صنعاءنيوز -
بعض شباب الإئتلاف كانوا إحدى المجموعات التى شاركت فى ثورة 25 يناير، وكان لهم دور مؤثر منذ بداية الثورة، بل ومن قبلها بعام ونصف، وعندما أرسلوا خطابهم الأول للدكتور محمد البرادعى، يطلبون منه العودة إلى مصر. هؤلاء الشباب كان هدفهم تغيير مصر إلى الأفضل دون البحث عن مناصب أو تحقيق مكاسب شخصية، حتى أن بعضهم لا يفكر فى إنشاء حزب سياسى، لأن أغلبهم جاءوا من أحزاب سياسية موجودة ولها برامجها، وأفكارها وأيديولوجياتها، لكن كل هدفهم هو التغيير السلمى بعيدا عن العنف، وانتقال الراية إلى أجيال أخرى، كى يصنعوا مستقبلهم بأيديهم.. التقينا بمجموعة من شباب الحركة:
يقول محمود عادل الحتة، ناشط سياسى ومؤسس جروب الحملة الشعبية لدعم البرادعى على الـ face book: بدأت فى تأسيس الجروب فى أغسطس 2009، وفى البداية كان عدد المشتركين قليلا، وأولى الخطوات التى قمت بها هى إرسال خطاب للبرادعى طلبنا منه الرجوع إلى مصر، للمساهمة فى عملية التغيير، ويضيف معظم من بدأ فى الحملة كانوا شبابا غير مسيسين، وكانت الفكرة قائمة على أن الشباب هم من يقومون بتغيير النظام، وكان ظهور البرادعى فى هذا الوقت البديل الثالث أمامنا بعد النظام والإخوان، وفى هذه الأثناء انضم للحملة الشباب من أصحاب الخبرة فى العمل السياسى، وبعد ذلك تم استقبال البرادعى فى مطار القاهرة فى حشد كبير.
مصطفى ابراهيم
كما أن الحملة قامت خلال العام ونصف الماضية بعمل تدريب للشباب على كيفية الخروج فى المظاهرات والتعامل مع الأمن، كما بدأ الأمر يتطور فى الأقاليم والمحافظات، وبالفعل ذهبنا إلى الإسكندرية والمنصورة والفيوم وبنى سويف وغيرها لتدريبهم وتفعيل استراتيجية التغيير السلمى، حتى وصل عدد المتطوعين إلى خمسة عشر ألف متطوع فى عشرين محافظة، وكان إجمالى الناشطين الحقيقيين أصحاب الأدوار المؤثرة خمسة آلاف ناشط سياسى.
وعن كيفية الانضمام للحملة يقول: لم تكن هناك قواعد أو شروط لانضمام الشباب للحملة أو الجروب الخاص على الـ face book فكل من كانت لديه الرغبة فى المشاركة كان يشترك من خلال الفيس بوك أو العلاقات الشخصية أو استمارات التطوع التى أعدت لذلك. وبدأ شباب الحملة يسير فى طريق العمل من أجل التغيير، ومن المشاريع التى قمنا بتنفيذها لأجل ذلك مشروع «أمواج التغيير» فى المحافظات الساحلية، وهدفنا فى هذا المشروع جمع توقيعات لدعم البرادعى وتوعية الناس بمطالب الحملة.
وبعد ذلك قام شباب الحملة بقيادة دكتور البرادعى بتأسيس الجمعية الوطنية للتغيير، وكان أول رئيس لها دكتور حسن نافعة، ثم تبعه دكتور عبدالجليل مصطفى المنسق السابق لحركة كفاية، ولذا تمكن شباب الحملة من التواجد فى الشارع السياسى المصرى قبل أحداث 25 يناير، هذا اليوم العظيم الذى تم التجهيز له فى كل المحافظات قبل مجيئه.
وعن كيفية التجمع يوم 25 يناير يقول محمود: المجموعة التى كنت موجودا فيها تجمعت أمام نقابة الأطباء، وكان معنا عدد من الشخصيات العامة فى هذا التجمع منهم، دكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والكاتب بلال فضل، ودكتور محمد أبو الغار، وهؤلاء شاركوا معنا طوال اليوم وكان قد تمكن رجال الشرطة فى حوالى الثانية ظهرا من عمل كردون أمنى حول التجمع لمنعنا من الوصول إلى ميدان التحرير، وفى هذه الأثناء وصلتنا الأخبار بأن هناك عشرات الآلاف قد تجمعوا فى أماكن أخرى فى المهندسين وشبرا وقد وصلوا إلى ميدان التحرير، ومن ثم تحركنا نحن الآخرين بعد اشتباكات عنيفة مع الأمن أمام دار الحكمة تم «سحلنا» خلالها، ولكن بالإصرار والصمود والصبر تمكنا من الوصول للميدان والتحمنا مع الآخرين، ووقتها تحول الشعار إلى «الشعب يريد إسقاط النظام».
محمد انيس النجار
التغيير السلمى
عمرو علاء - ناشط سياسى وعضو بحزب الجبهة الديمقراطية منذ ما يقرب من خمس سنوات مع بداية ظهور الحزب، وعضو بالحملة الشعبية لدعم البرادعى، يقول: منذ عشر سنوات كنت أرغب فى الانضمام لحزب الوفد لكننى اكتشفت بعد قراءة البرنامج الخاص به، وبغيره من الأحزاب أنها أحزاب لن تضيف لى شيئًا، ولن تحقق طموحاتى فى العمل السياسى، حتى تم تأسيس حزب الجبهة الديمقراطى، فانضممت إليه وأصبحت أحد الأعضاء البارزين فيه حتى الآن. ومع بداية ظهور الحملة الشعبية لدعم البرادعى، كنت من أوائل الشباب الذين انضموا إليها، وكانت الاستراتيجية التى قامت عليها الحملة هى التغيير السلمى، ودعم البرادعى، وبالفعل بدأنا الحملة بتكوين اجتماعات فى مختلف المحافظات، وتمكننا عن طريق الـ face book الانتشار فى عشرين محافظة، واستمر عمل الحملة لمدة عام ونصف كنا نجوب خلالها المحافظات مع الدكتور البرادعى، إلى أن جاءت الدعوة للتظاهر يوم 25 يناير، وفى هذه المرحلة كان عدد الأعضاء المشتركين فى الجروب قد وصل إلى ما يقرب من 52 ألف مشترك.
ويكمل عمرو حديثه قائلا : من أسباب إصرار الشباب على استكمال التظاهر، حتى يسقط النظام ما حدث يوم 25 يناير ليلا فى ميدان التحرير، عندما قام رجال الشرطة بالهجوم على الميدان رأينا دماء زملائنا تسيل على الأرض، وهذا أعطانا الدافع لاستكمال ما بدأناه، وفى يوم الجمعة التحمت جماهير الشعب مع الشباب، وهتفنا ضد القطاع الأمنى، وهنا بدأ التحول فى المسيرة فبعد أن كانت الحركة قائمة على الشباب فقط، التحم معهم الشارع، فلم يتمكن الأمن من الوقوف أمامنا.
وأضاف عمرو: إن الاستراتيجية التى تحدثنا عنها لإحداث التغيير كانت مجرد قواعد نظرية، لكن ما حدث يوم الجمعة حول النظرية إلى واقع عملى عاشه المجتمع المصرى فى الشارع ولذا رأينا بعد ذلك أن كل المطالب من السهل تحقيقها مع الصبر والصمود.
احمد خليل
خطابات للشرطة
أما مصطفى إبراهيم، حاصل على بكالوريوس زراعة 2004، ويعمل مهندسا زراعيا، ويشارك بالأعمال التطوعية من عام 1998 كما يشارك فى العديد من الأنشطة السياسية الموجهة للخارج، وشارك فى المظاهرات التى خرجت وقت الانتفاضة الفلسطينية، وتم اعتقاله لمدة 24 ساعة فى بداية أيام الثورة تعرض خلالها لأبشع الشتائم والإهانات على يد رجال الشرطة.
يقول مصطفى: كانت بداية التحرك فى العمل السياسى عام 2000 لإلغاء قانون الطوارئ، ووقتها حدثت انتفاضة فلسطين، فاشتركت فيها مع جموع كبيرة من شباب الجامعات، ولكنى أيقنت وقتها أننا لن نتمكن من حل مشاكل الأمة العربية، مادام السوس ينخر فينا من الداخل، ولذا توجهت وقتها للعمل مع المثقفين، ومنظمات المجتمع المدنى داخل مصر لتقديم الأعمال الخيرية للناس، ثم توجهت للعمل التنموى ومساعدة الناس فى إيجاد أعمال وتدريبهم عليها.
وفى هذا الوقت وجدت أن الحرب علينا قائمة من أجهزة كأمن الدولة، فكان يتم استبعادنا، والاغتيال المعنوى لكل من يقدم الدعم لنا.
ويضيف مصطفى: قبل يوم 25 يناير كان تفكيرنا منحصرا فى إرسال خطابات لرجال الشرطة فى عيدهم، لحثهم على عدم تعذيب المعتقلين، وأن يعيدوا علاقتهم الطيبة بالمواطن، وأن يقوموا بواجبهم الذى أهملوه تجاه المواطنين، وكانت هذه فكرة مجنونة، لكنها لم تنفذ، وكان البديل عنها نزولنا إلى الشارع يوم 25 يناير. ويضيف مصطفى: بما أننى المسئول عن ملف المهنيين وأعضاء النقابات فى حملة دعم البرادعى اتفقت مع الأطباء على طريقة نزولهم للمظاهرات وشكلها، هذا إلى جانب متابعة تنظيم بقية المجموعات فى المحافظات الأخرى.
كان لدينا إحساس بأن فيه مصيبة هتحصل، وأن الموضوع مش بسيط، ولذا يوم الثورة قمنا بتبادل أرقام الموبايلات والإيميلات للاتصال بعد ذلك.
وعن تصعيد الأحداث يوم 25 يناير يقول مصطفى: إن التصعيد لم يكن مرتبا له، بل ونحن فى الوقفة الاحتجاجية عند دار الحكمة كنت أطلب من رجال الأمن المركزى وضع الحواجز بيننا وبينهم، وكنا نهنئهم بعيد الشرطة، وقلنا لهم «كل سنة وأنتم طيبين» لتحييدهم وكسبهم فى صفنا، لكن بعد الضرب والقمع الذى حدث أمام دار الحكمة ساعد فى تطور الأحداث، ونحن فى طريقنا إلى ميدان التحرير، فبعد أن كنا ننادى بشعارات مثل «العيش والحرية والكرامة الإنسانية»، تطورت الأمور، ونادى البعض بسقوط حسنى مبارك.
وعن تفاصيل الميدان يقول مصطفى: كان العدد فى ازدياد حتى وصلنا إلى ميدان التحرير، وفجأة وبدون ترتيب هتف الجميع تونس، تونس، تونس، الشعب يريد إسقاط النظام، ووقتها تحدثنا مع بعضنا ما هى المطالب التى نتحدث عنها فاتفقنا على تغيير الدستور، وإنهاء حالة الطوارئ، والإشراف القضائى على الانتخابات، وبدأت الجماهير تهتف معنا.
ويكمل مصطفى قائلا: فى ميدان التحرير كنا فى حاجة إلى الحديث مع الجماهير الموجودة فى الميدان فقمنا بشراء المكبرات الصوتية لعمل إذاعة داخل الميدان للتواصل مع الجماهير وإعلان ما يستجد من أخبار على الساحة أولا بأول، وبالفعل استطعنا إدخال هذه المعدات بصعوبة كبيرة، ولكننا تمكنا من ذلك، وفى الميدان ساعدنا فى تركيبها بعض الكهربائيين الموجودين فى الميدان.
ساره كمال
الطريق للميدان مفتوح
قد تكون المتابعة الشخصية للأحداث السياسية الموجودة على الساحة هى بداية المشاركة فى العمل السياسى، هذا ما حدث مع دكتور الأشعة التشخيصية أحمد محمد خليل 30 سنة. وعضو بالحملة الشعبية لدعم البرادعى، والذى تعد مشاركته فى مظاهرات 25 يناير، هى أول مشاركة فعلية له، وأول مرة يمشى فى مظاهرة، ونظرا لعدم معرفته الكافية بأسلوب التعامل فى المظاهرات أصيب بكسر فى الساق أمام نقابة الأطباء، وقت أن تم الاعتداء عليه هو ومجموعة من أصدقائه من قبل مجموعة من البلطجية.
ويقول أحمد : الدكتور البرادعى هو من دفعنى للمشاركة مرة أخرى والاستمرار والبقاء فى مصر بعد التفكير المستمر فى الهجرة فاشتركت فى الحملة، وبعدها تمت دعوتنا إلى القيام بتظاهرة يوم 25 يناير، الذى تم تصعيد المطالب بعده، ويؤكد خليل أنه كان هناك خلاف فى الآراء والمطالب، فالجميع لم يكن يطالب بالرحيل، لأن الشباب قالوا أن هذا مطلب «أهبل»، لكن اتضح لنا بعد ذلك أنه كان هناك مجموعات أخرى لديها النية لرفع شعار برحيل النظام، وساعد فى هذا التدخل الإلهى، وموقعة الجمل، التى أحدثت تغييرا وتطورا لم يكن موجودا فى الأحداث.
وعن «جمعة التطهير» الماضية يقول خليل: بعد أن تمكنا من إسقاط النظام علينا الآن العمل لاقتلاع جذوره الفاسدة، لأن منظومة الفساد عندنا كانت فاسدة، ومفسدة وأفسدت جزءا كبيرا، كما نرى فى جهاز أمن الدولة، وبقايا الحزب الوطنى.
وعن محاولات الالتفاف حول الثورة يقول: نعم هناك محاولات لإجهاض الثورة، والالتفاف حولها، لكننا عرفنا الطريق لميدان التحرير، وعرفنا كيف نرجع حقوقنا المسلوبة، فهم الآن يحاولون القيام بصورة مضادة، حتى يفقدوا الشعب ثقته فى الجيش، وحاولوا فى بعض الأحيان اللعب على أوتار الفتنة الطائفية، والفوضى وهذا غير صحيح، لكن هذه مسألة وقت، والقوات المسلحة على علم بما يحدث وعلى أتم استعداد لمواجهته، ونحن ثقتنا فى القوات المسلحة وقدرتها على إدارة الأمور فى الفترة الانتقالية كبيرة، وكما نقول «الجيش والشعب إيد واحدة» نقدر نقول «الجيش والشعب هيقضوا على الفساد».
وعن إمكانية تكوين حزب يقول خليل: إن شباب الحملة له أيديولوجيات ورؤى سياسية مختلفة، ولكنهم يهدفون إلى التغيير ودعم البرادعى، وقد تحقق ذلك، لكن تكوين حزب أعتقد أنه غير منطقى لأن الشباب مشارك فى أحزاب أخرى، ومع ذلك نبحث عن كل القنوات الشرعية لنتحرك من خلالها لتحقيق مطالب الحملة وأهدافها، وكل شاب حسب أيديولوجياته، والدليل على ذلك وجود حالة من التنسيق الدائم مع كل الجهات والتيارات الموجودة، ونستشير خلال عملنا بعض الشخصيات ذات الثقل السياسى فى المجتمع.
ساره كمال احد شباب الائتلاف العلاج مجانى
الحصار، وكسر الكردون الأمنى، التعامل بوحشية، الضرب بالذخيرة الحية والرصاص المطامى، نزول الجيش، كل هذه ألفاظ لا أعرفها، هكذا بدأت سارة كمال، خريجة أكاديمية السادات، والحاصلة على ماجستير فى التسويق ومسئولة العلاقات العامة فى حملة دعم البرادعى، والتى بدأت علاقتها بالحملة من عام ونصف، وهى من مواليد 1983، وتضيف سارة: الضرب الفظيع يوم 25 يناير بعد كسر الكردون الأمنى، ونحن فى طريقنا إلى ميدان التحرير، والتعامل الوحشى والحصار وكميات الرصاص الحى والمطامى التى أطلقت علينا لم تؤثر فينا ولم تُدخل الخوف إلى قلوبنا، ولكنها ساعدت فى نزول الناس يوم الجمعة، وحقا هو يوم الغضب فيه رأيت مصر صباحا غير مصر فى الليل وقت انسحاب الشرطة ونزول الجيش، ووقتها كنت «مخضوضة جدا» حتى أننى ندمت على النزول فى هذا اليوم، خاصة أننى لا أعرف يعنى إيه الجيش هينزل ؟ ووقتها الخوف زاد، لكن عندما رأيت شباب الجامعات والقمع الأمنى، كل هذه الأشياء أذابت حالة الخوف التى كنت أشعر بها.
وتضيف سارة: بعد ما حدث يوم 28 يناير والإصابات التى رأيناها قمنا بإنشاء «كول سنتر مجانى» رقم 1492، يعمل لمدة 24 ساعة لعلاج المصابين، و كل الشباب فيه متطوعون، وفى الكول سنتر اكتشفنا أن هناك العديد من المصابين بطلقات نارية حية ومطاطية، ولم يتمكنوا من الذهاب للمستشفيات خوفا من رجال الأمن، حتى أن فيه شخص الرصاصة استقرت فى جسده لمدة 12 يوما، ومعظم الإصابات كانت فى العين والرأس، وكان الأطباء يقدمون خدمات طبية تطوعا لعلاج الناس.
وتقول سارة: من أصعب الحالات التى رأيتها شاب مصاب برصاصة فى رأسه، وكان فى حالة حرجة وفى حاجة إلى عملية سريعة، لأن كل لحظة كانت تمر عليه كانت تشكل خطرا على حياته، وبالفعل قام الدكتور صبحى هويدى أستاذ الجراحة بجامعة الزقازيق بعمل العملية مجانا، وكان أيضا يساعدنا فى الاتصال بالأطباء فى كل المحافظات لمعالجة الحالات الحرجة والخطيرة.
وأضافت سارة: نحن حاليا نقوم بتأسيس مؤسسة باسم شباب 25 يناير، لجمع التبرعات للمصابين ولأهالى الشهداء، كما ستقدم منحا دراسية مجانية لأبناء الشهداء، وأضافت: نتحدث حاليا حول إمكانية تنظيم حزب سياسى، ونتناقش حول إمكانية عمل مشروع خدمى، واقترحنا له اسم «يا للا نبنى مصر»، وفيه نطلب من أى شخص لديه فكرة لمشروع قومى أن يرسلها لنا، حتى يتمكن من تنفيذها، وإنفاق المتبرعين عليها تحت إشراف صاحب الفكرة، هذا إلى جانب التفكير فى أن كل واحد منا يحكى تجربته عن الثورة، بالإضافة إلى البعض حاليا يقوم بعمل أفلام وثائقية عن الثورة.
جمعة غضب سابقة
ويقول محمد أنيس النجار ناشط سياسى ومهندس كمبيوتر: الهدف من الثورة كان مواجهة القمع السياسى والاحتجاج بصورة مختلفة على الحالة المأساوية التى وصلت إليها الأوضاع فى البلد، فقمنا بإنشاء حركات مجمعة فى كل المحافظات، وتم التواصل مع وسائل الإعلام الغربى التى ساندتنا فى الحركة التى قمنا بها.
ويقول النجار: أنه قد تم الإعداد ليوم غضب قبل يوم 28 يناير، كان فى شهر نوفمبر الماضى وتم تنفيذ هذا اليوم فى 14 محافظة من المحافظات العشرين، والأمن أجهض العمل فى ست محافظات، لكننا أيقنا وقتها قدرتنا على تنظيم وقفة أكبر وأقوى من وقفة الغضب الأولى التى انطلقت وقتها من المناطق الشعبية التى وجدنا فيها الدعم، هذا إلى جانب قدرتنا على تنفيذ الأعمال فى فترة بسيطة، حتى أننا فى وقت لا يتعدى النصف ساعة استطعنا التواصل مع الناس، ونقل رسالتنا إليهم، وبالفعل استجاب لنا أعداد كبيرة وشاركت معنا فى مسيرة الغضب الأولى فى نوفمبر الماضى، واستطعنا فيها التجمع والانصراف فى وقت سريع جدا، ولم يتمكن رجال الأمن يومها من إلقاء القبض إلا على ثلاثة أو أربعة شباب فقط فى هذا اليوم، لكننا تعلمنا من هذه المسيرة قدرتنا على العمل المنظمه، خاصة فى المناطق الشعبية، وعلى تنفيذ مخططاتنا فى عدة محافظات فى نفس التوقيت وهذا ما حدث يوم 25 يناير وما تبعه فى أيام الثورة.
لكن الشىء الجميل أن الشعب المصرى كله لبى الدعوة، وليس النشطاء السياسيون فقط فخرجت الدعوة للشارع، وتم حشد أعداد كبيرة، وهنا عرفنا فعلا أن الشعب لبى النداء.
|