صنعاء نيوز - القسام يوجه ضربة قاسية لإسرائيل.. تبني عملية “سلفيت” كشف انهيار الاحتلال ودشن مرحلة مقاومة جديدة والاحتلال يعترف بفشله.. حماس تهدد بالمزيد وغانتس بين نارين.. فهل سيُعاقب غزة؟

الثلاثاء, 03-مايو-2022
صنعاء نيوز/ -

غزة – خاص بـ”رأي اليوم”- نادر الصفدي:
تتوالى الضربات الأمنية القاسية على رأس الحكومة الإسرائيلية من كل حدبٍ وصوب، فباتت الآن في موقف الضعيف والعاجز أمام تصاعد وتنوع وتطور أساليب المقاومة الفلسطينية، التي أسفرت خلال عملياتها المتنوعة في شهر واحد تقريبًا عن قتل 15 إسرائيليًا، في حصيلة هزت دولة الاحتلال بأكملها.
إسرائيل التي تحاول دائمًا التقليل من تطور قدرات المقاومة والتخفيف من حدة الضربات التي تتلقاها في الضفة والقدس والداخل المحتل، ودائمًا ما تحول انتقامها وردة فعلها بالمزيد من القتل والاعتقال واجتياح المدن والمخيمات وتدنيس المقدسات، تلق هذه المرة رسالة من نوع من كتائب القسام الجناح المسلح لحركة “حماس” تحمل في طياتها الكثير من المعاني السياسية والأمنية والعسكرية، التي وصفتها بعض وسائل الإعلام بـ”المزلزلة”.
عملية “سلفيت” كانت عنوان هذه الرسالة التي جاءت في وقت حساس للغاية بالنسبة لدولة الاحتلال، فمنذ تبني القسام للعملية التي أسفرت عن مقتل حارس أمن إسرائيلي، حتى باتت دولة الاحتلال تغلي، والإعلام انفجر في البحث والتعقيب حول النتائج والتأثيرات والرد المناسب، وسط اعتراف أن هذه العملية كشفت انهيار منظمة الأمن الإسرائيلية بأكملها أمام “حماس” وذارعها العسكري.
وكانت كتائب “القسام”، قد أعلنت مسئوليتها الكاملة عن عملية اطلاق النار التي وقعت عند مدخل مستوطنة (أرئيل) في مدينة سلفيت، الجمعة الماضية، والتي أسفر عن مقتل حارس أمن المستوطنة، وأكدت في بيان عسكري، أصدرته مساء الاثنين، أن عملية سلفيت حلقة في سلسلة ردودها على العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك، لافتة في الوقت ذاته إلى أن هذه العملية أربحت منظومات الاحتلال.
وأعربت الكتائب، عن فخرها بمجاهديها أبناء القسام، الذين لا زالوا يشرعون سيف القدس جنباً إلى جنب مع مقاومي الشعب الفلسطيني في كل بقاع الأرض الفلسطينية المحتل، مؤكدةً أن هذه العملية تأتي ضمن سلسلةٍ من عمليات الرد على تدنيس الأقصى، والعدوان عليه ولن تكون الأخيرة بعون الله.
وأشارت إلى أن منفذيْ عملية اطلاق النار التي وقعت عند مدخل مستوطنة (أرئيل) في مدينة سلفيت، هما الأسيرين يحيى مرعي، ويوسف عاصي.

الناطق باسم حركة “حماس”، عبد اللطيف القانوع، قال إن إعلان كتائب القسام لتبني عملية سلفيت البطولية بمثابة تدشين مرحلة جديدة في مقاومة الاحتلال في الضفة الغربية انتصاراً للمسجد الأقصى.
وأضاف القانوع في تصريحات إذاعية أن كتائب القسام بالإعلان عن تنفيذ عملية سلفيت هو تأكيد من جديد على جاهزيتها لحماية المسجد الأقصى وإفشال كل محاولات تقسيمه.
وتابع: “كرة اللهب وبنادق القسام ستحرق الاحتلال الصهيوني من كل الساحات في حال ارتكب أي حماقة ضد المسجد الأقصى أو أي عدوان على شعبنا”.
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة طارق عز الدين، مساء الاثنين: إن تبني كتائب القسام لعملية “أرئيل” في سلفيت هو دليل على أن العمل الفدائي في الضفة مستمر على قدمٍ وساق”.
وأكد عز الدين في تصريح إذاعي، أن تبني كتائب القسام لعملية “أرئيل” قرب محافظة سلفيت هو إعلان بأن المقاومة الفلسطينية تدعم العمل المقاوم في الضفة وأنها خلفها.
وشدد على أن هذه العملية هي نموذج نفخر به، وندعو لتكتيك هذا العمل المبارك وإلى رصِّ الصفوف ودعم المقاومة.
وختم حديثه بالقول: “حركة الجهاد الإسلامي تبارك العملية البطولية في سلفيت والتي نفذها عناصر كتائب القسام المباركون رغم الأوضاع الأمنية المعقدة”.
محللون سياسيون اعتبروا كذلك أن إعلان كتائب القسام لعملية أرئيل البطولية، بمثابة ضربة مؤلمة لمنظومة الاحتلال الأمنية، وتدشين ولمرحلة جديدة تدشن في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدوا أن نجاح القسام في تنفيذ العملية، يعتبر ضربة جديدة للاحتلال وللتنسيق الأمني، الذي لا يؤلوا أصحابه جهدًا في إجهاض العمل المقاوم في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد إياد القرا الكاتب والمحلل السياسية، أن إعلان القسام عن عملية سلفيت، يعتبر ضربة أمنية موجعة للكيان الصهيوني، وقال القرار في حديث لفضائية الأقصى، “إن عملية سلفيت حققت الأهداف بقتل الجنود، واعترف الاحتلال بدقة هذه العملية البطولية واحترافية المنفذين”.
وشدد على أن التنسيق الأمني لم يؤت ثماره بين السلطة والاحتلال، موضحًا أن عملية سلفيت كانت بصمات كتائب القسام فيها واضحة بشكل أو بآخر، موضحًا أن إعلان القسام عن العملية يرسل رسالة أنها قادرة على كسر المنظومة الأمنية الصهيونية، مشيرًا إلى أن كتائب القسام في الضفة حاضرة وموجودة وقادرة على تنفيذ المزيد من العمليات البطولية.
وشدد على أن القسام يتحدى الكيان الصهيوني بإعلانه عن تنفيذ العملية البطولية في سلفيت، وفيه دعوة للشبان بالضفة للتحرك والمقاومة.
ومن جانبه، قال إبراهيم المدهون الكاتب والمحلل السياسي، إن “تبني القسام للعملية البطولية في سلفيت تؤكد استمرار جذوة العمليات وفيه تحدي للكيان الصهيوني.
وبين المدهون أن إعلان القسام يجعل الفصائل الفلسطينية الأخرى تتحرك وتنفذ مزيدًا من العمليات البطولية التي ستواصل الضغط على الكيان الصهيوني موضحًا أنه سيدفع ثمنا كبيرا إذا استمر في جرائمه بحق المسجد الأقصى.
كما اعتبر عمر جعارة المختص في الشأن الإسرائيلي نجاح العمليات البطولية يثتب إسلامية المسجد الأقصى لدى الصهاينة، وقال “لأول مرة في تاريخ الكيان يتم استدعاء ألوية الاحتياط لجيش الاحتلال في الضفة بعد العمليات البطولية”.
وأضاف بأن “حكومة الاحتلال ستتخذ قرارا بمنع اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى بعد ردود المقاومة وأن ألوية الاحتياط في جيش الاحتلال بالضفة لم تستطيع توفير الحماية لأمن الكيان الصهيوني.


الإعلام العبري عقب بإسهاب على إعلان كتائب القسام، مسؤوليتها عن عملية سلفيت، وأكد هاليل أرئيل، المراسل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية، أنه رداً على إعلان حركة “حماس” مسؤوليتها عن عملية أرئيل، فمن المتوقع أن يفرض بيني غانتس، وزير جيش الاحتلال، عقوبات على قطاع غزة.
من جانبه، أكد أليؤور ليفي، المراسل الصحفي أن إعلان كتائب القسام، مسؤوليته عن عملية اطلاق النار في أرئيل، لم يحصل مثله منذ زمن طويل، وهو بمثابة إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
من جانبه، قال حيزي سيمانتوف، مراسل القناة 13 الإسرائيلية: “إن تبني حماس المسؤولية عن عملية أرئيل، هو تصعيد وتغيير في الاتجاه نحو تشجيع العمليات في الضفة الغربية”.
وأضاف: “في إسرائيل سيتعين عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيوجهون ضربة للجناح العسكري في غزة أم سيمتنعون ويحافظون على سياسة الرد على إطلاق الصواريخ فقط”.
كما اعترفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، بأن السياسية التي تعتمدها حكومة الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع حركة “حماس”، انهارت، منوهة إلى أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية ترجح تصاعد العمليات في الفترة المقبلة.
وذكرت الصحيفة العبرية، في افتتاحيتها التي كتبها المعلق العسكري يوسي يهوشع، أن “محافل عليا في الاستخبارات الإسرائيلية، تؤكد أن موجة العمليات في الداخل آخذة بالتصاعد وكان آخرها عملية إطلاق النار في مستوطنة “أرئيل” التي أدت إلى مقتل حارس أمن إسرائيلي”.
وأوضحت أن موجة العمليات الأخيرة أدت إلى مقتل 15 إسرائيليا، مضيفة أن “نهاية هذه الموجة لا تبدو في الأفق، مثلما يتضح من الإخطارات الاستخبارية لجهاز “الشاباك” وشعبة الاستخبارات في الجيش وكذا من خطاب زعيم حركة حماس في غزة يحيى السنوار”.


وذكرت أن السنوار وبعد فترة طويلة، أطلق تهديداته تجاه إسرائيل، وأكد أن “المعركة لن تنتهي مع نهاية رمضان، بل تبدأ. أعددنا رشقة من 1111 صاروخا”.
وأكدت “يديعوت احرونوت” أن “السياسة الإسرائيلية تجاه حركة حماس انهارت”. وبينت أن “المزاج في هيئة الأركان وجهاز الشاباك هو اجتياز رمضان، وبالتالي فإن الثمن في هذه المرة كان جسيما، وبحسب شرح حركة حماس، نحن في بداية الأحداث، والرسالة التي تأتي من جهة الاستخبارات مشابهة”.
وخلصت إلى أن “الدرس المؤسف من الصراع اليومي، أنه لا يوجد نجاح مئة في المئة، فسياسة بنيامين نتنياهو تجاه حركة “حماس” في الـ 12 سنة لم تحقق الهدوء، بل العكس”.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.sanaanews.net/news-83365.htm