صنعاء نيوز - زين أبو رافع
كما هو معروف فإن «الرياضة حياة»، ولا غنى أبداً للإنسان عن ممارسة الرياضة في الحياة العادية.. لكن ماذا عن الرياضة في رمضان؟ هل من الممكن ممارسة الرياضة أم يفضل الامتناع عنها؟
تعدّ ممارسة الرياضة أسلوب صحي للحياة، وعادة اجتماعية هامّة لأهميتها الكبرى على الصحة الجسمانية للإنسان وحالته النفسية، فهي تحسّن من تدفّق الدّورة الدّموية وتقوّي العضلات، تهدّئ الأعصاب وتخفّف من الضغط النفسي العام.
ويجمع أطباء وأخصائيو التغذية على أهمية ممارسة النشاطات الجسمانية في جميع الأوقات والحالات من أجل الحفاظ على توازن الوزن وحمايته من السمنة المفرطة.
لشهر رمضان الكريم خصوصية مختلفة في هذا الإطار؛ وذلك بسبب النقص في الطاقة والسوائل الذي ينشأ بشكل طبيعي نتيجة الصوم لمدة تتراوح بين 8- 10 ساعات يومياً، ووفق موقع «طب ويب» فإن الصوم يسبب نقصان كمية الغلوكوجين في الكبد، وتنخفض كميته في العضلات بنسبة تقارب الـ 50%، ما يؤدي إلى تحول الحموض الأمينية إلى سكر.
لهذه الأسباب تؤدي ممارسة الرياضة في رمضان إلى استهلاك الدهون والبروتين كطاقة، لكن رغم ذلك تشير بعض الأبحاث إلى حصول تحسّن ملحوظ في نشاط الجسم وأدائه العضلي في فترة الصيام، وهذا ما يسمح باعتبار الرياضة في هذا الشهر آمنة وممكنة لكن مع الأخذ بعين الاعتبار لبعض الأمور والاحتياطات اللازمة.
حول التوقيت الأفضل لممارسة الرياضة في رمضان؛ فإن التوصيات الطبية تؤكّد أن الفترة المسائية هي الأفضل، وتحديداً قبيل موعد الإفطار مباشرة، إذ تأتي وجبة الإفطار لتساعد في عملية بناء العضل، أو بعد وجبة الإفطار بساعتين على الأقل، حتى ينتهي الجسم من عملية الهضم.
أمّا الرياضة المفضّلة في رمضان؛ فينصح بالرياضات التي لا تتطلب جهداً عالياً، أي الرياضات الخفيفة والمتوسطة الشدة والكثافة مثل رياضة المشي، والأيروبيك، القفز بالحبل، والتمارين السويدية الخفيفة، كما ينصح باستخدام بعض الأجهزة التدريبية المعروفة كالـ «التريدميل» والدراجة وغيرها…
ولا غنى للصائم عن بعض النصائح العامّة التي تُطرح في هذا الإطار؛ كالإكثار من شرب الماء خلال ساعات ما قبل بدء الصوم، منعاً للجفاف، والابتعاد عن ممارسة التمارين الشاقة تجنباً للإرهاق.
وفي حالة ممارسة التمارين الشاقة، ينصح بتناول وجبة خفيفة من السكريات (مثل: التمر مع العصير) لتزويد الجسم بالطاقة السريعة، وتجنّب تناول المشروبات أو الأطعمة التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة، الشاي والمشروبات الغازية، فهي مدرة للبول ممّا يُفقد الجسم السوائل.
ومن الأفضل التوقف عن الرياضة عند الشعور بآلام في الصدر، أو تسرع في ضربات القلب، وآلام شديدة في العضلات أو صداع، مع الحرص الشديد في تناول الوجبات المتوازنة بحث تحتوي على كمية كافية من البروتين والدهون..
من غير الجيّد ممارسة الرياضة في شهر رمضان لكبار السن الذين يعانون من أمراض القلب والسكر، وإن كان لابدّ من ذلك فالأفضل ممارسة الرياضة بعد الإفطار بفترة بعيدة نسبياً، فهذه الفترة تناسب كبار السن وأصحاب الحالات الصحية الخاصة، لأنها تحفز وتسرع عمليات الأيض، وتساعد على حرق السعرات الحرارية الزائدة المستمدة من الطعام المتناول، فممارسة الرياضة بعد عملية الهضم تعمل على منع ميل الجسم لتخزين السعرات الحرارية.
|