صنعاءنيوز - .
الارض والانسان ، الطبيعة والتاريخ المكان مكانها والزمان زمانها ، والكلام عنها يفوح كالعطر ، وعتمه دون غيرها تتنفس الدهشة والجمال الذي يكتسي الخضره والنور في الوديان والجبال والمنازل والناس وحركتهم بين الحقول والاراضي الزراعية بعزيمة ونشاط وسعادة وفخر وشهامة .
كتب عن عتمه الكثير واكتفي بما قاله
الشاعر السوري الكبير سليمان العيسىى بوصفها بهذه الابيات .
يطيب الشعر في عتمة .. وانت تصافح القمة
وتشرد نسمة عذراء ..تملأ صدرك النسمة
منازلها وكور النسر ..تهوي فوقها النجمه
وتلثمها لتتركها .. على أوتارنا نغمه
نعود إليك ذات ضحى ..فينسى همنا همه
عبدالباري عبدالرزاق
خاص / عتمة نيوز
التسمية :
عتمة اختلف المؤرخون والباحثون حول اسم عتمة فمنهم من قال عُتمه بضم العين وتسكين التاء وفتح الميم اشتقاقها من عُتمه الخضرة ، بينما يقول نشوان الحميري في كتابة الشهير شمس العلوم أن تسمية عتمة جاءت نسبة إلى ملك من ملوك حمير واسمة "ذو عتمة مالك بن حلل بن السيب بن ربيع بن شرحبيل ، الذي قال مقولته الشهيرة كما يحكي كتاب الحميري ، أنا مالك ذو عتمة، ملكت ألف عبد وألف أمة وألف ناقة مسنمة وألف عير ملهمة وألف بقرة نهمة وألف بغلة مسرجل ملجمة وألف شاه ملهمة وألف دار معلمة، ذبحت حتى احمرت الأكمه وكان يأتيني القوم من ميمنة ومشأمة ولم يدانين بها قاطع النسمة
الموقع :
مديرية عتمه أحدى مديريات الجنوب الغربي لمحافظة ذمار المكونة من اثنتي عشر مديرية ، وتبعد عن عاصمة المحافظة بحوالي ( 58 كيلو ) ، كما تبعد عن العاصمة صنعاء بحوالي ( 155 كيلو ) . وهي عباره عن جبال شاهقة تغطيها المدرجات الزراعية والمراعي والغابات وتتخللها الكثير من الوديان والهضاب الزراعية والمسيلات المائية التي تصب في وادي رماع وزبيد من محافظة الجديدة، ويتراوح ارتفاع مديرية عتمه مابين ( 930 - 2800م ) عن سطح البحر ، ويحدها شرقا مديرية مغرب عنس ومن الشمال والشمال الشرقي مديرتي جبل الشرق والمنار ومن الجنوب الغربي مديرية وصاب العالي ، وتعتبر مديرية عتمه حداً فاصلاً لمحافظة ذمار مع كل من محافظتي إب وريمة حيث تجاورها مديرتي السلفية وكسمه من محافظة ريمة ومديرية القفر من محافظة إب .
جبال السراه :
تقع عتمه ضمن الامتداد الطبيعي لسلسة جبال السراة التي تبدأ من عدن جنوبا وتنتهي في جنوب التخوم الشمالية لجزيرة العرب ، وتنحصر عتمه بين خطي طول ( 43,5 -44,5) جرينتش وبين دائرتي عرض ( 14,20 - 14,35 ) شمال خط الاستواء وتبلغ المسافة الجوية بين نقطتي الحدود الشرقية والغربية للمديرية ( 232كم ) .
عدد السكان والمساحة :
يبلغ عدد سكان مديرية عتمه 145 الف و182 نسمة وفقا لتعداد 2004م ، وقد يتجاوز عدد سكانها اليوم 200 الف نسمة وفقا لاحصائيات حديثة ، كما تبلغ مساحة عتمة حوالي 441 كم 2 .
التوزيع السكاني :
يتوزع سكان مديرية عتمه على ( 57 عزلة ) تشمل أكثر من ( 534 قرية ) وتتشكل التجمعات السكانية في خمسة مخاليف قبلية كبيرة وهي مخلاف " السمل ، مخلاف رازح ، مخلاف بني بحر ، مخلاف حمير الوسط ، مخلاف سماه "
نبذه تاريخية :
رغم صعوبة البحث عن المراجع التاريخية التي تشير إلى البدايات الاولى للإستطيان البشري في عتمه ، إلا أنه من الثابت والمؤكد بأن الدول اليمنية القديمة وصولاً إلى العصر السبأي والمعيني والدولة الحميرية التي كانت الأساس في تشكيل الدولة العربية وإلاسلامية مع بداية القرن السابع الميلادي كانت تضم في مكوناتها هذه المنطقة المتميزة خصوصا وهي ضمن منطقة الوسط من الجسد الجغرافي لليمن بشكل عام.
الارض البكر .
لم يتم اجراء مسوحات أثرية أو تنقيبات علمية في مديرية عتمه لتبقى هذه الارض البكر مجهولاً تاريخيا يستعصي علينا فك رموزه وطلاسمة شأنها شأن معظم مناطق اليمن.
القلاع والحصون :
ان الاهتمام بالتحصن والتمترس يعكس وبشكل مباشر تاريخا طويلاً من البأس الشديد والحروب التي ما تزال صفحاته مجهولة إلى الأن ، ويوجد في عتمه عشرات القلاع والحصون التي يعود تاريخ بعضها الى عشرة قرون وأكثر ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر قلعة بني أسد وسماه ، وحصن السيد ورصب ونوفان والذاهبي ، وتتسع القائمة للعديد من المبأني والقلاع التي استثمرت الطبيعة وشواهق الجبال لتجعل منها مانعا أمام الطامعين في فترات متلاحقة من تاريخ اليمن القديم والحديث .
جمال الطبيعة :
تقع مديرية عتمه ضمن الهضاب الجبلية ، ما أكسبها تنوعا مناخيا وبيئيا فريدا ، فخصوبة التربة وارتفاع انتاجيتها واعتدال المناخ وارتفاع معدلات سقوط الأمطار السنوية إلى جانب التضاريس الجبلية المنبسطة التي أوجدت مساحة كافية لجريان العيون والينابيع والغيول ، جعل من عتمه منطقة فريدة من نوعها.
المساجد التاريخية والاضرحة :
تنتشر العديد من المساجد التاريخية في عزل مديرية عتمه ومنها على سبيل المثال مسجد الجرموزي في هجرة المحروم والحقيبة في عزلة بني أسد وجامع الجوقة في عزلة الجوقة وتعتبر غالبية المساجد في عتمة من المساجد القديمة والتي يعـود بناؤهـا إلـى فتـرات
تاريخية قديمة.
الأضرحـة :
تنتشر في عتمه العديد من الأضرحة والقباب للأولياء والـصالحين والتي لا زال بعضها قائماً وبحالة جيدة حيث عرفت اليمن الأضرحة الخشبية منذ مطلع ( القرن السابع الهجري ) ويعتبر ضـريح " المطهـر محمـد الجرموزي " في مديرية عتمه من أهمها إذ أنه يحتوي على تاريخ أقرب إلى الواقع مقارنة بغيره ، شيد الضريح بتـاريخ عشرين من شهر الحجة سنة ( ستة وسبعين وألف هجرية ) أي ( 1076 هجرية ) وهي عبارة عن توابيت خشبية قوامها أشرطة نباتية وكتابية وأشكال هندسية جميعها منفذة على الخشب بطريقة الحفر الغـائر
الحمامات الطبيعية:
حمام مقفد
وحمام السبلة.
الثروات المعدنية:
لم تقتصر الكنوز على الغطاء النباتي في هذه المحمية وإنما كشفت دراسات وأبحاث بيولوجية أجرتها فرق متخصصة عن وجود مؤشرات لتوافر معادن عديدة في جبال المحمية أبرزها الذهب والفضة والحديد سيما في جبل "العَمل".
أول المحميات وأفضلها في اليمن :
تم اعلان عتمه محمية طبيعية بقرار حكومي عام 1999م ، لتكون أول وافضل محميات المحافظات الوسطى لليمن ، إلا انها لم تحظى بأي أهتمام في الجانب البيئي خلال العقود الماضية وهو الامر الذي تسبب باضرار كثيرة في بنية المحمية بيئياً .
الغطاء النباتي .
يشكل الغطاء النباتي بمديرية عتمه ما يفوق 98 بالمائة من إجمالي مساحة المديرية وتحتل المدرجات الزراعية الجبلية اكثر من 65 بالمائة والبقية تغطية الاحراش والغابات والمراعي الطبيعية ، وتعتبر عتمه المديرية الوحيده في اليمن التي تمتلك غطا نباتيا بهذه النسبة .
جنة خضراء :
ان الاخضرار الدائم في مديرية عتمه دون غيرها علاوة على الطبيعة الساحرة لها والتنوع البيولوجي يجعلها من جنات الله الذي احسن خلقها في أرضة ، كما أن وجود الاشجار المعمرة والنباتات الطبية والعطرية النادرة والحيوانات والطيور يجعل منها مكان جذب سياحي فريد.
النشاط الزراعي:
ان الموقع والمناخ اللذان تميزت بهما عتمه أكسبها تنوعا فريدا ، أدى إلى تنوع محاصليها الزراعية بين محاصيل المناطق الباردة والمعتدله ومناطق محاصيل المناطق الحارة ، ومن اشهر محاصيل عتمه الزراعية هي الذرة الرفيعة بأنواعها المختلفة والذرة الشامية والدخن والقمح والشعير والبقوليات ، كما تنفرد عتمه بانتاج قائمة من الخضار والفواكه أهمها الحمضيات والتين ، والبن ، إضافة إلى تريية الثروة الحيوانية والنحل ، ونتيجة السياسية الخاطئة للدولة سابقا وعدم اهتمامها بالزراعة ودعم المزراعين فقد شهدت عتمه خلال العقدين الاخيرين توسعا كبيرا في زراعة شجرة القات وحفر الأبار الارتوزاية ، وهو ما يحتم على السلطات المحلية بالمحافظة والمديرية والجهات ذات العلاقة اتخاذ قرار حازم في منع انتشار زراعة القات بالمديرية باعتبارها جوهرة ثمينه وجنة خضراء وارض طيبة وخصبة لا يمكن تشويهها او العبث بها .
البيئة البرية .
سجلت عدد من الدراسات ( 10 ) حيوانات برية في مديرية عتمه من ضمن 70 حيوان بري من الثدييات التي تستوطن اليمن ، ويؤكد معظم خبراء البيئة أن الحيوانات البرية في عتمه أكثر بكثير من عشره حيوانات ، وهو نفس العدد بالنسبة للطيور الموجوة في عتمه وفق احصائية لمنظمة الطيور الدولية ، كما تزخر مديرية عتمه بالكثير من الحيوانات البرية كالضباع والثعالب والذئاب والنمور العربية النادرة والقنافذ والارانب البرية الى العديد من الزواحف والحشرات .
وتشير دراسات أولية إلى أنه تم تسجيل أكثر من 800 نوع نباتي في مساحة عتمه كاملة ، ومن هذه النباتات تم تسجيل حوالي 16 نوع في حالة الخطر , كما يوجد في عتمه الكثير من الاشجار المعمرة والنباتات الاخرى منها ما يتم استخدامه لاغراض علاجية واخرى في البناء والاحتطاب ، ولعل اشهرها الطنب والتالوق والطلح والعلب والمسار والوراف والذرح والفسق والفلفل والحرص ، أما الطبية فمنها الزعتر والعثرب والفحامة وحمة الحنش والحرمل والمرار والصبار والقوض والقطب والنعناع والحلف ، ومن النباتات العطرية الزهور والريحان والشذاب والكاذي والورد .
النشاط التجاري والأسواق :
تشهد مديرية عتمه حركة تجارية ونشاط مستمر ، ويوجد فيها العديد من الاسواق اليومية والاسبوعية ،ولعل اهمها سوق الربوع بمركز المديرية وسوق الثلوث والاحد والميدان ، ويقصدها الكثير من الناس من ابناء عتمه والمناطق القريبة لها من المديريات المجاورة من مغرب عنس والقفر والسلفية وغيرها لشراء احتياجاتهم المختلفة بشكل يومي واسبوعي.
عتمه الانسان :
لايمكن الحديث عن عتمه الأرض والجغرافيا والطبيعة والتاريخ ، مالم يتم الحديث عن عتمه الانسان ، حيث ينفرد ابناء عتمه بصفات يتميزون بها عن غيرهم في التعاون والجد والعمل ، وهم أهل شهامة وعلم وعمل في مختلف القطاعات العامة والخاصة ، ولعل أبرز السمات التي ينفرد بها ابناء عتمه هي الاعتماد على النفس وعدم الإتكالية على احد في جميع المراحل . |