صنعاء نيوز/ عزيز طارش سعدان -
بسم الله نبدأ الدرس.
إن الأمة العربية وبالأخص شبة الجزيرة العربية كانت تعيش في تيه من أمرها قبل نزول الوحي على محمد ـ صلى الله عليه وعلى اله وسلم وكان القوي يأكُل الضعيف والعصبية المقيتة والبغضاء والغوغاء والتشرد والفرقة الشاسعة بين القبائل والقتل والثأر والنهب والسلب وسبي النساء واستعبادهن ورق للرجال والنساء وكانوا لا يفقهون شيء من القول وعندما أوحى الله ملك الملوك مدبر الكون وخالق كل كائن حي على وجه المعمورة إلى نبي الرحمة برسالة خالدة لإخراج الأمة من الظلمات إلى النور ومن التيه إلى الصحوة ومن عصبية القبيلة إلى عصبية الاسلام ومن عبادة الاوثان الى عبادة الرحمن كما قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ) وخرجت الأمة العربية من الظلمات إلى النور بنور مضيء وإشراقات فذة بدلاً من التيه والتفرقة المقيتة فبدأوا الجهاد العادل لإخراج الأمم من الظلمات إلى النور، ومن الظلم الى العدل، ومن الفقر الخير، ومن النهب الى الأمن، ومن الحرب إلى السلام والاستقرار، ومن التسلط إلى الشورى تحت راية الإسلام وبنوا الدولة الإسلامية وأقاموا الحدود التي أمرهم الله بها ولا يمكن أن تقوم دولة الإسلامية إلا بتطبيقها ولا يسود العدل والأمن إلا بإقامة ذلك . وفقاً لما أمر به الله ورسوله ـ صل الله عليه وعلى اله وسلم ، والقرآن وسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صريحتان بالعقوبات ولم يدع لأحد من البشر أن يُشرع ذلك وقد وضحت كوضوح الشمس لمن يريد أن يكون على بصيرة من أمره ويذكره التاريخ بأحرف من نور وينال الحسنة في الدنيا والآخرة والله جل شأنه قال ( مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ " [المائدة : 32] . وقال تعالى: إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) المائدة: 33]. مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴿المائدة ٣٢﴾ قوله تعالى(وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93) سورة النساء) وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا . وروي عن عبد الله قال: قال رسول الله: صلى الله عليه وعلى آله وسلم أول ما يحاسب به العبد الصلاة وأول ما يُقضى بين الناس في الدماء. وروى إسماعيل بن إسحاق عن نافع بن جبير بن مطعم عن عبد الله بن عباس أنه سأل سائل فقال: يا أبا العباس، هل للقاتل توبة؟ فقال له ابن عباس كالمتعجب من مسألته: ماذا تقول! مرتين أو ثلاثا. ثم قال ابن عباس: ويحك! أنى له توبة! سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: يأتي المقتول معلقاً رأسه بإحدى يديه متلبباً قاتله بيده الأخرى تشخب أوداجه دماً حتى يوقفا فيقول المقتول لله سبحانه وتعالى رب هذا قتلني فيقول الله تعالى للقاتل تعست ويذهب به إلى النار قال رسول الله صلى الله عليه وعلى أآه وسلم: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار) وقال تعالى: " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " [المائدة: 38] والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)) صدق الله ورسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ومن أجل ذلك أقام مجتمع خالي من الشوائب وإرسى دعائم العدل والأمن والشورى والتكافل الاجتماعي والتعليم والصحة وكل ما هو خير وسلام للأمة العربية والإسلامية. وبعد أن طبقوا ذلك في الجزيرة العربية اتجهوا الى فتح البلدان المجاورة، بعد أن أطاحوا بكل الديانات المقيتة التي كانت سائدة في الجزيرة العربية ودمروا دول الكفر والإلحاد حتى إخراج الأمم المجاورة من حكم الفرد إلى حكم الأمة ومن وجور الاديان الى عدل الإسلام وفقاً لحكم إسلامي عادل الذي جاء به نبي الأمة محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وحرروا الأمم من عبودية المخلوق إلى عبودية الخالق الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم.
الأستاذ أحمد: الحمدلله نختم درسنا اليوم ونبدأ النقاش.
همدان: الحمدلله أن الإسلام وحد الأمة تحت رايته وأعلى كلمة التوحيد وفتح البلدان وذلك فيه العزة للأمة لتكون راية الاسلام هي الخفّاقة بين الأمم.
شبيب: العدل يكمن في الآيات القرآنية التي حكمت القصاص في القاتل وغيره الذين يسعون في الأرض بالفساد ولقد أمر رسول البشرية صلى الله عليه وعلى آله وسلم بتنفيذ الحكم الذي أُنزل في القرآن حتى لو كان الفاعل فاطمة رضي الله عنها.
فيصل: إن عزة الأمة لا يمكن أن تقوم إلا بتطبيق النظام الإسلامي لأن فيه عزة الإنسان وأمته وصون لكرامته لأنه نظام عادل منزّل من عند الرحمن الرحيم.
[email protected]
بقلم الشيخ عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد
عزيز طارش سعدان
رئيس مؤسسة شباب جيل الوحدة الفكرية
هاتف : 01347828
سيار :777487747 - 777774764
اليمن - صنعاء - شارع المطار- الخط الجديد- شارع الاربعين
صندوق بريد : 447