صنعاء نيوز/ -
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
لم تتوقّف المنصّات السعوديّة بين الحين والآخر، عن الهُجوم على الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، رغم أن الأخير “تعاون” في ملف اغتيال جمال خاشقجي، ولم يُظهر مقاطع الفيديو المُسجّلة للجريمة، والتي قالت الاستخبارات التركيّة إنه جرى إطلاع المخابرات الأمريكيّة عليها، ومع هذا استمرّت حملات مُقاطعة تركيا، وبضائعها، وسياحتها، وأعمالها الدراميّة سعوديّاً، فيما كان الإماراتيّون يزورون أنقرة على أعلى المُستويات، ويدعمون بالودائع والاستثمارات الاقتصاد التركي، الذي تحسّنت عملته (الليرة) في الأيّام الأخيرة أمام الدولار الأمريكي.
خلال جولة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الخليجيّة الأخيرة، التي جال فيها كل دول الخليج تباعاً، تزامن خلال زيارته لقطر وجود الرئيس أردوغان في الدوحة، ولكن لم يصدر رسميّاً أي تعليق بوجود لقاء رسمي بين الرجلين، وتردّد أن لقاءً سريّاً قد جمعهما.
وفيما يبدو أن لقاءً قد جمع الأمير السعودي بالرئيس التركي، فاجأ أردوغان بإعلانه زيارة المملكة في فبراير/ شباط المُقبل، وتأتي زيارته تلك بالتزامن مع زيارته للإمارات، وقد تكون الأخيرة قد لعبت دورًا في ترتيب هذه الزيارة، حيث العلاقات السعوديّة- التركيّة في مُربّع التأرجح، لكن الثابت أن الرئيس أردوغان يرغب في علاقات ممتازة مع دول الخليج جميعها.
إن تمّت الزيارة فقد تكون هي الزيارة الأولى لأردوغان للسعوديّة مُنذ يوليو 2017، هذه الزيارة جرى الإعلان عنها من طرف أردوغان، فيما الصمت الرسمي كان حاضرًا في السعوديّة، والتي لم تُعلّق تأكيدًا أو نفيًا لهذه الزيارة حتى كتابة هذه السطور، وجاء إعلان أردوغان هذا على هامش مُشاركته في مُؤتمر المُصدّرين الاثنين في إسطنبول.
وقال الرئيس أردوغان خلال إعلانه عن الزيارة، بأنه تلقّى دعوةً من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة الرياض، مُؤكّدًا أنه سيبحث مع العاهل السعودي “العراقيل” التي تشوب العلاقات التجاريّة بين البلدين، جاء ردّه هذا على استفسار أحد المُصدّرين عن وضع العلاقات التجاريّة بين تركيا والسعوديّة.
ويطرح مُعلّقون تساؤلات بعد إعلان أردوغان نيّته زيارة السعوديّة، حول تلقّيه دعوةً لزيارة الرياض من العاهل السعودي “الغائب” عن استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وعن حضور قمّة الرياض، وإذا كان سيستقبله الملك سلمان، بعد غياب الملك الجدلي، وتردّد تحضير نجله الأمير بن سلمان للصعود على العرش، وعزل والده “المريض”.
وتساؤلات أخرى استعرضها نشطاء، إذا كان الأمير بن سلمان هو من سيكون على رأس مُستقبلي أردوغان، وهو الحاكم الفعلي لبلاده، وسيقوم بتسهيل “العراقيل” التي تشوب العلاقات التجاريّة والتي تحدّث عنها الرئيس أردوغان بين المملكة، وتركيا، أم ستكون الزيارة صوريّة يجري فيها تبادل الابتسامات بين الملك سلمان، والرئيس أردوغان، ويعود منها الملك إلى واجهة المشهد السياسي السعودي حتى إشعار أمريكي آخر وتنصيب الملك الجديد. |