صنعاء نيوزتامر المصري -
يدنو ملحق الشعب المقدسي، من الاحتفال بمناسبة، يصح لمحبي الحياة، تسميتها بعيد ميلاده الثاني، وهو يقطع بعد أسابيع، سنويته الثانية، استمرارا على ذات النهج؛ (بأنها لله يا عبدالله)، الذي حاول أن يلزمنا إياه، أخونا عز الدين خالد، بصبر وإنفاق هاتفي كبيرين، في أجواء إحباط متواصلة، لا يفصلها إلا القليل من المقاطع التي يكون فيها الفلسطيني منا، عاديا في نظرته والنظرة إليه. سيما وأن القدس وهي الثابت الوطني، قد كانت عنوانا لجهد لا ينقطع البر فيه للمدينة، على قاعدة أضعف الإيمان، قبل أن يجر الثابت مؤخرا ثابتا مضافا إليه، عنوانه “الأسرى”، ليصبح الملحق في تدرج طبيعي، ينحو مناحي الحديث، عن آلام فلسطينية مستمرة.
أظنني اليوم، ما دمتُ عائدا إلى الكتابة، التي آمل فيها الانتظام، في ذات الملحق الذي أحب، وأحب كل من قاموا ويقومون عليه، التزاما منهم بواجبات فلسطينيتهم وجزائريتهم وعروبتهم، وقبل ذلك دينهم الحنيف، أنني إلى الاحتفاء هذا؛ من أول المبكرين أو المبادرين. قل لا فرق بين اللفظين في المقاصد، حتى يحسمه صديقنا د. علي شكشك، الذي أثق في عبقرية قلمه، وأثق أكثر أنه ممن جرى عليهم لسان الزمان، كما عز الدين. وذلك لاحقا لرد الفضل إليهما بعد الله في المحافظة على أسبوعيات الملحق، الصادر تكرما عن صحيفة الشعب الجزائرية العريقة.
وإن كانت الأيام لم تسبق على الذاكرة، لتدمغ عليها الحكم بالنسيان، لانعدام المديات الزمنية الطويلة، فقد التقيت بأخي عز الدين، في القاهرة الأكثر إشراقا، قبل ثلاث سنوات، فيما الجمع الفلسطيني، يتأهب سيما على المستويات الرسمية والثقافية والنخبوية وكذاك الشعبية، لانطلاقة احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية، وكان ومعه أنا، نتحدث في تمتمات لا يفسر كنهها، إلا أن المسافة بين الواقع والطموح، هي الثبات على المبادئ، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. ولعل الكلام وقتها قد ذهب إلى مشروع يفرغ فيه واحدنا غيظه، فيكتب وينشط في حقل لا خلاف فيه أو عليه، في مناخ واقع مؤسف، إلى أن هاتفني بعد عودته إلى الجزائر، ضاحكا مستبشرا يحدثني عن مشروع لعام قادم كامل، لإصدار ملحق على هامش احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية، من صحيفة الشعب في الجزائر.
لقد بدأ الملحق بكُتاب، يكتبون حصريا للملحق نفسه، وهم لا يتجاوزون بعددهم أصابع اليد الواحدة، وكان مدهشا لواحد مثلي، أن أسمع تزايد الموضوع تحت التصرف من صفحات، دون أن تنقص من المكتوب فيها، رئاسة تحرير الصحيفة، حرفا أو فاصلة. فبدا ولأول مرة في وعيي الذي تشكل في غمرة انتفاضتين وانقلاب وحرب جعلت عاليها أسفلها، أن للقدس عنوانا، في غير مكان أقصاها، تقصده الأقلام الفلسطينية والعربية، بل وتختلط به منابر ثقافية أخرى ليصبح مرجعا، على نحو من الإيثار الجليل.
وعلى هذا النحو؛ نجحت صحيفة الشعب، دون أن يكون هدفها هذا، في أن تجد طبعتها الإلكترونية، على أسطح أهم المواقع الفلسطينية على الشبكة العنكبوتية، وأن تحدث حراكا نقاشيا، تكون هي فيه الأنموذج الصحافي العربي، الذي يود كل نخبوي فلسطيني تعميمه، على دول عربية أخرى. فيما يتم الاستشهاد بجهودها، مع مواكبتها للهم الفلسطيني على تناسله المفرط، سيما في توسيع عنوان الملحق ليشمل الأسرى، لتصبح محط حديث إعزازي، تتناقله الصالونات الثقافية، ويبثه أثير الإذاعات الفلسطينية المحلية.
ويمكن القول اختصارا؛ أن ملحق الشعب المقدسي، الذي صار اليوم ملحق صوت الأسرى، بحلته الجديدة، قد بات علامة فارقة في نصرة القضية الفلسطينية، على صفحات الجرائد العربية، ويمكن تعميمه ومحاكاته، لو توافرت الإرادات التواقة إلى ذلك، سيما وأنه انطلق عمليا من بهو اللاشيء. بل؛ ويمكن الاستفادة من تجربته، على أكثر من صعيد، لو صحت العزائم، ووجدت الهمم أهلها، دون ثبيط. |