صنعاء نيوز - 
تطاولت منظمة حزب الإرهاب حزب الله (حزب الشيطان)، والمدعومة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فأطلقت الصواريخ باتجاه دولة إسرائيل لمنطقتي الجليل الأعلى

السبت, 14-أغسطس-2021
صنعاء نيوز/ د. رافع حلبي -

تطاولت منظمة حزب الإرهاب حزب الله (حزب الشيطان)، والمدعومة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فأطلقت الصواريخ باتجاه دولة إسرائيل لمنطقتي الجليل الأعلى وهضبة الجولان، من الأراضي الزراعية التابعة لقريتي حاصبيا وشويا في الجنوب اللبناني، وكانت النتائج عكسية حيث أنه لم تكون أي خسائر لا بالأرواح ولا بالممتلكات في الجانب الإسرائيلي، بينما قام في ساعات ما بعد الظهر أهالي القريتين الشجعان الأبطال ذات الغالبية السكانية من أبناء طائفة الموحدين بني معروف الدروز، بتصرف سليم وصحيح واعتقلوا أربعة عناصر إرهابية تابعة للحزب الإرهابي حزب الله، ومنعوا من العناصر الإرهابية متابعة إطلاق الصواريخ باتجاه دولة إسرائيل من قُراهم، وتم تسليم المعتقلين لسلطة قيادة الجيش اللبناني في ما بعد، وقيادة الجيش أطلقت صراح المعتقلين الأربعة مساء اليوم. حزب الله أعلن مسؤوليته عن إطلاق نحو ١٥ صاروخ على الجليل الأعلى والجولان، وسط توتر عسكري مخيف، على المثلث الحدودي بين لبنان وسوريا وإسرائيل، علمًا أن تحركات مشابهة كثيرة حصلت في الفترات الماضية منذ العام 2006 ولكن حزب الإرهاب، حزب الله، التزم الصمت، ولم يأخذ على عاتقه أي مسؤولية، وهذه المرة الأولى التي يعلن الحزب الإرهابي مسؤوليته عن هذه الأعمال الإرهابية، ففي كل مكان تحل فيه حزب الله يحل الإرهاب والدمار والخراب ويثقل العيش على كل المواطنين، باسم الدين كمثل حركة الإخوان المسلمين.


حرائق نتيجة سقوط صواريخ وربما من بقايا صواريخ القبة الحديدية الإسرائيلية، التي فجرت في الجو معظم الصواريخ التي أطلقت باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

عملية إطلاق الصواريخ من الأراضي الزراعية التابعة للقرى ذات الغالبية الدرزية في الجنوب اللبناني، حدث غريب في هذه الفترة، والأغرب دخول عناصر حزب الإرهاب، حزب الله، للقرى لمحاولة تجديد القصف الصاروخي على دولة إسرائيل، وهذا الأمر بحد ذاته، ما هو إلا عملية توريط السكان الدروز العزل من السلاح مع دولة إسرائيل، جيش الدفاع الإسرائيلي بطبيعة الحال، سيرد على مصادر النيران بالمثل، وسيقصف المواقع التي أطلقت منها الصواريخ بقصد تدمير وشل عملية القصف الصاروخي على أرضيه، وبهذه الحالة ستدمر بيوت كثيرة في القرى وسيصاب الكثيرين وربما تلحق بالأهالي أضرار كبيرة وخسائر بالأرواح والممتلكات، والموحدون بني معروف الدروز يعيشون بسلام وأمان مع باقي أهالي القرى المجاورة والبعيدة، في الجنوب اللبناني وبدون أي مشاكل منذ عشرات السنين.
المواطنين الدروز الأبطال البواسل في قرى الجنوب اللبناني حاصبيا وشويا يدافعون من منطلق الخوف، عن أنفسهم وممتلكاتهم وعرضهم وأرضهم ووطنهم، بتلقائية بعيدين كل البعد عن السياسة والتعامل مع دولة إسرائيل أو أي جهة تابعة لها، وإنما هم يقومون بالدور الذي كان يجب أن تقوم به الحكومة اللبنانية وجيش الجمهورية اللبنانية، والقوات المسلحة لقيادة الجيش، إلا أنهم في "نومة أهل الكهف"، غير قادرين على القيام بأي رد على حزب الله، وكذلك قوات هيئة الأمم المتحدة، لا تستطع أن تمنع حزب الله من قصف دولة إسرائيل بالصواريخ، بعد أن احتل لبنان، وتمركز في منطقة الجنوب اللبناني ومنع من القوات المسلحة اللبنانية الدخول من مسار نهر الليطاني وجنوبًا حتى الحدود الدولية مع دولة إسرائيل. القرى الدرزية في الجنوب اللبناني هي قرى لبنانية وليست قرى تابعة لحزب الله، وإذا كانت هناك قضية من المشاكل الداخلية اللبنانية فعلى الجيش اللبناني والشرطة اللبنانية السيطرة على أراضيه وحل هذه المشكلات، والمشكلة الأكبر هي الواجب الدفاعي عن المواطن وأمان الحدود، فيتوجب على الجيش نزع السلاح من العناصر الإرهابية التابعة لحزب الإرهاب، حزب الله، لأنه يشكل الخطر الأكبر على لبنان واللبنانيين، ونؤكد المرة تلو الأخرى أن لبنان للبنانيين فقط ولا يتبع لأي تنظيم إرهابي كمثل حزب الله المدعوم من قبل دولة الإرهاب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الشيعة الإيرانية تحاول جاهدة فرض سلطانها وسيادتها على اليمن عن طريق دعمها للحوثيين هناك، وتخريب اليمن، وكمثل دعمها لبعض الجهات في سوريا والعراق بقصد السيطرة على الدولتين وفرض سيادتها عليهما، وهذا كله يصب في هدف واحد ألا وهو تخريب الشرق الأوسط من أجل السيطرة التامة عليه وإخضاعه لسيادة المرشد الفقيه، عن طريق التطرف الديني الشيعي، وفي كل مكان يحلون فيه حول العالم يحل الإرهاب والخراب، والتطرف الديني، والأمثلة على ذلك كثيرة.


مواطنون من القرى في الجنوب اللبناني يدافعون عن قراهم بشجاعة متحسبين لردود فعل جيش الدفاع الإسرائيلي.

وحدات جيش الجمهورية اللبنانية، جزب الله يمنعها من دخول الجنوب اللبناني.

الإرهابيون في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، يعلمون حق العلم أن مدينة طهران العاصمة وكل أراضي إيران ليست بعيدة من مرمى الصواريخ العادية والعابرة للقرات، أو الصواريخ النووية، ولكن الفكر والثقافة والعقلية الغربية لا تسمح بحرب عشوائية ضد الشعب الإيراني مهما كلف الأمر من تحمل للضربات الإيرانية ظناً منهم أن دول الحلفاء في الغرب تخافهم أو لا تجرؤ على خوض معارك ضد إيران، وسيخيب ظن المرشد الفقيه الإيراني في أول تصعيد عسكري ضد العناوين المناسبة لاندلاع الحرب المفتوحة والعشوائية، وعندها ستأتي القوة الحقيقية للغرب على إيران كلها ولا تبقي منها أي شيء.


طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية إيران، لن تنعم بالأمان ورفاهية العيش، في حالة وقوع حرب ضروس.
لبنان في حالة اجتماعية غير سليمة للسلطة السياسية أولًا، والأمنية ثانيًا، وهذا الوضع السيئ يؤثر على جميع الحالات الاجتماعية، الاقتصادية ومتسع العيش والفاهية للمواطن، هذه الحالة الاستثنائية أن حزب الله احتل الجنوب اللبناني وهو مسيطر عليه سيطرة تامة بقوة السلاح، وبقوة الدعم الذي يتلقاه من دولة الإرهاب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تشعل النيران وفتيل الفتن والفساد والخراب على كل ربوع دول الشرق الأوسط وغيره، بعيدًا عن حدودها ومجتمعها، ظنًا منها أن ما تقوم به لن يصلها أبدًا، والنيران التي تشعلها، لن تحرق الأخضر واليابس فيها عند نهاية المطاف، ويُخَيَّل إلي أحيانًا أن القيادة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجانين أو يكاد يُجن جنونهم، لأنهم يتصرفون بشيء ما ويتوقعون قبول الشيء المسيء والمضر جدًا للآخرين دون ما سواه، وهذا الوضع الطبيعي لفاقدي العقل والتعقل، يقومون بأعمال ما متوقعين نتائج أخرى، ولكن المعادلة في الحرب أو السلم معروفة، لكل مجتمعات أهل الأرض، فلكل عمل ثمن وعلى إيران الإرهابية وأحزابها الإرهابية في كل مكان، أن لا تصل لوضع يطفح فيه الكيل عند دول الغرب.

إن ما بدر من أهالي شويا الأبطال الصناديد، ما هو إلا عمل تلقائي ليس إلا، وغير متعلق بخلفيات سياسية أو أمنية، أو تعامل مع جهات أمنية إسرائيلية أو غيرها، والاتهامات ضد الشاب "المطلوب للقتل"، بحجة كاذبة من عناصر حزب الإرهاب، حزب الله، ما هي إلا خروجهم عن النص وعن المألوف في مجتمعات الشرق الأوسط، وعلى حزب الله وغيره في باقي الأقاليم والدول تغيير وجهتهم وبسرعة فائقة كي يحافظوا على بيوتهم عامرة بدون أذى، وما قام به الشاب البطل الشجاع الشيخ يحيى التيماني، بمشاركة أبناء بلدته في المحافظة عليها سالمة وآمنة بدون قصفها كرد فعل واضح من جيش الدفاع الإسرائيلي، والمحافظة على المنازل والممتلكات دون أن يصلها أي أذي، والمحافظة على أنفسهم، من أي ردود فعل إسرائيلية تشمل قراهم، وهذا وضع طبيعي جدًا تقوم به أي أقلية في أي مكان في العالم للمحافظة على كيانها ومجموعتها البشرية دون أي أضرار جسمانية وبالأرواح أو تكبد أضرار بالممتلكات، وسكان هذه القرى فقيرة ويعيشون كفلاحين من زراعة أراضيهم.


الشاب البطل الشجاع الشيخ يحيى التيماني الذي دافع عن بلده لحمايتها، حماك الله تعالى.

الصورة على اليمين، أحد العناصر الإرهابية التابعة لحزب الله، تم تسليمه لقيادة الجيش اللبناني وأطلق سراحه بعد ثلاثة ساعات، على اليسار حاملة الصواريخ.


ردود فعل سلبية لعناصر حزب الإرهاب، حزب الله، منعوا من التجار، المشايخ الأفاضل بيع منتوجاتهم الزراعية الخضار والفواكة في صيدا وغيرها من المدن والقرى المجاورة.
القرى الشيعية في الجنوب اللبناني،

هناك على الحدود الدولية اللبنانية الإسرائيلية، عشرات القرى الشيعية أو ذات الغالبية الساحقة من المسلمين الشيعة، والتابعة لحزب الإرهاب، حزب الله، وهنا يعلو في مخيلتي سؤال محير جداً:
لماذا لم يطلقوا عناصر حزب الله، الصواريخ باتجاه دولة إسرائيل من القرى الشيعية المساندة لحزب الإرهاب، حزب الله، وجميعها بمحاذات الحدود مع دولة إسرائيل؟؟؟
والسؤال الذي يثير الدهشة والعجب أكثر: لماذا وجهت الصواريخ نحو مناطق مفتوحة غير مأهولة بالسكان وسقط بعضها في أحراش الجليل الأعلى وهضبة الجولان؟؟؟
هنا أترك المجال للفكر والعقلانية وقدح زناد العقل، من أجل الوصول للحقيقة الواضحة العظمى، إن كنتم تريدون الحرب وضرب دولة إسرائيل فلماذا سقطت هذه الصواريخ في المواقع الخالية من السكان والجنود أيضاً؟؟؟ وإن كنتم تريدون الحرب فلماذا لا تقصفون بالصواريخ من قراكم الشيعية، أو أن تصريحات الزعيم الدرزي أبو تيمور بيك جنبلاط المحترم، والتي سبقت عمليتكم الإرهابية بيومين، أخافتكم وأربكت الأمين العام للحزب والحزب بأسره فجاءت ردود فعلكم على هذا النحو الجبان الخسيس الذي اعتدنا عليه، وهنا يظهر جلياً أن كل ما يقوم به الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، منذ عقدين من الزمن يصب في مصلحة دولة إسرائيل، وهذه الأعمال الواضحة لا تترك مجالاً للشك أن هذا الأمين العام السيد حسن نصرالله عميل ومتخاذل أيضًا عند إيران يعمل لمصلحة دولة إسرائيل لا غير، ويقدم لدولة إسرائيل أكبر الخدمات في احتلاله وسيطرته التامة على الجنوب اللبناني وجميع القرى فيه، بقوة السلاح، وأنا أناشد السيد حسن نصرالله، عبر هذه الكلمات أن يكف يده عن أبناء طائفة الموحدين بني معروف الدروز في كل مكان، قبل فوات الأوان، وليعلم أن أيادينا وسواعدنا لا تكسر أبدًا، وقلوبنا لا تجفل من أي شيء، وأرواحنا لا تخاف الموت وتتعانق معه بكل أريحية ومحبة، أرواحنا تعشق المجهول ولا تخاف الانتقال ثم الانتقال، هكذا ولدنا، ولدنا أحرارًا ونموت أحرارًا، مرفوعين الرأس واقفين على الأقدام مدافعين عن العرض والأرض والدين، ندافع عن الحق مهما كلفنا الأمر من خسائر، هكذا نحن لا نخاف إلا وجه الله الكريم مالك الملك، ذو الجلال والإكرام المحيي المميت، الحي القيوم، هكذا نحن لا نركع إلا لله تعالى، ولا نعتدي ندافع وننتصر في كل معارك الحياة. نحن أبناء طائفة الموحدين بني معروف الدروز، لا دولة لنا، وفي أي مكان حول العالم نولد يكون وطننا، وعنه ندافع ونرفع أعلامه ورموزه في كل مكان، أما بالنسبة لمحاولة القصف الصاروخي من القرى الدرزية باتجاه دولة إسرائيل، فدولة إسرائيل تتفهم الوضع وتعلم أن محاولاتكم العدائية على القرى الهادئة المسالمة بقصد توريطها بالإرهاب الذي تقومون به على جاراتك، من خلال تمييز عنصري فاسد مقزز، يدفع ثمنه المواطن البسيط الأعزل من السلاح، ظنًا من كم أنكم في الطريق الصواب، أقور لكم جميعًا أن دولة إسرائيل قادرة كدولة متطورة وعصرية أن تحمي حدودها، وبدون أي شك تعرف نواياكم السيئة المضرة بالمواطنين الشرفاء الذين يريدون الحياة ويقدسون أسرهم، ولن تقصف تلك القرى المأهولة بالسكان حتى لو تكبدت خسائر بالأرواح والممتلكات، منذ عشرات الأعوام دولة إسرائيل تقصف المنشآت التي تشكل خطرًا على أمن دولة إسرائيل، كالأماكن العسكرية، التابعة لحزب الإرهاب، حزب الله، في لبنان وغيرها في الدول المجاورة وهذا من أجل حماية حدودها آمنة. هذا هو الفكر الغربي الذي يتمتع به اليهودي في دولة إسرائيل، ويصعب على أمثالكم فهمه، لأنكم اعتمدتم طريق القتل والسلب والنهب والإرهاب... وأذكركم أن حماس في غزة تقصف وتحرق الأراضي والمنتوجات الزراعية في دولة إسرائيل، ودولة إسرائيل تعالج مرضاهم، ولم تقطع عنهم يومًا واحدًا، مياه الشرب أو الكهرباء وتدخل لهم بانتظام 20 مليون دولار شهريًا من دولة قطر، وتتصرف بالدفاع عن مواطنيها فقط، فتأمل لو كان هذا الوضع القائم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ماذا كان سيحل بالشعب؟؟؟ وكم قتيل كانت ستدفن القرى والمدن في إيران؟؟؟ على فكرة في كل مكان تحل في الشيعة الإيرانية يدمر تمامًا، انظر ماذا حل في اليمن والعراق وسوريا وتونس وليبيا ولبنان أيضًا، لذلك يحمل كل إنسان في قلبه، بُعْد كبير عنكم ولا يريدكم في جواره، في سوريا على سبيل المثال مات في الحرب الأهلية والتي سببها "محنة الربيع الإخوانية"، ما يقارب مليون إنسان، ونزح من قراهم ومدنهم وأماكن سكناهم ثمانية مليون إنسان، وأصيبوا بجراح بالغة من جراء الحرب، مليوني مواطن، وقام بهذا كله الجيش السوري النظامي، هذه المفارقات والمفاضلة تضع المسلمين العرب والشيعة الإيرانية في أسفل درجات السلم الإنساني، ولا يرتقي الشرق كله إلا إذا تصرف كتصرفات الدول الغربية المتحضرة والتي تسعى وراء كرامة الإنسان وتمنحه رغد العيش، وتقدس الحياة ولا تقدس المكان والحجر والشجر والموت.


الصورة تساوي أكثر من مليون كلمة، كلنا فداء للعلم، كلنا فداء للوطن.

نحن نطالب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله العدول عن قراره وبناء جسور الود مع أبناء طائفة الموحدين بني معروف الدروز، وإقامة مصالحة ما بين مشايخ العقل ووجهاء الدروز وعلى رأسهم الزعيم أبو تيمور وليد بيك جنبلاط، وزعماء حزب الله، وعفا الله تعالى عما مضى، من أجل التعايش السلمي المشترك لاستمرار الحياة الهادئة ما بين جميع الطوائف في لبنان، ومن أجل منع تكرار حوادث كهذه في المستقبل القريب والبعيد.

وجدت من المناسب ها هنا، أن أتابع سرد أحداث كثيرة عن تاريخ طائفة الموحدين بني معروف الدروز، في لبنان والشرق الأوسط وغيره، لعل وعسى أطلعكم على حقائق أمور كثيرة، كنتم تجهلونها، لتتضح لكم صورة لم تكن معروفة لكم من قبل.

طائفة الموحدون بني معروف الدروز في لبنان والشرق الأوسط،

أبناء طائفة الموحدون بني معروف الدروز مُكون اجتماعي مُسالم لا يعتدي على أحد، وعلى مر العصور اتصف بالدفاع عن عرضه وأرضه ودينه، قبالة جميع الحكام الذين حكموا المنطقة وعاصروا هذه الطائفة الطيبة المعروفية الكريمة، أبناء هذه الطائفة لا يرضون بالذل والإهانة، الطائفة الدرزية منتشرة على ربوع الشرق الأوسط، وأوروبا وأمريكا وأفريقيا وشبه القارة الهندية، وانتشارها بهذا الشكل ربما لحكمة بالغة لإرادته تعالى، يجهلها عبيده ومنهم من يحاولون التغرير بهم والمساس بهم، والنيل منهم وعزلهم عن كل الساحات، ونفيهم وأحيانًا إدخالهم رغمًا عنهم في صراعات لا تمتهم بصلة، إلا أنهم يلتزمون صف الحياد وكل درزي موحد وطنه حيث ولد، الموحد الذي ولد في لبنان وجهته ووطنه لبنان والموحد الذي ولد في إسرائيل وطنه ودولة إسرائيل وهكذا تستمر الأمور مع الدروز في سوريا والأرجنتين وفرانسا ونيويورك والهند والعراق وتونس وليبيا وغيرهم في دول وأقاليم حول العالم، فليس للموحد الدرزي وطن أو دولة لأن من مبادئ عقيدة التوحيد والإيمان وطن الموحد ودولته حيث ولد، ولا يجتهد الموحد الدرزي في حلم أو طموح إقامة دولة درزية في أي مكان، وهذا المبدأ مرفوض جملة وتفصيلا، ولا يُقْلِق الطائفة هذا الأمر أبدًا.

الدروز يؤمنون بكل الأنبياء والرسل الكرام، الذين وردت أسمائهم في كتب الديانات السماوية، لهم عاداتهم وتقاليدهم المذهبية الخاصة بهم، وهم في عزلة من أمرهم عن باقي بني البشر، فلا تجدونهم يناقشون في دين أحد ولا يُرْغِمون أحد على اتباع دينهم، وهم يحترمون جميع بني البشر من الناحية الإنسانية والدينية، ويسعون لمساعدتهم إذا أمكنهم الأمر، ويحترمون جميع الديانات والمعتقدات أيضًا، ولسلطان باشا الأطرش مقولة مشهورة جدًا, (الزعيم الراحل سلطان، كان قائد الثورة السورية العربية الكبرى وهو القائد الذي بسبب ثورته مع أبناء عشيرته المعروفية الدرزية في السويداء وباقي مناطق سوريا ضد الاستعمار الفرنسي حُرِّرت سوريا بالكامل)، ومقولته لا ينساها الزمن وكتبت على صدر التاريخ: "الدين لله تعالى والوطن للجميع"، وللأسف اليوم يمنع أهالي السويداء الدروز من إقامة حفل ذكرى وفاة هذا القائد البطل الشجاع الشيخ أبو طلال سلطان الأطرش رحمه الله العلي القدير وأسكنه فسيح جناته.

للموحدين الدروز دَور أساسي في المنطقة، في فترات متتالية ومختلفة، فقد حاربوا الصليبيين في معركة حطين عام 1187، وحازوا على ثقة الأيوبيين والزنكيين الذين عززوا وجودهم في المنطقة وتسلموا الكثير من المهام القيادية، ولولا وجود الموحدين الدروز في المعارك لما طرد الصليبيين من بلاد الشرق الأوسط. وتابعوا المعارك لاحقاً مع المماليك ضد التتار والمغول في معركة عين جالوت، ثم وقفوا إلى جانب العثمانيين ضد حملة محمد علي على بلاد الشام، وكبدوا المصريين خسائر كبيرة في جبل الدروز - جبل العرب جنوبي دمشق بقيادة الشيخ يحيى الحمدان الذي كان يحكم الجبل وقتذاك. ثم ثار الدروز على السلطنة العثمانية لأن الأخيرة حاولت عدة مرات السيطرة على الجبل بالقوة. وفي عام 1911 أعدم العثمانيون زعماء الجبل بعد إحكام سيطرتهم عليه، وكان على رأسهم ذوقان الأطرش ويحيى عامر. ثم أعلن الدروز ولاءهم للشريف حسين وانضم المئات منهم إلى الجيش العربي، وفي العام 1921 كانوا الأوائل من الجيوش العربية التي استقبلت الملك عبدالله الأول الهاشمي وساعدوه لتأسيس المملكة الأردنية الهاشمية، فانضم لحمايته على أرض الأردن أكثر من 1400 مقاتل من جبل الدروز – جبل العرب، وكان الزعيم سلطان باشا الأطرش في مقدمة ألائك الفرسان الذين حضروا للعاصمة عمان لحماية الملك الهاشمي وتقدمة المساعدة له، وكان الزعيم سلطان باشا الأطرش من رفع العلم العربي في الجبل ولاحقاً في دمشق. في عام 1925، كان للدروز دور كبير في محاربة الاحتلال الفرنسي لسوريا، حيث رفضوا تشكيل الدولة الدرزية واشعلوا نيران ثورة سوريا الكبرى، وقاد الدروز الثورة الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش ضد الفرنسيين الذين سيطروا على سوريا بالكامل في العام 1921.


الزعيم الراحل قائد الثورة السورية الكبرى عطوفة سلطان باشا الأطرش.

يبلغ عدد أبناء طائفة الموحدون بني معروف الدروز مليوني نسمة حول العالم، تقطن غالبيتها العظمى في سوريا ولبنان وإسرائيل (في سوريا 800000 ألف نسمة وفي لبنان 650000 ألف نسمة وفي إسرائيل 150000 ألف نسمة)، والباقي متواجدين ما بين والأردن وباقي دول العالم كجاليات صغيرة أو كأفراد. هناك عدد كبير من ملوك وزعماء ومؤرخين حول العالم، وأدباء وكتاب وقياديي الجيوش الذين عرفوا طائفة الموحدون بني معروف الدروز عن قرب، واكتشفوا مآثرها الطيبة، والكثير من أمورهم الرائعة التي تناسب وتفيد كل مجتمعات أهل الأرض، فقالوا فيها أشياء كثيرة وكتبوا عنها مقولات براقة تلمع في عتمة الليل كالسيوف التي صنعت من الذهب الخالص.
قال المؤرخ اللبناني حنا أبو راشد: " إذا جئت تعدد فضائل الدروز فهي تنحصر في ثلاثة أمور: أولًا، الدرزي يحافظ على عرضه كمحافظته على دمه، ثانيًا، ويحافظ على استقلاله كما يحافظ على ضيفه. ثالثًا، الدرزي سلام وحرب في آن واحد, فالسلام يعطونه لمن يرغب في السلام، والحرب يندفعون إليه ولو ماتوا عن آخرهم تجاه من يدفعهم إلى الحرب.

وكتب: الدكتور عمر فروخ في كتابه عبقرية العرب بالنظام الأخلاقي الرفيع المرتكز على مذهب التوحيد: "كان للدروز في حركتهم الدينية عبقرية عمليه تلفت الأنظار، لقد استطاع المذهب التوحيدي أن يقر في نفوس أتباعه نظامًا أخلاقيًا عمليًا يندر أن نجد مثله بمثل هذه القوه وذلك الاستمرار عشرة قرون متوالية، ويظن أن حسن الأخلاق في المذهب التوحيدي جزء من الدين. والدرزي الموحد متصف بالعفاف والصدق وإتيان الفضائل، وليس مكان العبقرية أن يأمر المذهب بهذه الأخلاق التي أمرت بها المذاهب كلها، وأتت بها الفلسفات جميعها، ولكن مكان العبقرية أن هذا الأمر لم يفقد سلطته إلى اليوم. وقد اكتسب المسلمون الموحدون من الدين صفات ميزتهم عن غيرهم من بقية الشعوب مثل: الشجاعة، فترى الموحد يخوض غمار الحروب ولا يهاب الموت ولا يرهبه لأنه يعتقد بمبدأ التقمص. وفي هذا الصدد يقول الجنرال الفرنسي "اندريا" مشيرًا إلى مقومات قوة الموحدين الدروز: الوحدة التي تشد الدروز بعضهم إلى بعض فتجمع الألفة بينهم من أكبر شيخ حتى أصغر فلاح. فشجاعة الدرزي خارقه مذهله، وإيمانه بالتقمص والعودة إلى الحياة مرة ثانيه بعد الموت بوضع أفضل إذ مات دفاعًا عن الوطن".

ويقول الكابتن الفرنسي (بورون) في شجاعتهم: "إن الدرزي الموحد بشجاعته أو ببراعته في ساحة الحرب يوازي أحسن جندي أوروبي، ولسنا نعمد إلى الثناء على فروسية الدروز لنبين فضلنا في الانتصار عليهم، بل أننا مُرغمون على إعطائهم حقهم من المدح والإطناب لنكون من المنصفين، وبقطع النظر عن الشجاعة والفروسية فإن معدات الدروز وهجماتهم المتتابعة واستبسالهم في الدفاع وثباتهم في وجه عيارات البنادق وقنابل المدافع وقذائف الطائرات تجعل منهم خصمًا عنيدًا جبارًا ومقاومًا لا تلين قناته".

وقال الدكتور مصطفى غالب: "نستنتج من أقوال حدود دعاة الموحدين بأن الدين لديهم نور وهدى يُنير ظُلمات النفوس كما تنير الشمس في رابعة النهار للعالم، وأن ميزان كل إنسان عمله، فالدين ينهي عن المسكرات وعن التدخين على أنواعه، وعدم الشراهة في كل شيء، تجنب البهرجة والخلاعة عند السفهاء والاعتدال في الملبس والتقشف، وهم أقرب إلى التقوى ومن صفاتهم ومزاياهم الخلقية الرفيعة هي الكرم وحسن الضيافة".
وكتب فولني الرحالة الشهير: "أن كل من يقرع بابهم يكون واثقًا من الحصول على المأوى والطعام بسخاء وأريحيه".

وكتب العلامة محمد كرد علي في ذلك فقال: "ومأثرة أخرى للدروز هذه النوبة، فقد أووا في جبلهم نحوًا من عشرين ألفًا من اللاجئين العرب والترك على اختلاف مذاهبهم، وأطعموهم مدة الحرب بلا عوض، وكانت مضافات الرؤساء منهم أشبه بفنادق ومطاعم مجانية.. خدامها أصحاب تلك البيوت من أعيان الجبل، فمثلوا بعملهم هذا القرى العربية والمروءة والشهامة، وكرم الضيافة عند الموحدون الدروز تشمل حماية المستجير حتّى لو كلفهم هذا دمار بيوتهم وخرابها، وكان لهذه السمة وقع كبير في نفس برك هارت الرحالة الذي عُرف بدقة ملاحظته حيث قال: قمت بتحقيقات خاصة عن هذا الموضوع، وإنني مقتنع بأنه لا يمكن لأي اعتبار للمصلحة أو خوف من القوة أن يحمل الدرزي على تسليم شخص استجار به".

قال الزعيم والقائد للجيوش الفرنسية نابليون بونابرت القائد العسكري والإمبراطور الفرنسي الشهير عن الجنود الدروز بعد أن فشله في احتلال مدينة عكا: "لو أن الجنود في الجيش الفرنسي دروز لاحتللت العالم بسهولة، فالواحد منهم يحارب وكأنه عن ألف جندي".

الكاتب الانكليزي نمري كتب في حسن ضيافتهم: "إن حسن الضيافة عندهم للغرباء ولبعضهم البعض هي مضرب الأمثال في أرجاء الشرق، ومن يتاح له زيارتهم ولو لمرة واحده لا يستطيع نكران أنسهم وشهامتهم ولطفهم". كما وقال في حفاظهم على نقاوة الدم وطهارة عقيدتهم: "يحافظون على طهارة الأسرة وقدسية البيت، فلا يزوجون بناتهم إلى الأجانب مهما كان الدافع، وهذا ما يجعل الدرزي نقيا طاهرًا. ومن صفات الدروز البارزة أيضا الشعور بالكرامة، يشترك فيها الرفيع والوضيع، فهي صفة قوم أحرار لم يكن للقوى الخارجية سوى سيطرة ضئيلة عليهم، وللاحتشام واللباقة في المظهر والكلام، المظهر والسلوك أهميه كبيره عندهم، كذلك الحال في حفظ اللسان عن التفوه بفاحش الكلام"، وفي هذا الصدد يقول: عنهم العلامة الأمريكي فانديك أثناء إقامته بينهم في لبنان: "تعاشر الواحد منهم خمسين سنه فلا تسمع منه ولا مره لفظ سوء ولا قصه فيها شيء من الخلاعة"، وقد أشار الجنرال الفرنسي ويغان الذي كان مفوضًا ساميًا على لبنان إلى مناقب الموحدين الدروز بجمله اختصرت كل ما قيل عنهم فقال: "الدرزي يتحلى بفضائل ومحاسن تغبطه عليها أرقى الأمم".

ويقول فيهم الكاتب اللبناني مارون عبود، الذي خَبَرهم وعاش بين ظهرانيهم في بلد واحد: "لقد عشت بين هؤلاء القوم الغضاريف أكثر من ثلث قرن، فما رأيت إلا رعاية ونبلًا وكرم عنصر، وأشهد أنني في هذه المدة لم أسمع من أجاويدهم لفظة خشنة، ولا من الذين ليسوا من الأجاويد كلمة نابية، فهم أمراء الحديث وأرباب اللياقة.. فالدرزي كما يقول مثل بلاده للسيف وللضيف ولغدرات الزمان".

قال عنهم الكابتن الفرنسي بورون: "إن للدروز عادة شريفة وهي احترام النساء وعدم التعدي على الأعراض، وقد حافظوا على هذا المبدأ أجيالًا طويلة كما واشتهروا بانتصاراتهم على من يفوقونهم عددًا، ومما يُذكر لهم أنهم في حروبهم لا يتعرضون أصلًا لما يمس الآداب، وما سمع أنهم سطو على العرض، ولا قتلوا النساء ولا الأطفال، وربما احتمى نساء أعدائهم ببيوتهم بعد قتل بعولتهن". وعن الحرب الأهلية بينهم في لبنان سنة 1860 قال دانيال بلس رئيس الجامعة الأمريكية في بيروت: "إن المرأة من خصوم الدروز كانت تمر في معسكراتهم آمنة لا يرفع إليها طرف، ولا يقع في أذنها كلام، وهذا ما لا تستطيع أن تدعيه أمم غربية تتبجح بمدينتها، ثم تتنكر في الحروب لحضارتها، إن الشهامة في ذروتها عند بني معروف الدروز".

وقال فيهم الجنرال ديغول، لما سُئل عن رأيه بالعشيرة المعروفية أثناء زيارته للبرازيل: "إن العشيرة المعروفية من أشرف العرب وأكرمهم، بيوتها ومضافاتها فنادق مجانية، إنها تحب الحق وتموت في سبيله، لا تتعدى على أحد ولا تنام على ضيم، تحمي الضيف والدخيل بالدم، وتبذل الغالي والرخيص فداء كرامته، وحمايته واجب مقدس عندها، وعاداتها وتقاليدها من أشرف العادات، حاربناها ولكنها هزمتنا، ولم يذل الجيش الفرنسي إلا أمام العشيرة المعروفية فقط، رغم كل الانتصارات التي حققها في أكبر معارك مصيرية".

منزل آل الحلبي في بشامون – بيت الاستقلال،

"بيت الاستقلال"، منزل جبلي قديم يقع على تلة من تلال بلدة بشامون المشرفة على بيروت، هذا البيت، الوادع في أحضان الطبيعة، شهد إطلاق - البلاغ رقم 1 - الذي أصدرته الحكومة اللبنانية الموقتة في 17.11.1943 مُعلنة الشروع بمقاومة قوّات الانتداب الفرنسي. هذا البيت التاريخي، ما زال موجودًا حتّى يومنا هذا، بكافة أثاثه ولوحاته حتى السلاح الذي أستعمل في تلك الفترة ما زال معلقًا على جدرانه.

منزل آل الحلبي، الذي شُيّد عام 1890، مبني من الحجارة المعقودة، التي انتشرت خلال القرن الماضي بكثرة في القرى اللبنانية، خصوصاً في جبل لبنـان. وهو مؤلف من ثلاث غـرف مفتوحة على - سطيحة - واسعة تُظللها سنديانة كبيرة عمرها 160 عاماً، وكان يتفيأ ظلالها القادمون لمناصرة رجالات الحكم الوطني.

صورة نادرة لصاحب البيت المرحوم الشيخ حسين الحلبي رحمه الله العلي القدير، وصورة لبيت الاستقلال الذي وضع تحت تصرف أعضاء الحكومة المؤقتة.
المرحوم الشيخ حسين الحلبي رحمه الله العلي القدير، صاحب البيت، كان قد استضاف آن ذاك أعضاء الحكومة اللبنانية المؤقتة، المطاردة من قبل الجيش الفرنسي، ووضع البيت بكامله تحت تصرّفهم، بعد أن جاء لبيت مختار قرية بشامون الشيخ ضاهر عيد وقابل هناك: الزعيم القائد مجيد أرسلان وحبيب أبو شهلا وصبري حمادة، وقال لهم بلغته اللبنانية العامية بعد أن قالوا له: "ربما هدم الفرانسوية دارك"، فقال الشيخ الجليل القدر: "إن راح البيت منقدر نبني بيت ثاني وإن راح لبنان ما فينا نجيب لبنان ثاني" – "أنا والبيت فدا الوطن"، ضم البيت الاجتماعات الهامة التي رسمت تاريخ لبنان في مرحلة الاستقلال، حتى أن هنالك غرفة يطلق عليها حتى اليوم اسم – السراي – نظرًا لأهمية الاجتماعات الرسمية السرية التي كانت تُعقد فيها، كما انعقد فيها مجلس النواب (بمن حضر) مرتين. وفيما كانت الوفود الشعبية تملأ المنزل من جميع المناطق اللبنانية بما يشبه التظاهرة الوطنية، كان الشباب من كافة الأحزاب والطوائف يتولون الحراسة مداورة في ما بينهم، وتعمل نسوة قرية بشامون، على إعداد الطعام وإرساله إلى مقر الحكومة المؤقتة. المرحوم الشيخ حسين الحلبي، كان يقوم بواجب الضيافة متحمسًا جدًا لصبّ القهوة العربية باعتزاز لرجالات الحكومة وللوفود الزائرة، المؤيدة لحركة الاستقلال بوطنية شاملة لكل المواطنين اللبنانيين، بينما تعقد في ساحة البيت حلقات الدبكة وتعلو الزغاريد وتلقى القصائد المعبّرة عن الوحدة الوطنية.

الثائر سعيد فخر الدين ليسجل التاريخ المير مجيد أرسلان ومن حوله
أنه أول شهيد على طريق استقلال لبنان. مجموعة من الثوار.

بتاريخ 15 و16 تشرين الثاني 1943 حاولت وحدات من الجيش الفرنسي اقتحام بشامون بعد أن طوّقت منطقة عاليه والشوف بالكامل، إلا أنها اصطدمت بفرق الأنصار، ودارت معارك دامية على الطرقات المؤدية من الساحل إلى الجبل، استخدم فيها الأنصار أسلحتهم الفردية البسيطة وبعض القنابل اليدوية في وجه الدبابات والمدافع الفرنسية، فسقط عدد من الجرحى واستشهد الثائر سعيد فخر الدين ابن عين عنوب (مواليد عام 1903) ليسجل التاريخ أنه أول شهيد على طريق استقلال الجمهورية اللبنانية من الانتداب الفرنسي.

وصل أربعة شبان من بيروت يحملون علمًا جديداً صنعته أيدي النساء، دخلوا إلى غرفة – السرايا، الحكومي في بيت الاستقلال، ونشروه على الأرض ليتأمله الحضور فتوجهه حبيب أبو شهله إلى الأمير مجيد أرسلان بصفته وزير الدفاع الوطني وقائد معركة الاستقلال، وقال له: "إني بالنيابة عن فخامة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وجميع المعتقلين في راشيا والسجون، أضع في عهدتك علم لبنان الجديد الخفاق، وأطلب منك الدفاع عنه وحمايته". فركع الأمير مجيد وقبّل العلم، وقال بتأثّر: "أقسم أن أذود عنه بدمي، وأبذل في سبيله حياتي". وارتفع العلم فوق سرايا بشامون، علم لبنان السيد الحر المستقل في صباح 19 تشرين الثاني 1943 ومن ذلك الحين ما زال العلم هو العلم، علم لبنان.

الأمير مجيد أرسلان يقبل العلم اللبناني راكعًا ويقسم بالمحافظة عليه،
هذا العلم ما زال علم لبنان الحر.



أول علم لبناني، مرسوم يدوياً ووقع عليه نواب البرلمان اللبناني، 11 نوفمبر 1943 وما زال معلقًا على الجدار في صدر بيت الاستقلال.


بيت الاستقلال والساحة التي استضافت الآلاف من أبناء الشعب اللبناني، والسنديانة التي تفيأت بظلها الوفود من كل المناطق اللبنانية.

خلاصة استقلال لبنان،

هذا هو التاريخ والحقيقة فبعد اعتقال سلطات الانتداب الفرنسي، رئيس الجمهورية اللبنانية بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح، مع عدد من الوزراء وأحد النواب، واحتجازهم في قلعة راشيا، تشكّلت - حكومة لبنان الحرّ - التي ضمّت: الأمير مجيد أرسلان، صبري حمادة رئيس المجلس النيابي والوزير حبيب أبو شهلا، واتخذت من بلدة بشامون مقرًّا لها. هناك منزل في بلدة بشامون (قضاء عاليه)، ما زال قائمًا يشهد على تاريخ مرحلة ربما لتكون الأصعب في القرن العشرين من تاريخ لبنان وأثرها على المنطقة بكاملها، يُعرف باسم: ببيت الاستقلال، ولكل من لا يعرف أو لا يريد أن يعرف "لغرض في نفس يعقوب"، إما أنه لا يعرف عن طريق الصدفة، أو أنه معني بأن لا يعرف على خلفية طمس الحقائق التاريخية،
وإنكار فضل الدروز على أبناء الشعب اللبناني والجمهورية اللبنانية عامة، أقول وأطالب كل أبناء الشعب اللبناني بالوقوف وقفة جدية، مع أنفسهم، مليئة بالتأني والتأمل والتفكير العميق والتريث، من أجل فحص الأمور ومعرفة الحقائق، كي يعلم كل أبناء هذا الشعب اللبناني العريق، ويتعرف على فضل أبناء طائفة الموحدين بني معروف الدروز، على أبناء الشعب اللبناني ويعرف مدى تضحية هذه الطائفة وتقديمها وعطائها للبنان واللبنانيين.

في الصورة يظهر حفيد الشيخ حسين الحلبي السيد جهاد، يشير لصورة جده.


الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، يهدد بخطابه سلامة دولة إسرائيل والمنطقة،
مدعومًا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

عهد لسلمان الفارسي عليه السلام،

هذه هي الحقيقة منذ ظهور الإسلام، كَتَبَ هذا العهد علي بن أبي طالب (ر) ومَهَّره رسول الله تعالى (ص)، في رجب سنة تسعة من الهجرة وهو واضح وصريح بدون أي تعقيد، والتكريم فيه والتمجيد دال على الصحابي الجليل سلمان الفارسي (عليه السلام)، وهذا الكتاب لأهل بيت سلمان (عليه السلام)، ومن اتبعه من المؤمنين، واليوم نقول لكل الأمة الإسلامية العربية والأعجمية (كما تعلمون) أننا نحن أبناء طائفة الموحدين بني معروف الدروز، من أهل بيت سلمان (عليه السلام)، وبموجب عهد سلمان لم نستلم من الأمة الإسلامية قاطبة أي شيء، وفي هذه الأيام يتسبب المسلمون بأذى كبير، لأفراد ومجموعات، من هذه الطائفة الكريمة عريقة النسب والحسب، وحتى الآن لم نستلم من: " بيت مال المسلمين في كل سنة مائة حلّة في شهر رجب ومائة في الأضحية ومن الأواني مائة، فقد استحق سلمان ذلك منا لأن فضل سلمان على كثير من المؤمنين"، وبمفهوم بنوك عصرنا والعملات النقدية لزماننا، فلو خرجت الأمة الإسلامية قاطبة من بيوتها وقصورها ودولها وسلمت طائفة الموحدين بني معروف الدروز، كل ممتلكاتها وكلّ ما تحت السماء وكل ما تحت الأرض فلن تفي كل الأمة الإسلامية لهذه الطائفة حقها، وفضلها على الأمة الإسلامية علم خفاق على رؤوس الأشهاد، حتى في زمننا المعاصر وفي القرن العشرين، القرن الماضي خاصة، تابعت هذه الطائفة دعمها وتأثيرها على مجريات الأمور في المسارات الصحيحة، على ربوع معظم دول الشرق الأوسط.

تاريخ سلمان الفارسي (عليه السلام) حياته ونشأته،

كان اسمه روزبه في بلاد فارس، واسم أبيه خشفوذان من دهاقين فارس (دهاقين جمع دهقان وهو زعيم فلّاحي العَجَم)، وقيل من أساورتها، ومن كبار الزرادشتيين في أصفهان، له إمرة على بعض الفلاحين من أبناء أصفهان. كان واسع الحال يملك بعض المزارع شأن غيره من الطبقة الوسطى في المجتمع الفارسي آنذاك، وكان لولده سلمان مكانة خاصة في نفسه جعلته يستأثر بالنصيب الأكبر من اهتماماته، وقد تحدّثت حكايات منقولة على لسان سلمان وهو في طلب الحقيقة، حيث كان ابن دهقان قرية جي من أصفهان، وبلغ من حبّ أبيه له أن حبسه في البيت، خوفَا عليه من الأذى، فاجتهد في المجوسية حتى صار قطن (خادمًا) بيت النار، فأرسله أبوه يومَا إلى ضيعة له، فمرّ بكنيسة النصارى، فدخل عليهم، فأعجبته صلاتهم، فرأى دين هؤلاء خير من دينه، دين الزردشتية، فسألهم عن مكان أصل ذلك الدين؟ قالوا له بلاد الشام، فهرب من والده حتى قدم الشام، فدخل على الأسقف في الكنيسة وجعل يخدمه ويقدم له المساعدة ويتعلم منه، حتى حضرته الوفاة، فسأله ليعرف إلى من يوصي؟ فأجاب: قد هلك الناس، وتركوا دينهم إلا رجلًا بالموصل فعليه أن يلتحق به، فلما قضى نحبه لحق بذلك الرجل فلم يلبث يخدمه إلا قليلاً حتى حضرته الوفاة، فسأله إلى من يوصي؟ فقال أنه لم يعلم رجلاً بقي على الطريقة المستقيمة إلا رجلاً بنصيبين، فلحق بصاحب نصيبين، فبعثه إلى رجل بعمورية من أرض الروم، فأتاه وأقام عنده، واكتسب بقيرات وغنيمات، فلما نزل به الموت سأله بمن يوصي؟ فقال له: قد ترك الناس دينهم، وما بقي أحد منهم على الحق، وقد أظل زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم (عليه السلام)، يخرج من أرض العرب مهاجراً إلى أرض بين حرتين، لها نخل، فسأله عن علامته؟ قال له: يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، ثم مرّ به ركب من قبيلة بني كلب، فخرج معهم، فلما بلغوا به وادي القرى ظلموه واستولوا عليه، وباعوه ليهودي، فكان يعمل له في زرعه ونخله، فبينما هو عنده إذ قدم ابن عم لليهودي، فابتاعه منه، وحمله إلى المدينة.
عهد لسلمان الفارسي (عليه السلام)، نسخة أصلية من العهد.
علاقة سلمان الفارسي (عليه السلام) بالرسول الكريم (ص)،

قال الإمام علي(ر): "السُّبَّاقُ خمسةٌ فأَنا سابِقُ العرب، وسلمانُ سابِقُ فارس،  وصُهَيبٌ سابِق الرّوم، وبلاَلٌ سابِقُ الحَبَشِ، وخَبَّابٌ سابقُ النَّبْطِ". أسلم سلمان (عليه السلام) في السنة الأولى وبالتحديد في شهر جمادى الأول، عدّ في بعض الروايات هو وعلي (ر) من السابقين الأولين، كما قال ابن مردويه: كان سلمان قد عرف، أنّ نبياً سيخرج، وأنّه لا يأكل الصدقة، ويأكل الهدية، وبين كتفيه خاتم النبوة، فحينما التقى بالنبي في قباء قدّم إليه رطبًا على أنّها صدقة، فلاحظ أنّ النبيّ قد أمر أصحابه بأن يأكلوا، ولم يأكل هو، لأنها صدقة، فعدّها سلمان (عليه السلام) واحدة. ثم التقى به في المدينة فقدم له رطبًا على أنّها هدية، فلاحظ: أنّه قد أكل منها هذه المرة... ثم التقى به في بقيع الغرقد، وهو في تشييع جنازة بعض أصحابه، فسلم عليه، ثم استدار خلفه، فكشف له عن ظهره، فرأى خاتم النبوة، فانكب عليه يقبله ويبكي، ثم أسلم، وأخبره بقصته، وأنه عبد ولم يعتق من سيده بعد، وعمل الرسول (ص) على تحريره من العبودية، وتم تحرير سلمان من رق العبودية بصورة تامة بعد أن اشتراه الرسول الأكرم من صاحبه، ودونت هذه الحادثة في كتاب النبيّ في مفاداة سلمان (عليه السلام) ذكر بعض المحدثين والمؤرخين: أن النبيّ قد أملى كتاب مفاداة سلمان (عليه السلام)، على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ر)، وهو والنص لأبي نعيم، كما يلي: "هذا ما فادى محمّد بن عبدالله، رسول الله، فدى سلمان الفارسي من عثمان بن الاُشهل اليهودي، ثم القرظي، بغرس ثلاثمائة نخلة، وأربعين أوقية ذهب، فقد برئ محمّد بن عبدالله رسول الله لثمن سلمان الفارسي (عليه السلام)، وولاؤه لمحمّد بن عبدالله رسول الله، وأهل بيته (ص) فليس لأِحد على سلمان (عليه السلام) سبيل". بعد عتق سلمان (عليه السلام) من رق العبودية، ذهب البعض إلى أنّ رسول الله (ص) آخي بين سلمان وأبي الدرداء، وهناك روايات تنص على أنّه آخى بين سلمان (عليه السلام) وبين حذيفة بن اليمان، وأخرى تقول: عقدت المؤاخاة بين سلمان وبين المقداد إلا أنّ المصادر التاريخية الشيعية، توحي بالمؤاخاة بين سلمان (عليه السلام) وبين أبي ذر الغفاري، فقد جاء في الرواية أن رسول الله (ص) آخى بين سلمان وأبي ذر، واشترط على أبي ذر أن لا يعصى سلمان (عليه السلام).

سلمان (عليه السلام) في كلام النبي (ص)،

روي في سبب هذه النسبة الكريمة والعزيزة إلى سلمان: أنّه حين اشتغال المسلمين بحفر الخندق، كان النبيّ (ص) قد قطع لكل عشرة أربعين ذراعاً، يعملون فيها، وكان سلمان (عليه السلام)، قوياً في عمله، احتج المهاجرون والأنصار. فقال المهاجرون: سلمان منّا. وقال الأنصار: سلمان منّا. فقال رسول الله: سلمان منّا أهل البيت، وروي أن سلمان الفارسي (عليه السلام)، دخل مجلس رسول الله ذات يوم، فعظموه، وقدموه، وصدروه؛ اجلالاً لحقه، واعظاماً لشيبته، واختصاصه فدخل البعض: فنظر إليه فقال: من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب؟
فصعد رسول الله المنبر فخطب، فقال:
"إن الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلاّ بالتقوى. سلمان بحر لا ينزف، وكنز لا ينفد، سلمان منّا أهل البيت..."، وكان سلمان (عليه السلام)، حينما يُسأل عن نسبه يجيب بأنه ابن الإسلام وكان إذا قيل له: ابن من أنت؟ يقول: أنا سلمان بن الإسلام أنا من بني آدم. آل فقيه، في كتاب سلمان سابق فارس، ص 142 – يؤكد أن كلام سلمان الفارسي (عليه السلام)، صحيحًا: "أنا سلمان بن عبد اللّه. كنت ضالًا، فهداني اللّه بمحمد، وكنت عائلًا، فأغناني اللّه بمحمد، وكنت مملوكًا، فأعتقني اللّه بمحمد، فهذا حسبي ونسبي".

سلمان (عليه السلام) في كلام النبي (ص)،

روي في سبب هذه النسبة الكريمة والعزيزة إلى سلمان: أنّه حين اشتغال المسلمين بحفر الخندق، كان النبيّ (ص) قد قطع لكل عشرة أربعين ذراعاً، يعملون فيها، وكان سلمان (عليه السلام)، قوياً في عمله، احتج المهاجرون والأنصار. فقال المهاجرون: سلمان منّا. وقال الأنصار: سلمان منّا. فقال رسول الله: سلمان منّا أهل البيت، وروي أن سلمان الفارسي (عليه السلام)، دخل مجلس رسول الله ذات يوم، فعظموه، وقدموه، وصدروه؛ اجلالاً لحقه، واعظاماً لشيبته، واختصاصه فدخل البعض: فنظر إليه فقال: من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب؟
فصعد رسول الله المنبر فخطب، فقال:
"إن الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلاّ بالتقوى. سلمان بحر لا ينزف، وكنز لا ينفد، سلمان منّا أهل البيت..."، وكان سلمان (عليه السلام)، حينما يُسأل عن نسبه يجيب بأنه ابن الإسلام وكان إذا قيل له: ابن من أنت؟ يقول: أنا سلمان بن الإسلام أنا من بني آدم. آل فقيه، في كتاب سلمان سابق فارس، ص 142 – يؤكد أن كلام سلمان الفارسي (عليه السلام)، صحيحًا: "أنا سلمان بن عبد اللّه. كنت ضالًا، فهداني اللّه بمحمد، وكنت عائلًا، فأغناني اللّه بمحمد، وكنت مملوكًا، فأعتقني اللّه بمحمد، فهذا حسبي ونسبي".

أهم مواقف سلمان الفارسي (عليه السلام)،

سلمان الفارسي (عليه السلام)، كان صاحب المواقف الصحيحة القويمة ناصح لرسول الله (ص) وللمؤمنين، مواقفه الكثيرة الشاملة في النصح والإرشاد عززت مكانته في نظر الرسول والمؤمنين.

1. الإشارة بحفر الخندق،

شهد سلمان الفارسي معركة الخندق، ولم يَفُتْه بعد ذلك مشهد من مشاهد الرسول (ص) وهو الذي اقترح على النبي الأكرم حفر خندق حول المدينة، وكان رسول الله قد قطع لكل عشرة أربعين ذراعاً، فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي، وكان رجلاً قوياً، فقال المهاجرون: "سلمان منا"، وقالت الأنصار: "لا، بل منا"، فقال رسول الله: "سلمان منا أهل البيت"، وكان له ولحذيفة بن اليمان شرف الريادة إبّان فتح المدائن حيث ارتادوا للمعسكر مكانًا طيبًا يمكنهم من الانتصار على العدو.

2. الاعتراض على السقيفة،

قال سلمان الفارسي (عليه السلام)، بعد أحداث السقيفة: لو بايعوا عليّاً لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، كان سلمان ضمن المجموعة التي اعترضت على السقيفة التي تضم جماعة أشار إليهم البراء بن عازب، بقوله: لم أزل لبني هاشم، محبًا فلما قبض رسول الله (ص)، خفت أن تتمالا قريش على إخراج هذا الأمر عنهم... فلم ألبث وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه، وقدّموه فمدّوا يده فمسحوها على يد أبى بكر يبايعه، شاء ذلك أو أبى، فأنكرت عقلي، وخرجت أشتد حتى انتهيت إلى بني هاشم، والباب مغلق، فضربت عليهم الباب ضرباً عنيفاً، وقلت: قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة، فمكثت أكابد ما في نفسي، ورأيت في الليل المقداد وسلمان وأبا ذر وعبادة بن الصامت وأبا الهيثم بن التيهان وحذيفة وعمار بن ياسر، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين، وله احتجاجات على القوم في هذا المجال، هو وأبيّ بن كعب رحمه الله ويؤكد موقفه هذا كلمته المشهورة يوم السقيفة حين أخبر بمبايعة الناس لأبي بكر، وهي قوله: - كرديد ونكرديد، بمعنى فعلتم وما فعلتم -، وقد ذكرها المعتزلي في شرح النهج في أكثر من مورد كما ذكرها غيره. إلا أنّهم اختلفوا في تفسيرها وقال السيد مرتضى العسكري أنّ مراد سلمان واضح، بل صرّح به هو حيث قال مخاطبًا الصحابة: "أصبتم الخير ولكن أخطأتم المعدن"، وفي رواية أخرى: أصبتم ذا السن منكم، ولكن أخطأتم أهل بيت نبيكم، أما لو جعلتموها فيهم ما اختلف منكم اثنان ولأكلتموها رغدًا.

3. ولاية المدائن،

قال ابن شهر آشوب في المناقب كان عمر وجّه سلمان أميرًا، "إلى المدائن، فلم يفعل إلا بعد أن استأذن أمير المؤمنين، فمضى، فأقام بها إلى أن توفي وكان عطاء سلمان خمسة آلاف، وكان أميرًا على زهاء ثلاثين ألفًا من المسلمين، وكان يحطب في عباءة يفترش نصفها، ويلبس نصفها، فإذا خرج عطاؤه تصدق به وكان سلمان يسفّ الخوص (ينسج ورق النخيل والمقل)، وهو أمير على المدائن، ويبيعه، ويأكل منه، ويقول: لا أحبّ أن آكل إلا من عمل يدي.

صورة محمد (ص) الآية 38،

[ وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ] (38)

وفسرها الرسول الكريم قائلًا: "وأن ترتدوا عن دين الله وشرعه وعدم طاعة الله فإن الله قادر على إهلاككم وأن يأتي بقوم غيركم يحبهم ويحبونه ولا يكونوا بخلاء مثلكم لا ينفقون في سبيل الله شيئًا".


مقام سيدنا سلمان الفارسي عليه السلام – ضريح الصحابي الجليل سيدنا سلمان الفارسي عليه السلام في مدائن- العراق
وصلت إلى أيامنا، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله (ص) قال: "وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ولا يكونوا مثلكم"، قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين إذا تولينا استبدل بنا ثم لا يكونون أمثالنا؟ قال: فضرب بيده على كتف سليمان الفارسي رضي الله عنه ثم قال: "هذا وقومه ولو كان الدين عند الثريا لتناوله رجال من الفرس"، رواه مسلم.

قال أبو موسى الأشعري: لما نزلت الآية قال رسول الله (ص): "هي أحب إليّ من الدنيا"، أخرجه الطبري.

هناك الكثير من المصادر للمطالعة والتعلم عن سيرة الصحابي الجليل القدر سلمان الفارسي (عليه السلام)، أذكر هنا بعض المصادر وأوجه إليها في من أهم المصادر التي قرأتها عنه.

1. سلمان الفارسي(عليه السلام)، ، جعفر مرتضى العاملي.
2. سلمان الفارسي (عليه السلام)، عرض وتحليل، محمد جواد آل ‌الفقيه.
3. نفس الرحمان في فضائل سلمان (عليه السلام)، الميرزا حسين النوري الطبرسي.
4. سلمان فارسي (عليه السلام)، عباس ملكي.
5. سلمان فارسي (عليه السلام)، استاندار مداين، أحمد صادقي أردستاني.
6. أمير مدائن: حياة سلمان الفارسي(عليه السلام)، حسن باقي ‌زاده - صادقي الهوامش.

واختصارًا للكلام آمل أن أكون قد أفدت واحدًا منهم، وجاءني أجري من عند رب العالمي مالك الملك، فالتعريف على أسياد أمة وأقوام وتقديرهم واحترام مآثرهم وإيثارهم على الأمة، بدون استثناء أو تفرقة بين أفرادها، ما هو إلا عمل جريء جبار، يوثق التاريخ للأجيال القادمة كي لا تزايد أمة على أمة وتحترم بعضها البعض جميع الشعوب على اختلاف مفاهيمها ونصوصها، وهذا من أجل التعايش السلمي دون أن يعتري حياتنا نائبات ومصائب من صنيعة يد الإنسان، بسبب تطرف ديني وفكر فاسد يتسبب بالإرهاب والخراب، وبطبيعة الحال فكر كهذا لا يجر ورائه إلا الدمار الشامل، للمجتمعات والعقول، علينا جميعاً أن نتحدث بلغة واحدة فقط، لغة الإنسان والإنسانية، لغة الحرية للجميع دون أن نتسبب بإساءة لأحد، لغة المساواة لبعضنا البعض، دون أن يكون إنسان أفضل من الآخر فجميعنا متساوون كأسنان المشط، ومن بعد هذا الطرح العقلاني الفكري الروحاني، لا ينمو بين بني البشر في لغة الحوار الحضاري الفكري إلا التآخي والمحبة والعمل الصالح والتقديم والعطاء، وأنا شَخْصيًّا أتمنى وأحلم بعالم يخلو من الكراهية والحقد والحسد والفساد، لعل وعسا نعيش في عالمنا، حياة هادئة ملؤها السعادة والخير والهنا.

واقبلوا فائق تقديرنا واحترامنا.

الفقير لله تعالى الشاعر الكاتب د. رافع حلبي
البريد الإلكتروني: [email protected]



معاً وسوياً لنبني مجتمعاً حضارياً متجدداً أفضل . .
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-78397.htm