صنعاء نيوز - نرفض تسمية التعاون الأمنيّ مع العرب حلفا إقليميا لـ”حساسية المُصطلح”.. نجاح القمّة بترجمة الإنجازات على الأرض

الثلاثاء, 29-مارس-2022
صنعاء نيوز/ -



الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
على الرغم من المُحاولات الإسرائيليّة المُكثفّة لتسويق “نجاح” قمّة النقب، التي أنهت أعمالها أمس بمُشاركة أمريكا، إسرائيل، المغرب، البحرين، مصر والإمارات العربيّة المُتحدّة، على الرغم من ذلك، شكّكّ حتى الإعلام العبريّ في نتائج القمّة، مُستبعِدًا جدًا أنْ تجلب ثمارًا على أرض الواقع، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، رأى مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، أنّ منفذيْ عملية الخضيرة، أوّل من أمس الأحد، جاءا وذكّرا بأنّه على الرغم من الاحترام للأقوال حول شرق أوسط جديد وأحلاف شجاعة، ما زالت هناك قوى عنيفة كثيرة تسعى إلى تشويش هذه الإنجازات، ومستعدة لاستخدام الأسلحة النارية من أجل نقل الرسالة، على حدّ تعبيره.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح المحللون بالإعلام الإسرائيليّ، أنّ العملية خلطت جميع الأوراق، لافتين إلى أنّ عملية الخضيرة، وقعت في الوقت الذي يجتمع فيه ستة وزراء خارجية في النقب، مُشدّدّين على أنّه من غير المُستبعد أنْ يكون توقيت العملية مخططًا لتوجيه رسالةٍ إلى المؤتمرين.
أمّا المُستشرِق الإسرائيليّ، إيهود يعاري، فقال في مقالٍ نشره على موقع القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، قال إنّ “اجتماع وزراء الخارجية في سديه بوكير (في النقب) هو بالطبع عرض دبلوماسي غير ناضج لكسر الجدران أمام جزء كبير من العالم العربي، مع عدم الخوض في القضية الفلسطينية، كما أنّه إشارة إلى أنّ الولايات المتحدة لا تتخلى عن المنطقة، حتى لو قلّلت من التزاماتها” وفق قوله.
وتابع يعاري، وهو مُستشرِقٌ ويعمل محللاً للشؤون العربيّة بالتلفزيون العبريّ، تابع قائلاً: “مع ذلك، فهذه ليست ولادة تحالف مع العالم السنيّ، إذا كان هناك مثل هذا المنتج السياسي، كما أنها ليست بداية شراكة شجاعة في حالة مواجهة عسكرية مع إيران. في أحسن الحالات، سيكون هناك تقدم في الدفاع المنسق في مواجهة خطر الطائرات بدون طيار وصواريخ “حرس الثورة”، في تبادل المعلومات الاستخباراتية والسيبرانية. ولكن إذا تطلبت المواجهة الهجوم على المنشآت النووية، ستبقى إسرائيل وحدها”.
وأضاف: “الاستقرار من حولنا غير مضمون، وفي بعض الدول السنية يتزايد التهديد للأنظمة مع ارتفاع أسعار الخبز والوقود، وانخفاض قيمة العملة وازدياد التضخم”، على حدّ تعبير المُستشرِق الإسرائيليّ.
أمّا مُراسِل الشؤون السياسيّة في صحيفة (يسرائيل هايوم) فلفت إلى أنّ “مصدرًا دبلوماسيًا قال إنّ هدف قمة النقب هو تصميم هيكلية أمن إقليمي بين إسرائيل ومصر والمغرب والإمارات والبحرين. وقد أكّد أنهم في إسرائيل غير معنيين بتسمية التعاون الأمني حلفًا إقليميًا”، مُضيفًا أنّ “هذا المصطلح لا يزال حساسًا في العالم العربي، لكن الفكرة هي أخذ التعاون الأمني الموجود بالفعل بين إسرائيل وكلّ دولة، وربطها معًا في كتلة مشتركة، وشدّدّ الدبلوماسيّ الإسرائيليّ على أنّ “هيكلية الأمن الإقليمي في الجو وفي البر وفي البحر ستعمل، وستوفّر ردًا أيضًا على تهديدات قراصنة”.
وتابع كهانا: “لكن سرعان ما خيَّم على الهدف الطموح الواقع الذي حاول المشاركون في القمة الهروب منه. المعلومات عن الهجوم في الخضيرة ألقى بظلاله على وزير الخارجية الأمريكيّة، أنتوني بلينكن، وهو في طريقه من المقاطعة في رام الله إلى سدِيه بوكِر”.
وأردف الكاتب: “وردت أيضًا إلى قاعات المحادثات في الفندق الصحراوي الأخبار تباعًا. الفجوة بين الرؤية التي نوقشت هناك، والتهديد الخطير والمباشر على سُكّان إسرائيل تبدو كبيرة مثل المسافة بين سديه بوكير وواشنطن”، على حدّ تعبيره.
في السياق ذاته، رأى محلل الشؤون السياسيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، اليوم الثلاثاء، رأى أنّ وزراء الخارجيّة الذين شاركوا في قمّة النقب أوضحوا بصورةٍ لا لبس فيها بأنّ القمّة كانت ردًا على عملية الخضيرة، لافِتًا في ذات الوقت إلى أنّ القمّة تُعتبر إنجازًا سياسيًا، ولكنْ استدرك قائلاً إنّ هذا نجاح هذا الإنجاز من عدمه سيتّم معرفته والتأكّد منه في كيفية ترجمة إنجاز القمّة لخطواتٍ عمليةٍ على أرض الواقع، وعلى نحوٍ خاصٍّ في مجال التعاون بين إسرائيل والدول العربيّة التي شاركت في القمّة، كما قال نقلاً عن مصادره الرفيعة في تل أبيب.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-82695.htm