صنعاء نيوز - ان كان لنا بقية وطن فهاهو الأستاذ والمعلم والأب محمد عبدالرحمن المجاهد رحمة الله تغشاة في جنات الفردوس

الإثنين, 20-ديسمبر-2021
صنعاءنيوز / رياض الزواحي -




ان كان لنا بقية وطن فهاهو الأستاذ والمعلم والأب محمد عبدالرحمن المجاهد رحمة الله تغشاة في جنات الفردوس كان هو هذا الوطن من يعرفون من هو الأستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد يدركون ما أعني

لطالما اشتاقت أرواحنا لرؤيته وتقبيل راسة وحتى قدمية فخطفة الموت فجأة فأي وطن سنبكي علية اليوم أكثر

كل ما في الضمير من قيم وأخلاق ونبل هي الأخرى تعرف من هو المجاهد الأب والمعلم والإنسان فكان رحمة الله هو من يعلم الجميع معنى هذا القيم ويبذر بذورها في نفوس من عرفوه وتتلمذوا على يدية
قبل وبعد تولية رئاسة مجلس إدارة مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر ورئاسة تحرير صحيفة الجمهورية في بعض المراحل من تاريخ اليمن المعاصر فكان هو التاريخ بانصع صورة وهو المعلم القدوة والإنسان الذي تفيض روحة بأسمى معاني الإنسانية والإخلاص لوطنة وشعبة وناسة

يالللهول أي كلمة عقيمة يمكن أن توصف الأستاذ محمد المجاهد وفاجعة رحلة فهو فوق الكلام وفوق قدرة التعبير لم أستطع أن أصف هذا العملاق سوى بالوطن نعم إذا لم يكن الأستاذ محمد المجاهد هو الوطن. فمن الوطن يامن خنتم الوطن والدين والضمير ودمرتم مابقى من الوطن

رحل الأستاذ محمد المجاهد آخر الشرفاء الأوفياء في وطن يتقاسمة اللصوص فيعلموا الأجيال القادمة المعنى الحقيقي للخيانة
لم يكن مجرد صحفي نزيه وصادق كان رحمة الله تعالى مدرسة للقيم والأخلاق والوطنية والشجاعة

الأستاذ والأب والمعلم محمد عبدالرحمن المجاهد استثناء فريد يبني الإنسان بكل معنى الكلمة كان يعرف كيف يربي الأجيال ويصنع القادة ويصون الأمانة تجاة الجيل والمجتمع
فتخرج من تحت يدية المئات من أنجح الصحفين والقامات الإعلامية وأي لغة يتحدث بها كانت أصدق وأشرف من كتابات المتسلقين والباحثين عن فضلات ومناصب السلاطين والمسؤولين وكانت دروسة عملية بعيدا عن التنضير وادعا المثالية الزائفة ورصد العبارات المنمقة والشعارات الكاذبة كان وطن كبير لقلوب كل اليمنين وهذا مابدى علية الوطن محمد عبدالرحمن المجاهد رحمة الله تعالى طوال أكثر من ثلاثين عاما وهو في رأس هرم مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر ورئاسة تحرير صحيفة الجمهورية فكانت الجمهورية الصحيفة والكادر الرقم الأول والاصعب والأهم في تاريخ الصحافة اليمنية المعاصرة وتاريخ الصحافة والإعلام في شبة الجزيرة العربية دون أي مبالغة أو تضخيم كيف لا والقاعدة التي انطلقت منها كان الأستاذ محمد المجاهد الذي ارتبط اسمة باذهان مختلف شرائح المجتمع اليمني والعربي كهامة وطنية وإعلامية وانسانية قلما جاد بها الواقع اليمني والعربي على مدى عقود ماضية ولن يستوعب البعض ماذا يعني لي الأستاذ والمعلم والأب محمد المجاهد وماذا يعني لكبار الصحفيين في اليمن والمحيط العربي فكان حفظة الله هو الجامعة التي خرجت كبار الصحفين في اليمن منذ فجر الثورة اليمنية فكان بسلوكة وقيمة ونزاهة هو المنهج العملي الذي تشبعت منه أجيال من عمالقة رسالة الإعلام معاني النزاهة والإخلاص وشرف الكلمة
له مواقف مشرفة على الصعيد المهني والإنساني والوطني ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال جيلا بعد جيل أتذكر كتابات الأستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد خلال ما كانت تسمى الفترة الانتقالية بعد الوحدة وما رافقها من توترات واغتيالات وقمع ومخاوف فكانت كتاباته سوط على رؤوس القيادات التي كادت أن تغرق الوطن في مستنقع الضياع لم يخشى رحمة الله أحد في السلطة وكل من كانوا في السلطة كانوا يعرفون نزاهت وحياد الأستاذ المجاهد ويعرفون حرصة على وطنة باخلاص دون اكتراثه بمنصبة كرئيس مجلس إدارة لأكبر وأهم مؤسسة صحفية حكومية في اليمن
الأستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد كان بالنسبة لي المعلم والأستاذ والأب الحنون الذي وقف معي في كثير من الأحداث والمشاكل التي واجهت عملي كمحرر صحفي في صحيفة الجمهورية وفي أحد المواقف أصدر الأستاذ حسين العواضي قرار بتوقيفي عن العمل وكان العواضي يومها في القاهرة مشاركا في إحدى المؤتمرات واتصل بالأستاذ محمد علي سعد رحمة الله تغشاة ليوقفني عن العمل لاني تناولت في مقال فساد السفارة السعودية في صنعاء ومتاجرتهم بالفيز والاقامات للمغتربين اليمنين عن طريق سماسرة في السفارة وخارجها
فكان الأب الذي لايمكن أن أنسى فضلة واعترض على القرار واستدعاني وقال لي استمر في عملك مادامك تتحدث عن الحق ولديك مايثبت اتهاماتك للفاسدين وانا معك

ومواقف أخرى كثيرة لا يتسع الوقت لسردها

قبل سنوات اتصل بي زميلي وأخي اياد عبدالله سعد أخبرني بأن الأستاذ محمد المجاهد يبحث عني وعن رقم هاتفي يريد أن يتحدث معي فكنت سعيدا ومفزوعا من هذا الأمر قلت يالله وانا ابحث أيضا عن رقم هاتفة لاطمئن علية منذ فترة لاني اشتقت إليه بشكل كبير وإلى كلامة ومع هذا فزعت كما قلت وانتابتني الكثير من الأفكار وما هي إلا ساعة أو أقل واتفاجاء باتصال الأستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد رحمة الى هاتفى واقسم بالله بأني سمعت صوتة رحمة الله وفاضت عيني بالدموع انتابتني مشاعر لا يمكن أن أستطيع وصفها كأني كنت في غربه وسمعت صوت ابي رحمة الله وفاضت مشاعري أكثر عندما تحدثت مع الأستاذ المجاهد قال لي كيف حالك يارياض انت بخير واولادك بخير واسرتك بخير تلعثمت قلت له بصوت متشحرج الحمد لله ياستاذ نحن في خير لا ينقصنا إلا رؤياك والاطمئنان عليك مشاق كثير لك ياستاذ والله الشاهد فقال لي وأنا كذالك اتصلت بك لاني حلمت حلم عنك وقلقت عليك وبحثت عن رقمك لاطمئن عليك وعلى أولادك أقسم بالله بأني لم أنسى ذلك اليوم يوما واحد كان اتصال الأستاذ محمد المجاهد رحمة الله تعالى يعني لي الكثير نعم الكثير الكثير كنت أقول في نفسي من انا حتى يتصل بي الأستاذ محمد المجاهد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر من أكون حتى يهتم بي ويطمئن على صحتي
وعندما حدثت ابي رحمة الله تغشاة قال لي ياولدي الأستاذ محمد المجاهد آب لنا جميعا عشنا معة سنوات طويلة ولم نجد منه سوى الخير والحب للجميع
مازالت اكتب هذه السطور ودموعي تملئ عيناي وقلبي يقطر دما على رحيل ابي محمد المجاهد وأشعر اني لم أصل الى مرحلة الحديث عن الأستاذ محمد المجاهد فأي كلام يمكن ان يعبر عن هذه القامة الإعلامية والوطنية الكبيرة التي لم يصل إليها أي إنسان إلا من رحم ربي

رحمة الله تغشاك أستاذ محمد المجاهد في جنات الفردوس مع الشهداء والأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا
وأسأل الله تعالى أن يعصم قلوبنا وقلوب اسرتة ومحبيه بالصبر والسلوان انه سميع مجيب
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وإنا لله وإنا إليه راجعون

وللحديث بقية اذا كان في العمر متسع
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 12:05 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-80826.htm