صنعاء نيوز/ الكاتبة زينب خليل عودة - يوم الخامس عشر من آذار 2011 كان يعنى الكثير لأبناء الشعب الفلسطيني الشرفاء الأحرار الوطنين لما يمثله هذا اليوم من بارقة أمل وخطوة هامة في الاتجاه الصحيح والهدف النبيل الذي يطمح له كل فلسطيني للتخلص من قيود الانقسام البغيض وحالة الضياع التي ألمت بشعبنا وقضيته العادلة.توجهت مع بعض زملائي للمشاركة في هذا اليوم في ساحة الجندي المجهول بوسط مدينة غزة، خرجت لأن كل يوم فيه انقسام هو قتل لكل فلسطيني بسلاحه هو،، وأسعدنى أن أرى جموعا لم تقتصر على شابات وشبان بل نساء وأطفالا وشيوخا ومن كل الفئات والمؤسسات العامة والخاصة وغيرها، خرجت كلها لتلبى نداء الوحدة والوطن والتحرر من الاحتلال الصهيوني، وكان فعلا منظرا تقشعر منه أبدان كل غيور محب لفلسطين العظيمة ... وكانت هنا جموعا والتقت مع جموعا أخرى من هنا وهناك ،، نعم كان مشهدا لطالما تشوقنا لرؤيته ، ولكن ما أحزنني رؤية فعلا بعض رايات حزبية ، ومنهم من قسم الراية قسمين ليضع نصفها علم فلسطين والنصف الأخر علم حزبه .. على من يضحك ونحن في القرن الواحد والعشرين،، فعلا كان ذلك مستفزا لمشاعر المشاركين وتعبت حناجرهم وتغيرت شعاراتهم وهم يرددون ( الشعب يريد علم فلسطين ) بدلا من ( الشعب يريد إنهاء الانقسام ) يا الهي صار مطلبا أن نرفع علم فلسطين .. نطلب من بعضنا البعض رفع علم فلسطين ... صراحة كانت لحظات جارحة لي هزتني اشعرتنى بالقهر والسخرية من هذا المشهد اشعري كم صغر عقلية وحجم هذا الحزب أيا كان يكون ،، نعم اختلفنا على علم وأي علم إنه علم فلسطين ؟ وعلى ماذا نتفق؟؟ ..أشعرني هذا المشهد بمدى الجرح الذي جعل الفصائلية والحزبية تريد أن تتسلق على الخامس عشر من آذار(مارس) .. فصائلية اعتبرت نفسها ومازالت أهم من فلسطين وأكبر منها،، شعرت بالضياع والحزن داخل نفسي أن يصل بنا هذا الحال إلى ماهو عليه ،، خفت أكثر وأكثر على شعبنا ووطننا أو ماتبقى من فلسطين ،، ورغم ذلك إن الخروج بحد ذاته انتصار يسجله التاريخ ولو بسيط انتصارا على النفوس الضعيفة والمريضة والجبانة والخائفة التي تعيش مراحل معينة في ظل غرابة الوضع الفلسطيني بشكل عام .وأنا أتجول في ساحة الجندي وبين المشاركين، عتبت على أن الحدث كان يحتاج قيادة أكثر وتنظيما أكثر في كل الجنبات والاتجاهات حيث وجدت فرقا هنا وأخرى هنالك ومساحة كبيرة تفصل بينهما ، بكل الأحوال مجرد التعبير والتجمع وأن يكون أبناء شعبنا إلى حد ما بين بعضهم البعض بات إنجاز وتغييرا قد ينبأ بما هو قادم ،، الرسالة كانت واضحة والهدف فلسطيني وطني والترجمة على أرض الواقع احتاجت إلى وقفة من الجميع، وقفة من كل الفصائل والأحزاب وقفة مسئولة مخلصة أمينة على هذا الشعب وعلى فلسطين ، تدفعها إرادة وجرأة على الحق وصدق نوايا فعلا تضع نصب أعينها أن فلسطين أكبر وأن كل التفاصيل صغيرها وكبيرها ليست أهم من فلسطين وتحريرها ،، الآن فعلا نحتاج أن نحرر أنفسنا من قيود الفصائلية والتبعية وكل صغائر الأمور،، فلسطين بات فيها المشهد تصاعد هذا الفصيل كما مشهد شيعة وسنه ومن هم شمال وجنوب ونماذج ومصطلحات أخرى باتت تتعمق في كل بلد عربي .. يا فصائلنا هل تتحرروا أم لم يأت الوقت بعد؟؟.. كفانا فصائلية مقيتة وكفا خداعا ونفاقاً وتشكيكاً في بعضنا البعض وكفانا رفض لبعضنا البعض وكفانا إما مع وأما ضد .. وبالمختصر المفيد علينا احترام أنفسنا وشعبنا وقضيتنا وتاريخنا ،، وليتهم يتحرروا.... |