بيروت ـ “راي اليوم” ـ نور علي:
قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة الجمعة هي الأولى له لدولة عربية منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011، في زيارة اثارة غضب واشنطن.
وقالت الولايات المتحدة في بيان ردا على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد يوم الجمعة لدولة الإمارات إنها “تشعر بخيبة أمل كبيرة وبقلق من هذه المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعية” على الأسد.
وقال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “نحث الدول التي تفكر في التواصل مع نظام الأسد على أن تدرس بعناية الفظائع المروعة التي ارتكبها النظام ضد السوريين على مدى العقد الماضي فضلا عن محاولات النظام المستمرة لحرمان معظم البلد من الحصول على المساعدات الإنسانية والأمن”.
واعلنت الرئاسة السورية مساء الجمعة أن الرئيس بشار الأسد زار الإمارات والتقى الشبخ محمد بن زايد ونائب رئيس الدولة حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم. وذلك في زيارة هي الخارجية الأولى منذ 6 أشهر.
ورحب بن زايد خلال اللقاء الذي جرى في قصر الشاطئ بزيارة الأسد والتي “تأتي في إطار الحرص المشترك على مواصلة التشاور والتنسيق الأخوي بين البلدين حول مختلف القضايا”.
وأعرب بن زايد “عن تمنياته أن تكون هذه الزيارة فاتحة خير وسلام واستقرار لسوريا الشقيقة والمنطقة جمعاء”.
واطلع بن زايد من الأسد على آخر التطورات والمستجدات على الساحة السورية، وفق ما أعلنت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام).
وبحث الجانبان “العلاقات الأخوية والتعاون والتنسيق المشترك بين البلدين الشقيقين بما يحقق مصالحهما المتبادلة ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط”.
وناقش الجانبان خلال اللقاء الذي حضره مسؤولون بارزون من البلدين ، عددا من القضايا “محل الاهتمام المشترك وتأكيد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وانسحاب القوات الأجنبية إضافة إلى دعم سوريا وشعبها الشقيق سياسياً وإنسانياً للوصول إلى حل سلمي لجميع التحديات التي يواجهها”.
وأكد بن زايد آل نهيان أن “سوريا الشقيقة تعد ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي وأن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون معها بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق نحو الاستقرار والتنمية”.
كما تبادلا وجهات النظر وموقف البلدين تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الرئاسة السورية مساء اليوم الجمعة أن الرئيس بشار زار دولة الإمارات العربية المتحدة والتقى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وغادر الأسد الإمارات حيث كان في وداعه في مطار البطين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفقا لـ ” وام”.
واستقبل ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الحاكم الفعلي للإمارات، الرئيس السوري لبحث “العلاقات الأخوية” بين البلدين و”السلام” في المنطقة، وفق ما أوردت “وام”.
وأضافت حسابات الرئاسة السورية، أن الأسد التقى بن راشد في استراحته في المرموم بدبي.
وقالت إن الشيخ محمد بن راشد رحّب خلال اللقاء بزيارة الرئيس الأسد والوفد المرافق، والتي تأتي في إطار العلاقات الأخوية بين البلدين.
تناول اللقاء مجمل العلاقات بين البلدين وآفاق توسيع دائرة التعاون الثنائي لاسيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والتجاري، بما يرقى إلى مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين.
حضر اللقاء عدد من كبار المسؤولين في الإمارات وسوريا، بينهم عن الجانب الإماراتي: الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، والشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ومحمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، وأنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، وعلي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وطلال حميد بالهول الفلاسي المدير العام لجهاز أمن الدولة في دبي.
كما حضره الوفد المرافق للرئيس الأسد الذي يضم وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية، ونائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري.
وكان في استقبال الأسد لدى وصوله إلى مطار دبي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
وتاتي اهمية هذه الزيارة من كونها الاولي من نوعها وتطور العلاقات الاماراتية والسورية وتتزامن مع التقارب الاماراتي الروسي وزيارة الشخ عبد الله بن زايد لموسكو، ورفض الامارات طلبا امريكيا بزيادة انتاج النفط.
واللقاء هو أحدث حلقة في سلسلة مبادرات دبلوماسية تشير إلى تحول في الشرق الأوسط يشهد إحياء عدد من الدول العربية علاقاتها مع الأسد.
وتنامت المؤشرات على التقارب بين الأسد والدول العربية العام الماضي بما شمل اتصالا هاتفيا مع العاهل الأردني الملك عبد الله وهو حليف أيضا للولايات المتحدة.
ويقول محللون إن الدول العربية التي تسعى إلى توثيق العلاقات مع الأسد تراعي بشكل كبير اعتبارات سياسية واقتصادية، منها كيفية مواجهة نفوذ إيران وتركيا.