صنعاء نيوز - أقدم "الكنيست" على مشروع قانون غريب من نوعه، قانون عنصري يهدف الى معاقبة ومقاضاة كل من يقاطع "اسرائيل" بسبب سياسة الاستيطان والتوسع وسياسة الاحتلال التي تنتهجها تجاه الشعب الفلسطيني واراضيه.

الخميس, 10-مارس-2011
صنعاء نيوز فهمي شراب * -
" اسرائيل" إذ تحاصر نفسها ..





أقدم "الكنيست" على مشروع قانون غريب من نوعه، قانون عنصري يهدف الى معاقبة ومقاضاة كل من يقاطع "اسرائيل" بسبب سياسة الاستيطان والتوسع وسياسة الاحتلال التي تنتهجها تجاه الشعب الفلسطيني واراضيه. ويأتي هذا القانون ضمن سلسلة القوانين الصهيونية ذات النكهة العنصرية المزكمة للانوف والقاتمة اللون، التي يقترحها اليمين الاسرائيلي اسبوعيا وبشكل دوري.

ضمن فكرة وسياق مشروع سن مثل هذه القوانيين نستطيع القول في قراءة اولية للظروف التي تمر بها "اسرائيل" بانها تشهد مرحلة انعدام وزن وضبابية رؤيا وعدم مقدرة على قراءة الطالع الاسرائيلي.

وقد ذكرنا في مقال سابق فيما معناه بان " اسرائيل" تعتبر "ذلك الوحش الذي صنعته أنانية العروش العربية وحرصها على البقاء باي ثمن، والتنسيق معه في كل صغيرة وكبيرة في قضايا كبيرة، قد مات إكلينيكيا، وعلاقته بالحياة فقط هي عملية التنفس الصناعي وعبر أنابيب الأكسجين الذي يزوده به النظام العربي المتواطئ إلا من رحم ربي"، وها قد بدأت صروحات الانظمة العربية تتهاوى امام ناظريه.

وتحاول " اسرائيل" بسن هذا القانون ان تخلق حالة ارباك حيث بعض الدول تعتبر المنتوجات والبضائع التي تصنع في داخل " اسرائيل" والمعترف بها دوليا، هي فقط التي لها الطابع الشرعي واما ما ينتج في داخل المستوطنات فيعتبر غير شرعي على اساس ان غالبية الدول لا تعتبر ان المستوطنات حق لاسرائيل وان العديد من الدول وخاصة الاوربية طالبت " اسرائيل" مرارا وتكرارا بوقف الاستيطان فورا واخلاء وتفكيك المستوطنات الغير شرعية.- هنا جميع المستوطنات غير شرعية بالنسبة للفلسطيني، وحسب فلسطين التاريخية فليس هناك شيء اسمه "اسرائيل"-.

واشار في هذا الصدد د. دوف حنين، النائب العربي في الكنيست متهكماً، الى ان " الفكرة من وراء القانون هي مقاطعة من يقاطع المستوطنات، لكن العالم كله يقاطع المستوطنات فهل يعتقد ضئيلوا العقل أن اسرائيل العظمى ستقاطع العالم الصغير؟"

ومثل اقرار هذا القانون يعتبر تجاوز و خرق لمبادئ القانون الدولي الانساني وضد حرية الرأي والتعبير. ولن يأتي بالنفع بل سوف يساعد في الكشف عن وجه " الدولة الصهيونية" القبيح والذي اقترف العديد من المجازر بحق الفلسطينيين المسالمين بدم بارد غير عابئ بالمجتمع الدولي . ولكن عجلة الزمن الاسرائيلي توقفت الان، وبدأت عجلة القضية الفلسطينيىة تمشي متسارعة الخطى حيث بدأت شرعية دولة "اسرائيل" بالتاكل والتراجع. فهي تعاني من مشاكل وازمات داخلية طاحنة اقلها ان الشباب اليهود يرفضون الخدمة العسكرية والتجنيد الاجباري، وانتشار بشكل مريع حالات الانتحار برغم محاولات التغطية على هذه الظواهر، وايضا تفشي الفساد بشتى انواعه حيث وفي خطاب له قبل تسعة اشهر، ذكر الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في داخل إسرائيل بان نسبة الفساد في السنوات الأولى من إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 كانت لا تتجاوز تقريبا (نصف بالمائة- 0.5 %) في المؤسسات، بينما الآن تزيد عن (الخمسون بالمائة-50 %)، وهذا مؤشر كبير على بداية الانهيار، اضافة الى ما سببته الة البطش العسكرية ضد الفلسطينيين في الحرب على غزة في اواخر عام 2008 واستعمال الفوسفور والاسلحة المحرمة والاغتيالات المنظمة للقادة والشخصيات الفلسطينية مثل اغتيال المبحوح ومن ثمة تقرير "جولدسون"، والهجوم البربري على اسطول الحرية "مرمرة" التي رعتها ونظمتها منظمة الاغاثة التركية.

لن تنقذ مثل هذه القوانين المخالفة لجميع نواميس الكون " اسرائيل" بل تعكس للشعوب الاخرى مدى العنصرية والعداء والصلف التي تميز وتدمغ شخصية الكيان اليهودي.

سبق هذا القانون قانون عزمي بشارة وقد يأتي قانون بخصوص عبد الباري عطوان او فهمي شراب بعد عدة شهور، ولا احد يستطيع ان يتنبأ بسلوك الدولة اليهودية حيث وفي هذه الاوقات بالذات وبخسارة حلفائها من الانظمة العربية وسقوط رصيد راكمته لاكثر من ثلاث عقود تعاني الدولة اليهودية من مرحلة انعدام الوزن والثقة. ولا يوجد في " اسرائيل" رأي موحد حول ما يجب فعله تجاه هذه الاحداث العظام. حيث هناك من يقول بان هذه الثورات من مصلحة اسرائيل وهناك من يقول بان اسرائيل خسرت كنز استراتيجي بخسارة رؤوس الانظمة المتهاوية حديثا، ولا يوجد رأي ثابت حيال ما يجب فعله بل الملاحظ لاي مراقب بان الدولة " اليهودية" تفاجئت بهذه الاحداث، اكتفت بدور المشاهد والمتفرج ولم يكن لها اي دور لا في صناعة الاحداث ولا حتى في توجيهها او حتى وضع مداخل للتعامل مع النتائج المعطاة في الاسابيع الماضية البسيطة. وسوف تكون "اسرائيل" بهذه السياسة دولة منعزلة ومعزولة عن محيطها الذي يتنامى ويكبر ويتعاظم يوم بعد يوم. اذن، شيئا فشيئا تسقط نظرية المؤامرة التي سلمت الانظمة بها عقود كثيرة، وعلقت عليها جميع مشاكلها وقصورها وعجزها، وكما وتتقلص وتتضائل الارداة الاسرائيلية ايضا في المنطقة وتتأكد يوم بعد يوم خرافة اسرائيل التي لا تهزم.

وفي الاخير ستتغير معادلة القوى في المنطقة لا محالة، ولكن قد تتباطئ النتائج والوصول لنصر واضح في هذه المعركة وذلك لان البيئة الحالية لم تزل لا تصلح لاستقبال نتائج النصر.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-7257.htm