السبت, 12-مارس-2011
صنعاء نيوزكاظم فنجان الحمامي -
لم تكن كيلوباترا, ولا نفرتيتي, ولا عشتار, ولا شبعاد, ولا زنوبيا, ولا الملكات الأسطوريات, اللواتي حكمن العالم في عصور فجر السلالات, يمتلكن نصف ما تمتلكه الممرضة (صفية فركاش البريعصي), والتي على الرغم من انتمائها إلى اصغر أنواع الزواحف المقززة (البريعصي), أو (أبو بريص), أو (أبو برص), استطاعت أن تخبئ في حجرتها ثروة هائلة من الذهب الخالص بحجم اكبر الديناصورات المنقرضة, أو بحجم أكبر الحيتان القطبية الزرقاء, وربما كانت سجلات (غينيس) للأرقام القياسية, على خطأ عندما أغفلت ذكر هذه الإفريقية الشرهة, التي التهمت الجزء الأكبر من عوائد النفط الليبي, حتى تفوقت في ثروتها المنظورة على إجمالي ثروات أغنى نساء العالم, والتي تقدر بأكثر من خمسة مليارات دولار, وهي ثروة تكفي لإطعام أكثر من نصف سكان كوكب الأرض سنوات وسنوات, فما بالك بثروتها غير المنظورة, وكنوزها المدفونة في قلب الصحراء الكبرى.


صفية فركاش البريعصي هي الزوجة الثانية للسفاح الليبي الأخضر القذافي, الذي قذفته الأقدار, ووضعته فوق سدة الحكم في غفلة من الزمن, ثم تعرف على بنت البريعصي, التي كانت تعمل في قسم التمريض, في المستشفى الذي هرع إليه القذافي في العام 1971 لاستئصال زائدته الدودية, فكان المصران الأعور صلة الوصل بينهما, فتزوج بها في العام نفسه, وأنجبت له نصف دستة من الأولاد المشاكسين جدا, وبنت واحدة جدا, ثم قررت (صفية الليبية) مغادرة مضارب القذافي وخيامه, فاختارت التحليق في الفضاءات الإفريقية الرحبة, واستثمرت أموالها كلها في شركة خاصة للطيران, أطلقت عليها (طيران البراق), احتكرت رحلات الحج والعمرة, واتخذت من مطار (معيتيقة) مقرا لها بترخيص من زوجها القائد الفذ الملهم المبدع الزعيم الأوحد المستهتر, بطل أبطال النينجا, وملك ملوك إفريقيا, ومكتشف غازات الفلسفة الخضراء.


تكتنز بنت البريعصي أكثر من عشرين طنا من سبائك الذهب, وربما لديها أطنان من المجوهرات والأحجار الكريمة, عدا الأموال المخبئة في البنوك العالمية, ومن المرجح أن تزيد ثروتها اليوم على ثلاثين مليار دولار.

لعبت صفية الليبية دورا خطيرا, وكانت طرفا في فساد السلطة من خلال تدخلها المباشر, أو من خلال تدخلها من خلال أبنائها وبنتها الوحيدة جدا, فباتت هي الحاكم الفعلي, وصار من حقنا ان نغير مفهوم المثل القائل: (وراء كل عظيم امرأة), إلى (وراء كل حاكم عربي معتوه امرأة متسلطة).


في تونس كانت السلطة بيد الكوافيرة حاكمة قرطاج (ليلى الطرابلسي), وفي طرابلس كانت السلطة بيد (صفية فركاش البريعصي), وفي مصر تفركشت السلطة على يد (سوزان) وأولادها وبنتها الوحيدة جدا, ويتكرر المشهد في بلدان عربية أخرى, فتتسلط النساء على قادتنا الأشاوس, ويتحكمن بمصائرنا. ومن نافلة القول نذكر أن (ليلى التونسية), سيدة قرطاج كادت أن تضرب زين الهاربين بن علي بالكرباج, عندما رفض صعود الطائرة, التي أقلتهم إلى السعودية, فنهرته وشتمته, وقالت له بالحرف الواحد : (أركب يا أبله, أركب يا مغفل, متعطلنيش), فهل كانت (صفية فركاش) هي التي فركشت القذافي, وقذفته خارج القصر, وأمرته بالعيش في الخيام, والاعتكاف في بيوت الشعر ؟؟, أم أن القذافي نفسه هو الذي فضل العيش خارج بيته هربا من الزواحف المنزلية ؟؟. أنا شخصيا لا أعرف الجواب, لكنني متأكد أنه سيهرب عن طريق البحر, بسفينة معطوبة بلا أشرعة يقودها ابنه القرصان المتهور (هنيبعل), وربما يلوذ بسفينته في المستنقع العربي الموحد, الذي حفرته السعودية في الحجاز, وخصصته للرؤساء العرب المخلوعين, والزعماء الفارين من غضب شعوبهم المتحررة. .

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 05:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-7295.htm