خاص / صنعاء نيوز -
فعاليات مهرجان صيف صنعاء السبعين
أطفال يرسمون المستقبل في خيمة المرسم الحر
يحضر مئات الأطفال كل صباح إلى خيمة المرسم الحر بحديقة السبعين في أمانة العاصمة صنعاء منذ اليوم الأول لافتتاح مهرجان صيف صنعاء الذي يتميز بوجود متنفس للأطفال وبمجرد وصول الأطفال توزع عليهم الأدوات الخاصة بالرسم من اقلام وأوراق من قبل عدد من المشرفين والمشرفات المتواجدين في خيمة المرسم , وبحضور الاخت نجيبة حداد(مامة نجيبة) وكيلة وزار الثقافة لقطاع الفنون الشعبية والمسرح.. التي تحرص على مرافقة الأطفال حتى السابعة مساء من كل يوم طوال أيام مهرجان صيف صنعاء الذي بدأت فعالياته الاسبوع الماضي ويستمر حتى نهاية شهر شعبان الجاري, وتؤكد الأخت الوكيلة على ان هذه الاعمال التي ينفذها الاطفال ستدخل ضمن مسابقات سحب يومية يتم فيها الاعلان عن أفضل خمس لوحات .
وقالت الأخت الوكيلة ان بعض رسمات الأطفال تعبر بشكل تلقائي عن ولائهم وحبهم لوحدتهم من خلال رسمهم لزهرتان ويكتبوا في الأولى صنعاء الثانية عدن ويربطون بينهما برقم 22مايو وهذه المساهمات تأتي دون توجيه او طلب من أحد إلى جانب رسمات تلقائية لبعض الأطفال يرسمون العلم الجمهوري فوق أي مبنى او مدرسة حتى ان طفل رسم علم اليمن على دراجة وحين سأله احد الصحفيين رد قائلا هذه دراجتي (السيكل) الذي أملكه وعليه العلم اليمني لأن والدي رسم العلم على سيارته وهكذا .
وترى الأخت الوكيلة ان تعزيز الولاء الوطني لدى النشء مهم جدا ويعزز الشعور بحب الوطن ورموزه وقيادته وهذا في الحقيقة دور التربية والثقافة في آن واحد لأن الأطفال الذين حضروا إلى المرسم بحديقة السبعين استمعوا لكلمة إرشادية من مامة نجيبة عن الوحدة وأهميتها في خلق جيل متعلم يحب اليمن ويدافع عن وحدته وترابه .
وأكدت مامة نجيبة أن المهم هو غرس المحبة في قلوب هؤلاء الأطفال ليكونوا رجال المستقبل وليحافظوا على وحدتهم من أي أخطار محتملة، مضيفة "أن الرسومات تعبر عما يجول بخواطر الأطفال، وأنها تنمي الذكاء والخيال وتربط بين الماضي والحاضر والمستقبل".
عفوية ومعبرة
وأوضح الأخ حسين فيصل الصوفي – المشرف بالمرسم الحر أنه بمجرد وصول الأطفال توزع عليهم الأدوات الخاصة بالرسم من أقلام وأوراق وغير ذلك، قائلا إن الأطفال انطلقوا في محيط المرسم وساحاته لاختيار الزوايا المناسبة ليرسمون فيها.
وكد المشرف بمركز المرسم أن بعض الأطفال "اختار أن يرسم للالعاب في الحديقة والبعض أختار ليرسم حيوان مثل الخيول او دراجة إلى ان غالبية الأطفال يرسمون أعلام الوطن ".
وقال الصوفي إن رسومات الأطفال ستعرض على مختصين وسيتم تقييمها لتقديم الجوائز للفائزين، حيث رصدت جوائز قيمة لعشرات المشاركين الذين يحالفهم الحظ بالفوز، مؤكدا أن هذه الخطوة تعتبر من المميزات التي يتميزبها المرسم الحر في مهرجان صيف صنعاء.
وشدد على أن جمالية هذا المهرجان تكمن في الصورة العفوية التي يرسمها الأطفال، وبين أن الهدف هو ربط الطفل بشكل عاطفي وملموس بالتنمية وحب الوطن.
وأثنا تنقلنا في اروقة المرسم شاهدانا عدد من الأطفال منهم (هشام عثمان) 4سنوات يمسك بيده الصغيرة قلم رصاص وعلبة الالوان على طاولة وضعت للاطفال حركة دائرية او خط مستقيم او مربع ثم يأتي حسين فيصل الصوفي – مشرف المرسم كالنحلة يلف على كل الطاولات ملبيا لطلبات الصغار وموجها لهم بان يحرصوا على كتابة أسمائهم وعناوينهم كاملة على خلف ورقة الرسم التي يستقبل الأخ حسين كل طفل قدم إلى خيمة الرسم الحر بحديقة السبعين قائلا لهم ستدخلون في مسابقة أفضل رسمه وستتنافسون على جوائز قيمة يتم الاعلان عنها في اليوم الثاني من كل يوم.. يشد عزم الأطفال ويبدأ الطفل (هشام) بمرحلة التلوين أحمر وأخضر وأزرق وأصفر وهكذا حتى تنتهي اللوحة ويذهب ليسلمها للاخوات المشرفات او عمو( حسين ) الشاب الوسيم ومشرف المرسم والقريب من كل الأطفال.
وبالنسبة للطفلة مارية – عشر سنوات تقول أعطيت لي ورقة وكنت أخر طفلة أستلم ورقة وسحبت الورقة مني لطفل أخر وخرجت من المرسم بصراحة ونفسي مكسورة لأن رسمي جميل وكنت قريبة من الحصول على جائزة ولكني سوف حضر غدا في وقت مبكر.
نبوغ مبكر
إلى ذلك تقول (أم مارية) إن الطفلة تهوى الرسم منذ سنوات دراستها في الروضة وكنت أستغرب كيف تمسك بالقلم وتطلب الاوان وترسم العلم الوطني بألوانه الثلاثة دون خطاء .
وللافت أن حب مارية للرسم لايختلف عن حب وشغف أخوانها محمد وخطاب في حب الرسم ولكن كل بطريقته فمحمد يرسم ولكن بجهاز الكمبيوتر وبطريقه غريبة فلن أمدح أبنائي لحبهم الرسم او تعلمهم الرسم بواسطة الحاسب ويمكن القول بان تصرفات الأطفال اليوم تسبق أعمارهم.. وتقول أم مارية وهي أم لثلاثة أطفال أنها في كثير من الاحيان تعجز عن مجاراة أبنائها في التعامل مع ألعاب الكمبيوتر مما يجعلها تقف مذهولة أمام تصرفاتهم.
وحاول الطفل محمد (10 سنوات) ان يرسم مدرسته وعليها علم اليمن يرفرف عليا على هامات الاطفال الملتفين حول سارية العلم الكبيرة وحين سالته قال: انه من يحيي العلم في المدرسة كل صباح ويحرص على ترديد شعار (الله الوطن الثورة) تحيا الجمهورية اليمنية ثلاث مرات صباح كل يوم دراسي.
وتحظى هذه الفعالية بإقبال كبير من الأطفال والعائلات التي تحرص على المشاركة فيها،حيث ترى الكثير من الأطفال وهم يشاركون بفعالية في المرسم متجمعين حول مامة نجيبة- وكيلة وزارة الثقافة.
وتحتل فعاليات الطفل التي تشرف عليها وكيل وزارة الثقافة لقطاع الفنون الشعبية والمسرح حيزا مهما ضمن برنامج فعاليات المهرجان، حيث لم تقتصر على أنشطة المرسم الحر الذي يتزايد عدد المشاركين فيه من الأطفال بشكل يومي، بقدر ما شملت استعراض الأطفال لعدد من الألعاب الشعبية الخاصة بالأطفال والعاب البالونات.