صنعاء نيوز - الجمهورية الإسلامية الإيرانية, تظن أن خمسة عواصم لدول في الشرق الأوسط تدار وتتلقى الأوامر والمشورة من العاصمة طهران,

الأربعاء, 08-يناير-2020
صنعاء نيوز/د.رفع حلبي فلسطين -

الجمهورية الإسلامية الإيرانية, تظن أن خمسة عواصم لدول في الشرق الأوسط تدار وتتلقى الأوامر والمشورة من العاصمة طهران, هذا الأمر بحد ذاته تعالى لأننا نرى على أرض الواقع الحرب التي دارت رحاها في اليمن بين الحوثيين والجيش اليمني النظامي التابع للحكومة الانتقالية، ويتكرر المشهد الدموي ذاته في لبنان حيث يسيطر حزب الله على بيروت وعلى طريق فرض الهيمنة والسيطرة بالقوة والسلاح على لبنان تم اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شهر فبراير 2005 على يد أفراد من حزب الله, ونرى مشاهد دموية ومجازر في صفوف الشعب السوري الواحد حيث شرد ما يقارب سبعة مليون سوري وقتل قرابة المليون مواطن وما يقارب مليوني جريح, وفي العراق أيضا أقيم جيش الحشد الشعبي بقيادة مهدي المهندس حث قتلوا في غضون عام ونصف قرابة مئة ألف قتيل, هذه الحروب الدموية والويلات كلها بسبب وضع يد طهران على مجموعات شيعية ودعمها في المال والعتاد والمعلومات العسكرية قام بها قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجمهوري الإيراني، وذكرت جميع وسائل الإعلام أن الإرهابي قاسم سليماني, قام هو ورجاله إما بشكل خاص ومباشر وإما بشكل ملتوي بقتل 1500 شخص عراقي خلال الشهر الماضي كانوا من معارضي أي تدخل إيراني في شئون العراق الداخلية, هذا البناء لن يسود طويلاً فالشعوب تريد الحياة والعيشة الكريمة في رفاهية وسعادة ولا تحبذ التصلب والسيطرة الإيرانية عليها فالحضارة والحرية التي تذوقها شعوب دول الشرق الأوسط من دول الغرب يريدون تنفيذها في دولهم كاملة، على الأقل في حرية الرأي والعبادة والتجول والتنقل وغيرها, وهنا نرى الملايين الذين لا يريدون لا إيران ! ولا أي نمط لتطرف ديني آخر يسيطر عليها وعلى أفكارها لأن شعوب الشرق الأوسط سئمت الحروب وملتها وجميعها يريد الحياة الكريمة بدون أي منازع, نحن نرى وبوضوح تام أن الحكومات العربية وجيوشها قامت بقتل وتشريد الملايين من مواطنيها، بينما فتحت دول الغرب المتحضرة أبوابها لاستيعاب الفارين والمشردين الذين لاذوا بالفرار من أوطانهم من الحرب الضارية ضدهم من قبل الجيش النظامي للدولة، هذا الجيش أو السلطة كان يتوجب عليها حماية الشعب وحدود الدولة وخاصة الشعب البسيط الأعزل من السلاح, إلا أن يد إيران وعلى رأسها قاسم سليماني وأعوانه من السكان الأصليين للدول وجنوده من فيلق القدس أشعلوا نيران الطائفية في كل الدول ومجتمعاتها المتعددة الديانات وعلى هذه الخلفية الديانة والطائفية شردوا وقتلوا الملايين من المواطنين العزل من السلاح, وليس هذا فحسب فقد رأينا أسواق النخاسين تعج بالأطفال وبيعت البنات والنساء بمئة دولار أمريكي أو أقل من ذلك بكثير, بسبب التشرذم في مجتمعات هذه الدول, فنار الفتنة الطائفية ستطال الجميع في نهاية الأمر, حتى لو كان رئيساً عربياً أو قاسم سليماني البارع في إيقاد نار الفتنة الطائفية, فهناك معارضة كبيرة جداً في أوساط مجتمعات الشرق الأوسط من المحيط إلى الخليج حتى لو كانت معارضة ساكنة ساكتة في هذه المرحلة.

تصفية الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني, ونائب رئيس ميليشيات الحشد الشعبي، الإرهابي أبو مهدي المهندس, في بغداد, على يد الولايات المتحدة الأمريكية, ما هي إلا بداية عملية جراحية خطيرة جداً لإنقاذ دول الشرق الأوسط, من المد الشيعي المتطرف, ولردع إيران عن تنفيذ حلمها الكبير وهو إعادة فرض سيطرتها كما كانت في زمن الإمبراطورية الفارسية والتي حكمت الشرق والغرب قرابة ستة مئة عام, هذا الحلم يراود نفوس الإيرانيين من العام 1978 منذ عودة آيات الله الخميني للحكم في إيران, وسليماني وغيرهم من قادة جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية, هم المنفذين الفعليين على الأرض للعمل الميداني لتحقيق هذا الحلم, والطريقة بسيطة في نظرهم وتقسم على مرحلتين, الأولى: إيقاد نار الطائفية وتقوية الشيعة في كل دول الشرق الأوسط, والثانية: محاولة لتشييع كل المسلمين في الشرق الأوسط ليصبحوا في المعتقد الديني ذاته في نشر العقيدة لدى الشيعة, ومن ثم تتم السيطرة على الدول العربية الإسلامية. ليس من الغريب أن إيران أرسلت وترسل باستمرار مجموعات شيعية لتعيش في كل دول الشرق الأوسط ومدنها كخلايا نائمة, تعمل سراً لحين تلقي الأوامر للعمل المكشوف, فالحسينيات بنيت (مكان العبادة للشيعة) بأعداد كبيرة في غزة والقطاع وفي الأردن وسوريا ومصر ودول شمال أفريقيا وهي تضم في هذه الأيام أعداد كبيرة من المؤمنين الشيعة والمؤمنين الشيعة الجدد الذين باتوا مسلمين شيعيين وتركو معتقداتهم التي كانوا يؤمنون بها.
هناك الكثيرين الذين فرحوا لخبر تصفية قاسم سليماني, وأعدادهم تصل لمئات الملايين في الشرق الأوسط, بسبب صلابة تعامله وأوامره الصارمة للقتل والنهب والسلب وانتهاك الأعراض, فكل من عبر عن رأيه بصوة مرتفع ضد النظام السوري بشيء ما أصبح بمثابة عدو لدود للنظام ولسليماني، وهذا هو الحال في العراق كل من عبر عن رأيه كمعارضة للتواجد الإيراني على أرض العراق بات عدوا يجب إبادته، واستمرت هذه الأوامر فوصلت ونفذت بحرب ضارية في اليمن, وبقوة السلاح سيطر حزب الله على بيروت بعد اغتيال الرئيس الحريري, بشهر فبراير 2005, ولكن هذه الفرحة ممزوجة بمخاوف من إيران, وردود فعلها لتصفية الرجل الثاني لديها, وأنا أقول أن إيران لن تجرؤ على خوض تجربة الحرب مع أمريكا ودول الغرب, كما فعل الرئيس العراقي السابق صدام حسين, فهي أجبن من أن تخرج في حرب أو معركة مصيرية معروفة النتائج مسبقاً, وإن فعلت ذلك فإيران وكل ما فيها ستتحول إلى رماد لأن العالم الغربي المتحضر لا يحتمل تصريحات إيران لإبادة أمريكا ودول الغرب المتحضر وإسرائيل, وهي ما زالت تسعى وتقوم بالتجارب لصناعة خاصة للسلاح الذري والنووي وهذا الأمر يشكل الخطر الأكبر على العالم وسلامته, إيران صرحت عشرات المرات عبر وسائل الإعلام أنها تنوي وتريد إبادة: "الشيطان الأكبر أمريكا والشيطان الصغير إسرائيل", حيث لا مكان لإسرائيل في الشرق الأوسط في أشبه بجسم غريب في هذه البقعة من الأرض, وبموجب تفهمي لأجواء الشرق الأوسط عامة وإيران خاصة, إيران ستستعمل السلاح الذري ضد إسرائيل وأمريكا حالما تحصل عليه.
الأمريكيون يؤكدون أن إيران عليها سحب جميع قواتها وعناصرها من كل مناطق الشرق الأوسط, وعليها أن لا تتابع نشاطها في التدخل في شؤون الدول, وهذا مطلب حق لأن دول الشرق الأوسط باتت تعاني من التواجد الإيراني فيها, كما وصرح رؤساء الدول والملوك أنهم لن يسمحوا بأي تدخل إيراني على أراضي دولهم ومملكاتهم, والأسباب واضحة على المالئ, حرب ضارية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وانهيار اقتصادي وتدهور للهاوية في كل هذه الدول, وإن استمرت إيران بالتدخل في دول الشرق الأوسط سنرى المشهد ذاته في الدول البعيدة عن إيران كمصر وشمال أفريقيا, وفي الدول القريبة منها كالمملكة الهاشمية الأردنية, والمملكة السعودية, ودولة الإمارات المتحدة, وقطر وعمان والكويت, وإيران في هذه الحالة تنفذ مآربها عن طريق الحروب وزرع الفتن والفساد والدسائس, على أرض ليست لها وجميع المتضررين هم سكان البلاد والمواطنين البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة, وتجلس إيران جانباً, وكأن لا دخل لها بما يجري في دول المنطقة وهذا تصرف غير منطقي وخالي من المسؤولية, وغير أخلاقي, هكذا تعاملت مع كل القضايا الهامة في الشرق الأوسط وما زالت مستمرة.

إيران المنتقمة,
ستنتقم إيران بطريقتها كي ترد لنفسها الاعتبار، لكنها لن تجرؤ على الرد بشكل يجرها لحرب مع أمريكا وحلفائها, إيران ستطلق بعض الصواريخ والقذائف في اتجاه معسكرات الجيش الأمريكي في العراق, وربما ستفجر عدداً من العبوات الناسفة ضد وحدات الجيش الأمريكي في أثناء تحركاته في العراق, لكنها ستُهدئ الأمور وتحاول احتواء المصيبة والخسارة, بالرغم من تصريحاتها بالرد على هذه العملية بشكل قاسي جداً, حيث ستتحول مياه الخليج العربي للون الأحمر من دماء الجنود الأمريكان وحلفائهم, إيران ستنتظر وتراقب الأوضاع بترقب, حتى تسمح لها الفرصة بالرد على تصفية سليماني, إيران سترد خارج العراق والشرق الأوسط, ففي مخططاتها اختطاف مواطنين أو شخصيات أمريكية, أو تفجير لسفارات أمريكية وإسرائيلية حول العالم, أو أنها ستضرب وترد في أماكن تابعة للأمريكان أو لإسرائيل (أبناء الشعب اليهودي) والأماكن كثيرة في كل دول العالم, من معسكرات للجيش وكنائس وورشات عمل وشركات دولية مصانع, ويسهل تحويلها لأهداف إيرانية بحجة الرد على عملية سليماني, إيران تظن أن مثل هذه الأعمال الإرهابية, لن تغيض أمريكا أو إسرائيل وفي هذه الحالة تستبعد كل البعد أن أمريكا وحلفائها سيشنون حرباً شاملة ضدها لإخضاعها, وهذه الحالة أشبه بحالة الا حرب والا سلم, أو حالة الحرب الباردة في سنوات السبعينيات, لكن أمريكا وحلفائها على تأهب مستمر واستعداد تام بالرد على أي عملية إيرانية تضر بسلامة مواطنيهم, وتضر بمصالحهم حول العالم, هذا ما لا تتوقعه إيران من أمريكا والغرب, فعليها توقع الحالة الأسوأ, فيما إذا ردت وضربت بقوة بمرافئ ومصالح تابعة للأمريكان والحلفاء, كل ما تنويه إران الآن تعزيز موقفها واسترجاع قوتها ووحدتها, ورفع معنويتها في الداخل وبين دول العالم, فالخسارة الفادحة في تصفية سليماني تكاد تخرجها من السيطرة على الأوضاع الداخلية, وتخل بتوازنها, وهذا مؤشر سياسي هام جداً والأخطر بالنسبة لإيران فأوضاع الداخلية متضعضعة وغير مستقرة, لذلك ما يهمها الآن هو رد اعتبارها بضربة أو بأخرى كي لا يقال عنها أنها دولة عاجزة عن الرد على عملية من هذا النوع.
الاقتصاد العراقي في خطر ويسري نحو الهاوية بسبب التدخل الإيراني في العراق بشكل مباشر, وعلى الشعب العراقي ان يعي مهمة توحيد صفوفه من أجل تفادي الانهيار الاقتصادي ومنع نشوب حرب أهلية بين جميع الفرق المتناحرة على السيطرة, وأهمها المدعومة من إيران, ومنها المدعومة من أمريكا ودول الغرب, حرب بهذا الشكل لا تحمد عقباها فستاتي على الأخضر واليابس, هذا الأمر قريب من أي وقت مضى فالأجواء مهيأة لنشوب حرب أهلية في كل أراضي العراق, والسبب المباشر لنشوب مثل هذه الحرب, التدخل الإيراني في العراق, في كل كبيرة أو صغيرة, في هذه الحالة سيقف الأكراد في كردستان العراق, موقف الحياد, دون أي تدخل بكل ما يجري على كل الساحات العراقية, فالأكراد يعلمون حق العلم أن سيطرة إيران على وسط العراق وشمالاً حتى الحدود السورية وتوغلها في الأراضي الكردستانية منع وبشكل مباشر ووضع الأسوار العالية التي يصعب عبورها أمام استمرار الحكم الذاتي الكردستاني, وإقامة الدولة الكردستانية على أراضيها, وكان قد أقر دستور العراق الصادر عام 2005 بالحكم الذاتي لإقليم كردستان في شمال البلاد وتديره حكومة الإقليم, وجاء ذلك ثمرة عقود من العمل السياسي والعسكري من قبل الأكراد الذين يقدر عددهم بنحو عشرة ملايين نسمة ويمثلون ما يتراوح بين 17 و20 بالمئة من سكان العراق, وتواجد إيران وتدخلها في العراق, حال دون استمرار الحكم الذاتي واستقلال الإقليم, كما صودرت جميع الرواتب بقيمة 45 مليون دولار شهرياً وأغلقت المطارات الدولية في مدينتي سلمانية وأربيل, هذه الحالة أعادت وضع سكان إقليم كردستان العراق إلى سنوات منتصف السبعينيات بعد ضمهم نهائياً لبغداد.

أربيل عاصمة كردستان العراق

الجمهورية الإسلامية الإيرانية, لن تعلن والأصح أنها لن تشن أي حرب على أمريكا ودول الغرب, في نهاية المطاف, لأنها تعلم أن الغرب سيحولها إلى رماد فالعالم المتحضر لن يتسامح, وعلى الأصح لن يتحمل, أي رد فعل إرهابي لإيران, وخاصة وأن إيران تضرب عرض الحائط بكل قرارات هيئة الأمم المتحدة, والعقوبات المفروضة عليها من دول التحالف, وتنكثها يومياً, وتتابع سعيها للوصول لتطوير أسلحة ذرية ونووية, خاصة والأوضاع الاجتماعية الاقتصادية والسياسية في الداخل عندها, آخذة بالاستياء, وهذا وضعها على كل الأصعدة.
وأخيراً على كل دول العالم, وخاصة الدول التي تعتبر نفسها دول عظمى, وعلى الإنسانية والمجتمع الحضاري الذي يريد نشر السلام، والثقافة والتعايش السلمي بين كل الشعوب والأمم، أن يحمي نفسه, من التطرف الديني والذين يشكلون الخطر الأكبر على استمرار وجوده على هذه الأرض, عليه أن يأخذ بعين الاعتبار ويتذكر أن لكل مكان أو إقليم في العالم نمطه الخاص, في السياسة والحضارة والحريات والديمقراطية, وللشرق الأوسط نمطه الخاص في كل شيء . . . الشرق الأوسط يختلف كل الاختلاف عن كل دول العالم, بطريقة تفكيره وتصرفاته, وكثيراً ما نسمع من قياديين وأفراد الإجابة الإيجابية والعكس هو الصحيح, وإجابة الرفض ويقصدون بالقبول, ولهذا السبب ولانعدام الحريات في الفكر, والعبادة, والتنقل, والرأي, غالباً يلجأ حكام الدول لحل كل مشكلات شعوبهم بالعنف والقمع والقوة, وهذا هو الحال في الجمهورية الإسلامية الإيرانية, اعتاد المواطن في الشرق الأوسط, على هذا النمط من الحياة بالرغم من صعوبة العيش فيه, فمنطقة الشرق الأوسط لا حرية فيها لأحد, إلا في دولة إسرائيل, ويصعب استيعاب الرأي والرأي الآخر المغاير المختلف, ومن شدة اعتياد المواطن على السلطة الحاكمة بات يقال: " العرب لا يحكمون إلا بالقوة" – أو: "الشرق الأوسط لا يحكم إلى بالقوة".
معاً وسوياً لنبني مجتمعاً حضارياً متجدداً أفضل . . .
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-69239.htm