صنعاء نيوز - أفكار بسيطة يصحبها تخطيط يمكن الايدي العاطلة المتميزة بالوفرة وباستخدام رأسمال بسيط يتميز بالندرة من انجاز شيء

الثلاثاء, 29-مارس-2011
صنعاء نيوز -
.. مشاريع بالغة الصغر لكنها تسعى لفتح أبواب مغلقة أمام الشباب للعمل بمختلف فئاتهم .. ببساطة هم كائنات تفكر وتبحث عن أمل تمتطيه كي تعيش بعيداً عن حالة الفقر.. هؤلاء تمكنوا من الاستعانة بمصادر قريبة ومتاحة توفر لمن يبحث عن عيش كريم مكونات مشروع صغير ينمي دخله ويساهم في تحسين وضعه المعيشي وهذه المشاريع نجدها تمارس في كثير من المنازل من خلال استفادة الأسر من تقديم القروض الميسرة لتمويل مشاريع صغيرة تؤمن دخلا معقولا لمن يقوم بها .. كما وجدت هذه المشاريع الصغيرة لاتاحة الفرص بالدرجة الاولى أمام الشباب الخريجين من الجامعات والمدارس الفنية على ارتياد مجالات العمل الحر من خلال تملكهم للمشاريع الصغيرة بدلا من البحث عن وظيفة ،، وهنا سنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول «والذي نفسي بيده لإن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلاً فيسأله اعطاه او منعه)..!!
حين استمعنا إلى آراء طلاب الكليات حول المشاريع الصغيرة وإن كان بإمكانهم التفيكر بإقامة مشروع صغير بعد التخرج إن لم يتمكنوا من الحصول على عمل في أي جهة حكومية او قطاع خاص أجاب بعض الطلاب انه يمكنهم إقامة مشروع صغير اذا وجدوا الدعم أو القروض من الجمعيات الداعمة لمثل هذه المشاريع وعلى حسب ونوعية المشروع سيحدد إن كان هؤلاء الشباب يظهرون أسماءهم أو أنهم يعملون في الخفاء بأسماء مستعارة.. وكان اغلب الشباب يرفضون هذه الفكرة معللين رفضهم في عدم تقبلهم لفكرة أن يكون الطالب جامعياً وخريجاً من إحدى الكليات ويحصل على تخصص معين وبعدها يقوم بطمس حلمه وحلم أفراد أسرته بإقامة مشروع صغير كأن يفتح بوفية أو مخبزاً أو حتى إقامة شركة مصغرة للنظافة وبين هذه الآراء نقوم بعرض بعض من المشاريع والافكار التي يقوم بها الشباب للقضاء على البطالة التي يعانون منها ويخففون بهذه الافكار الاعباء الملقاة على عاتق أسرهم.
طاهر على قائد لم يقف مكتوف الايدي أمام سوء أوضاعه المعيشية فقد كانت قطع الحلوى المحشوة باللوز طريقة إلى حياة كريمة تضمن له ولأبنائه دخلا جيداً أو على الدوام ظل تفكيره منشغلاً في كيفية نقلهم إلى مستوى افضل، فالأشياء التي حرم منها يحب ان تتوفر لابنائه .. وهذه كانت فلسفته التي صارع الظروف من أجلها من داخل محله الصغير الذي استوعبه ولم يتسع لطموحه فيما بعد. فقد بدأ يبحث عن قرض واخيراً حصل علية من برنامج صفاء للقروض وهذا القرض عزز عند (طاهر) فكرة التوسع في الدكان والعمل فلم يتجاوز فترة السداد المحددة لينال بعدها القرض الثاني والثالث إلى أن وصل إلى السادس وأتته القروض متتالية نتيجة التزامه ووفائه بالسداد لذلك لم يتأخر برنامج القروض عن منحه قرض (002 ألف ريال) .. يقول طاهر : لقد توسعت دائرة عملي لتصل الى بعض المحافظات واصبحت أوزع لأ كثر محلات الحلويات في أمانه العاصمة .. نجاح طاهر يعكس مدى الارادة التي تملأه فمن رأس مال مقداره (05 ألف ريال) الى مليوني ريال مع تحقيق صافي ربح شهري مقدار (07 ألف) ريال.
وها هم مجموعة من الشباب يتراوح عددهم ما بين 20-30 شابا قاموا بتأسيس شركة صغيرة وهي "بيرسونال سيكورتي" للخدمات الأمنية أهدافها الرئيسية المساهمة في إنشاء خدمة متميزة تواكب التطورات والمستجدات الحادثة في اليمن والحد من نسبة البطالة بين الشباب، وهؤلاء الشباب أغلبهم خريجو جامعات، شركتهم تعمل على تلبية المتطلبات والاحتياجات من قبل العملاء والمحافظة على ممتلكات العملاء، هؤلاء الشباب استغلوا أفكارهم البسيطة في تأسيس هذه الشركة وبمجرد دراسة دقيقة وتفكير موضوعي استطاعوا أن يضعوا الركائز ويباشروا العمل.
هدى عبدالسلام ومجموعة من زملائها فكروا في عمل مشروع بسيط وذلك بتوفير سيارة خاصة صغيرة الحجم إلى جانب مكتب تتوفر فيه خطوط تلفون وكروت توزع للمنازل وذلك لتقديم خدمة الشراء للمنازل وأخذ الأجر على ذلك المشروع، كانت بدايته شارع حدة حيث أن السكان هناك يرغبون في أن يجدوا أشخاصا لتقديم خدمة الشراء إلى منازلهم ففي الصباح الباكر تتوجه هدى للمكتب لاستقبال الاتصالات وتسجيل الطلبات وعنوان المنزل وتعطيها لزملائها وهم بدورهم يشترون الطلب ويوصلونه للعنوان وأخذ الأجر على ذلك والجدير بالذكر أن هؤلاء الشباب خريجو كلية التجارة.
أما سعاد التي لم تتمكن من الحصول على وظيفة قامت بالتعامل مع مجموعة من أصحاب محلات العباءات وأخذت منهم مجموعة لا بأس بها من العباءات وقامت بتطريزها وإرسالها للتجار لبيعها بسعر مرتفع وتحصل بعد كل تطريز على 500-600 ريال وهكذا، وهي اليوم تشرف على مجموعة من الفتيات اللاتي أعجبتهن الفكرة واتخذت إحدى حجرات منزلها كمقر لعملها ولم يقتصر الأمر على العباءات فقط بل توسع مشروعها الصغير إلى تطريز العباءات والحجابات وكذا الملابس النسائية المطرزة والدراعات، وهكذا أصبح ربحها أفضل ومكنتها دقة عملها من التعامل مع عدة محلات في شارع جمال وهايل والزمر وباب السلام.
تجارة صغيرة
وهناك فرص لعدد من المشاريع الاستثمارية للصناعات الصغيرة ضمن القوائم الإرشادية منها إنتاج المسامير وإنتاج قطع غيار السيارات وتجميع الحراثات وإنتاج مستلزمات مكتبية وإنتاج السكاكين وصناعة الأثاث المعدني وصناعة الخزانات وتجميع الغسالات وتجميع مكائن ومعدات ورش النجارة إنتاج قوالب ومصانع البلوك وصناعة الكراسي المدرسية وصناعة دواليب المطابخ مصناعة الأوراق الصحية (مناديل، حفاظات أطفال) وإنتاج ظروف الرسائل وإنتاج العاب الأطفال وإنتاج الأقلام السائلة وتعبئة الطلاء وإنتاج قوالب مصانع البلوك وتجميع زيوت السيارات المستخدمة وصناعة البلاط وصهر وإنتاج قطع حديدية وقطع غيار السيارات البسيطة.
خطط التدريب
فيما يفيد مختصون بوزارة الصناعة بأن المشاريع والصناعات الصغيرة في اليمن انتشارها في الأرياف أكثر من المدن وهي تتمثل في الصناعات الصغيرة التي تديرها المرأة اليمنية في الريف وتمثل بعض الصناعات الصغيرة غير الملموسة وتأتي بالدرجة الثانية الصناعات الصغيرة في المدن تتمثل في معامل الحلويات والمخابز وورش النجارة ولا يزيد عدد عمالها عن خمسة أشخاص.. هذه المشاريع تحل معضلة الاقتصاد الوطني في البلاد وتعتبر الحل الأمثل للخروج من المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد اليمني ولا يمكن القيام بمثل هذه الصناعات إلا بتحرك المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني لدعم الشباب فيما وضع المختصون بوزارة الصناعة مقترحات لإقامة مشاريع صغيرة تساعد الشباب العاطلين على العمل بمشاريع جديدة في تخصيص أراض زراعية في حضرموت والمهرة وأبين والحديدة ومارب والجوف وتخطيطها تخطيطاً حديثاً لتربية الحيوانات وتسمينها وأخرى صناعية وسياحية .. وتوفير البنية الأساسية من كهرباء ومياه وطرقات وتلفون ثم تجميع الشباب وفرزهم كل حسب الحالة الاجتماعية والتخصص وإعطاء كل شاب المشروع المناسب بدعم محدود والباقي يتم تمويله من صندوق التنمية والبنوك والمؤسسات المالية العالمية ويتم استرداده بعد فترة آجلة محسوبة وعلينا أن نستفيد من تجارب الآخرين على أن تكون المشاريع تكاملية في مجتمع عمراني حديث .. كذلك يمكن تبني مشاريع حاضنات للشباب العاطلين عن العمل تقوم هذه الحاضنات بالرعاية والاهتمام بكل الشباب المتعلم ولا يمكن نجاح مثل هذه المشاريع إلا بتعاون كافة القطاعات سواء كانت حكومية أو رجال أعمال أو جمعيات المجتمع المدني.
نماذج ناجحة
هناك أشخاص من المجتمع تجار بدأوا مشوار حياتهم العملية بمشروع صغير .. فمن خلال الاطلاع عن قرب على القطاع الصناعي الاستثماري فإن هناك تجارب ناجحة لرؤوس الأموال اليمنية التي بدأت صغيرة ثم أصبحت تغطي جزءاً من الطلب المحلي بل تصدر إلى الخارج .. نتيجة حتمية للاجتهاد والمثابرة وهم على سبيل المثال .. مجموعة شركات العالمية للسفريات والسياحة وشركة هرتز، مصنع الجرانيت علي ناصر الموقع محافظة الحديدة والذي يعتبرالآن من المصانع الرائدة وتستخدم فيه مواد محلية 100% فقد استطاع صاحب المشروع تحويل الفكرة إلى حقيقة بالرغم من المعوقات وبجودة عالية والتصدير للخارج، مصنع الأدوية للدكتور إحسان الربحي الذي بدأ الفكرة بمصنع صغير وأصبح الآن يصدر إلى الخارج بجودة عالية.. محفوظ شماخ الذي بدأ بتجميع الجلود للتصدير ثم أقام مدبغة والآن يصدر إلى أنحاء العالم، العودي كان موظفاً ثم عمل مشروعاً معدنياً بسيطاً تطور لإنتاج التناوير وأصبح إنتاجه ذا جودة، وأولاد الصغير للكهرباء وغيرهم كثر بدأوا صغاراً والآن أصبحوا أصحاب رؤوس أموال ورجال أعمال بارزين.
أساليب النجاح
وأخيراً تحدث إلينا الدكتور طه أحمد الفسيل، أستاذ اقتصاد جامعة صنعاء، قائلاً:
- اليمن تعاني من مشكلة الفقر كغيرها من البلدان ومشكلة الفقر تتمثل في عدم توفر وظيفة وإذا تمكنا من توفير وظائف للشباب فإننا سوف نعمل على الحد من الفقر .. فاليد العليا أفضل من اليد السفلى كما أن الشباب تواجههم مشكلتان هامتان أولاً التوظيف في القطاع العام والحكومي والجهاز الإداري، هذا الأمر أصبح محدوداً من الوقت الحالي، والمشكلة التالية البحث عن وظيفة في القطاع الخاص، وهذا محدود أيضاً نتيجة انخفاض معدلات الاستثمار.. لهذا ليس أمام الشباب سوى المشاريع الصغيرة والأصغر والمتوسط.
فكثير من الشباب يحتاج إلى مبلغ بسيط جداً لكي يبدأ بتنفيذ مشروعه.. لكن هنا لا بد من إطار تنظيمي كما يوضحه الدكتور الفسيل بأنه لا بد من توفير كافة الظروف المتاحة لتنمية نشاطه بتقديم القروض للمشاريع الصغيرة وأن تساهم منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في تشجيع هذا القطاع لأنه إذا وجد القطاع الصغير لا بد أن يكون له منافذ للتوزيع كما لا بد أن يكون هناك تكامل في المشاريع الصغيرة.
كما يشجع دكتور الاقتصاد الشباب الخريجين من الكليات والحاصلين على شهادة جامعية ولم يتسن لهم الحصول على وظائف أن يبادروا بأنفسهم للعمل في المشاريع الصغيرة ولا يفكروا بالمشاريع الكبيرة كون المشاريع الصغيرة هي التي تحقق النجاح.. فمن بدأ صغيراً ينتهي كبيراً.
كما يؤكد الفسيل على ضرورة وجود تنظيم مؤسسي لتدريب الشباب على كيفية تنمية هذه المشاريع بدراسة حاجة السوق المحلي وفي الوقت نفسه لا بد من إعطاء الطلاب الجامعيين محاضرات وخاصة طلاب السنوات الأخيرة عن كيفية إقامة المشاريع وكيفية دراسة الجدوى الاقتصادية لنجاح هذه المشاريع.
مضيفاً: إنه يجب على المؤسسات والجهات المختصة ووسائل الإعلام المختلفة عرض نماذج مشاريع الشباب ورجال الأعمال وأصحاب الشركات الذين بدأوا مشاريعهم صغيرة حتى توسعت وأصبحت كبيرة لمعرفة الطرق المناسبة والسليمة لنجاح مثل هذه المشاريع الصغيرة وعرض نماذج للمشاريع الصغيرة تحدث عنها المجتمع محلياً ودولياً.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 06:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-7619.htm