في مجاله الذي كان عليه قبل الحرب، السلفيون ادوا الدور في اطار المقاومة الشعبية فعليهم ان يختاروا إما أن يكونوا رجال دولة وينخرطوا في اطار مؤسسات الدولة او ينخرطوا في اطار المجتمع وليس لهم علاقة بالعمل السياسي والعسكري وبالتالي يعودون الى وضعهم السابق اما قضية ان يبقى هناك سلاح باسم السلفيين في اي مكان من اليمن فأنا أقول ان هذا عمل مرفوض ولا يختلف عن أي عمل مليشاوي آخر سواء الذي تتبناه الجماعات المتمردة أو التي هي خارج النظام والقانون.
دكتور.. على من تقع مسؤولية انقاذ اليمن وانتشالها من مستنقع المليشيات الحوثية التي انقلبت على الشرعية وطال بقاؤها؟
تقع على ثلاثة أطراف، الطرف الأول هي الحكومة الشرعية ممثلة بالحكومة وقيادتها السياسية هذا واحد والثاني على القوى السياسية متمثلة بالأحزاب والتنظيمات السياسية والاجتماعية والثالث يقع على التحالف العربي الداعم للشرعية فلابد من إيجاد تنسيق بين هذه الأطراف الثلاثة.
بالنسبة للجنوب الذي يعاني اليوم رغم الفرصة والمنحة التي أتيحت له وتعيين عدن عاصمة مؤقتة أين الخلل؟ وهل من ينصبون أنفسهم اليوم يعبرون عن مطالب أبنائه؟
الخلل ان من تصدر للقضية الجنوبية أناس اعتمدوا على قضية بيع الوهم للناس قيادات نصبت نفسها ثم قامت ببيع الوهم للناس ولم يكونوا مؤهلين أن يكونوا قيادات سياسية فهناك فرق بين القيادات الثورية والقيادات السياسية فللأسف الشديد ان الذين تصدروا للمشهد في المرحلة الأخيرة لم يكونوا بالمستوى السياسي ولم يستغلوا الفرصة التي اتيحت هي أن تكون عدن عاصمة لكل اليمنيين ولو انهم سمعوا وأطاعوا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي عندما سلمهم المحافظات الجنوبية والوزارات والمواقع قال لهم اشتغلوا وتحركوا لكن في اطار الجمهورية اليمنية في اطار الشرعية الدستورية لكن للأسف الشديد ساروا في اتجاه خاطئ وهذه نتائج الخطأ، اليوم ليس وقعها علينا وعلى الشرعية فقط ولكن وقعها على اليمن ككل وعليهم هم انفسهم وعلى الجنوب.
شهدت العاصمة المؤقتة عدن اغتيال قرابة أربعين من رجال عدن وعلمائها ودعاتها المخلصين فما تعليقكم؟
أولا نحن نترحم على هذه الكوكبة الجليلة من علماء ودعاة عدن عليهم رحمة الله تعالى ورضوانه ونواسي المتضررين من العمل العنصري غير المسؤول الذين تضررت ممتلكاتهم وأموالهم وهجروا بغير حق، والحقيقة أن هذه الممارسات وإن كانت اغتيالات أو تهجير أو الاعتداء على الأموال أو الاخفاءات القسرية وغيرها، هذه أعمال تدينها كافة الشرائع والأعراف المحلية والدولية ولا شك بأن الأطراف التي تقف خلف هذه الجرائم غير الإنسانية هي اطراف تريد لليمن ولعدن وللعرب بشكل عام الدمار والخراب، ولا سيما وان الهدف من هذه الأعمال هو إيجاد تعقيدات جديدة للأزمة وبعث النزعات الصغيرة العنصرية والمناطقية والثارات وادخالنا في مربع يسمى الحروب الأهلية المنسية، بحيث تستطيع هذه القوى التي تدفع نحو هذا الاتجاه انها ترتب مصالحها على حساب دماء أبناء الشعب اليمني.
دكتور..الانقلابي بعد إعلان الانقلاب والاستيلاء على عدن ومؤسسات الدولة، تواجه عدن اليوم أزمات وسوء خدمات وانفلات امني ان صح التعبير وتخرج أصوات من الانتقالي تحمل حكومة الشرعية المسؤولية فما تعليقكم؟
طبعا كان بيان الحكومة واضحاً في هذه النقطة، أولا هو وصف ما حصل في عدن بأنه تمرد ثانياً هو حمل الأطراف التي قامت بهذا التمرد مسؤولية انعكاسات هذا التمرد على الأوضاع الخدمية والإنسانية للناس فهي تتحمل المسؤولية، وهذا البيان كان مبكراً جدا للحكومة، بمعنى أن الحكومة حملت المسؤولية الطرف الذي هو موجود للنتائج التي ستترتب على ذلك لأنه مدرك لكلي ذي بصيرة أن نتائج هذا الوضع التمرد ستنعكس انعكاسا سلبيا وخطيراً على الحالة الإنسانية في عدن وبالتالي ليس هناك من حل لهذا الموضوع الا بإنهاء التمرد وأن تعود الحكومة الشرعية الى عدن وان تمارس المؤسسات والأجهزة المختصة مسؤولياتها تجاه حقوق المواطنين.
• تأثير إيران في المشهد اليمني من قبل عاصفة الحزم وحتى اليوم كيف تنظرون له؟
طبعا قلت في بداية هذا الحوار أن هناك صراعاً في المنطقة هناك محاور موجودة والمحور الإيراني محور واضح وهو يعمل ليس من اليوم وليس من 2014م ولكن منذ استقرار الحكم لنظام الولي الفقيه في إيران في عام 1979م والى اليوم لديه عملاء في المنطقة ولديه اذرع اكثر من طرف وفي اكثر من بلد عربي وبالتالي كانت اليمن احد المناطق أو أحد البلدان التي استهدفها المشروع الإيراني، لكن العمل من قبل أخذ طابع بناء الخلايا الدعم الثقافي «التكوين، التدريبات».. إلخ، ثم بعد ذلك تشكلت الجماعات الحوثية في بدايتها وكانت على شكل حرب عصابات صغيرة في صنعاء وجماعة متمردة في الجبال والكهوف وكانت تلاقي الدعم والتدريب من خارج اليمن سواء كانت في بعض الجزر المستأجرة في البحر الأحمر أو في لبنان أو في داخل إيران نفسها ثم بعد ذلك توفرت لهم الظروف الموضوعية في عام 2013م تحركوا باتجاه مناطق اليمن بدءاً من صعدة ثم عمران ثم وصولا الى صنعاء وبعد ذلك اعلنوا انقلابهم واصدروا الإعلان الدستوري المعروف ثم اسقاط الشرعية واسقاط مؤسسات الدولة وأصبحت إيران في هذه الحالة تعتبر ان صنعاء هي العاصمة الرابعة من العواصم العربية التي سقطت بأيديها اذا هي لها وجود سابق فلها وجود إلى اليوم واما اليوم فالأمر واضح جدا وهو كيف تستثمر إيران المليشيا الانقلابية في صنعاء لصالحها والتنسيق واضح جدا سواء في العمليات التي تجري في اليمن أو التي تحصل خارج اليمن. |