صنعاء نيوز -  
ليس من السهل ولوج عالم الشيعة في تونس نظرا لحساسية هذه المسألة وصعوبتها والجدل القائم حولها. وقد اختلفت الآراء حول هذه الظاهرة التي ظلت طي الكتمان في الفترة الماضية

الأربعاء, 30-مارس-2011
صنعاء نيوز -
الشيعة في تونس... من السرية الى العلنية؟
par Rawaa Kassem, mardi 29 mars 2011, 11:30
معطى مذهبي جديد

ليس من السهل ولوج عالم الشيعة في تونس نظرا لحساسية هذه المسألة وصعوبتها والجدل القائم حولها. وقد اختلفت الآراء حول هذه الظاهرة التي ظلت طي الكتمان في الفترة الماضية . فثمة من يناهضها باعتبارها طارئة على المجتمع التونسي الذي يعتنق المذهب المالكي السني وعرف بتناغمه الديني ووحدة المذهب طوال عقود بخلاف بلدان المشرق العربي التي عانت من ويلات الانقسامات الدينية والمذهبية . كما ان هناك شكوكا تحوم حول ارتباط الفكر الشيعي الذي يروج له حاليا بقوى خارجية لها مصالح استراتيجية في المنطقة ومشاريع مستقبلية ترغب في تحقيقها من باب الفكر الديني واستقطاب عقول الشباب خاصة ان عدد المقبلين على التحول للمذهب الشيعي تزايد في تونس بعد نجاح ثورة الخميني كمرحلة أولى وبعد انتصارات المقاومة اللبنانية.
ويتحدث الدكتور التيجاني السماوي وهو كما تقدمه الأوساط الشيعية أحد أئمة الشيعة التونسيين في كتابه " ثم اهتديت" عن وجود "مئات الآلاف" من المتشيعين ويقول انهم منتشرون في أغلب محافظات البلاد.
وثمة من يدافع عن ظاهرة التشيع باعتبارها جزءا من الإرث الثقافي والحضاري لمنطقة شمال افريقيا وتونس وانها تدخل في اطار حرية المعتقد .
وفي الأثناء تطرح عديد التساؤلات أبرزها لماذا انتشرت هذه الظاهرة في تونس تحديدا في السنوات الأخيرة وما الدافع لإقبال البعض على التشيع الذي يقوم على المذهب الإمامي الإثني عشري المعروف بأنه مذهب الجمهورية الإيرانية ..وللإجابة عن مختلف هذه الاستفهامات اقتحمت"الأسبوعي" عالم التشيع في تونس والتقت بالناشطين الشيعيْين مراد الشلبي رئيس جمعية المودة الثقافية الشيعية التي تنتظر الترخيص و عبد الحفيظ البناني مدير دار الزهراء للنشر اضافة الى الاستاذ الاكاديمي المختص في الحضارة الفاطمية ناجي جلول الذي شرح لنا تاريخ التشيع في تونس ومختلف الفرق الشيعية المعروفة والفروق بينها . كما تحدثنا مع الاستاذ الاكاديمي مدرس العلوم السياسية صلاح الدين بن عبيد واستاذ التاريخ بجامعة منوبة محمد ضيف الله والاعلامي والسياسي الناصر الخشيني المعروف بخطه القومي التقدمي المناهض للمد الايراني الشيعي.
ملف من اعداد روعة قاسم
الناصر خشيني اعلامي وسياسي
التشيع امتداد للفكر الصفوي الفارسي العنصري المعادي لﻸمة العربية
ادخال التشيع الى تونس سيغرق المنطقة في دوامة من العنف والاحتقان الطائفي

لمعرفة رأي الطرف الآخر في ظاهرة التشيع التي تجتاح تونس كان لا بد لـ "الأسبوعي" من التوجه الى شخصيات عرفت بمناهضتها للمشروع الصفوي الإيراني المضاد للمشاريع القومية العربية على غرار السياسي القومي التقدمي الناصر الخشيني وهو اعلامي ومدون متحصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية من كلية الشريعة وأصول الدين في تونس وعضو الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب.

بداية كيف تقرؤون انتشار ظاهرة التشيع في تونس؟
ان انتشار التشيع في تونس ظاهرة حديثة جاءت مع ما يسمى بالثورة الإسلامية التي أطاحت بشاه ايران وأتت بنظام الخميني لحكم ايران وهو حسب تقديري نظام له امتداد قوي مع الشيعة الامامية وهي حسبما أرى أنها نظرية متطرفة ومحاولة للالتصاق بالاسلام لكنها بعيدة كل البعد عن الاسلام من عدة أوجه:
فأولاً نقول إن سبب تسميتهم بالرافضة هو أنه لما سُئل زيد بن علي بن الحسين 122 م عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما، رفضه قوم، فسموا رافضة لرفضهم إياه، وسمي من لم يرفضه من الشيعة زيديًّا لانتسابهم إليه، وطائفة الزيدية هي الموجودة الآن في اليمن، وأما الرافضة الجعفرية الإمامية دولتها الحالية في إيران، وصار لها تجمعات كبيرة في لبنان تحت سلطان "حزب الله" برئاسة حسن نصر، وفي العراق، وإليك بعض أصولهم التي تخالف أصول الإسلام جملةً وتفصيلاً:
أولاً: الطَّعن في القرآن وتحريفه: وقد ألَّف أحدُ كبار علماء النَّجف بإيران، وهو حُسَيْن النُّوري الطَّبْرَسي كتابًا سماه: "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربِّ الأرباب"، جمع فيه مئات النصوص عن مُجتهدي الشيعة في مختلف العصور بأن القرآن زيد فيه ونقص منه، وقد ادعى أن القرآن ينقص سورة تسمي بـ: "سورة الولاية" مذكور فيها ولاية علي، وفيها: "يا أيها الذين آمنوا بالنَّبيّ والولي اللذين بعثناهما يهديانكم إلى الصراط المستقيم...إلخ".
ثانيًا: إنكار السنة جملةً وتفصيلاً: فهم لا يقرون بكتب السنة نحو صحيحي البخاري ومسلم والسنن الأربعة، ولا يأخذون من مروياتها إلا ما وافق أهواءهم مع تحريفها.
ثالثًا: إجازة البداء على الله سبحانه: أي أن الله يظهر له الأمر بعدما كان خافيًا عليه، وهذه من أشنع عقائدهم، وإن كانت عندهم من أعظم العقائد، كما جاء في الكافي للكليني.
رابعًا: تكفير الصحابة: وهذا من المتفق عليه بينهم، خاصة أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وطلحة والزبير، وأنهم مخلَّدون في النار، كما ذكر ذلك المفيد في "أوائل المقالات في المذاهب والمختارات"، والطوسي في "تلخيص الشافي"، وغيرهما، ولم يستثنوا إلا عليًّا وفاطمة والحسن والحسين وعمار وسلمان وأبي ذر والمقداد.
خامسًا: الغلو في علي رضي الله عنه، ورفعه إلى مرتبة الألوهية: في الكافي: باب الكفر: عن أبي جعفر قال: إن الله عز وجل نصب عليًّا عليه السلام علَمًا بينه وبين خلقه، فمن عرفه كان مؤمنًا، ومن أنكره كان كافرًا.
خامسًا: عصمة الأئمة الإثنى عشر، وعلمهم بالغيب: في الكافي (كتاب الحجة 1/270) عن أبي عبد الله: "الأئمة بمنزلة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم..".
سادسًا: الرجعة: يعتقدون أن إمامهم الثاني عشر: محمد بن الحسن العسكري، سيرجع بعد غيبته الكبرى في السرداب، وقد ألَّف محمد بن الحسن الطوسي م/460هـ كتاب "الغيبة" لإثبات وجود هذا الإمام وخروجه المزعوم آخر الزمان،
ثامنًا: تكفير الحكومات الإسلامية كلها: منذ خلافة أبي بكر إلى الحكومات القائمة الآن، عدَا خلافة علي رضي الله عنه، وهي عندهم حكومات مغتصبة؛ فلا يجوز لشيعي أن يدين بالطاعة لولاة الأمر في المعروف، إلا أئمة الشيعة، لكن له أن يستخدم التقيَّة؛ ومن ثَمَّ يقومون بتمويل الحركات الخارجية القطبية المعاصرة، نحو تنظيم القاعدة لأسامة بن لادن الذي تساعده ايران وهناك دلائل على ذلك يملكها بعض القيادات في المقاومة العراقية.
تاسعًا: التقيَّة: وهي إظهار خلاف ما يبطنون، وبهذا يتمكنون من إخفاء عقائدهم الكفرية.
عاشرا : إباحة زواج المتعة وبأنه من أصول الإمامية الشيعة.

يدعي نشطاء المذهب الشيعي ان هذه الظاهرة عودة الى الجذور وان التشيع هو جزء من ارث تونس فما رأيكم؟
أبدا تونس استقرت منذ القرون الأولى على موقف أهل السنة والجماعة وبالتحديد مذهب أهل المدينة الإمام مالك بن انس ولم يقطع هذا التوجه سوى ابان فترة الحكم الفاطمي حيث كانت السلطات الرسمية تتبنى موقف الشيعة الإسماعيلية في حين أن الجماهير تتبنى سرا مذهب الإمام مالك وقد خرج الصنهاجيون الذين تركهم الفاطميون حكاما على البلاد بدلهم لما انتقلوا الى مصر عن طاعة الفاطميين وعادوا بالبلاد الى المذهب السني المالكي واستقرت تونس على ذلك فلا مجال للحديث عن أن التشيع هو عودة للجذور بل انه وافد جديد أتت به ايران ثورة الخميني. وهي في الواقع امتداد للفكر الصفوي الفارسي العنصري الذي يعادي الأمة العربية باعتبارها قد قضت على الإمبراطورية الفارسية وأخضعتها لحكم الإسلام فكان رد المد الفارسي هو اتخاذ موقف يكون معاد للأمة العربية وفي نفس الوقت يكون منتميا للإسلام فوجدوا فرصتهم في التشيع لآل البيت فرصة مناسبة لذلك وقد وجدوا في استشهاد الحسين والمظلومية التي تعرض لها آل البيت فرصة سانحة للتحول بالإسلام الى تطرف ومغالاة وخروج عن أصوله وعقائده السمحة الى التطرف فقالوا بالامامة كجزء من العقيدة في حين أنها مسألة سياسية مدنية وقد انفردوا بهذه الفكرة لوحدهم من دون الفرق الإسلامية جميعا وتصوروا وجود أمام عادل يمنع الظلم ويملأ الأرض عدلا وذلك بسبب مظالم حكام بني أمية وبني العباس وهي حقائق تاريخية غير منكورة وكانوا قد زعموا أن الحسين قد تزوج ابنة يزدجرد الثالث آخر أكاسرة الساسانيين ومن نسلهما تسري فيهم دماء مقدسة وقد بحثت هذا الموضوع فلم أجد له أصلا ثابتا يمكن الركون اليه سوى ما يدعيه الشيعة في هذا المجال وحتى وان ثبت زواج الحسين بابنة يزدجرد فلا يعني أي شيء من الناحية الدينية فالأمر عادي جدا.

هل تعتقدون ان هناك مخاطر من لبننة تونس او عرقتنتها ونقل الصراعات الطائفية الى هذا البلد عن طريق ادخال التشيع الى جسمها المالكي السني؟
بالتأكيد هناك مخاطر جسيمة من ادخال التشيع الى تونس باعتبار أن ذلك سيدخل تركيبا جديدا على نسيجها المتجانس مذهبيا ودينيا ويخلط الأوراق ويجعل من ايران تدخل أنفها في شؤوننا بحجة حماية الأقلية الشيعية في تونس أو شمال افريقيا وذلك أن ايران لم تكف عن التدخل في الشؤون العربية سواء بالاحتلال المباشر كما فعلت مع امارة الأحواز العربية التي تحتلها منذ 1925 أو الاحتلال للجزر الاماراتية الثلاثة منذ سنة 1970 ولا تريد حتى مجرد القبول بالتفاوض مع الجانب العربي حول هذه المسائل كما تتدخل بشكل سافر في شؤون دول الخليج جميعا ولسنا في حاجة الى التذكير بتفاصيل ذلك وخاصة تدخلها المساند للحكم الطائفي العميل في العراق والسماح لميليشياتها الطائفية أن تعيث في العراق تقتيلا وتعذيبا أشنع حتى مما قام به المحتل الأمريكي لهذا البلد العربي .
ولذا فاننا نعتبر أن ادخال التشيع الى تونس من شأنه ادخال تونس والمنطقة في دوامة من العنف والاحتقان الطائفي الذي يؤدي حتما الى انخرام الأمن و زعزعة الاستقرار لذا يجب التنبه لخطورة هذا المسعى والذي لا يخدم سوى الأجندات المعادية للأمة العربية .

كإعلامي يركز نشطاء التشيع على المنابر الإعلامية لنشر مذهبهم فكيف تقرؤون دور هذه الدعاية للترويج لهذا المذهب خاصة ان رموز التشيع بالنسبة للمقبلين على اعتناق هذا المذهب هو السيد نصر الله فضلا عن انتصارات المقاومة وان الأنظمة السنية هي أنظمة عميلة لاسرائيل فبماذا تردون؟
في هذا المجال أعتقد أن نشر أي فكرة مهما كانت أصبحت سهلة جدا بحكم تطور وسائل النشر الحديثة والتي لا تحتاج لوسائل كثيرة أو تمويلات كثيرة بحيث أصبح الحاسوب العادي عند حسن توظيفه قادرا على التاثير في الناس بشكل جيد.
وبالنسبة لموضوع السيد حسن نصر الله في هذا المجال كنت قد وجهت له رسالة بمناسبة الذكرى العاشرة للتحرير وطلبت منه "اعلان موقف واضح من عملاء الاحتلال في المنطقة السوداء في بغداد و الذين يخدمون ركاب المحتلين الغزاة و يطيلون بقاءهم في العراق دون مواربة و لا تقية حتى تظلوا بحق تستحقون لقب سيد المقاومة" . ودعيته الى " ادانة الفظاعات المرتكبة من الميليشيات العميلة بحق الفلسطينيين بالعراق فلا يعقل أن تساندوا الفلسطينيين في فلسطين و تسكتوا عن الجرائم المرتكبة في حقهم في العراق من العملاء علما وأن ازدواجية المواقف والمعايير لا تليق بالثوار ان كنتم بحق تمثلون الجماهير العربية في ثورتها ضد جبهة الظلم والقهر ". وهذا وان هذه الرسالة قد نشرتها العديد من المواقع وهي مشهورة ومعروفة ولا أزال على نفس الموقف من ضرورة أن يوضح السيد حسن نصر الله موقفه من هذه الميليشيات الطائفية .
=
ناجي جلول استاذ اكاديمي مختص في الحضارة الفاطمية
لإلقاء الضوء أكثر على تاريخ التشيع في تونس وجذوره توجهنا بالسؤال الى الأستاذ الاكاديمي ناجي جلول المختص في الحضارة الفاطمية الذي استعرض ابرز المذاهب المكونة للفكر الشيعي ونشوئها واوضح في حوار لـ " الاسبوعي " بان الشيعة الاثني عشرية لا وجود لها اساسا في تاريخ تونس وان التشيع الوحيد الذي عرفته البلاد هو القائم على المذهب الاسماعيلي.
فروع متعددة
ويستعرض الأستاذ جلول بداية ابرز المذاهب الشيعية التي عرفتها المنطقة العربية وهي العلوية والإمامية الجعفرية والإثنا عشرية والإسماعيلية اضافة الى فرق الدروز والحافظية والطيبية ويوضح قائلا : " ارتبطت الإمامية الجعفرية بأبناء الحسين شهيد كربلاء باكرا بالفرق التي يطلق عليها أصحاب المقالات عادة " غلاة الشيعة" مثل السبئية والكيسانية والجناحية. وفي هذا الوسط ظهرت بوادر عقيدة النص وحلول روح الله في الإمام وتفرد الأئمة بعلم الباطن والغيبة ورجعة الإمام. على ان الملامح الكبرى للإمامية سوف لن تتضح الا في بداية العصر العباسي أيام إمامة جعفر الصادق سنة 765 م الذي يعتبر بلا منازع مهندس الفكر الشيعي المبكر. ومن الامامية الحسينية ستنحدر كل فروع الشيعة المعروفة اليوم.
واما بالنسبة الى مذهب " الاثنا عشرية" فيبين الأستاذ جلول ظروف نشأته قائلا:" عين جعفر الصادق الإمام السادس ابنه اسماعيل خليفة له بقاعدة " النص". لكن هذا الأخير توفي في حياة أبيه سنة 761 م. وذهبت الفرقة التي عرفت فيما بعد بالاثنا عشرية الى موسى الكاظم الابن الثاني لجعفر الصادق هو الامام السابع، كما كون أتباعه سلسلة من اثني عشر إماما تبدأ بعلي بن ابي طالب وتنتهي بمحمد بن الحسن العسكري الذي اختفى بسرداب سامراء سنة 869 دون وريث. وفي بداية القرن السادس عشر الميلادي جعل شاه اسماعيل مؤسس الدولة الصفوية الايرانية من الاثنا عشرية مذهبا رسميا للبلاد الايرانية مما جعها تغلب الى اليوم على اقاليم فارس وجنوب العراق. "
اما بالنسبة الى الاسماعيلية فيتابع موضحا:" ان هناك جزءا من أتباع جعفر الصادق بقوا أوفياء لإمامة ابنه اسماعيل خلافا للإثنا عشرية، وادعى بعضهم انه لم يمت بل سيعود مهديا او قائما وأقر آخرون إمامة ولده محمد ، ومن هذه البيعة نشأت الاسماعيلية او السبعية أشهر فرق الشيعة" .
وبالنسبة الى الفرق الشيعية الأخرى مثل العلوية فأكد بان هذه الدعوة ظهرت بعد اجتماع السقيفة وإجماع كبار الصحابة على مبايعة ابي بكر الصديق خليفة للرسول ( ص ). وينقسم العلويون الى ثلاثة فروع رئيسية : الحسنيون ( سلالة الحسن) الحسينيون ( ابناء الحسين) وأعقاب محمد بن الحنفية. وقد ادى فرار العلويين من المشرق هربا من اضطهاد العباسيين الى نشأة دولة الأدارسة الحسنيين في المغرب الاقصى سنة 173 م والى هذا الفرع تنتمي الإمارات الزيدية التي قامت باليمن وطبرستان من العهد الاوسط وكذلك أشراف مكة والسلالات الحاكمة العلوية بالمغرب والهاشمية بالأردن والعراق في العصر الحديث.
وقد نشأت فرق شيعية اخرى في فترة لاحقة مثل الدروز الذين ظهروا كحركة دينية عام 1017 م بدعم من الخليفة العزيز الحاكم بأمر الله قادها حمزة بن احمد الزوزني تدعو الى تأليه الحاكم بالله، ولكن لم تجد في مصر رضا خصبة فنزح اتباعها الى بلاد الشام حيث عرفوا فيما بعد باسم الدروز الموحدين.

الاسماعيلية المبكرة
وعن نشوء الاسماعيلية المبكرة كحركة سياسية أجابنا الأستاذ جلول بالقول : " نشأ هذا المذهب كحركة سياسية ثورية ذات بعد اجتماعي فلسفي وعملت على بث تعاليمها في أوساط الموالي من فرس وبربر أي الشعوب التي عانت خلال العصر الأموي من تبعات العصبية العربية. وكان محمد بن اسماعيل او الامام الغائب قد بدأ دعوته من خوزستان جنوب غرب فارس ثم انتقل مركزها الى مدينة سلمية قرب حمص . وفي منتصف القرن الثالث للهجرة تطورت الحركة بشكل ملحوظ وبثت دعاتها في العراق وفارس وخراسان وبلاد ما وراء الهند والسند . " اما عن اسس العقيدة الاسماعيلية فأردف :" أساس العقيدة الإسماعيلة كان التفريق بين الظاهر والباطن أي الحقائق الخفية للقرآن التي لا تفكك الا بواسطة التأويل الذي اصطفى به الله الأئمة. اما تاريخ الانسانية بالنسبة لأتباع هذا المذهب فهو يتركب من سبعة حقبات يدشن كل منها رسول ناطق صاحب رسالة . يعقبه اساس او صامت يفسر باطن الوحي وإمام. و يعتبر علي بن ابي طالب أساس لمحمد ( ص) أما إمامه فهو محمد ابن اسماعيل المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلا بعد ان تملأ جورا وظلما.
ويوضح جلول بان أهمية الإمامية تكمن في تواصلها خلافا لحلقة النبوة التي انتهت مع موت الرسول ( ص). مما يسبغ عليها قدسية خاصة ويجعل منها اول ركن من اركان العقيدة .
اول خلافة شيعية

وحول تاريخ التشيع في المغرب العربي عامة وتونس خاصة أفادنا الأستاذ جلول بأن التشيع في تونس ارتبط ارتباطا وثيقا بتأسيس الدولة الفاطمية سنة 899 م ويبين حيثيات قيامها قائلا :" حينما تولى عبد الله بن الحسين رئاسة الدعوة المركزية ادخل على العقيدة الإسماعيلية تحويرات تمثلت خاصة في اعتماد كسمولوجيا جديدة مستمدة من الفلسفة الأفلاطونية المحدثة تعطي حيزا اكبر لعلم الظاهر وتقول بتفرد الله بصفاته ( ليس كمثله شيء ). وتعطي قيمة للعقل المبدع الذي تفرعت عنه النفس. و تخلى في الفقه عن بعض مقومات علم الفروع مثل زواج المتعة. أدت هذه الإصلاحات الى انشقاق القرامطة وظهور الإسماعيلية القرمطية كحزب منافس للإسماعيلية الفاطمية، وهو ما دفع بالمهدي الى الهروب الى المغرب سنة 909 م حيث القي عليه القبض أمير سجلماسة وحبسه. وفي نفس السنة تمكن داعيته عبد الله الشيعي من تجنيد قبيلة كتامة البربرية وكون جيشا قوض بواسطتة أركان الإمارة الأغلبية بافريقية. ومنها انطلق الى بلاد السوس وخلّص المهدي من الأسر ونصبه على عرش رقادة بالقيروان معلنا عن ميلاد أول خلافة شيعية في ربوع دار الاسلام" .
ويتابع :" ثم جاء تأسيس المهدية سنة 910 م على يد عبيد الله المهدي حيث انطلقت أساطيله وجيوشه لبسط نفوذها على كل بلاد المغرب وجزر المتوسط. وعاد الفاطميون بعد ذلك مجددا إلى القيروان واتخذوا صبرة المنصورة عاصمة لحكمهم. كما تمكن الخليفة الرابع المعز لدين الله الفاطمي من هزم الإخشيدية وبسط نفوذه على مصر وبلاد الشام و قام قائده جوهر الصقلي بتأسيس مدينة القاهرة وجامع الأزهر. وأمام تفاقم الخطر القرمطي قام المعز بتحويل قاعدة الخلافة الى القاهرة لينتهي التواجد الشيعي ببلاد المغرب خاصة بعد قيام الصنهاجيين في القيروان بإعادة المذهب السني المالكي الى البلاد" .
ويخلص الاستاذ جلول في ختام حديثه الى ان المذهب الشيعي منذ دخوله الى المنطقة جاء بشكله الاسماعيلي في تونس او العلوي في المغرب. وبانه لا وجود للمذهب الاثني عشري في تاريخ البلاد.
+

من الصعب طرق باب المتشيعين في تونس، فرموز المذهب الشيعي الجعفري الامامي او نشطاؤه كانوا قبل 14 جانفي يمارسون اعتناقهم في الخفاء والخوف من قمع السلطات حسب قولهم رغم ان جهات عديدة تخالف هذا الرأي. أما اليوم فالعديد منهم يبدون حماسة للإعلان عن مذهبهم والتعريف به عبر جمعية "المودة الثقافية" التي تنتظر الترخيص. "الأسبوعي" التقت عبد الحفيظ البناني وهو احد نشطاء التشيع ونائب رئيس جمعية المودة الثقافية ومدير دار الزهراء للنشر وتوجهت اليه بجملة من التساؤلات عن ظاهرة التشيع في تونس و مدى ارتباط الفكر الشيعي الحديث بالمد الإيراني .
رحلتك مع التشيع كيف بدأت؟
بدأت رحلتي مع التشيع سنة 1984 بعد نيلي شهادة الباكلوريا بتونس وقد اضطرتني الظروف السياسية المضطربة التي عرفتها البلاد آنذاك للسفر الى سوريا . والتحقت سنة 1985 بكلية الحقوق بجامعة دمشق وفي هذه الأثناء درست العلوم الشرعية في الحوزة العلمية في السيدة زينب ( مرحلة المقدمات ومرحلة السطوح ) اي ما يعادل الدكتوراة في الفقه في النظام الأكاديمي. ثم سافرت الى فرنسا حيث تابعت دراستي في كلية الحقوق والعلوم السياسية وتحصلت على الماجستير.
وقبل مغادرتي تونس كان لدي العديد من التساؤلات والهواجس وكنت أعيش حالة من الاضطراب الفكري العقائدي . و للأسف لم أجد الأجوبة لدى المذهب المالكي او المدرسة السنية عموما . وشاءت الصدفة ان اكتشف المذهب الجعفري عن طريق زميل لي هو طالب لبناني . حيث خضنا سويا في حوار عن المذاهب وكلامه دفعني الى الاطلاع على العديد من الكتب العلمية الشيعية غير المعروفة في تونس مثل المراجعات وكتب الإمام الصادق والإمام الخميني. وانفتح باب الحوار والسجال وانكببت على المطالعة وبقيت انهل من الكتب الدينية الشيعية حوالي سنتين حتى اقنتعت بان المذهب الشيعي حق وعاتبت نفسي لماذا لم أتعرف على هذا الفكر من قبل وعاتبت المرجعيات الشيعية بعد ان تعرفت إليها وتساءلت لماذا كتب أهل البيت لا تصل إلى تونس والمغرب والجزائر. ففي تونس مذهب واحد هو الذي طغى على سطح المشهد الديني هو المذهب المالكي وحتى انتماء الناس اليه مجرد انتماء تقليدي بالوراثة . والمالكية فرضت بالقانون منذ زمن المعز بن باديس في القرن الخامس الهجري واستمرت الى الآن بحد السيف. وهو مذهب ربما فيه ايجابيات ولكن فيه الكثير من السلبيات وأهمها انه يغيب العقل ولا يهتم إلا بمسألة الحديث أكثر مما يركز على الجانب العقلي ، فترون التدين الغالب اليوم على التونسيين هو التدين القشري الذي يركز على جانب الحديث اكثر من تركيزه على جانب العقل في حين ان المذهب الحنفي اهتم اكثر بمسالة العقل والاستنباط الشرعي اما المذهبان الحنبلي والمالكي فانهما لا يتعديان كونهما مدارس حديثية وليست مدارس فقهية بمعنى استنباط الحكم الشرعي من أدلته التفصيلية.
رغم ان الامام مالك بن انس قرأ عند الامام جعفر الصادق وهو احد الأئمة الشيعة الكبار؟
الامام مالك تأثر كثيرا بالامام جعفر الصادق وله مقولة مأثورة :"ما رأت عين ولا سمعت اذن بافقه من جعفر بن محمد عيه السلام:" فالإمام جعفر الصادق مشهود له بأنه استاذ الكل لذلك كل المذاهب الإسلامية سنة وشيعة نقلت عن مدرسة أهل البيت.
هناك من يتهم رموز التشيع في تونس بأنهم ينشرون هذا المذهب في الجسم السني المالكي التونسي وانه دخيل على المنطقة فما رأيكم؟
الشيعة موجودون في افريقية وتاريخهم مرتبط بتاريخ دخول الإسلام الى هذه المنطقة . ولكن هل نرفض هذا الفكر لان ليس له جذور . وهذا الرفض مرده الى جهل التاريخ. وهناك اشكال آخر فالتفاعل الحضاري والثقافي مهم واذا وجدنا عند عدونا فكرة جيدة فلماذا لا نأخذ بها. الفكر الإنساني متلاقح وهناك قيم انسانية مشتركة بين اليهودية والمسيحية والإسلام فهل يعني ذلك ان لا ننهل من التراثين المسيحي او اليهودي لأنهما ليسا جزءا من تراثنا هذا ليس كلاما سليما.
وبالنسبة للتشيع في تونس فقد دخل مع الفتح الإسلامي منذ سنة 27 هجري مع العبادلة السبعة في مرحلة أولى و ثم بعد ذلك دخل مع الفاتحين وهم من أحباء أهل البيت بل ان بعض الباحثين يعتبرون التشيع معلما من المعالم المهمة في افريقيا وانه لم يكن ليتجذر لولا ايمان الناس بظلم أهل البيت. لان الصورة القاتمة التي عكسها الأمويون والعباسيون عن الإسلام جعلت أفواجا كبيرة تخرج من هذه الديانة و لم يترسخ الإسلام في تونس وفي إفريقيا الا بعد اندفاع شعوب المنطقة للإطلاع على ثقافة أهل البيت ومحبتها لهم وشعورهم بان هؤلاء يمثلون فعلا الإسلام الصحيح. وان هذا الإسلام السياسي الذي يروج له الولاة الأمويون والعباسيون هو ابعد ما يكون عن الإسلام.
قلتم انكم تريدون العودة الى الجذور لكن ثمة من يقول بان التشيع الحديث الذي جئتم به ليس نفس التشيع القديم في شمال افريقيا الذي كان اسماعيليا فيما التشيع الحديث جعفري دخيل فما ردكم؟
أريد أن أوضح ان المؤرخين اقروا بان الإمام جعفر الصادق بعث برسولين الى تونس لنشر الدعوة واحدهما استقر في الكاف بينما استقر الآخر في جنوب تونس . وقد عملا على هداية الناس وتعريفهم بالمذهب الامامي الاثني عشري الذي كان سابقا على المذهب الاسماعيلي الفاطمي بنحو قرن ونصف . ومن ثم جاء الفاطميون مع عبد الله الشيعي في القرن التاسع الميلادي سنة 180 للهجرة واستفاد الفاطميون من هذا الحب الجارف لأهل البيت وأسسوا عليه دولتهم خلال 4 سنوات فقط قضاها عبد الله الشيعي في الدعوة وكان يتنقل بين المناطق واستطاع ان يجمع كافة القبائل في شمال افريقيا على الولاء لأهل البيت وإنشاء هذه الدولة الجديدة التي سميت الدولة الفاطمية المهدية.
اما بالنسبة الى الإسماعيلية الفاطمية فهي مذهب سياسي وليس بمذهب عقائدي فقهي. فهناك مذاهب نشأت وحسبت على التشيع لكنها ليست بمذاهب فقهية عقائدية مثل الزيدية والإسماعيلية ثم شيئا فشيئا جاء الحكام واوجدوا لها القواعد الفقهية ولكنها بالأساس عبارة عن مذاهب سياسية. كما ان المؤرخين يقرون بان المذهب الوحيد المعترف به بانه شيعي هو المذهب الإمامي وهو الممثل الوحيد لمدرسة أهل البيت والصق به اسم الجعفري .
اذن التشيع في تونس وشمال افريقيا كان سابقا على التشيع في كثير من مناطق الشرق. لذلك فالتشيع القديم بدأ مع دخول الفاتحين الأوائل ثم بعد ذلك حصلت فتن كبيرة في تونس خاصة في زمن الدولة الصنهاجية التي أصدرت قانونا يحول الناس الى المذهب المالكي وتم ارتكاب مجازر في القيروان لإجبار الناس على التحول وترك المذهب الشيعي ولعب فقهاء السوء دورا سلبيا في ذلك . ثم قام الفاطميون بإرسال جيوش من الهلاليين الذين اجتاحوا شمال افريقيا وانهوا جميع مظاهر الحضارة فيه .
ثم نأتي الى التشيع الحديث مع الصحوة الإسلامية سنة 1979 وما أحدثته من زخم كبير ووعي كان بمثابة الشجرة المباركة التي أتت ثمارها حيث بدأت أعداد كبيرة بالالتحاق بهذه الدعوة وقد تعلق الناس بشخصيات بارزة من هذه الثورة مثل الإمام الخميني وجاءت انتصارات المقاومة اللبنانية لتعطي زخما أكبر.. اذن التشيع قبل الصحوة الإسلامية كان تشيعا تشوبه حالة من الضياع وغياب الرؤية وكثير من المتشيعين دخلوا في حركة التصوف وتحولوا الى صوفيين ومنهم من ذهب الى أقاصي الجنوب التونسي هربا من القتل. فهذه الصحوة الإسلامية أحدثت صدمة في الوعي لدى المسلمين.

ما حقيقة علاقتكم وتمويلكم من ايران وما موقفكم من ولاية الفقيه؟
ليست لنا ارتباطات عضوية مع أي دولة سواء كانت ايران أم غيرها . وبالنسبة لمسألة ولاية الفقيه فهي وجهة نظر ضمن المدرسة الشيعية أما في تونس فلم يقع تحديد مرجعية خارجية للشيعة . فهناك مرجعية داخلية تعتمد على مسائل يقلد فيها الشيعي من أراد من المراجع. لكن على المستوى السياسي ليس لنا اي ارتباط مع ايران وهناك خلط ولبس حول مفهوم ولاية الفقيه من قبل الكتاب الصحفيين في تونس الذين يتناولون هذه الفكرة بإجحاف وظلم ربما غير مقصود وناشئ عن جهل لمفهوم ولاية الفقيه التي هي نظرية دينية سياسية بالأساس وظهرت كردة فعل من قبل مراجع شيعية واستنبطوها من أحاديث منسوبة الى الامام الاثني عشري بعد الفتنة الكبرى.

ثمة من يعتبر بان المذهب الجعفري يستند على ثقافة فارسية وبدع غريبة عن عادات المجتمع التونسي فماذا تقولون ؟
هذه العادات مثل التلاطم الذي يحصل في بعض المناسبات الدينية الشيعية كذكرى كربلاء وغيرها من السلوكيات هي عادات هندوسية أساسا وتسربت الى الإسلام شيئا فشيا وهي لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد.

مراد الشلبي: رئيس جمعية المودة الثقافية

الحديث عن وجود مئات الآلاف من الشيعة التونسيين ..رقم مبالغ فيه

يعد مراد الشلبي أحد نشطاء التشيع في تونس وقد اعتنق المذهب الشيعي منذ أربع سنوات و أسس جمعية المودة الثقافية الشيعية التي تنتظر الترخيص. "الأسبوعي" حملت جملة من الأسئلة عن دوافع إنشاء جمعية "المودة" وعن ظاهرة التشيع.
انتم اليوم تنتظرون الرخصة لممارسة نشاطكم ضمن جمعية المودة الثقافية فلماذا جمعية شيعية في تونس ؟
سأبدأ بالإجابة من النقطة الأخيرة لماذا في تونس؟ لأن هناك جماعة شيعية بصرف النظر عن حجمها ونحن لا نريد ان نخوض في الأعداد فهذا أمر مبكر .
وبالنسبة الى تأسيس الجمعية الثقافية فالهدف الأساسي لها هو إحياء ونفض الغبار عن تراث أهل البيت في تونس وبالتحديد لان هذا الإرث التاريخي تعمد الطرف الآخر عبر مدة من الزمن حجبه عن أعين الناس اي المدرسة السنية تحديدا . لذلك انطلقنا لنؤسس هذه الجمعية بهدف توفير فضاء للشباب الشيعي عموما كهدف أول ولتعريف الجانب السني بحقيقة المذهب الشيعي بعيدا عن التشويهات التي تتعمد بعض الجهات إلصاقها به.

=
الشيخ محمد شمس الدين يقول :" ان المشترك بين السنة والشيعة لا يقل عن الـ 90 بالمائة " . فنحن نصبو الى تعريف الطرف الآخر بان المذهب الشيعي ليس بالصورة التي تتعمد الأنظمة السنية الراهنة تقديمها للشعوب. بالاضافة الى هذا الأمر نحن كشيعة موجودون من قبل وليس لنا حسينيات او جميعات وحاولنا تقديم رخصة لتأسيس جمعية الزهراء لكن تم التعاطي مع ملفنا بشكل امني.
الأخوة الشيعة موجودون منذ سنوات في تونس لكنهم لم يعلنوا عن نشاطهم بسبب المضايقات التي تعرضوا لها من النظام السابق و لديهم رغبة في العمل الجمعياتي لأنه حق لهم من منطلق المواطنة المشتركة. واريد ان اوضح بان الجمعية على المستوى القانوني لم تخرج بعد الى النور و ما زالت في طور الإنشاء وقد تقدمنا بعد بطلب لنيل التأشيرة من السلط المختصة. وحصلنا على وصل للإيداع ونحن لا ندعي بان هذه الجمعية تمثل كل أتباع أهل البيت في تونس لكن الحمد لله هناك الكثير ممن يتعاطفون معنا ويؤيدون فكرة قيام هذه الرابطة او الجمعية.
ما أعداد الشيعة في تونس؟
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 02:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-7637.htm