صنعاء نيوز -
علوي حسين الهياشي.. المكنَّى بـ"أبو حمزة"، والمنحدر من مديرية الطفة بمحافظة البيضاء (شرقي اليمن)، أستخدم الدين قناع وستار فقدَّم نفسه بهيئة "رجل الخير"، مستغلاً تعاطف فاعلي الخير ورجال الأعمال تجاه الفقراء والأيتام والأرامل فجمع ملايين الدولارات باسماءهم، وتطور نشاطه إلى ان انخرط في الإرهاب والاتجار بالنساء والدعارة، وادعاءه امتلاك شركة طيران، بما في ذلك تزوير وثائق باسم القنصلية اليمنية في دولة الإمارات التي يقيم فيها حالياً، والعديد من عمليات النصب الأخرى التي يمكنكم تصفحها عبر محرك البحث "قوقل" ومشاهدتها على موقع التواصل "يوتيوب"، فضلاً عن قضايا دعارة أخرى وجرائم نصب مماثلة، سنفرد لها مساحة في الحلقة القادمة، مرفقاً بذلك صور ومقاطع فيديو تثبت صحتها.
وأمَّا تفاصيل الحكاية فنرويها، وفقا للوثائق التي حصلنا عليها وتسلسلا من اقدمها وحتى الأحدث، والبداية كانت منذ جمعه أموال من متبرعين وفاعلين خير وإقامته حفلي زفاف جماعيان الأول في يوليو 2009م، والثاني في ابريل 2013م، بالإضافة إلى استغلال تعاطف المتبرعين تجاه الأيتام والأرامل، ليقدم لهم كشوفات بمئات الحالات، وتم اعتماد مبالغ مالية شهرية لها، أتضح لاحقاً بأن 95 في المائة من قوامها هي أسماء وهمية تذهب إلى حسابه الشخصي.
إلى ذلك، استخرج مساعدات ومعونات نقدية وعينية لمشاريع خدمية بمديرية الطفة، بينها مولدات كهربائية قدمتها احدى المنظمات الإماراتية، وقام بإرسالها -آنذاك- إلى اليمن، ولكونها منحة أعفتها مصلحة الجمارك من الرسوم الجمركية بتعاون وزير الإعلام اليمني السابق علي العمراني، والأخير سعى إلى توفير مشاريع لمنطقته من شأنها تعزيز مكانته بين أبناءها الذين يمثّلهم في البرلمان اليمني، ليفاجئ الجميع بأنهم وقعوا ضحية "النصب"، واستثمار "الهياشي" تلك المولدات لصالحه الشخصي.
الهياشي والإرهاب ومنعه من السفر
بعد ذلك بدأت ملايين الدولارات تتدفق إلى أرصدة وحسابات بنكية باسمه، -مجهولة المصدر- ما دفع الأجهزة الأمنية في اليمن إلى متابعة ذلك والتحري عنه، عبر البنوك والأصدقاء المقرَّبين منه، ليتبيَّن تمويله لعدد من عناصر التنطيم بينهم "عبدالقادر احمد عمر بامخرمة، سليم محمد صالح الخولاني، وعلي محمد المزاحم"، وجميعهم متهمون بالإرهاب وقضايا اغتيالات ضباط في الأمن السياسي اليمني وجرائم قتل عمد، فضلا عن فتح حساب مشترك بالعملتين الدولار والريال اليمني، "باسمه وبامخرمه" وتم صرف عدد من الشيكات.
أدلة الإثبات التي جمعتها الأجهزة الأمنية، والتي حصلنا على نسخة منها- تضمَّنت مستندات بنكية كشفت عن عمليات سحب مبالغ مالية كبيرة بلغت خلال شهر واحد فقط قرابة (63.5) مليون دولار أمريكي، منها مبلغ (14) ملايين دولار في يوم واحد بتاريخ 5 يناير 2011م، بالإضافة إلى مبلغ (49.5) مليون دولار عبارة عن تحويلات يدوية خلال النصف الثاني من ذات الشهر. فضلا عن تلقيه في وقت لاحق تمويل خارجي بمبلغ (10) ملايين دولار.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الوثائق امتلاكه عقارات - بدون أي نشاط تجاري-، بينها، فلل ومباني في صنعاء وإب والبيضاء، بالإضافة إلى مزرعة ومسبحا ومباني أخرى
بداخل المزرعة التي تتراوح مساحتها بما يقارب (362880) مترا مربعا، في منطقة الحسينية بمحافظة الحديدة، والمعروفة باسم مزرعة الآنسي.
الأجهزة الأمنية وبعد أن جمعت كل تلك الأدلة، قدَّمتها إلى النيابة الجزائية المتخصصة، وبدورها فتحت ملف قضية باسمه وبرقم (135) لسنة 2018م، ووجهت خطاباً إلى رئيس استئناف محافظة الحديدة، بتاريخ 16 مايو 2018م، طالبت بإيقاع الحجر التحفظي على جميع أمواله من ضمنها مزرعة الحسينية.
وفي 16 يوليو 2018م، وجه وكيل النيابة المتخصصة، خطاباً إلى رئيس النيابة، أكد انه متهم بالإرهاب، وفار من وجه العدالة، وطالب بسرعة مخاطبة وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن وسرعة التعميم عليه في جميع المنافذ، وإدراجه في القائمة السوداء، ومنعه من السفر.
تزوير رسائل حكومية
ولعل تَمكنّه من الفرار إلى خارج البلاد، وبقاءه حراً طليق -حتى اللحظة- شجَّعه على توجيه ضربة ثانية في مفصل الدولة نفسها، متحدياً كل القوانين، حيث قام بتزوير خطاب باسم القنصلية العامة للجمهورية اليمنية بدبي والإمارات الشمالية، بحسب خطاب لها حصلنا على نسخة منه، وجهته إلى من يهمه الأمر، بتاريخ 17 اكتوبر 2019م، ورقم (1 / 15 / 1470 ق)، أكد تزوير "الهياشي" رسالة باسمها بتاريخ 22 سبتمبر 2019م، وبرقم (ج/ 4831)، موجهه إلى أحد القضاة في اليمن، والتي لا تحمل توقيع السفير محمد القطيش (القنصل العام) أو أي من الموظفين، كما أنها لا تحمل ختم القنصلية، مؤكدة انها "تعتبر من الوثائق المزورة وما بُني عليها فهو باطل".
وفي تاريخ 28 أكتوبر 2019م، وجهت القنصلية نفسها، خطاباً حمل رقم (4 / 10 / 1543 ق)، إلى الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بدبي، أفاد بان المدعو "الهياشي" أحضر إليهم إفادة موجهة إلى قاضي في اليمن "وطلب اعتمادها والتوقيع عليها، إلا انهم رفضوا ذلك وتفاجئوا قيامه بإرسالها دون التوقيع عليها أو ختمها، مؤكدين أنها بهكذا حال تعد مزورة"، راجية اتخاذ إجراءاتها القانونية اللازمة.
وعززت القنصلية بخطاب ثان موجه إلى وزارة الخارجية والتعاون الدولي- مكتب دبي، برقم (4 / 1 / 1566 ق)، وتاريخ 29 أكتوبر 2019م، أرفقت بمعيته نسخة من خطاب حمل رقم (4 / 10 / 1565 ق) موجه للنيابة العامة بدبي، بشأن ذات الرسالة المزورة، راجية التوجيه وإحالتها إلى وجهتها.
الاتجار بالنساء والدعارة
محركات البحث هي الأخرى وثَّقت الكثير من جرائم نصب "الهياشي"، حيث ظهرت على موقع يوتيوب امرأة ثلاثينية تُدعى “أم صدام”،- تنحدر من عائلة سعودية-، تعرَّف عليها أثناء أحد عروضه بامتلاك عقارات وأبراج في دبي- وأفادت: “أنها تمتلك مبالغ مالية كبيرة وعقارات، وقد تعرَّفت على “أبو حمزة” وأقنعها انه رجل أرمل، ويرغب بالزواج منها، فوافقت، ولاحقا أقنعها بأن تكتب أموالها وممتلكاتها باسمه، واستثمارها ضمن أمواله وعقاراته، فوافقت على ذلك وقالت لنفسها أنه لن يطمع بها أو تطمع به لكون كل منهما لديه أموال وعقارات، حتَّى تفاجأت ذات يوم حين عثرت في خزانته على عدة عقود زواج بأسماء نساء، ووثائق وأصول تتعلق بعمليات إرهابية، وعند
مكاشفته بذلك هددها بالقتل، قبل أن يطلقها ويختفي نهائياً، محذرة في ذات المقطع منه، والتعامل معه”، وهي ذات تفاصيل قصة مطابقة ظهرت بها امرأة أخرى بمقطع فيديو آخر قالت إنها طليقته وتدعى “أم شادي”، وجنسيتها سورية.
مصادر أخرى كشفت بأن عقود الزواج التي عُثر عليها بخزانته، يعود بعضها لنساء من أُسر يمنية فقيرة، كان قد قام بالزواج بهن، هو وصديقين له يدعيان "زايد الظفري، وفيصل أبو حليقة"، وتم إدخالهن إلى دولة الإمارات ومن ثم تطليقهن ليزوجهن بأصدقاء له، بعملية اتجار بالبشر، تُعاقب عليها القوانين الدولية.
كما كشفت المصادر ومقاطع الفيديو التي تم الحصول عليها، عن إقامة "الهياشي"، خلال الأعوام السابقة، حفلات صاخبة وليال ماجنة مع فتيات في سوريا والأردن، فيما يقمها حالياً في لبنان والإمارات، فضلا عن تخصيصه شقتين بأحد المباني التابعة له في إمارة عجمان لممارسة الدعارة هو وأصدقائه، وتحت إشراف صديقه "الظفري" المكنَّى بـ"أبو خليفة"، والذي أطلق عليه أبناء بلاده المقيمين في دولة الإمارات "قواد النصَّاب".
كيف يصطاد فرائسه من المستثمرين؟
يستخدم "الهياشي" الطرق الاستعراضية، للإيقاع بـ"فرائسه"، فمثلا حين يقوم بزيارة شخصيات من رجال الأعمال لإقناعهم يتحرك بواسطة مركبتي نقل من أحدث الموديلات، الأولى من نوع "بنتلي"، وتعود ملكيتها إليه، بينما الأخرى ونوعها "رز رايز" يتم استئجارها عبر مكاتب تأجير السيارات، ويصطحب برفقته شقيقه "علي الهياشي"، وصهره زوج شقيقته ويدعى "أبو شهد"، وصديقه "زايد الظفري"، ورابع يدعى "أبو رائد"، وجميعهم من أبناء منطقته، مهمتهم تقديم "الهياشي" على أساس أنه رجل أعمال من العيار الثقيل، وفتح نقاشات معه أمامهم عن مشاريع وعقارات وهمية، الغرض منها الإقناع بالضحية.
ومن بين آخر ضحايا "الهياشي"، المستثمر "محمد العرشي"، مالك سلسلة مطاعم في إمارة دبي، الذي دخل معه بشراكة انتهت بالتزوير عليه والزج بنجله في السجن، بالإضافة إلى إيقاعه بضحية ثان وهو مستثمر سعودي يدعى "عبدالعزيز بن عامر بن علي الغامدي".
وتحت تأثير شهوة المال لم ينجُ منه حتى شقيقه "فضل"
حين زوَّر عليه شيك أدَّى إلى الزج به في السجن، ما استدعى تدخل بقية أشقاءه وأقاربه باستثناء شقيقهم "علي" الذي أصبح يُطلق عليه "النصَّاب الصغير"، ومارسوا ضغوطا جمَّة ضد شقيقهم "علوي"، إلا ان تأثير نزوة المال أبقته على صلفه، بينما بقي الضحية قرابة 4 أشهر في السجن حتى نجحت ضغوطهم وتم إطلاق سراحه.
ومؤخرا، أدّعى امتلاكه شركة طيران خاصة به ومنافسة لشركة طيران اليمنية، وأنه بحاجة إلى شركاء في الشركة، وللإيقاع بضحاياه ظهر بمقطع فيديو وهو يقود طائرة وقدَّم نفسه من خلال ذلك على انه كابتن طيار، وقام بنشر الفيديو في عدد من حسابات أصدقاءه على موقع التواصل "فيسبوك" بينها حساب صديقه "زايد الظفري".
في الوقت نفسه كشفت مصادر مطَّلعة وأخرى متخصصة، أن الطائرة التي ظهر وهو يقودها ليست حقيقية، وإنما "مشبهة"، ويطلق عليها في تعليم الطيران "محاكة"، ويوجد من ذلك النموذج في "دبي مول" بإمارة دبي، مشيرةً إلى انه يتم استئجار الساعة بـ"200" درهم إماراتي.
جدير بالذكر ان جميع ما أُسلف ذكره موثقا بالأدلة والوثائق، ونحتفظ بنسخة من المرفقات، وفي الحلقات القادمة سوف ننشر فضائح جديدة مرفقة بالصور ومقاطع الفيديو. ولمزيد من الاطلاع على فضائحه يمكنكم البحث على محرك البحث "قوقل" باسم "علوي حسين الهياشي" وكذلك في موقع "يوتيوب". |