صنعاء نيوز - منذ العصور القديمة حير جسد المرأة العلماء و الحكماء ورجال الدين  ، حيث كل وحد كيف ينظر اليه  نظرة جسدية ونظرة روحانية ، ونظرة الامومة ،

الأربعاء, 05-يناير-2022
صنعاء نيوز/ -


سليمة ملّيزي
منذ العصور القديمة حير جسد المرأة العلماء و الحكماء ورجال الدين ، حيث كل وحد كيف ينظر اليه نظرة جسدية ونظرة روحانية ، ونظرة الامومة ، هذه الصفة التي تتميز بها المرآة التي تعتبر المعجزة التي تساهم في توريث البشرية بيولوجيا وإنسانياً ، وما تتميز به المرآة من رموز وخبايا في مجال الحمل والولادة واهم صلة غريزية وإنسانية بين الابناء والأم هي الأمومة ، لو تحدثنا عن جسد المرآة مع أول الخلق أن مسألة عري الجسد والغواية من منظوري الدين والتحليل النفسي؛ ملخصاً بدء الخليقة بِـ”أنا عاري إذن أنا موجودة” حيثُ تجمع النصوص الدينية السماوية على أن سبب الهبوط من الجنة لا العري في حد ذاته ، بل الوعي به، الذي يُجسد رمزياً الوعي في تحقيق الرغبة. ومغزى ذلك يعزز مسؤولية آدم تجاه الجنس وتجاه القدرة على الغواية التي لا مراء في صفتها البشرية، مقارنة بعجز الحيوان عن الاستيهام، إكتشاف العري كان الانتهاك الثاني للمنظومة السماوية وقد سبقه الانتهاك الأول الماثل في تمرد “ابليس” على الخالق وتهديده بإخراج الجنس المدلل عن السراط المستقيم.
يشكل جسد المرأة على الدوام مادة رئيسية في أعمال الفنانين التشكيليين، طالما عكست طرق وأشكال تناوله وتصويره المختلفة اختلاف نظرة وأسلوب كل فنان عن الآخر، وأبرزت تنوع المدارس التشكيلية المختلفة، ورسخت في الذهن مفهوم الفن التشكيلي، كفن يتجاوز نسخ ما تراه العين إلى منطقة أكثر اتساعًا، تتعلق أكثر بإعمال الخيال في إعادة تشكيل ما تراه العين، ووضعه في سياقات مختلفة كليًا عن سياقاته المنطقية، حيث نجد لوحات فنية كثيرة لكبار الفنانين خاصة في عصر النهضة في اوروبا لنساء عاريات ، ويرسمن اجسادهن العارية بدقة عالية وفنيات راقية جدا .
أما فيما يخص وصف جسد المرأة عند الشعراء والادباء فكانت محل اهتمام كبير في الشعر العربي ، خاصة عند الشاعر الراحل نزار قباني في قصيدته الشهيرة ” مايا ” حيث يوصف جسد المرأة بكل اشكاله ، ونجد وصف جسد المرأة ايضا في القصيدة الشهيرة في الشعر الملحون في اشهر قصيدة عبر التاريخ وهي ” حيزية ” للشاعر ابن قيطون ، حيزيَّة وسْعيِّدْ قصة حب جزائرية بدوية صحراوية، حدثت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في بلدة، التابعة لولاية بِسْكْرَة، بوابة الصحراء الكبرى، في منطقة الزيبان في جنوب شرق الجزائر. وهي تشبه قصص العذريين في التراث العربي القديم، أو قصة روميو وجوليت، وغيرها، يقول الشاعر ابن قيطون في وصف جمال جسد حيزية :
” طلقت ممشوط طاح بروايح كي فاح = حاجب فوق اللماح نونين بريا
عينك قرد الرصاص حربي في قرطاس = سوري قياس في يدين الحربيا
خدك ورد الصباح و قرنفل وضــــــاح = الدم عليــه ساح وقت الصحويا
الفم مثل عــــاج المضحـــــك لعــــــاج = ريقك سـي النعاج عسله الشهايا
شوف الرقبة خيار من طلعت جمـــــار = جعبـــــة بلار و العواقيد ذهبيا
صدرك مثل الرخـــــــام فيه اثنين تـوام = من تفاح السقام مسوه يديـا . “
وفي رأي أن المرأة كرمها الله عز وجل بهذه المهمة الصعبة والجميلة،
والمعقدة في انجاب الاطفال حتى تساهم في توريث البشرية على وجه الارض ، عكس النظرية الغير انسانية للمرة في تقاليد وثقافة بقيت الشعوب ، لو تمعن في رأي الشعوب عبر التاريخ في العهد اليونانيّ، وحين النظر لمؤسس علم المنطق الصوريّ، والفيلسوف السياسيّ أرسطو، فإنك قد تُفاجأ إن عَلِمت أنه يقرر أن المرأة لا تصلح إلا للإنجاب، وأنه لا يمكنها أن تمارس الفضائل الأخلاقية مثل الرجل، فهي مجرد مخلوق مشوه أنتجته الطبيعة. أما أفلاطون، صاحب كتاب “الجمهورية”، والمعروف بمدينته الفاضلة؛ فيرى أن المرأة أدنى من الرجل في العقل والفضيلة، وكان يأسف أنه ابن امرأة، ويزدري أُمّه لأنها أنثى!
أما ماكتبته ريتا بانيرجي في كتابها الجنس والسلطة، فكان يركز على احتقار غاندي للجسد الأنثوي، معتبرًا الحيض مظهرًا من مظاهر تشويه روح المرأة من خلال حياتها الجنسية ،
الزعيم مهاتم غاندي الذي كان يحارب العنصورية ، كان يحتقر جسد المرأة على انها في فترة الحيض تلعن ولا احد يقترب منها وتعتبر نجسة ،
اعتقد أن جسد المرأة كرم عند بزوغ الاسلام ، لقد رفع الإسلام مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، وخير الناس خيرهم لأهله؛ فالمسلمة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها .
ويبقى جسد المرأة موضوع فتنة وموضوع عدوانية في العلاقة الثنائية كما في الإرث الاجتماعي. هذا الإرث الذي يحتل في العلاقة الثنائية حيزا طاغيا يقتحم متخيل الجنس والتناسل وجسد المعنية به ، وأيا في الموروث الشعبي العربي ان جسد المرأة فتنة والفتنة جريمة ترتكب في حق العشيرة وجلب العار للعائلة ، حيث نجد في بعض القبائل الافريقية ، تقوم النساء بدحر اثداء الفتاة التي تصل مرحلة البلوغ حتى لا تبرز للرجال وتسبب لهم الشهوة والاعتداء الجنسي عليهن ، هذه تعتبر جريمة في حق جسد المرأة الطبيعي الذي من حقها ان تتمتع به هي فرديا ، بينما يراه المتجمع المتخلف عيب وعار على القبيلة ،
كما يحثت عند بعض القبائل في جنوب مصر والسودان وهيختان لمراة وبتر جزء حساس ومهم من جسدها ، وكانت الكاتبة الكبيرة الدكتورة نوال السعداوى، واحدة من المثقفات المصريات اللواتى دافعن عن حق المرأة فى تلك القضية، ودفعت ثمنها فصلها من عملها فى وزارة الصحة، ففى عام 1972 نشرت كتاب بعنوان المرأة والجنس، مواجهة بذلك جميع أنواع العنف التى تتعرض لها المرأة كالختان والطقوس الوحشية التى تقام فى المجتمع الريفى للتأكد من عذرية الفتاة، أصبح ذلك الكتاب النص التأسيسى للموجة النسوية الثانية/ وكنتيجة لتأثير الكتاب الكبير على الأنشطة السياسية أقيلت نوال من مركزها فى وزارة الصحة، لم يقتصر الأمر على ذلك فقط فكلفها أيضا منصبها كرئيس تحرير مجلة الصحة، وكأمين مساعد فى نقابة الأطباء.
وتبقى هناك ثغرات في غياب العلم والتطور وحقوق المرأة ، حتى في المجتمعات العربية والاسلامية ولس ببعيد كان جسد المرأة يجلب العار والعيب للعائلة . الا أن هذه الظاهرة اصبحت شبه منعدمة في المجتمعات العربية بعدما تحررت المرأة من عقدة الانوثة ، واستطاعت ان تفرض حضورها في المجتمع بالتعليم والتقدم والتطور في كل المجالات .
الجزائر
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-81169.htm