صنعاء نيوز - طالبان تلتقي القادة السياسيين الأفغان وتقدم عرضًا جديدًا للمصالحة وتتعهد بحكم “مختلف” وعدم الانتقام.. ومقتل 3 في احتجاجات مناهضة في مدينة جلال اباد

الخميس, 19-أغسطس-2021
صنعاء نيوز -

كابول- واشنطن – عبد الجبار أبوراس:
ذكرت مصادر أفغانية، أن أنس حقاني عضو المكتب السياسي لـ”طالبان” وأعضاء آخرين في الحركة، اجتمعوا مع الرئيس السابق حامد كرزاي، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبد الله عبد الله، بالعاصمة كابل، الأربعاء.
ونقلت قناة “طلوع نيوز” عن المصادر (لم تسمها)، أن الاجتماع عقد في منزل عبد الله، مشيرة أن التفاصيل حول ما تمت مناقشته في الاجتماع لم تتوافر بعد.
وفي وقت سابق الأربعاء، أكد مولوي خير الله خيرخوه، عضو المكتب السياسي لـ”طالبان” في الدوحة، والموجود حاليًا بمدينة قندهار الأفغانية، أن نائب زعيم الحركة الملا عبد الغني برادار، و8 أعضاء آخرين من “طالبان” وصلوا إلى قندهار الثلاثاء، قادمين من قطر.
وقال خيرخواه: “لم نعد نرى أحداً كأعداء لنا”.
والثلاثاء، أكدت “طالبان” أنها تسعى إلى تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان.
ومنذ مايو/ أيار الماضي، بدأت “طالبان” توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأمريكية، المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري.
وسيطرت الحركة، خلال أقل من 10 أيام، على معظم أفغانستان تقريبا، رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، خلال نحو 20 عاما، لبناء قوات الأمن الأفغانية.
وكان تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن، أسقط حكم “طالبان” عام 2001، لارتباطها آنذاك بتنظيم “القاعدة” الذي تبنى هجمات في الولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول من ذلك العام.
وقدمت حركة طالبان عرض مصالحة متعهدة بعدم الانتقام من معارضيها وباحترام حقوق النساء في حكم “مختلف” لافغانستان عما كان عليه قبل عشرين عاما.
صدر هذا الاعلان مساء الثلاثاء بعيد عودة نائب زعيم طالبان الملا عبد الغني برادر إلى أفغانستان بعد يومين على سيطرة الحركة التي شارك في تأسيسها على البلاد، ليكرس بذلك توليها الحكم مجددا بعدما أطاح بها اجتياح غربي بقيادة الولايات المتحدة عام 2001.
وفيما يتزايد القلق في العالم ازاء سجل طالبان في مجال حقوق الانسان يواصل عشرات آلاف الافغان محاولاتهم الفرار من البلاد.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحافي في كابول امام الصحافيين المحليين والاجانب إن “كل هؤلاء في المعسكر المعارض تم العفو عنهم بشكل تام” كاشفا هويته للمرة الاولى. وأضاف “لن نسعى الى الثأر”.
وتابع ان النظام الجديد سيكون “مختلفا بشكل إيجابي” عن حكمهم بين 1996 و2001 الذي شهد عمليات رجم حتى الموت ومنع فتيات من ارتياد المدارس ونساء من العمل مع الرجال.
وأضاف مجاهد “الحرب انتهت (…) (زعيم طالبان) عفا عن الجميع”، مضيفا “نتعهد السماح للنساء بالعمل في إطار احترام مبادئ الإسلام”.
وقال إن طالبان ستشكل حكومة قريبا من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل حول أعضائها، مكتفيا بالقول إن الحركة “ستقيم روابط مع كل الأطراف”.
ولدى سؤاله عن أوجه الاختلاف بين حكومة طالبان التي أطاحها تدخّل عسكري غربي بقيادة الولايات المتحدة قبل عشرين عاما والحركة اليوم، قال “إذا كان السؤال يستند إلى العقيدة والمعتقدات ليس هناك اختلاف… لكن إذا كان يستند إلى الخبرة والنضج والبصيرة، فمن دون أدنى شك هناك أوجه اختلاف كثيرة”.
في ردود الفعل، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الثلاثاء أن الولايات المتحدة تأمل أن “تفي” طالبان بوعودها في شأن حقوق الإنسان.
وقال برايس في مؤتمر صحافي “إذا كان طالبان يقولون إنهم سيحترمون حقوق مواطنيهم، فإننا نتوقع منهم أن يفوا بهذا الالتزام”.
كما أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن تباحث مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء في الأزمة الأفغانية واتّفق وإيّاه على تنظيم قمّة افتراضية لمجموعة الدول السبع حول هذا الملف الأسبوع المقبل.
من جهته، اعلن وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء أن على الاتحاد ان “يحاور” طالبان “في أسرع وقت” لأن هؤلاء “ربحوا الحرب” في افغانستان.
وقال بوريل في مؤتمر صحافي “طالبان ربحت الحرب في افغانستان. لذلك، علينا ان نتحدث اليهم بهدف إجراء حوار في اسرع وقت لتفادي كارثة إنسانية وربما على صعيد الهجرة” من افغانستان.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الثلاثاء “سنحكم على طالبان استنادا إلى أفعالها”، معربا عن اسفه لعرقلة وصول أفغان يرغبون في اجلائهم إلى مطار كابول.
وأعلن مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتّحدة مساء الثلاثاء أنّه سيعقد في 24 آب/أغسطس الجاري جلسة خاصة لمناقشة “القلق البالغ المتّصل بحقوق الإنسان” بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الثلاثاء أن بلاده “لا تعتزم الاعتراف بحكومة طالبان”، في وقت يطرح المجتمع الدولي تساؤلات عن العلاقات المستقبلية مع الحركة المتطرفة.
– استمرار الاجلاء-
في الأثناء، يحاول عشرات الآلاف الفرار من أفغانستان خشية من حكم طالبان الإسلامي المتشدد أو خوفًا من الانتقام منهم لتأييدهم الحكومة التي دعمتها الولايات المتحدة على مدى العقدين الماضيين.
أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنّ طالبان وعدت بتأمين عبور آمن لآلاف المدنيين الساعين الى بلوغ مطار كابول تمهيداً لمغادرة أفغانستان.
والآلاف من الأميركيين المقيمين في أفغانستان ومن الأفغان الذين عاونوا الغربيين يسعون إلى مغادرة البلاد خوفاً من انتقام طالبان، لكنهم عالقون خارج حرم المطار في مناطق تسيطر عليها طالبان.
وقال مستشار الأمن القومي جايك سوليفان للصحافيين في البيت الابيض “أبلغَنا طالبان أنّهم مستعدون لضمان عبور آمن للمدنيين الى المطار، وسنحمّلهم مسؤولية هذا التعهّد”، لافتاً إلى أنّ واشنطن “تحاور” طالبان أيضاً في شأن الجدول الزمني لعمليات إجلاء آلاف الأميركيين والأفغان بواسطة طائرات أميركية.
إلى ذلك قال مسؤول من حركة طالبان اليوم الأربعاء إن قادة الحركة الأفغانية سيظهرون أنفسهم للعالم، على النقيض مما كان الحال عليه قبل 20 عاما عندما كان قادة الحركة يعيشون بشكل كبير في أماكن سرية.
وقال المسؤول الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز “بالتدريج سيرى العالم كل قادتنا ولن يكون هناك تخف أو سرية”.
وأضاف أن أعضاء الحركة صدرت لهم أوامر بعدم الاحتفال باجتياحهم الخاطف للبلاد، والذي أخذهم إلى العاصمة كابول يوم الأحد، وأضاف أن على المدنيين أن يسلموا أسلحتهم وذخيرتهم.
من جهة ثانية قال شاهدان ومسؤول سابق في الشرطة الأفغانية لرويترز إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من عشرة بعد أن فتح مقاتلون من طالبان النار خلال احتجاجات ضد الحركة في مدينة جلال اباد بغرب أفغانستان.
وقال الشاهدان إن القتلى سقطوا عندما حاول سكان رفع العلم الوطني الأفغاني في ميدان بالمدينة الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا شرقي العاصمة كابول.
ولم يتسن الاتصال بمتحدثين باسم طالبان للحصول على تعقيب.
هذا و قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) جون كيربي اليوم الأربعاء إن القوات الأمريكية التي تقوم بحماية عمليات الإجلاء من مطار كابول أطلقت بعض الأعيرة النارية في الهواء خلال الليل في مسعى للسيطرة على الحشود لكن ليس هناك مؤشرات على سقوط ضحايا أو وقوع إصابات بسبب ذلك.
وأضاف كيربي في إفادة صحفية أن الأعيرة النارية التي أطلقتها القوات الأمريكية لم توجه صوب الأفغان أو أي شخص آخر. وأشار إلى أن عدد القوات الأمريكية في مطار كابول الدولي اليوم الأربعاء وصل إلى 4500 جندي تقريبا وأن عدة مئات من المتوقع وصولهم خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة.
وقال مسؤول من طالبان بشكل منفصل إن قادة من الحركة وجنودا أطلقوا النار في الهواء اليوم الأربعاء لتفريق حشود في مطار كابول.
وأضاف المسؤول لرويترز “لا نية لدينا لإيذاء أو إصابة أي أحد”.
وقال المسؤول إن الفوضى متواصلة خارج المطار وألقى باللائمة على القوات الغربية بسبب “خطة الإجلاء الفوضوية” من أفغانستان.
وقال كيربي إن وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي سيعقدان مؤتمرا صحفيا عن التطورات في أفغانستان بعد ظهر اليوم. وأضاف كيربي أن المؤتمر الصحفي سيعقد الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت الساحل الشرقي (1900 بتوقيت جرينتش).
الاناضول – ا ف ب -رويترز
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:52 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-78470.htm