صنعاء نيوز - أصبح كل فرد مننا يعتمد بشكل أساسي على الفضائيات الإخبارية في استقصاء وتلقي الأخبار والمعلومات ، فقد وفرت الفضائيات الإخبارية كم هائل جداً من الأخبار وتغطية الأحداث في كل مناطق العالم ، فاليوم فور وقوع حدث ما في بلد ما نجد الفضائيات الإخبارية تسلط الضوء عليه وتخبر العالم به .

الجمعة, 04-مارس-2011
صنعاءنيوز -
والنص الإخباري هو نتاج سلسلة من العمليات الاجتماعية والمعرفية Cognitive التي تنعكس في سلسلة من السياقات الأساسية التي تدخل في صناعة الأخبار وتداولها ، ولعل مناقشة البعد الاجتماعي لصناعة الخبر مثلاً قد يقود إلى فحص للأوليات التي تقف وراء أداء وسائل الاتصال الإخبارية ، وكيفية انعكاسها وتأثيرها في الخبر ، أي على صعيد ما أسميناه بالبنى الصغرى ، فنشر الأخبار له جذر مزدوج :-
أولاً : بوصفه منتجاً اجتماعياً ، يعكس محتواه للمجتمع الذي انبثق فيه .
ثانياً : بوصفه مؤسساتياً ، فإنما المحتوى هو نتاج أعمال مؤسسات متخصصة وظيفتها جمع وتوزيع الأخبار .
وكتب كوهين ويونج كتابهما تصنيع الأخبار Manufacture of News عام 1973م وركزا فيه على دور وسائل الاتصال في تضخيم خطر ودور الجماعات المنحرفة ونشاطاتها ، وهم بذلك يواصلان النهج الذي قدمه ستانلي كوهن والذي ركز فيه على دور وسائل الاتصال في خلق الرعب الأخلاقي ، فوسائل الاتصال تلعب على الاهتمامات المبدئية للجمهور ، بدفع موجهات أخلاقية معينة في الخطاب الإخباري .
ومن الضروري أن توضع التقارير والرسائل الإخبارية في سياق ملائم مصحوبة بسلسلة من الآراء التي توضح المنطق الذي يقف وراء تصرفات الأطراف جميعاً ، سواء كانت مساندة لموقف الحكومة الوطنية للقناة أو لم تكن كذلك .
لقد كان الأساس للأفلام الإخبارية عن الوطن العربي فيها هو وكالات الأنباء التي كانت تولي اهتماماً محدوداً بهذه المنطقة من العالم ، وهكذا أوقعت المنطقة العربية في قبضة وكالات الأنباء العالمية الكبرى بحكم ما يتوافر لها من إمكانيات بحيث أصبحت الدول العربية ترى العالم كله من خلال عيون هذه الوكالات أو من خلال رؤيتها التي قد لا تكون بالضرورة متناسقة أو موضوعية .
وكان المصدر الأساسي للأخبار الرئيسية هو الكاتب – المراسل ، وإذا كان المراسل قد جمع أخبار ومعلومات لكنه لم يضعها بالصيغة النهائية للبث على الهواء ، يأتي الكاتب هنا ويستلم المعلومات ويهيئها للبث أو يعيد صياغتها قبل عملية البث ، وأحياناً يقوم بعض المذيعين وبخاصة في المحطات الصغيرة بمهمة المراسلين الصحفيين والكتاب في آن واحد .
وهناك الأحداث غير المتوقعة والتي تحدث فجأة كالانفجارات والحرائق والأزمات والزلازل والبراكين والفتن والقلاقل والحروب والصراعات والإضرابات ، كما يتم تصنيفها طبقاً لمصادرها المختلفة فهناك أخبار المندوبين والمراسلين والوكالات والصحف والإذاعات ( المسموعة – والمسموعة المرئية ) إلى آخر ذلك من مصادر الأخبار ، كذلك هناك الأخبار الجاهزة التي تحصل عليها الخدمة من مصادرها الداخلية والأخبار المبدعة التي يبذل المسئول عن الخدمة جهداً كبيراً في الحصول عليها واستكمالها بالمعلومات الكافية ، فهناك الأخبار الخفيفة والجادة ، والمجردة والمفسرة .
ويمكن الاستعانة ببنك المعلومات والسلال الإخبارية الإليكترونية من المؤسسات الإعلامية ، فلكل مؤسسة إعلامية بنك معلومات خاص بها يحتوي على مخزون هائل من الأخبار اليومية والتي تصل إلى المؤسسة الإعلامية عبر شبكة الاتصالات الخارجية من وكالات الأنباء والمراسلين والإذاعات والمحطات التليفزيونية والصحف وغيرها من المصادر سواء كانت محلية أو عربية أو عالمية .
والطريقة الأحدث لتنظيم هذا الكم الهائل من الملفات الإخبارية وأرشفتها حاسوبياً عبر الأيام والسنين لتتحول إلى مكتبة إخبارية غنية هو وضعها معاً في جدول واحد بطريقة تسمح بالتعامل معها بسهولة واسترجاعها أو استرجاع الجزء المطلوب منها ببساطة .
ومن المهم تقديم نشرات الأخبار للمذيع في صورة واضحة حليّة مشكولة الألفاظ الغريبة ، ويتوفر بناء نشرة الأخبار على أساس خطة موضوعة فلا تخرج إلى الهواء وهي مجرد خليط من الأنباء المختلطة لا يربطها نظام مرسوم ، فهي قائمة بذاتها ، يتوفر فيها التكامل العضوي والكيان الذاتي ، حيث يجب إيجاد علاقة بين مختلف الأخبار ونوع من التناسب بين الأحداث المتنوعة ، مع مراعاة الخبر ذي الأهمية أو التصريح الخطير بالنسبة للأخبار الأخرى التي تعتبر أقل أهمية .
لذا غدت نشرات الأخبار تستخدم ثلاثة أنماط من الأدلة المرتبطة بالمظاهر للتشكل الحدثي الذي تجريه وهم :-
• برهان القلب المرتبط بالأحداث غير العادلة .
• برهان المشهد
• المرتبط بالأحداث ذات الطابع الصراعي .
• برهان المنفعة المرتبط بالأحداث المدنية .
ويقول جين باول جوريفيتش Jean Paul Gourevitch أنه في معرض العلاقة التي يحكمها الأداء التليفزيوني بين اللاعبين السياسيين والصحافيين والجمهور ، تم رصد أربعة أنماط إستراتيجية مختلفة من العمل الإعلامي وهم :-
النمط الأول : نمط تعليمي Pedagogique ويقوم على أساس أن المرسل يشرح والمتلقي يتعلم .
النمط الثاني : نمط القطيعة Repture وفيه يُعامل الوسيط الصحافي على أنه كاذب ، ويُستدعى المشاهد كمشاهد ، ويتم تلافي أو تجاوز الأسئلة المحرجة ، والتهديد بالانسحاب إذا لم تكن الأسئلة كما يُشتهى .
النمط الثالث : نمط عاطفي Affectif وفيه تستخدم اللغة الشعبية الغوغائية ، فإن الميديا كوسيط يسعى إلى إجراء اتصال مباشر بين المرسل والمتلقي ، وفيه تروج الاعترافات والبوح بالأسرار الشخصية .
النمط الرابع : نمط مشهدي Spectaculaire حيث يكون التبادل صعباً ، ويتم البحث عن أناس خارج المألوف ، وهنا يحصل التواطؤ بين الميديا والمرسل ، فكلاهما بحاجة إلى الآخر ، والبطل هذا يجب أن يحرص على أن يذهل المشاهدين ويفاجئهم ، أي يأتيهم من حيث لا ينتظرون .
كما تعتبر القنوات الفضائية الإخبارية واحدة من أهم الوسائل التي تقوم بدور كبير وحيوي في نشر المعلومات والمعارف السياسية ، وذلك عن طريق معالجتها للأحداث والموضوعات والقضايا السياسية في إطار ما تقدمه من برامج إخبارية وسياسية وهو ما يؤدي إلى تنمية المعرفة السياسية لدى أفراد المجتمع ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الفرد في هذا العصر أصبح يملك من الوعي والمعرفة ما يؤهله من تكوين اتجاهات وسلوكيات حول ما يدور في العالم من قضايا سياسية وذلك نتيجة للتنوع في الكم المعرفي الذي أصبح يستقبله الفرد من خلال وسائل الإعلام الحديثة .
وتشكل الأخبار المادة الأولى لأغلب المحطات التليفزيونية ووظف العلم والتقنية المتطورة في عملية نقل الحدث فور وقوعه سواء كانت محلية أو عالمية مباشرة أو عن طريق الأقمار الصناعية .
فإن تطور عملية التغطية الإخبارية وتعدد أساليبها أدى إلى بروز مصطلح " تكوين الأخبار " ( News Making ) ، وما يطلق عليه في أدبيات الإعلام " صناعة الأخبار " ( News Industry ) . وهو مصطلح يشير إلى حجم التغطية الإخبارية الهائل ، وإلى تصنيع الأحداث وتوزيعها عبر الوسائل الإخبارية المقروءة والمسموعة والمرئية بعد إخضاع الأخبار التي يبرقها المراسلون إلى عملية تكرير يخرج الخبر منها على شكل مادة خبرية مصنعة .
فإذا نظرنا لأحداث تونس ومصر نجد أن الفضائيات الإخبارية لعب الدور الرئيسي وقد يكون الأوحد في تشكيل معارف الجمهور العام ( العربي والغربي ) نحو ثورة الشعب التونسي والمصري ، فأصبح المشاهد يتلقى الأخبار من الفضائيات الإخبارية ويتابع تطورات الأحداث من خلالها .












المراجع والمصادر
Roshco, B. : News Making, Chicago : The University of Shicago Press . 1975 .
جريج دايك " تأثير القنوات الإخبارية العالمية في العلاقات الدولية " ( في : الإعلام العربي في عصر المعلومات ، الإمارات : مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية ، الطبعة الأولى ، 2006م ) .
روبرت إل هيلارد Robert L.Hilliard " الكتابة للتليفزيون والإذاعة ووسائل الإعلام الحديثة " ، ترجمة مؤيد حسين فوزي ( الإمارات : دار الكتاب الجامعي ، الطبعة الأولى ، 2003م ) .
محمد معوض إبراهيم ، عبد الباسط عبد الجليل " واقع خدمة وكالات الأنباء الكويتية الإخبارية عبر الهاتف ( 120 ) وموقف سكان الكويت منها " ( في : دراسات إعلامية الجزء الرابع ، الكويت : دار الكتاب الحديث ، 2003م ) .
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 02:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-7153.htm