صنعاء نيوز - الشارقة – سحر حمزة 
 
في  دراسة ميدانية حول تصورات الأطفال للعنف في مجتمع الإمارات انجزها الدكتور احمد العموش عام 2007  أستاذ علم الإجتماع بجامعة الشارقة أكد فيها أن الدراسة تهدف إلى التعرف على  تصورات العنف لدى الأطفال في مجتمع الإمارات،

السبت, 25-يوليو-2009
صنعاء نيوز -

الشارقة – سحر حمزة

في دراسة ميدانية حول تصورات الأطفال للعنف في مجتمع الإمارات انجزها الدكتور احمد العموش عام 2007 أستاذ علم الإجتماع بجامعة الشارقة أكد فيها أن الدراسة تهدف إلى التعرف على تصورات العنف لدى الأطفال في مجتمع الإمارات، متخذة من الخصائص الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية لأفراد العينة متغيرات دراسية لمعرفة أشكال العنف ( صور العنف ) الممارسة على الطفل ( المادي، العاطفي ، الإهمال و الجنسي) و التعرف على الأشخاص الذين يمارسون العنف ضد الأطفال داخل المنزل والمتمثلة في الأب، الأم، الأخ، الأخت، زوجة الأب والجدة . ولأغراض أجراء هذه الدراسة تم استخدام عينة عشوائية تألفت من (193) طفلا.

و أظهرت نتائج الدراسة أنواع العنف الممارس (صور العنف الجسدي، العاطفي، الإهمال، و الجنسي ) من وجهة نظر العينة.

الانحراف ويضيف العموش ان الطفل الذي يتعرض للاستغلال الجنسي

، يعاني من بنية نفسية هشّة، تجعله عرضة لكافة أنواع الانحراف، حيث تتجه الفتيات للدعارة والاولاد للسرقة والادمان و هذا نتاج لنضوج جنسي مبكر ليس ضمن سياقه الطبيعي، يولد بدوره لدى المعتدى عليهم نزعة لإيذاء أنفسهم أو إيذاء الآخرين".



ويشير العموش الى غالبا ما يحصل تكتم على إخفاء إساءة معاملة الطفل وما تمثله من تعديات متنوعة عليه حتى لا تصل إلى النظام العدلي ومرده إلى أن غالبية هذه الجرائم ترتكب في الأسرة ، وهي المؤسسة الاجتماعية المكلفة اجتماعياً و أخلاقياً بتوفير الرعاية و الحماية للطفل ، هذا بالإضافة إلى أن الأسرة تتعامل مع هذه السلوكيات على أنها سلوكيات مقبولة اجتماعياً خاصة ما يتعلق بسوء المعاملة الجسدية ، أو أنها تمارس تحت ذريعة شرعية معتقدات خاطئة تربوياً كالخلط بين أساليب التأديب وسوء المعاملة ، أو لأن الأسرة تعتقد بأن الطفل (شيء) يخص الأسرة ولا يحق للآخرين التدخل فيما يخصها ، فضلاً عن أن وكذلك فإن الأسرة تخضع هذه الممارسات المرفوضة على الصعيد الاجتماعي ( مثل المبالغة في التعدي الجسدي ، أو تعرض الطفل لتعد جنسي من داخل الأسرة... ألخ). وتحيطها بالسرية التامة ، ذلك لأن إماطة اللثام عنها يشكل فضيحة اجتماعية ، وكل هذه العوامل تساعد على الحد من التدخل المؤسسي الخارجي وبخاصة التدخل المؤسسي العدلي لحماية الطفل ويعود إلى طبيعة الضحية ومقدرته في الدفاع عن نفسه ، وإدراكه لنوع العنف المستخدم ضده وطرق التعامل معه من قبل الشخص المعتدى عليه ، إضافة إلى أن طبيعة الثقافة التي لا تسمح بالإفصاح عن الإبلاغ عن العنف ضد الأطفال وخاصة الجنسي والإهمال ، وذلك لوجود نسق من المحرمات والذي يشكل عائقاً في الإبلاغ عن أي صور من صور العنف



وعرف الدكتور احمد العموش الاعتداء الجنسي على الطفل بالتصرف الجنسي الذي يتم يتم فرضه على طفل غير ناضج وجدانياً وبدنياً وذهنياً، لتحقيق لذة أو إثارة جنسية لشخص بالغ باستخدام قوة أو سلطة هذا الشخص. هذه السلطة أو القوة تمكن المعتدي بشكل مباشر أو غير مباشر من إجبار الطفل على الإذعان لمطالبه الجنسية. واشار الى انه

ليس بالضرورة أن يكون الدافع جنسي بحت بل في الأغلب يتعلق بممارسة للسيطرة والاستخدام.

ويرى العموش أن العنف الأسري أصبح يستهدف الأطفال العرب .ففي الأردن شهد حوالي 270 حالة إساءة جسدية وجنسية وإصابات للأطفال ، وكثير من هذه الاعتداءات أسرية . و حجم ظاهرة العنف الأسري في اليمن قدرت بحوالي 20% من حجم الجرائم الاخرى ، أن 21% من الأطفال السعوديين يتعرضون للإيذاء بشكل دائم ، . ويشير التقرير أن 65% من الجرائم التي ترتكب في مصر ضد الأطفال تتسم بالسرية

كما ان هناك مليون طفل أمريكي يتعرض للعنف الأسري

ويوضح انه من الصعب التعرف على المعتدين جنسياً لأنهم في أغلب الأحيان لا يبدو عليهم أي شيء غريب من الظاهر. قد يبدو المعتدي سوياً في جوانب عديدة من حياته، وعلاقاته، وعمله. ربما يشغل منصباً مرموقاً أو يعمل في وظيفة تختص بتقديم الرعاية للأطفال. بمقدوره أن يبدو طبيعياً في تلك المجالات بينما في نفس الوقت يعاني من اضطراب نفسي أو جنسي خاص يدفعه لمثل هذا السلوك

ويشير العموش الى ان ما نسبة الاطفال الذين يتعرضون لمثل هذه الاعتداءات تحت سن السادسة تصل الى 33 % وعادة ينتمون الى اسر تعرض فيها الآباء والأمهات أنفسهم للاعتداء الجنسي. او. الأسر التي بها تعاطي للخمور والمخدرات و المعزولة اجتماعيا

عزولة اجتماعياً، والتي لا تتعرض لنماذج مختلفة أكثر صحة، ولا تحصل على محاسبة من سلطة أعلى سواء و الأسر التي تعاني من الفقر والبطالة.



وقد بينت نتائج دراسة (العموش 2005 ) الخصائص البنيوية التي تضع الأطفال تحت خطورة العنف في مجتمع الإمارات. وتتمثل عوامل الخطورة الأسرية في عدد من العوامل ، من أبرزها : الصراعات والمشكلات التي تحدث داخل الأسرة ، ووفاة الوالد او الوالدة، وانفصال الأب والأم دون طلاق ، وتعاطي أحد أفراد الأسرة الكحول أو المخدرات ، والضرب والغياب عن المنزل ، وعدم الاهتمام بالأبناء .





يرى د العموش أن ظاهرة العنف على المستوى العالمي بدأت في التفاقم والازدياد في العقود الخمسة الماضية. مرجعا هذا إلى التحولات الاجتماعية والاقتصادية و التقنية المتسارعة التي شهدتها المجتمعات العالمية، فضلاً عن المشكلات الأسرية والاجتماعية التي تعاني منها الأسرة ، خاصة مشكلة الطلاق وخروج المرأة للعمل وانفصال أحد الوالدين ، ومشكلة التنشئة الاجتماعية والتصدع القيمي والمعياري المجتمعي، وتحديات الفقر والبطالة والأمية والظروف الطبيعية مثل الزلازل(أحداث تسونامي وكاترينا، وحروب مثل حالة العراق)



ونظراً لندرة الدراسات السابقة حول العنف ضد الأطفال في مجتمع الإمارات، فإن هذه الدراسة تعد دراسة استطلاعية أولية في معالجة هذه الظاهرة كي تمهد لقيام دراسات وطنية لمعالجتها وللخروج بنتائج وتوصيات تحدد حجم الظاهرة واتجاهها ، وسبل التعامل معها، وذلك في ضوء التحولات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة والتي يشهدها مجتمع الإمارات ، وخاصةً في العقود الثلاثة الماضية .

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:16 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-805.htm