صنعاء نيوز - 
عندما يسود القانون تطمئن النفوس وتهدأ الخواطر ويشعر كل فرد في المجتمع بأنه في مأمن من أي متجاوز يتطاول على ماله او حياته أو عياله. وليس من الغريب أن نجد ان المجتمعات والدول التي يسود فها القانون ينتشر فيها الأمن والاستقرار أيضاً.

الأحد, 19-ديسمبر-2021
صنعاء نيوز/ بقلم: عمر دغوغي الإدريسي -
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية[email protected] https://www.facebook.com/dghoughi.idrissi.officiel/

عندما يسود القانون تطمئن النفوس وتهدأ الخواطر ويشعر كل فرد في المجتمع بأنه في مأمن من أي متجاوز يتطاول على ماله او حياته أو عياله. وليس من الغريب أن نجد ان المجتمعات والدول التي يسود فها القانون ينتشر فيها الأمن والاستقرار أيضاً.

فهيبة القانون تستثير في النفوس التي تريد الشر بالآخرين مخاوف نيل العقاب جراء أي تجاوز على حق الآخرين، وهذا الخوف من العقاب أكبررادع يمنع الأشرار من القيام بأعمالهم الشريرة فيكون الناس في مأمن من شروره وطغيانه فقد ورد عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): (من آذى مؤمناً فقد آذاني).
وورد عن علي بن أبي طالب(عليه السلام): (لا يحل لمسلم أن يروع مؤمناً).
فالتعدي على حرمة المسلم هو تعدي على حرمة الرسالة، وهو تجاوز على منظومة القيم التي جاء بها الإسلام لتنظيم حياة المجتمع.

وعندما تسود القيم يسود القانون أيضاً لأنه سيخرج من كونه نصوصا وكلمات ليصبح مؤشراً يؤشر لحياة الناس، وبانتشار القيم يتحقق مقوم مهم من مقومات الأمن الاجتماعي ألا وهو سيادة القانون.
الذي يترجم هذه القيم إلى أفعال وتروك،وبسيادته يسود الأمن والاستقرار حيث سيقف القانون بوجه كل من تسول له نفسه النيل من حقوق الآخرين ويثير الطمأنينة في النفوس بأنها في مأمن طالما كانت السيادة لهذه القيم المترجمه في تصوص القانون.
من مقومات المجتمع الصالح وجود التعاطف والتوادد بين أعضائه، كل فرد فيه يحمل كماً هائلاً من العاطفة نحو الفرد الآخر ينظر إليه كما ينظر إلى نفسه، يسدده بالنصيحة إذا كان محتاجاً لها، ويقدم له المال عند العوز، ويعرض عليه خدماته كلما ألمت به الحاجة.
وهذه صفة المجتمع الإسلامي في تواده و تراحمه كالجسد الواحد يعضد بعضه بعضاً خلافاً للمجتمعات المادية التي يعيش كل فرد فيه عالمه الخاص الذي لا يمت بأية صلة بعالم الآخرين، لا جسور بينهم ولا تواصل كالجزر المتناثرة في بحر مظلم.

فنحن بإزاء نوعين من المجتمعات؛ النوع الأول تسوده المحبة والأمن والاستقرار والثاني مجتمع مفكك كل فرد فيه يعيش على حساب آلاخر، يقتات من عرق جهده متجاوزاً على حقوق غيره ففي هذا المجتمع لا نشتم رائحة الأمن ولا نحس بوجود المشاعر الانسانية.

النوع الأول هو المجتمع الإسلامي الذي قال عنه الإمام الصادق (عليه السلام): "الله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه"، وقال أيضاً: "أيما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفاً فقد أوصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وهو مجتمع يبادر كل فرد فيه بتقديم العون لأخيه قبل أن يتفوه ويطلب حاجته كما ورد في وصف أمير المؤمنين(عليه السلام): "لا يكلف أحدكم أخاه الطلب إذا عرف حاجته".

فإذا كان محور المجتمع هو الإحسان حتى للمسيء فكيف ستكون حالته عند الرخاء والمحبة والاستقرار.
كيف سيكون حال المجتمع الذي يصبح كل فرد فيه خادماً للآخر يتطوع لخدمته بكل مشاعره متلذذا بها ويستأنس عندما يأمره أخوه بأمر فيلبي له حاجته بشغف ومحبة.
عن جميل عن أبي عبد الله (عليه السلام): سمعته يقول: "المؤمنون خدمٌ بعضهم لبعض" قلت وكيف يكونون خدما بعضهم لبعض؟ قال:"يفيد بعضهم بعضاً".
تلك خصائص المجتمع الإسلامي، يشعر كل فرد فيه أنه ليس لوحده بل هناك الآلاف ممن يعيشون معه على أرض واحدة، وهو محتاج لهم كما هم محتاجون إليه وان أي ضعف في جزء من هذا المجتع سيؤثر سلباً على الجزء الآخر.
فعلى هذه الروح قام التكافل الاجتماعي كأروع ما يكون في التاريخ البشري... يتبع
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 02:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-80809.htm