صنعاء نيوز/ -
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
تطرّق الإعلام العبريّ في كيان الاحتلال إلى العرض الجويّ المشترك الذي أجراه سلاحا الجو الروسي والسوريّ في هضبة الجولان، ,رأى أنّ هدفه نقل رسالةً لإسرائيل والولايات المُتحدّة الأمريكيّة على حدِّ سواء.
ووفقًا لأقوالِ مصدرٍ سياسيٍّ إسرائيليٍّ، وُصِف بأنّه رفيع المُستوى، لصحيفة “إسرائيل هيوم” العبريّة، فإنّ “حصول التحليق في المكان والتوقيت اللذين جرى اختيارهما، والعلانية التي قررت فيها الدولتان إعطاءها هو إشارة لإسرائيل، فالعرض الجوي في الجانب السوريّ من هضبة الجولان مُوجّه فقط لدولة واحدة إضافية موجودة أيضًا في الجولان، وليس لأي أحد آخر”.
وبحسب تقديرات المصدر عينه، فإنّه من خلال حصول العرض الجويّ ونشره، أرادت روسيا إبلاغ إسرائيل أنّها ليست راضية عن النشاطات الإسرائيلية ضدّ إيران وحلفائها في دمشق، وأضاف أنّه “في الأشهر الأخيرة ازداد حجم النشاطات الإسرائيليّة في سوريّة، ويعتقد الإسرائيليون بأنّ هذه هي الخلفية للإشارات الروسية-السورية”.
عُلاوةً على ذلك، شدّدّت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن ذات المصادر، على أنّ الرادارات الإسرائيلية التقطت طائرات حربية تابعة لسلاح الجوّ الروسي تقوم بدوريات مع طائرات سورية على الحدود الإسرائيليّة السورية، على الرغم من أنّ الحديث يدور عن حادثة استثنائية، إلّا أن الروس لم يبلغوا تل أبيب والأمر أثار قلقًا كبيرًا.
من ناحيته، قال الخبير الإسرائيليّ بالشؤون الأمنيّة والعسكريّة في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة، يوسي يهوشوع، قال نقلاً عن مصادره الرفيعة بالمؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، إنّ هناك قلقًا إسرائيليًا بعد الإعلان المشترك لروسيا وسوريّة بدء جولات جوية مشتركة، الأمر الذي ترك تساؤلات في القيادة السياسية والأمنية حول تغيّر السياسة الروسيّة تجاه إسرائيل، على حدّ تعبيره.
ووفق يهوشوع، لم تكن تلك السياسات مُعلنة لكنّها سمحت لسلاح الجو الإسرائيليّ بالعمل بحريّة في مواجهة الوجود الإيراني وحتى تكثيف الهجمات في سوريّة في الأشهر الأخيرة.
وتابع يهوشوع “أحد التفسيرات هو أنّ الروس قدّروا أنّ الأحوال الجويّة أتاحت نافذة لهجوم إسرائيلي في سوريّة قبل دخول شتاء آخر وأرادوا إثبات إمكانية إحباطه، ويمكن أنْ تدلّ هذه الإشارة على أن الروس يعتقدون بأنّ إسرائيل بالغت بشدة، لكن من ناحية أخرى، من الواضح تمامًا أنّ من المصلحة المشتركة لإسرائيل وروسيا إخراج الإيرانيين من سوريّة”، على حدّ تعبيره.
ومضى قائلاً، نقلاً عن مصادره الوازِنة في تل أبيب، إنّ “الاحتمال الآخر والأكثر أهمية هو التوتر بين الولايات المتحدة والقوى الروسية مع تزايد قلق واشنطن بشأن تحرك عسكري لموسكو في المستقبل القريب في كييف، وقد يرغب الروس في إرسال إشارة للأمريكيين بشأن ساحة أخرى نشطة في الشرق الأوسط”.
وأشار يهوشوع إلى أنّ الاختبار بالنسبة لإسرائيل هو ما إذا كانت مجرد إشارة في اللعبة بين الدول الكبرى وأنها ستنتهي أمْ أنّ روسيا ستحد من نشاط سلاح الجو الإسرائيليّ في سوريّة ضد الإيرانيين. وأردف “كما نذكر هناك آلية تنسيق بين البلديْن، وحتى اليوم لم يقم الروس بتفعيل منظومات دفاعهم الجوي ضد طائرات سلاح الجو، بل تمّ تفعيل منظومات الجيش السوري فقط. تغيير كهذا، سيقيّد سلاح الجو، حينها سيكون حدثًا دراماتيكيًا لإسرائيل.
وفي الختام، خلُص يهوشوع إلى القول، اعتمادًا على المصادر عينها، إنّ الاتصالات جارية الآن على المستوى الأمني بين ضباط الجيشيْن الإسرائيلي والروسي لتهدئة الأجواء، ومن المحتمل أنّه في نهاية المحادثات، حتى لو لم تعلن إسرائيل ذلك، ستقلّص الهجمات في سوريّة إلى أنْ يمرّ الغضب”، على حدّ تعبيرها. |