صنعاء نيوز - 
أثارت إعلانات الانضمام إلى الثورة الشبابية التي دشنها الاثنين الماضي اللواء علي محسن الأحمر استياءً بالغاً لدى الحراك الانفصالي، الذي أعدها "إنقلاباً على الثورة"،

الأربعاء, 23-مارس-2011
صنعاء نيوز -

واتخذ على أثرها قراراً بالانشقاق عن ساحة التغيير بصنعاء، في نفس الوقت الذي شنّ هجوماً شديداً على ساحة التغيير، ودعا القيادات الجنوبية العاملة مع النظام إلى الانسحاب إلى الجنوب.

عدد من شباب الضالع ولحج المنسحبين من ساحة التغيير أخبروا صباح اليوم الاربعاء أنهم تلقوا توجيهات من قياداتهم في الحراك بمغادرة ساحة الاعتصام والعودة إلى محافظاتهم، مؤكدين أن مئات الشباب "الجنوبيين" بدأوا منذ صباح أمس الثلاثاء بمغادرة ساحة الاعتصام وأن البقية سيستكملون انسحابهم اليوم، مرجعين سبب ذلك إلى إعلانات الانضمام من قبل القيادات العسكرية "الفاسدة" والوجاهات القبلية الذين "استولوا على الثورة"- على حد تعبيرهم!

وأشاروا إلى أن محافظتي لحج والضالع شاركت طوال الشهرين الماضيين بـ(150) شخصاً من كل مديرية من مديرياتها، وأن أعدادهم كانت في تزايد بصورة طوعية، معربين عن أملهم في استئناف الاعتصام في محافظاتهم حتى رحيل النظام.

من جهته، وصف القيادي في الحراك ناصر الخبجي إعلانات الانضمام المذكورة بأنها "أشبه ما تكون بعملية انقلاب على الثورة"، محذراً الشباب من المنضمين الجدد- مدنيين وعسكريين- مشككاً بأن ما يقومون به "من غير المستبعد يكون تمثيلية لعب ادوار ليس أكثر"، وقال: أنهم يمثلون "تيار جهوي وسياسي من لون واحد أو متقارب إلى حد بعيد، وهي قوى لديها إمكانيات بشرية ومادية وسياسية تمكنها من السيطرة على الأوضاع وتصبح ثورة الشباب كما يقول المثل (ديمة قلبنا بابها)".

ونقلت "عدن الغد" على لسان الخبجي أستيائه، حيث قال "لم نسمع من أبناء الشمال إلا مجموعة أصوات تقر بحق شعبنا وتدين تلك الجرائم التي ارتكبت ضده"!

وقال في سياق انتقاده للثورة: "كنا نأمل من هذه الثورة أن تقر بما تعرض له شعب الجنوب من قهر وإذلال واحتلال بالقوة العسكرية خلال 17 عاماً، وبحق هذا الشعب في تقرير مصيره واستعادة دولته، وتقر بالحراك السلمي الجنوبي الممثل الشرعي لشعب الجنوب".

وأضاف معلقاً على الانضمامات الجديدة قائلاً: "الانضمامات الجديدة التي حدثت مع أنها أذهلت البعض واعتقدوا أنها هزت السلطات الحاكمة, فإننا نرى فيها أشبه ما يكون بالانقلاب على ثورة شباب ساحة التغيير في صنعاء, وساحة الحرية في تعز وبقية الساحات, ولهذا ندعو قوى ثورة الشباب إلى التنبه لهذا الأمر, فمعظم القوى التي أعلنت انضمامها إلى الثورة مدنية أو عسكرية تمثل تيار جهوي وسياسي من لون واحد أو متقارب إلى حد بعيد. وهي قوى لديها إمكانيات بشرية ومادية وسياسية تمكنها من السيطرة على الأوضاع وتصبح ثورة الشباب كما يقول المثل (ديمة قلبنا بابها) ومن غير المستبعد تكون تمثيلية لعب ادوار ليس أكثر".

وقال في إطار استيائه: "أن الصورة ما زالت ضبابية ومن الصعب الحكم عليها ونحن نراقب الوضع عن كثب لما يحصل في صنعاء, وسوف تكون مواقفنا مبنية على الوقائع المادية وليس التكهنات, ومن هذه الوقائع هناك من أعلن اليوم انضمامه إلى ثورة شباب ساحة التغيير, ولكنه لم يغير تعامله تجاه مناضلي شعب الجنوب, وعلى سبيل المثال قائد المنطقة العسكرية الشرقية أعلن تأييده للثورة, ولكنه لم يفرج عن معتقلي شعبنا في حضرموت والمهرة, وكذا قائد اللواء 135 مدرع في الضالع التابع للفرقة الأولى مدرع التي أعلن قائدها الأمر ذاته".

وأضاف أيضاً: "ولم نجد حتى في ساحة التغيير من ينادي بإطلاق سراح المعتقلين الجنوبيين البالغ عددهم أكثر من (1465) معتقل, وفي مقدمتهم المناضل الكبير حسن باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي , وهذا يبين أن التعامل مع شعب الجنوب لم يتغير".

وأكد بأن: "هناك قوى سياسية في صنعاء في فترة ثورة الشباب مع الأسف تكرس مفهوم خاطئ, وهو انه برفع مواطني شعب الجنوب شعار إسقاط النظام, وانه بإسقاط النظام الحاكم تكون القضية الجنوبية قد حلت, والحقيقة عكس ذلك تماما, فالقضية الجنوبية ليس التعبير عنها برفع شعار أو ثمنها سقوط حاكم بعينه.

وتابع: "كما يتوهم البعض, إنها قضية شعب ودولة وارض وثروات وهوية وتاريخ وتحرير واستقلال, ولهذا شعب الجنوب دفع من اجل قضيته ثمن غال جدا من دماء الشهداء , خلال السنوات الماضية, ومع تقديرنا لكل قطرة دم سالت ورح زهقت في الشمال وفترة نضال استمرت قرابة الشهران, فإن التضحيات التي قدمها شعب الجنوب تفوق هذه التضحيات عشرات المرات دماء وأرواحا وعذابات وفترة زمنية.. ومع ذلك نحن نؤمن بان حل أي قضية سياسية يكون بالحوار وليس بالتجاهل وتكريس المفاهيم الخاطئة واستخدام القوة".

ودعا ناصر الخبجي "قيادات ومناضلي شعبنا في الداخل والخارج, إلى التوحد ونبذ الخلافات الجانبية والترفع عن الصغائر".. كما دعا "القيادات الجنوبية التي كانت تعمل مع سلطات صنعاء إلى المبادرة لمراجعة حساباتها سريعا والانضمام إلى شعبها قبل فوات الأوان"!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:47 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-7506.htm